انا أفريقى انا سودانى .. السودان ارض الخير بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين- لندن-بريطانيا

انا أفريقى انا سودانى .. السودان ارض الخير بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين- لندن-بريطانيا


12-08-2015, 03:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1449585828&rn=0


Post: #1
Title: انا أفريقى انا سودانى .. السودان ارض الخير بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين- لندن-بريطانيا
Author: سليم عبد الرحمن دكين
Date: 12-08-2015, 03:43 PM

02:43 PM Dec, 08 2015

سودانيز اون لاين
سليم عبد الرحمن دكين-
مكتبتى
رابط مختصر


هكذا جسد الشاعر السودانى حقيقة الهوية السودانية الوطنية فى الشعر الغنائى, ليؤكد للشعب السودانى بكل مكوناته واثنياته بان الانظمة السياسية اضاعت الهوية السودانية الوطنية ومعها حقائق الدولة التى تقوم على حقوق الانسان والديمقراطية والشفافية وليست القبلية والجهوية وهوية معينة ومحددة بعينها. لانه يجب الحفاظ على تراث البلد وهويتها السودانية وكذلك تعدادها الدينى والعرقى والثقافى. الهوية تعتبر لب الاشكالية السودانية الحالية. لان الهوية قضية سياسية محورية بحت بالنسبة للاثنيات الاخرى. لم تسلط الانظمة السياسية الضوء على الواقع السودانى الاجتماعى السودانى منذ الاستقلال. لانه تجاهل متعمد ومقصود للحقائق الموضوعية للمجتمع باسره. لطالما السودان موطناً للعديد من الطوائف العرقية والدينية التى يعود تاريخها الى مئات السنين, فبالاضافة الى وجود جماعات مسيحية واحائية و كذلك المكونين الذين فرضوا الهوية الاسلامية العربية والعرب الرشايدة. كما يضمن ايضا التكوين الديمغرافى للسودان بما يحتوى من اقليات عرقية ودينية اخرى. ان التاريخ الحديث للبعض الاقليات العرقية المهمشة اتسم بالعنف والقمع والصراعات والاضطهاد نتيجة لأحكام الحكومات العسكرية والمدنية التى تعاقبت على السلطة على السودان قبضتها الاستبدادية على الاقليات العرقية فى الجنوب والوسط والغرب والشرق مستندة فى ذلك على سياسات عنصرية تقوم على التمييز, قد تسبب ذلك فى اندلع حربين اهليتين فى تاريخ السودان الحديث. السودانين المكونين رفضوا الهوية السودانية الوطنية التى تمثل كل الاثنيات والثقافات والديانات. ووضعوا فى مكانها الهوية الاسلامية العربية باسلوب تعسفى بعيداً عن المنطق والموضوعية والشفافية, لانهم لم يشعرون بالانتماء الى السودان انما مستعمرين دخلوا الى السودان ليستعمروا كل الاثنيات السودانية بكل استعلاء وتكبر وغطرسة المقرون بالاستبداد الدينى الذى يحمل فى طياتة العنصرية والفاشية. الانظمة السياسية التى حكمت السودان منذ الحكومة الاولى التى تم اختيارها فى تاريخ السودان الحديث عام 1954 هذه المنظومة التى رفضت حقيقة التنوع العرقى والدينى والثقافى الموجود فى السودان. يعنى ابعاد سياسى واجتماعى وتهميش للاثنيات الاخرى دون موضوعية وشفافية. ان تجاهل الواقع الاجتماعى السودانى وعدم التعامل معه بواقعية خرجت من رحمها الاشكالية السودانية التى لاتزال حروبها تحرق الاخضر واليابس فى مناطق الهامش. فقد كان عدم الاحترام والتقدير والاعتراف بالاثنيات الاخرى ومعها ثقافاتها ولغاتها ودياناتها وايضا حقها فى الحياة والكرامة كان له اندى الاثر فيما يجرى اليوم على ارض الواقع. ماذا قال الريئس الليبى الراحل معمر القذافى عندما زار معقل المكونين بجنوب ليبيا الذين انحدروا منه المكونين السودانين الحالين. قال لهم القذافى انتم مكونون وان القبيلة المكون لكم قبيلة تشادية افريقية تسمى اتبوا, ومضى يقول اى القذافى قائلا انتم ليبون تحت السيادة الليبية. فاما الذين فى تشاد فى فهم تشادين والذين هاجروا الى السودان فهم سودانيون هكذا قال الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى فى زيارته الاخيرة فى السابع والعشرون من مارس عام 2007 فماذا يعنى معمر القذافى بما طرحه. ببساطة يعنى ان كل من هولاء المكونين يحملون الهوية الوطنية لأوطانهم التى هم فيها. الانظمة السياسية السودانية منذ الاستقلال تجاهلت الواقع السودانى المتمثل فى الهوية السودانية الوطنية. لان الهوية الوطنية مسالة او قضية سياسية محورية امرها يهم اى شعب موجود فى العالم اليوم. لان الهوية الوطنية حقيقة باقية محتومة لا فرار منها. التجاهل المقصود للواقع السودانى من جانب الحكومات المدنية والعسكرية التى تعاقبت على حكم السودان دافعه الاستعلاء والعرقى الاجوف باعتباره تفوق نوعى على كل الاثنيات القاطنة السودان. لان الاعتقاد السائد فى نفوس المكونين السودان بانهم هم عرب يعنى ذلك امتيازاً كبيراً. للاسف هذا غير صحيح انما مجرد اوهام وجهل كبير. مشكلة المكونين السودانين يدعون العروبة, ولكن فى الواقع العروبة منهم براء, لان الاصالة تعنى ان يكون المرء قحاً اصلاً واصلاً فى انتمائه هذا هو المعيار الحقيقى حيث السيما والسحنة يجب ان تتطابق. للاسف هذا غير موجود لدى المكونين السودانين الذين يدعون بانهم عرب. فعليهم ان يتذكروا دائما مقولة معمر القذافى الرئيس الليبى الراحل, لان المقولة وضعت النصاب والمعايير. السودان البلد والوحيد فى هذا العالم الذى فرض حكمامه هوية غير وطنية على كل الاثنيات دون مراعاة للثقافاتها ودياناتها ولغاتها. لان الاستعلاء العنصرى والعنصرية والفاشية دوافعها. انه اسلوب اغير حضارى التصرف غير مسؤول يعتبر قمع للاخرين, ومعه ايضا التصرف الحسى الذى لاينتمى الى الهوية السودانية الوطنية. اتحاد جبال النوبة بقيادة الاب الروحى الراحل فليب عباس غبوش ومعه محمود حسيب وسعيد فرج الله وعطرون عطية قادوا هولاء الرجال العظماء حملات وطنية من اجل الاصلاح السياسى والاجتماعى, فقد كانت الهوية السودانية الوطنية جوهر حملاتهم. لان الهوية كما ذكرت سلفا مسالة سياسية محورية لاى شعب اينما كان ذلك الشعب فى الكرة الارضية. ولكن من المؤسف واجهت حملات فليب عباس غبوش واخوانه الرفض والاستنكار والتذمر من الانظمة السياسية وصفت تلك الحملات بالعنصرية, لانها معادية للعرب والاسلام. فان فليب عباس غبوش ورفاقه عملاء للامبريالية الصهيونية الاستعمارية والعالمية التى تريد ان تنال من العروبة والاسلام. فلذلك لم يتم الاصلاح السياسى والاجتماعى الى الان. لم يعد دفن الرؤوس فى الرمال خياراً استراتيجياً من بعد اليوم لمعالجة مسببات الاشكالية السودانية بدلاً عن اعراضها. الهوية العربية الاسلامية لن تمثل الاثنيات ولم تعكس الواقع السودانى الذى تجاهلته الانظمة السياسية منذ ان نال السودان استقلاله. ناخذ شعب جبال النوبة المكون من تسعة وتسعون قبيلة لكل قبيلة ثقافتها واعرفها الخاصة بها. فبالاضافة الى ثقافة شعب جبال النوبة الواحدة ذات الخصوصية لا اكره ولا غضاضة فى ذلك يعتبر صحى وموضوعى. ناهيك عن شعب السودان بكل مكوناته الاثنية والثقافية والدينية. المتشدقون بالقضايا القومية والعروبة اكثر من المتشدقين بالقضايا الوطنية السودانية. نشر الثقافة العربية الاسلامية دون الثقافات الاخرى, يعتبر ظلم والظلم يقضى على الوحدة الوطنية. فاما الاستبداد الدينى الذى فى اعتقاد هولاء السودانين المكونين بانهم هم المسلمين الوحيدون فى الارض, فمن لم يكن الاسلام دينه يعتبر حيوان حسب اعتقادهم. الكثيرين منهم ذهبوا ابعد من ذلك وربطوا سلالتهم بالرسول صلى الله عليه وسلم, وايضا العباس والحسن والحسين وهلمجرا. الجماعات الاسلامية المتشددة دعاء الهوس الدينى امثال ابوزيد محمد حمزة جماعة انصار السنة ومدثر احمد اسماعيل الامين العام للرابطة الشرعية للعلماء وياسر جاد الله ريئس جماعة الاخوان المسلمين, لقد انهالوا هولاء الشيوخ غضباً وسخطاً وسباً لكل من الدكتور حسن الترابى والصادق المهدى واصفين اياهم بانهم اخطر فرقة على المسلمين. الغريب فى الامر اتباع الدكتور حسن الترابى, بل فقد كانوا يمدمحون الترابى والصادق بانهم هم الاسياد والاشراف ولا يجوز التحدث عنهم بفاحشة. الجبهة القومية الاسلامية التى تضم قضاة الشرعية الاسلامية (العدالة الناجزة) امثال المهلاوى والمكاشفى ايضا لاننسى يسن الامام الذى كان من ابرزهم داخل الجبهة القومية الاسلامية. فقد كان الهوس والدينى والتشدد والتعصب ابعدت الموضوعية والشفافية. الاسلام فى اعتقاد هولاء الشيوخ هو اطلق اللحية وتطويلها وجلابية قصيرة وحمل مسواك وتحريم جميع انواع الموسيقى وايجاب لبس النقاب على المراة. هذه كلها امور تتعلق بالمظهر اكثر مما تتعلق بالجوهر. فالجوهر والروح هما اساس فى تعاليم الاسلام وليس الشكل والمادة فالاسلام عقيدة جوهرها التوحيد وعبادة جوهرها الاخلاص والمعاملة وجوهرها الصدق وخلق جوهره الرحمة والتشرع جوهره العدل والعمل جوهره الاتقان وادب جوهره الذوق وعلاقة جوهرها الاخوة وحضارة جوهرها التوازن. فلذلك يجب التخلص من الثقافة الطائفية والمتسددين دعاة الهوس الدينى والتحرر من المصطلحات التاريخية التى ادت دوراً وظفياً فى الماضى ثم اصبحت عبئاً على عقل المسلم اليوم. مثل مصطلح القاديرية والشاذليية والبرهانية والسنة والشيعة والسلفية والصوفية, فانها مجرد اسماء سموها هم. لان التسميات القرانية تبدد هذه الغواشى قد سمنا الله عز وجل مسلمين ان الله هو الذى سماكم مسلمين. فلذا نريد تعاليم الدين الصحيحة وليس الهوس والتطرف والاستعلاء والاستبداد. غياب الهوية السودانية الوطنية احدثت اختلال كبير فى العقد الاجتماعى السودانى. لانها تركت اثارها السالبة المدمرة للوحدة الوطنية والتعايش السلمى بين الاثنيات والمصاحبة فى الوجود. خصائص الدولة لاتقوم على القبلية, بل على حقوق الانسان والديمقراطية والموضوعية والشفافية. فلذلك يجب الحفاظ على تراث البلد وهويتها السودانية والطنية وكذلك تعدادها الدينى والعرقى والثقافى. اخيراً يجب حل اشكالية الهوية السودانية الوطنية المزمنة فى اطار الحوار الوطنى الدستورى الجامع لكل الاثنيات السودانية وليست المفاوضات التى تجرى من وقت لاخر فى اديس ابا ابا بين النظام الحاكم والمعارضة المسلحة. الهوية السودانية الوطينة وليست الهوية العربية الاسلامية المزعومة.
حتى لقاء اخر
اختصاصى فى حقوق الانسان والقانون الاوروبى
08/12/2015


أحدث المقالات
  • برقيات صادمة !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • لم ينجح أحد..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • والثالثة آهـ «3» بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • شر البلية ما يُضحك! بقلم الطيب مصطفى
  • الغاز أهو شح ام ندرة ..اوكماقال!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • شمال كردفان ... الولايه المنهوبه سقوط مشروعات المياه فى محيط القراصنه واللصوص
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (56) الإسرائيليون بين عمليات الطعن الجنائية والقومية بقلم د. مصط