الخطاب الإسلامي المعاصر.. والحضارة الغربية (5) بقلم الطيب مصطفى

الخطاب الإسلامي المعاصر.. والحضارة الغربية (5) بقلم الطيب مصطفى


01-15-2016, 01:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1452864503&rn=0


Post: #1
Title: الخطاب الإسلامي المعاصر.. والحضارة الغربية (5) بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 01-15-2016, 01:28 PM

01:28 PM Jan, 15 2016

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



ويمضي د. عصام أحمد البشير في تتبع بعض القضايا الفقهية منحازاً إلى المدرسة الوسطية وداحضاً منطق الفقه المتطرف، ونورد اليوم بقية حديثه حول آفاق الخطاب الإسلامي المعاصر.. والحضارة الغربية.
مدخل:
بجانب تضلع الخطاب الإسلامي بفتح الآفاق وجمع القلوب وشحذ العقول حول مشروع النهضة الشاملة لهذه الأمة المباركة، فإن الخطاب الإسلامي المعاصر مطالب أيضاً بل واجب عليه أن يقدم نداء ويدير حواراً ويزيل جداراً ويقيم وشائج ويحيي علاقات بين الغرب وقواه الفاعلة وفلسفاته القائمة وبين العالم الإسلامي ومحموله الثقافي والعقدي والحضاري، بحيث يزيل الفهم المغلوط ويصحح الرؤى الخاطئة ويزيل الغشاوة عن المخدوع بدعاوى الاختلاف بين العالمين اختلافاً لا تشابه مع ولا اشتراك معه في أصل الإنسانية وصلة السماء والنسب الإبراهيمي، يقول سبحانه وتعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً" (سورة النساء، الآية 1)، وقوله: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" (سورة الحجرات، الآية 13)، وقوله: " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ" (سورة الإسراء، الآية 70).
وينطلق الخطاب الإسلامي من قواعد راسخة في التصور والاعتقاد ونعيد هنا التذكير ببعضها حتى لا تختلط بيضاء الشريعة بوعثاء الظنون، إذ لا شك ولا ظن في أن الإسلام هو الرسالة الخاتمة، دين أنزل للبشرية جمعاء، تبدت عالميته في قدرته على التعايش مع كل الجماعات البشرية غير المحاربة.. من نصارى ويهود، أغنياء وفقراء، سود وبيض.. الخ، وأن الاختلاف بين بني البشر في الدين واقع بمشيئة الله تعالى، فقد منح الله البشر الحرية والاختيار في أن يفعلوا ويبدعوا، أن يؤمنوا أو يكفروا، وأن الاختلاف في الاختيار وإن ترتبت عليها نتائج مختلفة في الآخرة (فريق في الجنة وفريق في السعير) فإنه لا يمنع التعايش ولا يحول بين العالم الإسلامي وبين الغرب والتعاون الصادق على قاعدة تبادل المنافع وقد حدد الله سبحانه وتعالى أساس هذا التعايش بقوله: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين" (سورة الممتحنة)، الآية 8).
موقف الخطاب الإسلامي من الحضارة الغربية:
تنوعت مواقف حملة الخطاب الإسلامي في العصر الحديث من الحضارة الغربية، بحسب بعض الاختلاف في تفاصيل الرؤية الفكرية، واختلاف الأزمنة والأمكنة.. وهذه أبرز الاتجاهات العامة في هذه المسألة. كما عبر عنها شيخنا العلامة القرضاوي.
الاتجاه الانبهاري التوفيقي:
هذا الاتجاه يرى أن الغرب وإن كانت النصرانية هي ديانة غالب أهله إلا أنه يطبق مبادئ الإسلام أكثر من الدول الإسلامية، لذلك تجد بعضهم يقول إن الدول الإسلامية بها مسلمون بلا إسلام، بينما الغرب به إسلام بلا مسلمين، ويرى – هذا الاتجاه – كذلك ضرورة إعادة تفسير الإسلام تفسيراً يوائم احتياجات العصر الحديث والمجتمع المتغير، ويقف موقف المدافع المعتذر عن كل مخالفة – من علماء الشريعة – لممارسات الحضارة الغربية.. لذلك تجدهم ينفون أن تكون فائدة البنوك من الربا المحرم، وينفون أن يكون الإسلام قد انتقص من حقوق المرأة، وحد من دورها الاجتماعي، ويصرون على أن الشورى الإسلامية هي بعينها ديمقراطية الغرب السياسية، ولا يكتفون ببيان اتفاق الإسلام مع بعض جوانب الحضارة الغربية بل يلهثون لتأكيد أن مقومات الحضارة الغربية لا تتعارض مع الإسلام في شيء.
هذا الاتجاه في رؤية الحضارة الغربية حال دون تقديم منظريه لتفسير شمولي، ومال بهم الى الاقتصار في فكرهم على التصدي لقضية هنا وقضية هناك من القضايا التي تشغل الأذهان في الغرب، مثل الديمقراطية ووضع المرأة، وحقوق الإنسان وذلك من قبيل الرغبة في الرد على خصوم الإسلام في الغرب، أو الأخذ بمشورة الأصدقاء الناصحين في الغرب ايضاً. كما أورث اصحابه شعورًا بالدونية ليس في الموارد المالية والاقتصادية وحسب، بل.. وفي مناهج التفكير وأصول الدين.. فبادر بعضهم مطالباً بهجر الفقه التقليدي، ونبذ أصول الفقه والحديث والتفسير!.
الاتجاه الانكفائي العدائي:
على النقيض من سابقه يرى هذا الاتجاه أن الحضارة الغربية شر محض وأنها مجردة من العدل، غارقة في التحيز ضد الاسلام، وأنها في اصولها وفروعها لا تخالف الإسلام فحسب.. بل تحاده أيضاً وتناقضه، الأمر الذي حدا بمنظريه للانكفاء على الذات والفرار للتاريخ والارتحال الى التراث من أجل إثبات تميز الإسلام واختلافه عن المفاهيم والقيم الغربية من خلال انتقاء قضايا محدودة ويسعى هذا التيار إلى إقامة الخنادق بين الاسلام والحضارة الغربية، وتصوير العلاقة بين الحضارتين على أنها حالة عداء مطلق صراع دائم لا ينتهي ولا يني، حتى يفنى طرف أو ينسحب من ساحة المعركة يجرجر أذيال الهزيمة ويلعق جراح الانكسار، مستبعداً – هذا التيار – قوة الكلمة وجلاء الحق ونور الهدى، التي هي أقوى من كل سلاح فرسالة الإسلام رسالة هداية وإصلاح وليست رسالة قهر واكتساح للبلدان وتحطيم للممالك.. المؤسف أن هناك تياراً غربياً يرى ذات الرؤية بدافع توراتي أو تحت مسمى (صراع الحضارات)، مما يمنح هذا التيار الناشئ في ديار الإسلام شرعية ومشروعية، وهذه إحدى عوائق الخطاب الإسلامي المعاصر تجاه الحضارة الغربية المعاصرة الذي يؤيد القول بأن الاتجاه الانكفائي العدائي ليس أقل بالغرب من الاتجاه الانبهاري!.



أحدث المقالات
  • President Al-Bashir Awards Accomplishment Decoration to North Kordofan State and Star of Accomplish
  • China's first Arab Policy Paper will drive cooperation, Sudanese analysts say
  • Darfur is Calling - London Demo - Saturday 23rd January 2016
  • Eastern Sudanese farmers, livestock owners suffer large losses
  • Cooking Gas in Sudan: Scarcity and Corruption
  • Musa Mohammed Ahmed: Dialogue is 'unprecedented' opportunity for Sudanese People
  • Al Mahdi case: Confirmation of charges hearing to open on 1 March 2016
  • Hassabo Informed on Outcome of Visit of Assistant of President to East Sudan
  • Sudan must protect civilians in West Darfur and reign in security forces after village burned and p
  • الحرية للاشقاء وللمعتقلين كافة بقلم حسن البدرى حسن/المحامى
  • دهليز ألمدينة !!! شعر نعيم حافظ
  • اعترافات اللبوة. ...ترجمة الأستاذ محمد حمدي
  • الدفتر الكبير فن الكراهية بقلم أحمد الخميسي . كاتب مصري
  • مستقبل الاستقلال السياسي (6) صناعة الأصدقاء ورفع قدرات الطابور الخامس ٢/٢ بقلم محمد علي خوجلي
  • أوراق شجرة المعارضة تتساقط دون أن يهزها المؤتمر الوطني..! بقلم عثمان محمد حسن
  • خِيارُنا الحكم الذاتي لشرق السودان ٢-٣ بقلم الاستاذ اسامة سعيد
  • مرافئ السراب فصل من رواية بقلم نور الدين عباس علي عبود
  • هذا الجيل.. أكثر وعياً وإبداعاً وثقافةً..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • تقرير المصير لشعب جبال النوبة حق مشروع بقلم توتو كوكو ليزو
  • هل سينفذ البشير ما طلبه السيسى عبر غندور!! بقلم عبد الغفار المهدى
  • شروط الثورة بقلم الحافظ قمبال
  • مذبحة الجنينة اكبر دليل علي ارتكاب الحكومة ومليشياتها لجرائم حرب وابادة في بقلم د محمد علي الكوستاوي
  • ورقة سياسية امنية في ذكرى اغتيال القائد المؤسس صلاح خلف ابواياد بقلم سميح خلف
  • تجفيف منابع الإرهاب ضرورة تاريخية ومرحلية... بقلم محمد الحنفي
  • الحزم يا حازم ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • وشهد شاهد من الوطني..! بقلم عبد الباقى الظافر
  • لتصير (الرئيس) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • قلنا - ولكن بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • بين قضية سنار ومنظومة العدالة بقلم الطيب مصطفى
  • حسم الذهنية الإقصائية أم حسم الإعلام؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • مجـزرة بشـريــة في مـدينـة الجنينـة - وتشكيل لجنــة تقصي في حـرق ممتـلكـات امانـة الحكـومة ومنـزل ال
  • أحداث الجنينة : التحقيق فى ماذا؟ عُنف الدولة أم حرق المنشآت ! بقلم فيصل الباقر
  • العيب ليس في المذاهب المختلفة يادكتور بقلم نورالدين مدني
  • موسم الدجل الجمهوري لا موسم البشارة النبوية! بقلم محمد وقيع الله
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (80) حواجز القتل وبوابات الموت بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • ازمة الفضاء العربي المأزوم بقلم سميح خلف
  • الدجاجة من البيضة يا زراعة غزة بقلم د. فايز أبو شمالة



  • الداعية السلفي عثمان بابا في حوار مع (الوان) :يناقش الحوار داعش وتداعياتها في السودان
  • رابطة طلاب دارندوكا بالجامعات والمعاهد العليا بيان حول احداث مدينة الجنينة
  • الصادق المهدي رئيس وزراء السودان الأسبق:حذرت مبارك قبل‏17‏ عاما من سد النهضة‏..‏ ولم يتحرك أحد
  • المنظمة تدين قتل المتظاهرين العزل في الجنينة غرب دارفور .. وتدعو لمحاسبة دولية جادة عن الانتهاكات ا
  • الهجرة والنزوح والتنمية في المنطقة العربية تقريرٌ أطلقته الإسكوا والمنظمة الدولية للهجرة
  • الخرطوم عاصمة الإنتاج بالمنبر الصحفي بطيبة برس
  • قوات الدعم السريع تمارس عمليات نهب وسلب في مدينة الجنينة
  • إعلان مظاهرة كبرى لإتحاد أبناء دارفور بالمملكة المتحدة بالتعاون مع أصدقاء دارفور ومنظمات المجتمع الم
  • بيان إدانة ونداء من إتحاد دار مساليت حول مجزرة مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور
  • غاز الطهي في السودان: الندرة والفساد
  • الاتحاد الافريقي يعتمد دكتور شريق كخبير اكاديمي
  • باحث وخبير إعلامي سوداني ينبه لضرورة طرق أبعاد وآفاق تواكب الاتجاهات الحديثة في بحوث العلاقات العامة
  • لقاء الجبهة الشعبية المتحدة بالسيد الإمام لمهدي عضو مجلس نداء السودان و رئيس حزب الأمّة
  • مجلس احزاب الوحدة الوطنية : لا توجد تباينات في الحوار بشان مصلحة السودان
  • بيان من الحزب الشيوعى Sudanese Communist حول انتخابات النقابات
  • كاركاتير اليوم الموافق 14 يناير 2016 للفنان عمر دفع الله عن السودان و ايران و سوريا
  • دعوة من اتحاد ابناء دار فور بالمملكة المتحدة وإيرلندا لمظاهرة كبرى بلندن