05:53 AM Jan, 22 2016 سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر
بسم الله الرحمن الرحيم
الاســم المشــطوب مـــن قائمـــة المحظوظيــن !!
لغة الأذكياء تدور حول المليارات والمليارات .. ولغة هؤلاء تدور حول الدريهمات والجنيهات !! .. جدل يؤكد نوع الحظوظ في أرض السودان .. كما يؤكد مقدار الأمخاخ في إنسان اليـوم .. وهي أعجوبة عصر يجمع النقيضين في كفـة الميزان .. ذاك عزيز المقام سليط اللسان رغم أنه يتسلق الأكتاف ليحتال على أقوات الآخرين .. وذاك عديم الحيلة ضعيف البصيرة رغم أنه ذلك الجواد الكريم .. ومعادن الناس قـد تفاوتت في وطن العجائب .. حيث القاحل الجدب الذي لا يرتوي مهما يشرب مـن دموع الآخرين .. وحيث ذلك الإنسان العفيف الكفيف الذي لا يملك غير الطيبة ولا يملك غير مناهل الإحسان !.. وتـلك خيراته منهوبة بكيد الكائدين والناهبين !.. والعاقل الفطن يرفض ذلك النـوع مـن الجدل حيث البلاهـة في المقارنة والقياس .. فذلك الإنسان المتسلط بمهارة عقله يستطيع أن يحلق فوق حقول الآخرين الضعفاء .. ثـم يقطـف بجـرأة ثمار الأبريـاء .. وذاك بمقدار عقله المتواضع يترنح تحت ضربات وجبروت الأقويـاء !! .. منتهى الإشراق لشموس الظلم في بلاد العجائب ! .. والسواد الأعظـم من الشعب يرضخ تحت ويلات الأوجاع والهمـوم .. تلك الويلات التي تلسع الكادحين والغلابة تحت وهج الشمس في أروقة السودان .. ويلات يجهلها الجاهلون المترفون المتنعمون بخيرات البلاد .. ويعرفها جيداَ هؤلاء البؤساء الذين يتقون شرارات الأحوال بكفوف الصبر والتحمل فوق طاقات الأبـدان .. منتهى الإخلال في كفوف الميزان .. ومنتهى الإذلال لإنسان السودان .. ذلك الإنسان الذي لا يجـد العدالة في مسار حياته إلا في حالتين .. الحالة الأولى عندما يتناول هواء الزفير والشهيق .. فذلك الهواء متوفر للناس بفضل الواحد الأحد .. ولو كان في مقدور المتسلطين لفرضوا عليه الضرائب !! .. والحالة الثانية عندما يولـج الإنسان في باطن القبر حيث تـلك الأشبار المعدودة للجميع !! .. وفي القبـر فقـط تتساوى المقامات والمقادير بين الناس في هذا السودان !.. حيث تلك المساحات التي تسع الأبـدان بالقسط والميزان .. وحيث يتساوى الغني والفقير .. ويتساوى القادر والعاجز .. ويتساوي الناهب والعفيف .. وحيث تلك السعة التي لا تفيد بالمكر والمهارات والشطارة .