عبد الرحيم بقادي: وعزتنا ما شالها تحرير: عبد الله علي إبراهيم

عبد الرحيم بقادي: وعزتنا ما شالها تحرير: عبد الله علي إبراهيم


01-09-2016, 07:38 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1452321495&rn=0


Post: #1
Title: عبد الرحيم بقادي: وعزتنا ما شالها تحرير: عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 01-09-2016, 07:38 AM

06:38 AM Jan, 09 2016

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر


(وجدت هذا الحوار مع المرحوم الرفيق عبد الرحيم بقادي بين أوراقي. وهو عبارة عن الجزء الثاني من مقابلة أجراها طارق على معه لجريدة "الميدان" في 2011. وبدا لي بالطبع وجوب نشرها خاصة لما قرأت نعاته في الأسافير والميدان ودعوه بكلمات حرى ولكنها عامة وصالحة لكل مناضل مع جزيل الدعاء له بالجنان والمغفرة. أرجو أن يشجع هذا النشر من بيده الحلقة الأولى لاستكمال صورة لهذا الاسم الوضيء في تاريخ الحركة اليسارية وفي مدنها الغربية وأريافها.
رحمه الله بقدر أياديه الخضراء في النضال تحت لواء الطبقة العالملة وكادحيّ السودان)

يواصل(عم بقادي) : تزوجت من السيده(آمنه محمد بخيت) في يوم 1/8/1959م ونزلت الي العمل في يوم 21/8/1959م , في يوم 22/8/ من نفس العام نزلت أول منشورات باسم الحزب الشيوعي , وكان الحاكم العسكري في ذلك الوقت هو(الزين حسن) وهو من أكثر جنرالات (عبود) عداءً للشيوعيين , فتم اعتقالنا بعد توزيع تلك المنشورات , وكان عدد المعتقلين اكثر من ثلاثين شخص , أغلبهم ليست لهم علاقة بالحزب ,
بعد التحقيق معنا اطلق سراح الجميع ماعدا ثلاثة هم:(مكي عبيد) و (ابراهيم بشير) و(عبدالرحيم علي بقادي) , حيث تم نقلنا الي حراسات الجيش , واستمر الاعتقال لمده اسبوعين , بعدها تم اطلاق سراحنا , ثم انتظمت بعد ذلك المنشورات والشعارات , والتي يقابلها بالضرورة انتظام في فترات الاعتقال , فكان يتم اعتقالنا لمدة ثلاثة ايام في كل مرة , وفي فترات متقاربة , الي ان ضاقت السلطات بنا .
في ديسمبر1959م تم نقلي الي مدينة الجنينه التي لم اراها حتي هذه اللحظة حيث تم تغيير النقل الي الفاشر وأنا في طريقي الي الجنينه , بقيت بالفاشر من ديسمبر1959م الي يناير1963م , في هذه الفترة كنت المسؤول السياسي للحزب بالمدينة , وفي هذه الفترة أيضا استضاف سجن الفاشر كل من الزميلين الاستاذ (التجاني الطيب) والاستاذ(شاكر مرسال) .
يواصل(عم بقادي) :استطعنا تأسيس شبكة اتصال جيدة داخل السجن , ومن الطرائف ان الزميل(التجاني الطيب) بعد وصوله الي السجن من المطار بساعة واحدة فقط , كان مندوبنا يحمل رسالتنا إليه بداخل السجن , ولابد ان ذلك قد أثلج صدره , وبعدها بدأت رسائل أستاذ(التجاني) تنهمر علينا , حتي فوجئنا بسؤال غريب في إحدي تلك الرسائل , والسؤال هو: ماعلاقتكم بالاحزاب الشقيقة في غرب افريقيا..؟؟ ولكن يبدو ان الراحة التي وفرها الاتصال السريع بالتجاني قد أنسته اننا لسنا مؤهلين ولامناط بنا مثل هذا النشاط الأممي . وأنه مسؤولية اللجنة المركزية , المهم ضحكنا كثيرا عند زيارتنا له , وغيرها من الطرائف التي كانت تخفف من وطأة المعتقلات القاسية . في خريف عام1962م استبدل الحاكم العسكري لدارفور حيث جاء اليها(الزين حسن) , وعندها ادركت ان بقائي بالفاشر لن يطول كثيرا , وفعلا بعد شهرين من وصوله خرجت المظاهرات من مدرسة الفاشر الثانوية أثناء احتفالات اعياد 17نوفمر , وكانت المظاهرات بقيادة الطلاب الشيوعيين منهم الزميل(عباس السباعي) والزميل(احمد القرشي طه) شهيد ثورة اكتوبر1964م والزميل(تاج السر مكي) وآخرين , وفي غمرة المظاهرات اذا بي أجد نفسي منقولا الي الخرطوم في أوائل1963م , ومنها الي النهود في اكتوبر 1963م , ثم العودة إلي أحضان الأسرة التي لم التق بها إلا في الاجازات طوال خمسة أعوام , امتدت من ديسمر 1959م الي ديسمبر1964م , وبين التاريخين رزقنا بثلاثة اطفال .
يواصل (عم بقادي) في الحكي الممتع لاحداث الايام التي تلت انقلاب 25مايو 1969م يقول: في تلك الفترة كنت قد عدت من الجنوب الي الفاشر , فوجدت أن الصراع قد تفجر ووصل الي ذروته بين الحزب الشيوعي و25مايو , وكان بعض رفاقنا بنيالا قيد الاعتقال , كما بدأت المضايقات لكوادر حزبنا في المنظمات الجماهيرية , وكوادرنا وسط المعلمين والمعلمات تطفو علي السطح , وكانت هذه المضايقات تتمثل في نقل الزملاء الي الأماكن النائية بالولاية , واستهدفت الملاحقة الشهيد الزميل (عبدالمنعم سلمان) , وكل الكوادر الشبابية والنقابية النشطة بالنقل والابعاد الي خارج المديرية , الي ان جاءت حركة19يوليو التصحيحية التي وفرت الفرصة للعناصر المضادة للحزب في جهاز الدولة لتصفية الحسابات مع الحزب . فامتلأ سجن شالا بالشيوعيين والديمقراطيين وأصدقاء الحزب , كما تم احتجاز كل المعلمين العائدين الي دارفور في الاجازات من المطار وإيداعهم سجن شالا , في تلك الأيام انضم الينا بالسجن العسكريون المحاكمين في19يوليو1971م , وفي يناير1972م حملت طائرات الانتنوف العشرات من رفاقنا الذين كنا نناديهم (بالاكتوبريين) حيث تم ترحيلهم الي زالنجي , وفي تلك الايام شدا الشاعر الشيوعي شاعر الشعب(محجوب شريف) برائعته:ودانا لي شالا…وعزتنا ماشالا…نحن البلد خيرا….ومستقبل أجيالا…الي آخر القصيدة . داخل سجن شالا بدأت تتصاعد ملاحم الصراع لتحسين أوضاع المعتقلين , وبدأ التحسن التدريجي في أوضاع المعتقل بتضامن الاقسام جميعها(معتقلين سياسيين , مسجونين , عسكريين…الخ) , ومن نتائج ذلك الضغط التضامني , بدأت عمليات أطلاق السراح بالتدريج . وفي عام1977م تم اعتقالي للمرة الثالثة , وأرسلنا الي كوبر الذي بقينا فيه حتي مايو 1978م , حيث تم اطلاق سراحنا قبل مؤتمر القمة الافريقي . وفي ذلك التاريخ أيضا تم نقلي الي مدينة كوستي التي عاصرت فيها أحداث انتفاضة مارس ابريل1985م المجيدة , والتي بقيت بها حتي الآن .
يواصل(عم بقادي) في الغوص بنا داخل التواريخ البعيدة والقريبة , ونحن الان علي مشارف نهايه الثمانينيات , وانقلاب الجبهه القومية الاسلامية يلوح في الافق . يقول: بعد مذكرة الجيش كان الجو العام ينبئ بارهاصات الانقلاب , جرت ترتيبات لتأمين الحزب بمنطقة جنوب النيل الابيض وتحسين الصلة بالمركز , واتخذت المنطقة قرارا انه في حالة حدوث الانقلاب فأنه علي ثلاثة زملاء ترتيب أمر اختفائهم , وبالفعل عند حدوث الانقلاب اختفيت انا والزميل(السر احمد البشير) والزميل(د.حموده فتح الرحمن) كل بطريقته الي أن هدأت الاحوال , جري من قبل القيادة إتخاذ خطوات لمزيد من التامين حيث تم تخفيض عضوية المنطقة لتلائم ظروف العمل السري , ولان الهجمة الامنية لم تبدأ الا في نوفمر1989م فقد استفدنا من هذا الوقت لتأمين الحزب , في23/11/1989م تم اعتقالنا , وتحويلنا الي مكاتب الامن بالخرطوم , ثم الي كوبر , ومن كوبر الي شالا في ابريل1990م حيث تم اطلاق سراحي بعد مده قصيرة عدت بعدها الي كوستي والي العمل بمصلحة البريد والبرق حتي نوفمر1990م حيث تمت احالتي الي الصالح العام……
عبر هذه السنوات الطوال تكونت علاقات رفاقيه كثيرة , وبعدد من الرفاق منهم الزميل(شاكر مرسال) والزميل(حسن سلامة) الذي عرفني بالاستاذ الشهيد (عبدالخالق محجوب) .وكان ذلك بعد فصلي من حنتوب1953م , والزميل (السراحمد البشير) , والزميل(د.صدقي كبلو) , والزميل(عبدالسلام نورالدين) والقائمة تطول…



أحدث المقالات


  • مرة أخرى حول البرنامج الإقتصادي للحزب الديمقراطي الليبرالي بقلم عادل عبد العاطي
  • إيران فوق بركان بقلم الفاضل عباس محمد علي
  • خيارنا الحكم الذاتي لشرق السودان ١-٣ بقلم اسامة سعيد
  • فتحي الضو بيت العنكبوت والجريمة السياسية المنظمة في السودان بقلم محمد فضل علي..كندا
  • الحوار الأعور وهرولة النكرات إليه... بقلم عبدالغني بريش فيوف
  • قبل أن نقول : نحن قبيل شن قلنا بقلم نورالدين مدني
  • دهس ثم إختطاف.. عروة الصادق صُمود في زمن الإنكسار..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري
  • وثائق التمويل الأجنبي السري لمنظمات مصرية بقلم أحمد الخميسي . كاتب مصري
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (77) الانتفاضة الفلسطينية في عيونٍ غربية بقلم د. مصطفى يوسف اللد
  • من يجرؤ أن يقول للبشير.. قد حان وقت الرحيل..؟ بقلم الطيب الزين