*إما أن كثيراً من معارضي الإنقاذ لا يفهمون.. *وإما أنهم يفهمون ولكنهم (يتغابون) لشيء في نفوسهم.. *وأنا شخصياً أميل إلى ترجيح الاحتمال الثاني هذا.. *فبعض الذي نكتب يفهمه حتى (عوير) بلدتنا علي طريرة.. *وكمثال (طازج) على ذلك كلمتنا عن زميلنا الحبيب شبونة قبل أيام.. *فما أردت قوله أن المعارضة استمرأت خوض الصحافة معاركها بالنيابة عنها.. *بمعنى أن تنشر لهم - يومياً- تصريحاتهم وهم (جالسون).. *جالسون داخل بيوتهم هنا - بالداخل - أو فنادقهم في الخارج.. *وأن تجري معهم مقابلات (دعائية) هدفها إثبات الوجود.. *فهم لا وجود فعلي لهم إلا عبر صفحات الصحف.. *وأن تنفذ لهم أجندتهم تصويباً لجارح النقد نحو هذا القيادي أو ذاك.. *وأنا أتكلم عن علم بما أنني كنت (كذلك) لعقدين من الزمان وأكثر.. *ولكن السنوات تطاولت وما من (حركة) واحدة من تلقاء المعارضين تنم عن جدية.. *فهم فقط يريدون من الصحافة أن تفتح صدرها لتلقي الضربات إلى أن يأتي الفرج.. *يأتي كيف؟ لا يهم ، وإنما المهم هو أن تواصل الصحافة (المعركة) دون كلل.. *أن تواصل أكثر من الـ(26) عاماً هذه و(فيها الخير).. *وأيضاً من واقع تجربة شخصية أقول أن بعض المعارضين يرفضون لأنفسهم ما يريدونه للإنقاذ.. *أي أن تهاجم لهم الإنقاذ بحسبانها نظاماً دكتاتورياً كابتاً للحريات.. *ولكن إن انتقدتهم هم- عشاق الحرية- بأقل من ذلك غضبوا.. *ويمكن أن يبلغ الغضب هذا حد (التوقيف)- تماماً كما تفعل الإنقاذ- إن كان في صحيفة تتبع لهم.. *فقد سبق أن أوقفت أنا عن ممارسة وظيفتي كرئيس تحرير لصحيفة (الأمة).. *أوقفت - حسب نص الخطاب - لحين المثول أمام لجنة محاسبة.. *أما السبب فهو الـ(تجرؤ) على نقد الحزب وسياساته و(آل البيت).. *طيب كيف تريد من الإنقاذ (القمعية) أن تقبل ما ترفضه أنت (الديمقراطي)؟!.. *ثم إن كانت الإنقاذ تقبل من النقد ما لا يقبله الديمقراطيون فأين المشكلة إذاً؟!.. *أليست الإنقاذ - في الحالة هذه- نظاماً ديمقراطياً (كامل الدسم)؟!.. *أما صديقي شبونة فأقول له ستسمع من عبارات (المؤازرة) ما سمعته أنا حتى (شبعت).. *وقد تحدثت بسخرية - مرة- عن نيتي حمل بطاقة (مناضل) لتقديمها إلى من يهمهم الأمر.. *تقديمها إلى البقال واللبان والجزار والمؤجر ومدير المدرسة.. *ثم تخيلت ردهم جميعاً (بلها واشرب مويتها).. *فهؤلاء يريدون فلوسهم ولا دخل لهم بـ(نضالك).. *والمعارضة تريد قلمك إلى أن (يُكسر).. *ثم لا دخل لها بـ(ظروفك!!!).