*تكشفت لي حقائق أشياء كانت غائبة عني هذه الأيام.. *حقائق خاصة بمجال غنائنا الذي فاق مرتادوه وزراءنا عدداً.. *وأعني وزراءنا الاتحاديين والولائيين وما بينهما من وزراء دولة.. *بل كنت أظن الأشياء هذه مثالب تقدح في جدية جيل اليوم.. *فإذا هم بريئون منها عدا قلة غرر بها بعض المغنين هؤلاء.. *هذا ما أوضحه لي أحد العالمين ببواطن أمور (صالات الطرب).. *فالبنت التي تُقبِّل أحدهم على المسرح - مثلاً- تقبض الثمن.. *والذي يسجد أمام آخر - من دون الله - يقبض الثمن.. *والتي تتظاهر بالإغماء خلال حفل ثالث تقبض الثمن.. *والتي تلح على رابع كي يخلع لها ساعتها تقبض الثمن.. *والذين يصرخون بألقاب هذه وذاك وتلك-أثناء غنائهم- يقبضون الثمن.. *ألقاب من شاكلة أمير وزعيم وملك وقيصر وإمبراطور.. *وقال لي - المصدر- أن هذا بات هو مجال التنافس بين المغنين.. *ولاحظ أنني قلت المغنين ولم أقل المطربين.. *فالمطرب هو الذي (يُطرب) وهؤلاء يغنون و(بس).. *ودلالة ذلك ألا أحد يعرف (رأس) غنائهم من (رجليه).. *ولا حتى الذين يصفون أنفسهم بأنهم (رابطة معجبين).. *وإن أردت التأكد من ذلك أطلب من أحدهم أن يدندن لك بأغنية تخصه.. *لن يستطيع إلا ما كان منها (مسروقاً) من مطربين تعرفهم بسيماء أغانيهم.. *سواء من جيل الحقيبة، أو الكاشف، أو وردي، أو زيدان.. *وقبل فترة شاهدت تسجيلاً قديماً للقاء جمع بين العملاقين أحمد المصطفى وحسن عطية.. *لقاء موضوعه التنافس الغنائي الشريف في ذياك الزمان.. *ومدير اللقاء مذيع (عملاق) - هو نفسه - اسمه الجزلي.. *قالا فيه أن المطربين كانوا (يغيرون) من بعض بسبب الأغنيات الجميلة.. *وأن الغيرة هذه كانت تدفع بكلٍّ منهم إلى أن يطرح (جديداً) من الروائع.. *فلولا (أنا أم درمان) لما كانت (الخرطوم)، أو العكس لا أذكر.. *يعني لم تكن غيرة تجترح (جديد) غرائب الأزياء.. *أو (جديد) غرائب عادات المعجبين.. *أو (جديد) غرائب الاستعراض بالصور والسيارات و(الحرس الشخصي).. *ومما قلته لمصدري (الفني) مداعباً : أتمنى أن يقف التنافس عند الحد هذا.. * فلا خلع الساعة يتطور ليصير (خلع ملابس) أسوة بخلع القمصان لدى الرياضيين.. * ولا القُبل تتطور لتصير (حضناً) تنقصه كاميرات الأفلام الإباحية.. *ولا السجود يتطور ليصير بـ(مصلاية) وعلى اليد المسبحة.. *ولا الألقاب تتطور لتصير (الرئيس!!).