لا يصلح للطبخ ..!! بقلم الطاهر ساتي

لا يصلح للطبخ ..!! بقلم الطاهر ساتي


02-01-2016, 02:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1454333881&rn=1


Post: #1
Title: لا يصلح للطبخ ..!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 02-01-2016, 02:38 PM
Parent: #0

01:38 PM Feb, 01 2016

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


:: في مثل هذا الشهر قبل عام، غادر وزير الصحة بولاية الخرطوم قاعة المجلس التشريعي غاضباً و رافضاً عرض تقريره على نواب المجلس التشريعي عندما وصفوه بالمتكبر و المسئ للمجلس التشريعي والمستخف بعقول نوابه..وكان النواب قد إعترضوا في تلك الجلسة الساخنة - بالضجيج الجماعي – ردود الوزير وتعقيبه على نقاشهم ، فخاطبهم غاضباً : ( لو أصلاً ما عندي سُلطة تعقيب على كلامكم، إتكلم معاكم ليه؟)، وغادر القاعة.. وفكر بعض النواب في مساءلته و سحب الثقة عنه ما لم يعتذر ..!!
:: ولكن بعد أسابيع، كان الحدث بكافوري تدشين مجمع إسلامي، وفيه مدح رئيس الجمهورية وزير الصحة بالخرطوم، وخاطبه أمام الحشد الرسمي و الشعبي : (أقول لأخونا مامون حميدة إنت بلدوزر، وأنا جبتك عشان توصل الخدمة العلاجية والصحية للمواطنين في مواقع سكنهم، وما تسمع أصوات الناس الآخرين، ولا البكوركو ديل)..هكذا كانت الرسالة الرئاسية - واضحة جداً- لمن أغضبوا حميدة وفكروا في مساءلته أو سحب الثقة عنه ..!!
:: وصلت الرسالة الرئاسية - بسرعة البرق - لمن يهمهم الأمر، أي ( للناس البكوركو ديل)..ولذلك، كانت الجلسة التالية للمدح الرئاسي بالمجلس التشريعي ضاجة بالمدح والثناء للوزير حميدة..شكروه ومدحوه، وطالبوا رئيس الجمهورية بمنحه (وسام الجمهورية)..بل، بلغ المدح والثناء بحميدة مقاماً قال فيه أحد النواب بالنص : ( في الحج بلغني أحد الأطباء بأنه رأى في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطبه قائلاً : بلغ سلامي لمأمون حميدة)..هكذا.. خلال أسابيع، تحول نواب التشريعي (180 درجة)، وحولوا مامون حميدة من وزير مهدد بالإقالة إلى أحد أولياء الله الصالحين الذين يختصهم المصطفى صلى الله عليه وسلم بالسلام عبر المنام ..!!
:: وما يحدث - في هذا الشهر - لنواب البرلمان صورة طبق الأصل لما حدث لنواب مجلس الخرطوم - في مثل هذا الشهر - قبل عام.. سياسة العين الحمراء، ونهج القول ما قال الرئيس.. وعليهم - نواب القومي والخرطوم - عقد جلسة مشتركة لتعديل اسم شهر فبراير إلى (شهر العين الحمراء).. قبل أسبوع، فاجأت وزارة المالية نواب البرلمان بقرار رفع أسعار الغاز المسمى - مجازا- برفع الدعم ، فرفضوا القرار .. وإستنكروه بتطرف.. وهددوا وزير المالية وتوعدوه في الصحف والفضائيات ..وتمادوا في الرفض لحد الشروع في جمع التوقيعات والإعلان عن عقد جلسة طارئة لمساءلة وزير المالية على تجاوزه لأعلى سلطة رقابية في البلاد.. ثم - فجأة - بعد ساعات من التصريحات الرئاسية الداعمة لرفع الأسعار، وافقوا و هم صاغرون ..!!
:: والمدهش ليس فقط موافقة النواب على سعر الغاز وهم صاغرون، بل ما يلي نصاً : ( اسألوا وزير المالية )..هكذا جاء رد رئيس البرلمان عندما سألوه إن كانت هناك قرارات مرتقبة بتحرير أسعار سلع أخرى..( اسألوا وزير المالية)، تصريح صريح يعني - لذوي البصائر - أن وزير المالية هو كل السلطات التنفيذية والتشريعية والرقابية التى تفعل ما تشاء بغير نقاش أو مساءلة، وما سواه مجرد ( لمة ناس )..ربع قرن، ولا تزال الحكومة عاجزة حتى إدارة نفسها بمؤسسية تحترم كل المؤسسات.. وعليه، شكراً لوزير المالية.. فأنت لم ترفع قيمة الغاز فقط، بل كشفت قيمة البرلمان أيضاً.. فالبرلمان أرخص من الغاز، ولكن لا يصلح حتى ( للطبخ )..!!

أحدث المقالات

  • حبوبه المكلومة تصرح: الأمة ماتت لو مات الضمير بقلم البروفيسور عبدالرحمن إبراهيم محمد
  • التسوية السياسية والحل السوداني الشامل بقلم نورالدين مدني
  • خزان بقلم محمد رفعت الدومي
  • لا زلنا حركة تحرر وطني يا سادة ...!!! بقلم سميح خلف
  • الحوار السوداني لمة اهل بقلم عواطف عبداللطيف
  • إلى من يباع الدولار بالسعر الرسمى ؟ بقلم سعيد أبو كمبال
  • الصّفْقة دِنْقيرْ..! بقلم عبد الله الشيخ
  • زيادة سعر الغاز جريمةٌ.. و الفاعل ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ للمؤتمر ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ! بقلم عثمان محمد حسن
  • دولة المؤسسات.. ولكن!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • الإختبار الأول ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • ضربة معلم..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • الشيخة !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • التغيير.. ماذا.. ولماذا بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • هل آن الأوان لتغيير اسم السودان؟! بقلم نبيل الطيب مصطفى
  • الحق في الإنفصال في إفريقيا عرض لأطروحة الدكتور درديري محمد أحمد بقلم نبيل أديب عبدالله
  • رباك المجتمع الجمهوري فكافأته بالهمز بقلم حيدر احمد خيرالله
  • نعم لتطبيق قانون القضاء الثوري بقلم د. فايز أبو شمالة
  • العقلية التجارية تغتال حق الصحة !!! بقلم دكتور محمود شعراني
  • المليشيات التي توطنهم الحكومة في دارفور اكبر خطر علي امن وسلامة المواطن السوداني بقلم محمد نور عودو
  • رحم الله فقيدة السودان والصحافة بقلم نورالدين مدني