شوقي إبراهيم بدري و الجنوب بقلم عثمان محمد حسن

شوقي إبراهيم بدري و الجنوب بقلم عثمان محمد حسن


12-05-2015, 05:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1449331880&rn=1


Post: #1
Title: شوقي إبراهيم بدري و الجنوب بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 12-05-2015, 05:11 PM
Parent: #0

04:11 PM Dec, 05 2015

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





كان السيد/ أحمد فضيل، من مواطني نهر الجور ببحر الغزال، يعمل سائق سيارة
المأمور/ إبراهيم بدري في الثلاثينيات من القرن المنصرم.. لم يكن أحمد
فضيل يفكر- مجرد تفكير- في مغادرة منطقته على ضفاف نهر الجور.. فقد كان
هانئاً راضياً بالعمل سائقاً للمأمور الإنسان.. و بالعيش في حدود الخضرة
و الجمال.. و البساطة و السلام في منطقته..

تقرر نقل السيد/ إبراهيم بدري للعمل بمدينة ملوط، فأصر على أن يصطحب إلى
معه إلى ملوط، سائقه أحمد فضيل لما وجده فيه من تفانٍ في العمل و لحسن
سريرة السائق الأمين، فكان له ما أراد.. و هناك التقى أحمد فضيل زوجة
المستقبل- والدة محمد أحمد فضيل- و اقترن بها..

هذا ما حدثني زميلنا المشترك محمد أحمد فضيل حين سألته عما إذا كان يعرف
شوقي بدري.. فقال:- " كيف ياخي؟! ده كان معانا في ملكال الوسطى....." و
كلانا من ملكال الوسطى و شوقي كذلك.. و ما رواه الأستاذ/ محمد أحمد فضيل
عن الزواج الذي كان هو شخصيً أحد ثمراته، أعرف الفترة الأخيرة منه.. فقد
كنا كأهل في واو الجميلة.. و كان الشباب يقضون أيام العطلات في بيت أحدهم
في أي حي يتفقون عليه دون تفرقة في الحي أو القبيلة أو أي شيئ آخر.. و كم
كان منزل العم أحمد فضيل مضيافاً..

هذا.. و قد دام الزواجً بين والدي الأستاذ/ محمد إلى أن توفاهما الله.. و
الفضل في زواجهما يعود، بعد الله، إلى السيد ابراهيم بدري..

و استطرد الأستاذ/ محمد أحمد فضيل كثيراً في إبراز خصال ابراهيم بدري و
تعاطيه مع الجنوبيين الذين كانوا يعملون معه.. و أكد لي بأن البدري من
الشماليين الذين ظلوا يردمون الهوة بين الشمال و الجنوب بصدق نابع من
إنسانية لا يشوبها نفاق أو ادعاء إنسانية كاذب.. و هي الهوة التي
افتعلها الانجليز بتكريس المناطق المقفولة و ساعدهم على توسيعها بعض
الشماليين باستعلائهم و أنانيتهم المبالغ فيها..

و قال لي محمد أحمد فضيل أن حب ابراهيم بدري للجنوب و الجنوبيين جعله
يعود إلى رومبيك بعد نزوله إلى المعاش.. و تواصل ردمه الهوة بين الشمال و
الجنوب و هو تاجر كما كان يفعل و هو إداري- بعيداً عن الأنانية و
الغطرسة..

و على ذكر الأنانية، ففي بداية إجازتنا السنوية في أواخر الخمسينيات من
القرن الماضي، أقَّلتنا الباخرة من ملكال إلى ميناء شامبي و منها ركبنا
عربة لوري إلى يرول للعبور إلى رومبيك لتقلَّنا شاحنة إلى مدينة واو.. و
حين بلغنا مدينة يرول تفاجأنا بأخبار تفيد بأن جسر العبور إلى رومبيك كان
مكسوراً.. و أن علينا البقاء في يرول التي كانت تعاني من المجاعة و كان
سكان ضواحيها يأتون إلى المدينة لبيع أنعامهم بأبخس الأثمان.. و قد أبدى
أحد الزملاء سعادته الغامرة:-" أبوي السنة دي حيشتري أبقار كتيييرة
خلاص!" .. و على النقيض من زميلي ذلك كان أحد تجار المدينة يعامل الجوعى
بكل رحمةٍ مادية في وسعه .. و سمح لنا بالإقامة أمام متجره و كان يمدنا
ببعض الطعام.. و كان عددنا حوالي الثمانية تلميذاً.. و انقضت أيام.. على
تلك الحالة.. و لما شعرنا بأننا نثقل على التاجر الكريم، قررنا أن نلجأ
إلى مفتش المركز - و اسمه قريش- في بيته.. لم يكن هنالك سور يحمي بيت
المفتش.. و البيت مبنيً على الطريقة الانجليزية العتيقة و حواليه أشجار
متدلية الثمار من مانجو و باباي و غيرهما.. و رغم الجوع لم يطمع أيٌّ منا
في قطف أي ثمرة من الثمار المتاحة لنا.. طرقنا باب البرندة.. فتح أحد
عماله الباب.. أخبرناه عن هويتنا.. و سبب مجيئنا.. دخل العامل على المفتش
و عاد إلينا و طلب منا الدخول إلى الصالة.. أتى المفتش لابساً جلباباً..
حيانا بود و تعاطف كبيرين.. و بعد فترة وجيزة من الأسئلة و الأجوبة طلب
من طباخه أن يعد لنا الطعام.. و أمره بفتح الاستراحة الحكومية
ٌلإيوائنا.. وأمر الطباخ أن يعد لنا الوجبات الثلاث يومياً حتى يتم إصلاح
الجسر الرابط بين يرول و رومبيك.. و ظل يطل علينا يومياً للاطمئنان على
سلامتنا إلى أن غادرنا المدينة..

إداريان شماليان يعكسان ما كان يتصف به الاداريين من نبل في الإدارة و
إنسانية في التعامل في الجنوب..



كنا نعيش تحت رعاية و عناية رجال عظماء!


أحدث المقالات
  • الكذب المبين .. بحق وليد الحسين 2– 2 بقلم خضرعطا المنان
  • أخي الرئيس (تنكر) ،، وتفقد الشعب كيف يعيش ؟!! بقلم جمال السراج
  • تحلل شاب ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • شارع النيل..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • إنطلاقة مستشفى سرطان الأطفال 7979!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • هل سيطلب التحالف الدولي في سوريا أيضا بقوات برية من البشير ؟ بقلم أكرم محمد زكي
  • هذه المواقف التركية لا تخدم فلسطين بقلم نقولا ناصر*
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (53) بيت لحم مهد المسيح وموطن الفدائي الأول بقلم د. مصطفى يوسف ا

  • ارتباك في صفوف المعارضة بسبب الموقف من اجتماعات (نداء السودان) بباريس
  • استقالة فاروق أبو عيسى من رئاسة هيئة تحالف المعارضة السودانية
  • اختلاف مواقف أحزاب تحالف المعارضة حول مخرجات اجتماع باريس
  • الأوضاع تنفجر في المعارضة السودانية واستقالة فاروق أبوعيسى
  • كاركاتير اليوم الموافق 05 ديسمبر 2015 للفنان عمر دفع الله عن حلايب و مصر