حول قامة امين عام مجلس الاحزاب .. بقلم برفيسور حيدر الصافى شبو

حول قامة امين عام مجلس الاحزاب .. بقلم برفيسور حيدر الصافى شبو


01-04-2016, 02:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1451915473&rn=0


Post: #1
Title: حول قامة امين عام مجلس الاحزاب .. بقلم برفيسور حيدر الصافى شبو
Author: مقالات سودانيزاونلاين
Date: 01-04-2016, 02:51 PM

01:51 PM Jan, 04 2016

سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
مكتبتى
رابط مختصر



سم الله الرحمن الرحيم



ليس لرد السفير ضرار، رئيس مجلس الأحزاب، في الحوار الذي أجري معه في جريدة المجهر الصادرة بتاريخ 10 ديسمبر 2015 ضررما تخشى عواقبه، ولا قيمة ترتجى، وما كنا ننشغل بالرد عليه لولا أنه، هوالامين العام لمجلس شئون الاحزاب...ذلك المجلس الرافض لتسجيل الحزب الجمهوري منذ العام 2014 ... وبالرغم من ادعاءات المجلس السابقة التي تفيد ان قرار الرفض بني على الطعون المقدمة من هيئة علماء السودان ، الا أن تصريح السفير ضرار قد جاء مناقضا لذلك ، حيث أكد أنهم في المجلس ، هم الذين رفضوا تسجيل الحزب الجمهوري بعد إطلاعهم على كتاب الرسالة الثانية من الإسلام للاستاذ محمود محمد طه، حيث قال :" نحن اطلعنا على الرسالة الثانية التي تتحدث عن الاصول ، وأن الطلاق وتعدد الزوجات لايجوز ، وان الاصل في الاسلام السفور ،وليس الحجاب، وان الانسان يمكن ان يرتقي ليصبح أنسانا كاملا ، بل إن الله نفسه هو إنسانا كامل في جسد ، وهذا كلام تقشعر منه الابدان ، فرأى مجلس الاحزاب إن صرح بهذا المذهب ، فإنه سيؤدي الى فتنة، وإذا كان قرار المجلس غير صائب فستقرر المحكمة الدستورية في هذا الامر، وهي الفيصل بيننا وبينهم" ونحن نتساءل هل ستقرر المحكمة الدستورية ، وتفصل بيننا وبينهم، بعد ان يقرأ اعضاؤها كتاب الرسالة الثانية من الاسلام ، فتتحول بذلك من محكمة دستورية إلى مجلس فتاوى كما فعل مجلس الأحزاب؟ أم ستفصل بيننا وبينهم وفق وثيقة الحقوق في الدستور ؟؟ وهل من اختصاص مجلس الأحزاب أن يصدر قراره في تسجيل أي حزب بناء على رأيه في أفكار ومعتقدات الحزب أم بناء على الدستور الذي يكفل حرية الاعتقاد؟؟!!... أما يكفي هذا التناقض وحده للتدليل على عدم مهنية المجلس والذي لايستند قراره على أي منطق من الدستوربقدر ما يستند على عاطفة امينه العام الذي اقشعر بدنه حينما قرأ الرسالة الثانية من الاسلام، ورفض التسجيل بناء على ذاك الاقشعرار!!

وواصل سعادة السفير حديثه عندما سئل عن أنه لماذا لم يطبق فهم المرجعية" على الحزب الشيوعي، فقال:"في النظام الاساسي للحزب الشيوعي ليس هناك حديث عن الماركسية، هم اخذوا الجانب الاقتصادي والاشتراكية، ليس هناك اي كلام عن الماركسية في النظام الاساسي للحزب" فاذا تجاوزنا عدم فهم السفير للماركسية والاقتصاد القائم على مرجعيتها ، فحديثه هذا يعني أن المجلس يمكن ان يشطب الحزب الشيوعي من قائمة الاحزاب، إذا ما تجرأ الحزب وذكر الماركسية في نظامه الاساسي !! وكذلك يفعل ببقية الاحزب، العلمانية واللبيرالية ، وما ذاك ، الا ، لان مرجعية المجلس ليس وثيقة الحقوق في دستور السودان المؤقت لعام 2005 ، إنما مرجعيته هي الشريعة الاسلامية وفق فهوم علماء السودان والذي أصبح مجلس الاحزاب احد مؤسساتها الفقية، فهؤلاء قوم لايؤمنون بمواثيق حقوق الانسان، ولا يفقهون من اصول الدين ما يعصمهم من التورط في مصادرة حرية الاعتقاد التي قال الله تعالى عنها: ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ).. فما قاله الامين العام لمجلس شئون الاحزاب يدلل بما لايدع مجالا للشك ، انه ، لن يكون هناك متسعا -تحت مظلة النظام الحاكم - للمواطنة وادارة التنوع الا على الطريقة الاسلامية التي يراها المجلس، ومن خلفه هيئة علماء السودان!!

اما تعليقات سعادة السفير على بعض ما جاء في الرسالة الثانية ، يدلل على إحتمالين ، إما ان يكون السفير لم يقرأ الرسالة الثانية ومعلوماته عنها معلومات سماعية، او ان يكون قد قرأها ولم يفهمها، وهذا هو الأرجح. هذا هو فهمه مما قرأ: "أن الطلاق وتعدد الزوجات لايجوز ، وان الاصل في الاسلام السفور ، وليس الحجاب" فماذا فهم من هذا حتى يقشعر جلده؟؟

وحقيقة الأمر:جاء في الصفحات 128 -131،من كتاب الرسالة الثانية من الاسلام ما نصه: (والاصل في الاسلام ديمومة العلاقة الزوجية بين الزوجين، ذلك بان زوجتك انما هي صنو نفسك. هي انبثاق نفسك عنك خارجك..... وما الطلاق الا فرصة الخطأ التي اتيحت للشريكين ليتعلما ، فيستغنيا عن الخطأ، فتسقط في حقهما شريعة الطلاق بعدم الحاجة اليها" ... " ويلتمس منع الطلاق في قول المعصوم " أبغض الحلا ل الى الله الطلاق" والاشارة اللطيفة ان ما يبغضه الله لابد مانعه ، حين يصير المنع ممكنا، وعمليا. فان الله بالغ امره). هذا ما قاله الأستاذ محمود في أمر الطلاق..و يقول عن تعدد الزوجات: ( ويعتبر تشريع التعدد تشريع فترة انتقال الى فجر المساواة التامة بين الرجال والنساء، ويومها يصبح العدل في حقها يشمل العدل في ميل القلوب، وهو المعنى بقوله " وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ " ويجئ يومئذ القيد من قبل قوله "
فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَة " وهكذا يشرع في تحريم التعدد ، الا لدى ضرورات بعينها تلجئ اليه، وينص عليها في القانون، ويستأمر فيها الطرف المضرور بها). .فهل يفهم من هذا الحديث " أن الطلاق وتعدد الزوجات لايجوز"؟؟

أما ما ورد من حديث الاستاذ عن السفورفقد جاء في صفحتي 131 -132 من نفس المرجع: "والاصل في الاسلام السفور . . لان مراد الاسلام العفة . . وهو يريدها عفة تقوم في صدور النساء والرجال ، لا عفة مضروبة بالباب المقفول ، والثوب المسدول ، ولكن ليس لهذه العفة الغالية من سبيل الا عن طريق التربية والتقويم. وهذه تحتاج إلى فترة إنتقال لاتتحقق اثناءها العفة الا عن طريق الحجاب ، وكذلك شرع الحجاب... " يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ
" .... ولباس التقوى يعني لباس العفة والعصمة المودعة في قلوبكم خير من لباس القطن.. .والسفور في الاسلام اصل لانه حرية ..." واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا " ...فالحجاب عقوبة حكيمة على سوء التصرف في حرية السفور. هذا في الاصل الاسلامي. وما يقال عن السفور يقال عن الاختلاط ، فان الاصل في الاسلام المجتمع المختلط، بين الرجال والنساء ، ثم هو مجتمع سليم من عيوب السلوك التي ايفت بها المجتمعات المختلطة الحاضرة" انتهى حديث الاستاذ... هل تجنيت على السيد رئيس مجلس الأحزاب إن قلت أنه قرأ ولم يفهم؟؟

أما آخر ما اثاره من نقاط عن الاقوال المنسوبة للاستاذ محمود وهو قوله :"وان الانسان يمكن ان يرتقي ليصبح أنسانا كاملا ، بل إن الله نفسه هو إنسانا كامل في جسد ، وهذا كلام تقشعر منه الابدان" فابجديات المعرفة الدينية تقرر بأن الانسان خلق كاملا "لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم" وقد حقق ذلك الكمال في الملكوت ، وسيحققه في عالم الملك ، لانه هو خليفة الله في الارض "إني جاعل في الارض خليفة"..أما العبارة التي تقول "بل إن الله نفسه هو إنسانا كامل في جسد ، وهذا كلام تقشعر منه الابدان" ولعلك تعني ، حديث الاستاذ عن العبودية وعن تسيير العبد ، حين قال: "فيومئذ لايكون العبد مسيرا ، انما هو مخير. ذلك بأن التسيير قد بلغ به منازل التشريف، فاسلمه الى حرية الاختيار، فهو قد اطاع الله حتى اطاعه الله ، معاوضة لفعله .. فيكون حيا حياة الله ،وعالما علم الله ، ومريدا ارادة الله ، وقادرا قدرة الله ، ويكون الله ، وليس لله تعالى صورة فيكونها ، ولا نهاية فيبلغها ، وانما يصبح حظه من ذلك ان يكون مستمر التكوين ، وذلك بتجديد حياة شعوره ، وحياة فكره في كل لحظة ، وقال المعصوم " تخلقوا باخلاق الله ان ربي على سراط مستقيم"..." كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ َ "...وفي موضع آخر، ففي حديث رواه البخاري:" وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ:

((مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ))

هذا توضيح ما أثاره السيد رئيس مجلس الأحزاب من امر الرسالة الثانية من الاسلام. اما ما نحب أن نبينه لك عن الحزب الجمهوري ،هو ،ليس حزبا وليدا حتى يمنع معتنقوه من ممارسة حقهم الدستوري في التنظيم وفق مرجعيته. فعندما ما برز الحزب الجمهوري في26 اكتوبر 1945 ، لم يكن مجلس شئون الاحزاب موجودا فى الخارطة المؤسسية، بينما كان الاستاذ في ذاك الزمان يناهض المستعمر بجسارة وصلابة منقطعة النظير ، وقد عبر عن جزء يسير منها ، الاستاذ أحمد خير ، في قوله: (و لما وضحت معالم الخلاف ، اشتد وطيسه بين الاتحاديين والانفصالين ، نشأ الحزب الجمهوري ، وهو حزب ينادي باستقلال السودان من مصر وانجلترا على السواء ، وقيام جمهورية سودانية . . . لقد برهن رجال الحزب الجمهوري على صدق عزيمتهم وقوة إيمانهم لذلك يتمتعون باحترام الجميع ، كما برهن ريئسهم " الاستاذ محمود" على اخلاص وصلابة وشدة مراس ) وعبر عن ذلك ب. عبدالله الطيب شعرا :"سبق الناس في السياسة رأيا**حين فيها تفكيرهم محدود"... فقد تبنى الاستاذ محمود خط المواجهة والصدام مع المستعمر، فسجن مرتين قبل نهاية الاربعينات ،ومن جراء ذلك كان اول سجين سياسي بعد حركة عام 1924. وقف مؤسسه مدافعا عن حرية الاعتقاد وحرية الرأي والتنظيم ملتزما بها فكرا وسلوكا إلي أن ذهب للمشنقة مبتسما.

كتب الصحفي بشير محمد سعيد في صحيفة السودان الجديد (6.8. 1958) أن الحزب الجمهوري كان مضرب مثل للاحزاب لرسم طريقه وارائه عن الاقتصاد ، الاجتماع ، المرأة والتعليم ، كما فصل ذلك في كتابه " قل هذه سبيلي"...كما عقد مؤتمره في يونيو من العام 1958 ليتدارس فكره وماضيه مستقبله . .هذا وغيره كثير يمكن أن يقال في التغريظ على الحزب الجمهوري.. فهل لحزب بكل هذا الارث التاريخي يمكن لمجلس شئون الاحزب محوه من الخارطة السياسية؟؟ وهل مازال سعادة السفير يقيس مواقف وافكار الاستاذ محمود بعاطفته واقشعرار بدنه ؟؟ وهل مازال سعادته يجافي عمله المؤسسي وثقافته وتجربته في العمل الدبلوماسي ليهتدي بهدي فقهاء و علماء السودان؟؟

.

أحدث المقالات
  • الإستقلال جسد روحه الحرية، أين الروح؟! (3 ) بقلم حيدر احمد خيرالله
  • للتصدير ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • حكومة الترابي الجديدة..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • والحريق الذي يقترب هو بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • المفاوضون الأحرار: رداً على مجدي الجزولي وعارف الصاوي بقلم فيصل سعد
  • ستون عاماً مضت على إستقلال السودان ام الاستغلال؟ بقلم أمانى ابوريش
  • ايران والتخطيط لما بعد تحرير الرمادي بقلم صافي الياسري
  • سوق الأودام ..السياسية فى السودان يغلق أبوابه هذا العام !! بقلم عبد الغفار المهدى
  • قصة شاب ارتري نجي من موت محتوم . من موت الي موت . . قصة حقيقية بقلم جعفر وسكة
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (75) الحياة في ظل الشهداء ونسائم الانتفاضة بقلم د. مصطفى يوسف ال