Post: #1
Title: بين أهل الفن وأهل السياسة في بلادنا! بقلم أحمد الملك
Author: أحمد الملك
Date: 02-01-2016, 03:51 PM
02:51 PM Feb, 01 2016 سودانيز اون لاين أحمد الملك- مكتبتى رابط مختصر
لا يزال هناك رغم تطاول عهد الموت الدمار من يبدع، من يبذر فنا ينمو وتتفتح أزاهيره، يرتق جروح وجداننا، ويعيد شحننا بالأمل في مستقبل زاهر يستعيد وطننا فيه عافيته، بعيدا من تجار السياسة والدين ، بعيدا عن المفسدين والقتلة!
التحية للاستاذ السر قدور، أطال الله عمره وحفظه ذخرا لوطننا وفنون وطننا. اضافة لمواهبه كإعلامي ومحاور قدير (ليس محاورا في مؤتمرات الحوار بالطبع) وكمقدم خفيف الظل، يوثق ويقرّب المسافات بين أجيال الفن ، ويقدّم للشباب ذهب إرثنا الفني، في طبق حكاياته وذكرياته الجميلة وفهمه العميق لرسالة الفن السوداني . إرثنا الفني العظيم الذي لم تزده نار المصائب التي تكاد تغرق وطننا بفضل عمايل من يسمون أنفسهم ساسة، من نصّبوا أنفسهم حكاما بقوة الباطل! من رفّعوا أنفسهم حتى نفدت الرتب العسكرية والمدنية! رجل لم يطلق ولا طلقة واحدة طوال حياته ولا حتى في الهواء، ثم يصبح مشيرا بمحض الصدفة!، وحين يأمر جنوده بشن الحرب، لا يشنها على الأعداء، بل يشنها على مواطنيه! أقول لم تزد مصائب الساسة إرثنا الفني العظيم الاّ بريقا وقوة. سيذكر التاريخ للسر قدور أنه ربط أجيالنا الجديدة بمنابع فنوننا الحقيقية، وأعاد لهم سيرة الروّاد الذين أغرقوا وطننا فنا جميلا وترابطا وأثروا وجداننا، فيما ملأه بعض من يدّعون الحكمة وأن الله بعثهم لاخراجنا من الظلمات الى النور، ظلاما وبؤسا وجهلا!
الفن الجميل الدافئ ينقلك الى نفس عطر أجواء ثمانينات القرن المنصرم، زمن الانتفاضة. يا للفن الجميل،. كيف لا ووطننا هو من أنجب سيد عبد العزيز الذي قال عنه السر قدور إنه لم يجد شاعرا غنائيا لا داخل بلادنا ولا خارجها في مثل إبداعه وفنه الفريد، وغيره من الأفذاذ ممن أضاءوا حياتنا ، ولأن حواء وطننا (ولاّدة) وبطنها (بطرانة) فقد أنجبت لنا ايضا عددا من الساسة ليهدموا ما بناه أبناء بطنها الاخرى من أهل الفن! من انجازات تصب في مجرى الحضارة الانسانية. رجال دين و عسكر وأنتهازيون يجمعهم حب الدنيا (وإن تغنوا كذبا بحب الآخرة)، حب المال والسلطة. يتوسلون البقاء في الكراسي بنفس الحق القديم الخالد: حق الملوك الالهي.
يجمعها النمل طوال سنوات ليطأها فيل السلطة ويحولها الى رماد.
قطرة فوق قطرة صنع اهل الفن وجداننا، مثل صانع العطر حين يستقطر رحيق ألف زهرة ليصنع قطرة عطر واحدة، إستقطروا رحيق أرواحهم وقيم وروح مجتمعاتنا. يندمج الشرق والغرب والجنوب واقصى الشمال، ويدفعونا برفق لننحشر جميعا بكل أوهام إنتماءاتنا الى ركن الوطن الواحد. يعملون بدأب وصمت طوال قرون مثل النمل، يجمعون قوت وجداننا. ليأتي ثور السلطة، يدمّر في لحظة واحدة، مستودع الخزف كله.
والغريب أن ثيران المستودع التي تنطلق لتدمّر، لا تتوفر على أية موهبة تضيف شيئا لقيمنا وتراثنا، سوى موهبة القدرة على التشبس على الكرسي حتى حين ينهار العالم كله، لا يهمهم في شئ إنهيار العالم كله أو حريقه، يجرون في كل الاتجاهات، يحملون الكرسي فوق رؤوسهم أحيانا حتى لا تجرفه السيول، لينهار العالم ويذهب الى الجحيم وليبق الكرسي!
النظام الذي غنى للأمريكان فى عهده الاول: يا الامريكان ليكم تجهزنا، إنتهى به الأمر متسولا رسميا على باب البيت الأبيض! لم يترك عريضة تنادي برفع العقوبات والا وقّعها، حتى اولئك الذين توسل طردهم من وطنهم بوسائل شتى، وجه لهم النداءات للتوقيع على العرائض، لعل وعسى أن يلين حجر قلب السيد الامريكي الذي (ليه تجهزنا)!
والحجة المعلنة هي: أن العقوبات تعاقب فقط الفقراء! يا للهول.. لقد اصبح قلب النظام أخيرا على الفقراء! بعد أكثر من ربع قرن من الحرب على الفقراء! تجويعهم وتهجيرهم وضربهم بالطائرات، يختبئ النظام في ظهر الفقراء، مثل طفل يختبئ في ثوب أمه! ويقدم العرائض بإسمهم. مأمون حمّيدة يصادر حتى مستشفى الخرطوم! كل شئ معروض للبيع، كأنهم ورثوا الوطن من (أبوهم) ثم يبكون في أوقات الاستراحة اثناء إنجاز هدم الوطن، على الفقراء! وفي حين يذهب الفقراء (للفقراء) بحثا عن بديل لحبة الدواء، بحثا عن الدولة التي ضاعت بين فساد العسكر ومؤتمرهم الوطني ، وبين جشع نظام سرق حتى التراب، ولم يشبع. في حين يذهب فقراءنا (للفقراء) بحثا عن (بديل) أعشاب أو حتى (محاية) تمحي الألم، يذهب النظام وأقطابه ومحاوريه وحوارييه الى بلاد (الكفار) وبلاد تموت من البرد حيتانها، للإستشفاء، ويذهب الأكثر فقرا منهم الى (رويال كير) ! يا للحقد ، أتركوا لنا إذن مستشفى الخرطوم الذي شدناه من عرق ودم شعبنا! لكم (زيتونتكم ورويال كيركم) ولنا مستشفانا!
لنا الله وعيشة السوق.
الانتفاضة قادمة لا ريب فيها، لأنه في النهاية لن يصح الا الصحيح. قد يسود الباطل في غفلة زمان، وقد يتطاول صبر شعبنا على لؤم الصغار، صغار القيم والاخلاق. لكن العملاق سينهض في النهاية، وفي أقلّ اللحظات توقعا ليصنع التاريخ.
ويبقى فننا العظيم هو الأمل في بقاء ووحدة وطننا، وخط الدفاع الأول لإستعادة وجهه القديم
أحدث المقالات
التّوالي الرّشيق..! بقلم عبد الله الشيخابرد .. أنت .. طابور .. أم معارضة .. ولا متمرد ؟ . بقلم . أ . أنـس كــوكوالراكوبة : اعتقال وليد الحسين بوشاية من طرف سوداني !!! بقلم خضرعطا المنانخِيارُنا الحكم الذاتي لشرق السودان ٣-٣ بقلم الاستاذ اسامة سعيدالحزب الجمهوري والبعوض! (2) بقلم محمد وقيع اللهسدود الشمال.. من أين تؤكل الكتف؟ (1-5) بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدينلا يصلح للطبخ ..!! بقلم الطاهر ساتيماذا تركتم للبرلمان!! بقلم عبد الباقى الظافروالعاشرة.. آهـ بقلم أسحاق احمد فضل اللهصرخة شباب قرية sos فاقدي السند!!(1) بقلم حيدر احمد خيراللهزملاء الداخل كرموا شبونة فماذا نحن فاعلون؟! بقلم كمال الهِديحوار .. المؤامرة !! بقلم عمر القرايبس بقت علي شيخ الامين بقلم شوقي بدرىتايه بين القوم/ الشيخ الحسين/ الي من يهمهم الامر من الإخوان في السودان!تراجي وشرف الصور مع البشير بقلم محمد ادم فاشرسبعون عاما على الهولوكوست سبعون عاما من الكراهية بقلم بدرالدين حسن علي
|
Post: #2
Title: Re: بين أهل الفن وأهل السياسة في بلادنا! بقلم �
Author: طارق علي
Date: 02-04-2016, 09:16 AM
Parent: #1
انصفت ناس الفن لكن ما تنسى الفن شامل الشعرا والكتاب والصحافيين ومعظمهم عانو كتير فى سنوات حكم االاخوان.
|
|