لا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت.. لأن الشح فيها باقٍ! بقلم عثمان محمد حسن

لا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت.. لأن الشح فيها باقٍ! بقلم عثمان محمد حسن


12-08-2015, 06:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1449594658&rn=0


Post: #1
Title: لا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت.. لأن الشح فيها باقٍ! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 12-08-2015, 06:10 PM

05:10 PM Dec, 08 2015

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


تجري و تجري ( جري الوحوش) .. و ترى الافق صفوفاً تزاحم صفوفاً بعد
صفوف.. على مدى البصر.. كأنك في يوم الحشر.. و يمر اليوم.. لا مالاً في
جيبك أبقيت و لا ناراً في بيتك أوفيت.. إنقطع العشم.. تعود إلى بيتك
خاوي الوفاض مع المساء.. تصطدم بالكهرباء المهاجرة من حيِّك إلى القصر
الجمهوري الفخيم..( ما فيش فحم! و اشترينا البصلة الواحدة بجنيه)..

ناس البشير، لعنات الشعب تطاردكم أينما حللتم..

تخطينا التدرج الزمني.. أوصلونا إلى عصر النهضة دون أن نمسك بزمام
العصر.. فتخبطنا.. و لا نزال.. الزمن يتفنن في تعذيبنا هل نكترث بالزمن
التعيس الذي لا يهز عرش البشير بأرقام تتخطى أرقام مقياس ريختر؟! هل
نفعل؟ أتمنى ذلك رغم التقارب السوداني الخليجي الأمريكي الذي جعلهم
يمددون كروشهم و تنتفخ أوداجهم.. و السحت يلمع عليها..

لم نشأ أن نفهم الدرس.. أطعمونا الرغيف.. و نحن لا نزرع القمح.. كثفوا
منشئات الأفران الآلية حتى في أفقر الأحياء.. مزقوا فاتورة ( الدوكة).. و
الذرةُ تُصدر لإطعام مواشي الخليج..

لا تمنع طفلك عن أن يبكي إفهم..! لن تفهمه ما دام الوَقَر جبالاً تمتد من
اذنيك إلى عقلك.. و الطفل ( شلِيق)! لن تفهمه.. لستُ على يقين، لكن الطفل
يريد البيتزا.. و الكورن فلور.. و ( القرقاش).. لا الدوم و لا اللالوب..
كلا.. كلا.. و لا ( العنكوليب)..

تخلُّفنا عن العصر يعمينا عن رؤية الطريق إلى الفعل الأكثر جدوى للحاق
بالآخرين.. ( فاتكم القطار)، قال علي عبدالله صالح، و كان الزمن لا يزال
طفلاً كي يحكم علي عبدالله صالح على الأحداث.. فانقلبت الآيات حين صعد
الشعب اليمني قطاراً آخر نحو المجهول..

اصعد معنا ( قطار الهم).. صحِّح أوضاع البلد الآيل للنفي إلى مزبلة
النفايات.. من حلفا إلى الكرمك.. تيبس في الخرطوم الحلقوم.. لا ماء.. لا
غاز.. لا كلمات تخرج مقنعة للجمع الواقف ينتظر برميل ماء في الطرقات..
تأتي شاحنة يحسبها شاحنة أنابيب الغاز.. تمر الشاحنة فوق الطرق المغبرة..
يضيع الأمل في بلد ضائع..

كان الليل طويلاً جداً حين تقدمنا نحو الحارة.. كلاب تنبح.. و الناس نيام
في ميدان شرق الحارة.. و أنابيب الغاز- فارغة الجوف- منتشرة في صف يمتد
فراسخ لا محدودة.. نساء يتوسدن طوباً و حجارة.. و حجر لا يقبل أن يكون
وسادة لرأس امرأة حبلى.. يَزِّحُ تَزِّحُ بنفس القدر.. و تجُّر الحجر.. و
( التوب) يزِّح) تتغطى ثانية ب( التوب).. و الحجر يزح فتزح.. و الليل
طويل جداً.. و يأتي الصبح.. و لم تأتِ أنابيب الغاز.. صبح السودان قصير
جداً.. و سيأتي الليل.. ليل السودان طويل جداً.. يا لتعاسة هذا الليل..!
تعِس جداً أن يكون ليلاً في سودانٍ تتخبط فيه ليالي ( الانقاذ)..

هل تسمعني؟ لم تأت الشاحنة حتى الآن.. (أصُبروا ..أصُبروا ..أصُبروا..)
الصبر نفد كما الغاز.. الصبر نفد كما الأمل الضائع في صحراء التيه سليل (
الانقاذ)..

لم أدرك أن بلادي قد ابتُليت بعصر النهضة قبل الآن.. عصر الانقاذ.. و (
الأراجوزات) و رفع الدعم عن المحروقات.. و عن سلع ليست مدعومة إن جئنا
نتحاسب بالأرقام.. ليست مدعومة.. المؤتمر الوطني- سليل الكذب- ينافقنا..
و صبح السودان قصير جداً..

يعرفون من أين تؤكل كتف الخروف.. أكلوا.. ثم أكلوا.. ثم أكلوا و ما
شبعوا.. علمونا أكل الهوت دوق.. و البيتزا.. أضعفوا الجنيه الذي كان من
جيوبنا يصارع الدولار.. قتلوه.. و سرقوا الدولار.. جيوبنا أضعف من أن
تقوى على امتلاك البيتزا و الهوت دوق.. لكنهم يأكلون من الخروف الكتف.. و
يأكلون البيتزا.. و الكافيار الروسي و الهوت دوق.. هل شبعوا؟؟

أضاعوا أفضل ما كان لدينا.. ( الكِسرة) كانت طوع يدينا.. صارت ( النهضة)
في البلد المكلوم أكل الهوت دوق.. و استيراد خردوات من الهند و السند و
الصين.. و فارهات من كوريا و اليابان تثير غبار شوارع الخرطوم..

و قال حكيم الحكماء:- ( لا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت لأن الشح
فيها باقٍ، بل اطلب الخير من بطون شبعت ثم جاعت لأن الخير فيها باقٍ)..


أحدث المقالات

  • احداث باريس بداية النهايه لتحول فرنسا عن تقديم التنازلات لحلفائها الغربيين بقلم دالحاج حمد محمد
  • انا أفريقى انا سودانى .. السودان ارض الخير بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين- لندن-بريطانيا
  • الأمريكي (غرانفيل) تلقى تحذيراً باغتياله بقلم جمال السراج
  • المرتزقة.. هنا وهناك..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • برقيات صادمة !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • لم ينجح أحد..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • والثالثة آهـ «3» بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • شر البلية ما يُضحك! بقلم الطيب مصطفى
  • الغاز أهو شح ام ندرة ..اوكماقال!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • شمال كردفان ... الولايه المنهوبه سقوط مشروعات المياه فى محيط القراصنه واللصوص
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (56) الإسرائيليون بين عمليات الطعن الجنائية والقومية بقلم د. مصط

  • Post: #2
    Title: Re: لا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت.. لأن ال�
    Author: قلقو
    Date: 12-08-2015, 06:38 PM
    Parent: #1

    شكرا يا أستاذ عثمان على مقالك الرائع .
    فقط أسمح ان اضيف ان قائل تلك الحكمة الرائعة هو الأمام على بن أبى طالب حيث قال ( لا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت لأن الشح فيها باق ... بل اطلب الخير من بطون شبعت ثم جاعت لأن الخير فيها باق ).

    Post: #3
    Title: Re: لا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت.. لأن ال�
    Author: واحد زهجان وقرفان
    Date: 12-09-2015, 06:03 AM
    Parent: #1

    لا تـــلوم البشيــر كثيــراَ فإن عورتنـــا لم تعجــــب أمريكـــــا !!!!!!
    • عجيب أمر تلك الدولة السليطة .
    • في مرحلة ( الجهالة ) قالت حكومة ( الإنقاذ ) ( طز ) للولايات المتحدة الأمريكية .
    • وحينها بدأت الحرب الباردة بين الدولتين ،، وبلغت في مرحلة من المراحل ذروتها عندما قذفت أمريكا مصنع الشفاء بالسودان بالصواريخ والطائرات .
    • وبعدها تراجعت حكومة ( الإنقاذ ) بوتيرة مخزية للغاية وهي تحاول إرضاء تلك الدولة العظمى .
    • تمادت حكومة ( الإنقاذ ) في إغراءاتها ،، كما تمادت حكومات أمريكا في تعنتها .
    • ثم بدأت حالات من المغازلة الفاضحة الفاشلة بين حكومة . ( الإنقاذ ) وبين حكومات أمريكا .
    • طلبت حكومات أمريكا التنازلات تلو التنازلات من حكومة ( الإنقاذ ) .
    • ثم طلبت أمريكا أن تكشف دولة السودان عن بعض محاسن جسدها حتى ترضى .
    • فرفعت دولة السودان الأطراف السفلى من ثيابها حتى كشفت أقدامها .
    • وعندها لم تعجب أمريكا فطلبت كشف المزيد من محاسن الجسم السوداني .
    • فرفعت دولة السودان أطراف ثيابها حتى أظهرت محاسن ساقها والقوام .
    • ثم طلبت أمريكا كشف المزيد من محاسن الجسم السوداني .
    • فرفعت دولة السودان أطراف ثيابها السفلى حتى أظهرت بوادر الأفخاذ .
    • ثم طلبت أمريكا كشف المزيد من محاسن الجسم السوداني .
    • وعندها أجبرت دولة السودان على رفع أطراف ثيابها السفلى حتى كشفت عورتها بالكاملة .
    • ومع ذلك فإن البضاعة المعروضة الفاضحة لم تعجب المزاج الأمريكي .
    • وعندها جرى على دولة السودان ذلك المثل الذي يقول ( لا عرضاَ حفظناه ولا مالاَ كسبناه !! ) .
    • فيا حسرة على جزء عزيز من أرض الوطن فقدناه ترضية لأمريكا ذلك الجاحد المتعنت .
    • ويا حسرة على كرامة مهدورة وعزة وطن تم إسقاطها تحت أقدام الأنجاس .
    • ويا حسرة على مياه الوجوه التي فقدت العزة والكرامة في عهـد البشير .