شهادات الدكتوراه بالكيمان في سوق ( التمكين)! بقلم عثمان محمد حسن

شهادات الدكتوراه بالكيمان في سوق ( التمكين)! بقلم عثمان محمد حسن


01-05-2016, 01:26 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1451953590&rn=1


Post: #1
Title: شهادات الدكتوراه بالكيمان في سوق ( التمكين)! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 01-05-2016, 01:26 AM
Parent: #0

00:26 AM Jan, 05 2016

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر







بعض مقدمي البرامج التلفزيونية يوزعون شهادات الدكتوراه بسماحةٍ ( صبية
الورنيش) عند خياطة و تلميع الأحذية المهترئة.. و قد شاهدت شابين، من
المحظوظين بالوظيفة، يستضيفان الشيخ/ أحمد عبدالرحمن، وزير الداخلية
الأسبق، في تلفزيون النيل الأزرق،.. و ( تطوع) أحدهما فأطلق لقب الدكتور
على الشيخ الضيف، لكن الضيف الشيخ لم يكن من الباحثين عن الألقاب
المستحدثة في الانقاذ دون وجه حق.. لذا قال للشاب المضيِّف بأدب جم: (
أنا لست دكتوراً ).. غير أن الشاب المضيف الآخر تدخَّل في إصرار " نحن في
الحلقة دي حنناديك دكتور لغاية ما تنتهي الحلقة.. !" و استمرت الحلقة مع
الشيخ المحترم الذي رفض الدكتوراه المهداة إليه من مقدمَّي ذاك البرنامج
بالنيل الأزرق.. و يا لَمصيبة البلد في ( كيمان الدكاترة) الذين أتخموا
المكاتب و مراكز صناعة القرار..

و شهادات الدكتوراه تزاحمك في كل مكان..!

و يقول المثل أن فاقد الشيئ لا يعطيه.. بينما بعض الجامعات السودانية
تعطي شهادات الدكتوراه و( الدكتوراه الفخرية) لكل من هب و دب، و هي أحوج
ما تكون إلى من يرَكِّب لها ( أسطوانة تعريف) غير مزوّرة في زمن التزييف
هذا الذي يلتقيك ببشاشة زائفة أينما حللت!

و سيارات ( آخر موديل) تدوس مشاعرك و هي تدخل قاعة الصداقة.. و تكاليف
تسييرها السنوية كفيلة بإشباع قرية مهمشة من القرى التي قُّدِّر لها أن
تقع في الأرياف خارج ( مثلث حمدي) الذهبي.. و تقف السيارات أمام القاعة (
صفوف، صفوف، صفوف!) فارهات تنافس بعضها بعضاً بريقاً و عنفواناً.. ومنها
تخرج عمائم مزركشة و شالات ملقية بإهمالٍ مقصودٍ على الأكتاف.. و
ابتسامات مرطِّبة تنطلق من شفاه ندية بما لذ و طاب على موائد السحت (
المتمكنة).. إنهم ( دكاترة الهنا).. و في داخل القاعة لا يفصل بين
الدكتور و الدكتور منهم سوى المسافة التي تفصل بين الكرسي والكرسي
المجاور له في الصفوف أماماً و خلفاً يميناً و يساراً.. كيمان دكاترة.. و
كيمان خبراء وطنيين.. سحَقت خبراتهم مقدرات الوطن بالجهل الفاضح في
التخطيط الاستراتيجي.. و ( عازة) التي كانت ( مُكَبرتة و البنات فاتوها)
صارت شاحبةً معفرةً بالتراب حتى لا تكاد ترى منها شيئاً سوى عينيها و هي
ملقاة على الأرض.. فما استطاعوا رفعها من فقرها المدقع، ناهيك عن تحقيق
التنمية المستدامة التي وعدوها بها..



كثير من هؤلاء لم يكونوا يحملون غير شهادات بكالوريوس عارية من مراتب
الشرف، و بينهم و بين الدكتوراه سنوات للحصول على الدبلوم ثم الماجستير..
و من ثم البدء في التحضير للدكتوراه التي صارت في أيامنا أرخص من (
التِبِش).. لم يفكروا في الدكتوراه لعجزهم من ناحية و لخوضهم مع الخائضين
في السلب و النهب لإنقاذ أنفسهم و أهليهم عبر الدفاع عن النظام.. و جاء
الدور لرد للجميل.. و لأن قدراتهم عاجزة عن الارتقاء الذاتي، فقد احتاجوا
إلى تفعيل الدفع الرباعي من قِبَل السلطة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة
لنيل الدكتوراه بما يرضي غرورهم للاستمرار في الحياة الزائفة التي يحيون
دون وازع.. و لا احترام للعلم و المعرفة..

و أحكي لكم حكاية حدثت حقيقة و الله العظيم.. و أحكيها بتصرف غير مخِّل:-

دخل أحد طالبي درجة الدكتوراه مكتباً للترجمة و قدم حزمة من الأوراق
للمترجم الباحث.. الحزمة كانت عبارة عن ( مشروع دكتوراه مكتوب باللغة
العربية.. و المطلوب تحويله إلى بحث باللغة الانجليزية.. و على المترجم
الباحث أن يدخل على البحث من الاصلاحات ما يراه متسقاً مع الموضوع.. و
غادر طالب الدكتوراه المكان..

بذل المترجم الباحث جهداً خارقاً في ترجمة المشروع حتى أكمله على أفضل ما
يمكن أن تكون عليه أبحاث شهادات الدكتوراه، فالمترجم الباحث خبير في ذاك
المجال، و يعرف كيف يستعين بالعم (قوقل) في إدخال العديد من الاصلاحات
المتسقة مع الموضوع..

جاء الطالب و تسلم البحث.. و سلَم المترجم الباحث استحقاقاته.. و انصرف..

و بعد أيام عاد طالب الدكتوراه تتقدمه ابتسامة أعرض من ( سوق الشهداء)..
و بيده علبة ماكنتوش ( حلاوةً) بمناسبة تتويج المجهودات الجبارة التي
بذلها الطالب حتى حصل على الدكتوراه بامتياز..!

و هكذا يزداد كيمان أولئك الذين لا يعلمون أنهم لا يعلمون كلما طال عمر
الانقاذ و ازداد الخراب و التدمير المادي و المعنوي للبلد و سكان البلد و
أراضي البلد التي يبيعونها باسم الاستثمار!

و لا غرابة في أن يسارعوا في مقاطعة جمهورية إيران الاسلامية لأن
السعودية قاطعتها، و من ثم يبعثون برسالة إلى السعودية يؤكدون أنهم تابع
وضيع رهن إشارتها.. لا غرابة!

يخْس!


أحدث المقالات


  • الاستقلال هل يشكل إضافة للحوار الوطني ؟! بقلم عواطف عبداللطيف
  • الحوار الوطني ليست السفينة التي نرفع علم الحركة الشعبية عليها بقلم الفاضل سعيد سنهوري
  • حركة / تحرير السودان دعواتكم بعاجل الشفاء للمفكر الدكتور كمال الجزولى ال بقلم حيدر محمد أحمد النور
  • معبر رفح بين تركيا ومصر بقلم د. فايز أبو شمالة
  • اعدام السعودية للنمر .. هل يشعل المنطقة؟ بقلم محمد الننقة
  • مرحباً 2016 بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • إثيوبيا والتهام السودان ..! بقلم د. فيصل عوض حسن
  • خديجة صفوت ... بتفوقها الأكاديمي والثقافي تتوشح التميز زهواً وفخر بقلم الحاج سيد أبو ورقة
  • حصاد ما بعد الإستقلال بقلم د/جعفر محمد عمر حسب الله
  • وهل الولاء السياسي للسودان وحده جريمة ؟ بقلم خضرعطا المنان
  • ياخوفى من المخرجات ! بقلم على حمد ابراهيم
  • في الذكرى الستين للإستقلال وثائق .. في دفتر النضال الوطني !! (2-2) بقلم د. عمر القراي
  • تنجدنا وتفزعنا يا شيخ أحمد الصادق بقلم كمال الهِدي
  • حول قامة امين عام مجلس الاحزاب .. بقلم برفيسور حيدر الصافى شبو
  • سدُّ النهضة: أضواءٌ على الاجتماعِ الوزاري الرابع ووثيقةِ الخرطوم بقلم د. سلمان محمد أحمد سلمان
  • الإستقلال جسد روحه الحرية، أين الروح؟! (3 ) بقلم حيدر احمد خيرالله
  • للتصدير ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • حكومة الترابي الجديدة..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • والحريق الذي يقترب هو بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • المفاوضون الأحرار: رداً على مجدي الجزولي وعارف الصاوي بقلم فيصل سعد
  • ستون عاماً مضت على إستقلال السودان ام الاستغلال؟ بقلم أمانى ابوريش
  • ايران والتخطيط لما بعد تحرير الرمادي بقلم صافي الياسري
  • سوق الأودام ..السياسية فى السودان يغلق أبوابه هذا العام !! بقلم عبد الغفار المهدى
  • قصة شاب ارتري نجي من موت محتوم . من موت الي موت . . قصة حقيقية بقلم جعفر وسكة
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (75) الحياة في ظل الشهداء ونسائم الانتفاضة بقلم د. مصطفى يوسف ال