إذا ارتدت مريم يحي تناديتم، وإذا أرتد فيك الضعيف تثاقلتم بقلم عبد الله علي إبراهيم

إذا ارتدت مريم يحي تناديتم، وإذا أرتد فيك الضعيف تثاقلتم بقلم عبد الله علي إبراهيم


12-03-2015, 03:31 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1449109898&rn=1


Post: #1
Title: إذا ارتدت مريم يحي تناديتم، وإذا أرتد فيك الضعيف تثاقلتم بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 12-03-2015, 03:31 AM
Parent: #0

02:31 AM Dec, 03 2015

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر


تنعقد منذ حين محكمتان في ولاية الخرطوم لمحاكمة متهمين بالردة عن الإسلام لا صدى لهما على رادر صفوة الرأي والمعارضة. فمَثَل أمام محكمة أم بدة عبد القادر الدرديري إمام مسجد أبو بكر الصديق بمربع 6 دار السلام أم بدة كما يمثل أمام محكمة حي النصر بالخرطوم 129 متهماً آخرين من جماعة القرآنيين. ويحاكم الإمام عبد القادر تحت المادة 125 عن الردة لإجازته السجود لغير الله والاستعانة بغيره كما في عريضة الإتهام. أما القرآنيون فيحاكمون تحت المادتين 125 و126 لإيمانهم بالقرآن دون السنة ودعوتهم لنهجهم في ندوة عامة في سوق "مورو" بحي مايو جنوب الخرطوم.
لم أجد صدى لصفوة الفكر والمعارضة في سياق المحكمتين ناظرين في حيثيات الواقعتين مجددين لموقفهم من وجوب إلغاء مادة الردة ومتعلقاتها التي شغلتهم خلال محاكمة مريم يحي التي حوكمت بنفس المادة لانخلاعها عن الإسلام في سياق زواج بغير مسلم واختفاء من الأهل. ومعروف أنها حصلت على البراءة أخيراً بضغط الرأي العام العالمي وحظيت بلقاء نيافة البابا. ثم مات مطلب إزالة الردة من القانون الجنائي. يكفي الضجة.
رفع بعض المتابعين المسألتين على الأسافير ولكن كان التعليق عليهما كاسداً وجانحاً. ومع وجاهة النظرات الفقهية التي جاءت على أقلام المعلقين إلا أن المقصد السياسي، وهو المحك في التشريع، كان أطرقاً. فتجدهم وظفوا الواقعتين للنيل من الإنقاذ ومجازفتها بالدين كأن هذا يعفينا من الإلحاح على إزالة مادة الردة من القانون "لعبت" الإنقاذ بالدين أو لم "تلعب". ومن أضل ما وجدت عند المعلقين إنتهاز سانحة محاكمة هؤلاء الأفراد من غمار الناس للاحتجاج على أن مثل الدكتور حسن الترابي طليق بغير حساب برغم فتاويه المستفزة الشتراء. وهكذا لم يقبل هؤلاء بمشروعية مادة الردة التي يخضع لحكمها بعض غمار المتدينين فحسب بل احتجوا أن الصفوي الترابي بمنجاة منها. وتخرج المادة اللعينة من مثل هذا المعادلة السياسية الركيكة سليمة كالشعرة من العجين.
ما أكثر ما تتحدث الصفوة اليسارية والليبرالية عن الإصلاح الديني. واقتصر طلبها له في أن يتنزل في كتاب منير يحل المسألة بضربة واحدة. وطال إنتظار هذه الضربة الفنية القاضية ولا جدوى. وارتكبت الصفوة هذا النهج المجدب لأنها اعتزلت الجمهرة التي ساء ظنها فيها. فالمتدينون العاديون عندها مادة خاملة ستنتظر المصلحين الصفوة بعد أن يقعوا على كتابهم الفنان حلال المسائل. فالصفوة قاطبة تظنهم دهماء بدائيين بغير استحقاق ثقافي. وعليه فلا قيمة لما يدور في أوساطهم من نظرات في الدين أو إصلاح أو خيال متعبد . فصبراً حتى تشرق عليهم أنوار النهضة والإصلاح الديني.
وجدت في المحكمتين مادة صالحة ليبدأ منها إصلاح ديني-قانوني-دستوري يزيل مادة الردة من القانون بالكلية كما رنا إلى ذلك الأستاذ محمود محمد طه بعد محاكمته بالردة في 1968. فقال لن يأمن مسلم إلى بعد ما لم تقم حركة تنسخ حكم الردة عليه. فلولا وجود تلك المادة لما عرف الطيب صالح، خصم الإمام عبد القادر من أنصار السنة، كيف يصفي حسابه مع الإمام الصوفي. فالمسألة بينهما في أحسن أحوالها خلاف تأويل ليس مكانه المحاكم وإنما غرف المحاضرة وملكات التأليف وطلب المعرفة عند من نتوسمها فيهم. فحتى الشيخ محمد عثمان صالح، رئيس هيئة علماء السودان، الذي مال إلى تعييب المتهم، وجد من المعلقين بالأسافير من خطّأ تأويله بشأن سجود إخوان يوسف وسجود الملائكة لآدم. ناهيك من أن لجماعة المسلمين سبلها لفض النزاع. فالشاكي نفسه قال إن المصلين رفضوا الصلاة من خلف المتهم وأنكر الإمام ذلك. فمتى كان للمصلين هذه الشوكة للتأثير على المسألة فما دخل القضاء؟
أما مسألة القرآنيين فهي أدخل في خطاب الإصلاح من غيرها. فهم ثمرة معارف دينية تمتد إلى تعليم ديني أصله في نيجريا بلد العلم الديني السخي. فهم نظروا في حجية الحديث الذي صارة مادة مطروقة من مواد الإصلاح الديني. فقد تصادف خلال اهتمامي بالقرآنيين أن قرأت عرضاً جيداً نقله لنا الصحفي النير زهير محمد عثمان (واصل يا زهير خلاصة الصحف المصرية) لكتاب عنوانه "قراءة في منهج البخاري ومسلم في الصحيحين" للدكتور محمد زهير الأدهمي. وأخذ الأدهمي على الشيخين الأخذ بالإسناد لا المتن في تصنيف الحديث من حيث الصحة حتى لو صادم الصحيح بالإسناد القرآن نفسه أو العقل. وبنى الأدهمي نقده على مذهب ابن القيم الجوزية وطائفة من العلماء مثل الدارقطني وابن حجر ومن المحدثين محمد عبده ورشيد رضا ومحمد أركون. فالقرآنيون، الذين تظنهم دهماء، طرف من تراث قديم وجديد في خطاب الحديث لا يملك أياً منا نسبتهم إلى الجهالة. وستقع صفوة الفكر والرأي المعارضة تحت طائلة الخيانة الفكرية إن تركتهم وغيرهم نهباً لمادة لمثل الردة متى اعتزلتهم وأضربت عن فهم مسألتهم. فمسألتهم أصل في الخطاب الإسلامي وسندخل بها، متى وعيناه،ـ عميقاً في إرثنا كـأصحاب حق لا متكففين له من هيئة علماء أو ما أدراك.
لقد أقامت هذه الصفوة الدنيا ولم تقعدها في مسألة مريم يحي مع خلوها من إشراقة معنى. ولكن متى أشرق هذا المعنى بين غمار الناس لوت الصفوة ذيلها، وتذاخرت، وقالت لغمار الناس: أكلو ناركم براكم.





أحدث المقالات
  • بمناسبة اليوم العالمي لذوي الإحتياجات الخاصة معاقون نعم .. ولكنهم علماء ورواد ووزراء
  • داعش لم تهبط من السَّماء بقلم بابكر فيصل بابكر
  • إن.. وإن .. بقلم رندا عطية
  • السودانوية والسياسة السودانية بقلم جمال عنقرة
  • كلنا رهائن العالم في حالة حرب، الاِرهاب يتغذى من الجنون
  • رسالة مفتوحة للزميل زهير السراج بقلم خضرعطا المنان
  • الضحايا والمكتوين بنيران فشل جولات المفاوضات سيحدثون الفرق – شعب جبال النوبة نموزجاً (1-2)
  • الفساد الممنهج..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • النفايات اموال مهدره بقلم محمد النظيف
  • تعنُت الصفوة في إستمرارية محاورة ذاتِهم ! بقلم الحافظ قمبال
  • سبدرات لا يعرف.. لكني أعرف!! بقلم عثمان محمد حسن
  • قشرة البرتقالة بقلم الحاج خليفة جودة
  • بيت سيد درويش حظيرة ماعز! بقلم د. أحمد الخميسي . كاتب مصري
  • المالكي وتدمير العراق بقلم صافي الياسري
  • إرباك الوعي العربي بقلم د. فايز أبو شمالة
  • الثغرة الكبرى ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • سامع يا برطم؟!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • ويلعن خاش ابو القمح الوراه مذلة بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • سيدنا أحمد بلال استغفر الله..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • لكم ظلمت غندور يا عطاف بقلم الطيب مصطفى
  • الدول الأنموذج (2 من 2) بقلم د. سيد البشير حسين
  • د.أحمد بلال :ماتقول لينا كوز قديم !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • تكتيكات المُتأسلمين لتذويب السودان ..! بقلم د. فيصل عوض حسن
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (50) ستون يوماً وشهرٌ جديدٌ بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

  • دعوة إنعقاد الجمعية العمومية لإتحاد دارفور بالمملكة المتحدة وإيرلندا
  • البشير يمدد زيارته للإمارات والوفد المرافق يعود للخرطوم
  • منظمة سودان للسلام والتنمية تطلق مشروع لتعزيز تعليم المراة والطفل بمحلية امبدة
  • وزير أسبق: تجميد المجلس القومي للتخطيط العمراني وراء تجاوزات مكتب الخضر
  • حزب محاور يطالب بحظر المستشفيات والتعليم الخاص بالبلاد
  • تفاصيل مثيرة بشأن محاكمة «27» متهماً بالردة
  • سعاد الفاتح تطالب بـقطع رقاب الفاسدين والتشهيربهم
  • تعميم صحفي حول قضايا الساحة السياسية من أمانة الشئون السياسية للعدل والمساواة
  • مشاعر الدولب: سنكشف أسماء شخصيات تقود حملة ضد الجهاز الاستثماري
  • كاركاتير اليوم الموافق 02 ديسمبر 2015 للفنان ود أبو عن تصريحات المتورك!!
  • رئيس حركة/ جيش تحرير السودان ينعى البروفيسور أكولدا مانتير

  • Group of 27 stand trial for apostasy after attending Qur’anist gathering in Khartoum
  • Saudi refuses UAE request to send mercenaries to Yemen
  • Sudanese man found dead in Channel tunnel hoped for new life in UK
  • Sudan Academy for Banking and Financial Sciences to organize programme on liquidity management in I
  • Two Khartoum university students beaten
  • Khartoum to Host Meetings of joint Sudanese - Russian ministerial committee
  • Sudanese MPs demand radio stations to compete with Radio Dabanga
  • Headlines of Khartoum Newspapers on Dec 2
  • Release condemned Darfur rebels: Sudan opposition
  • The Benishangul people’s liberation movement (BPLM):Warnings from Benishangul