حلايب و سد النهضة و حقارة المصريين (الأشقاء)! بقلم عثمان محمد حسن

حلايب و سد النهضة و حقارة المصريين (الأشقاء)! بقلم عثمان محمد حسن


11-21-2015, 01:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1448067417&rn=0


Post: #1
Title: حلايب و سد النهضة و حقارة المصريين (الأشقاء)! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 11-21-2015, 01:56 AM

00:56 AM Nov, 21 2015

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


العلاقات السودانية المصرية تتوَتّر عند حلايب و يزيد تَوتُرها سد النهضة.. و تشعلها الحقارة المتأصلة في نفوس ( بعض) المصريين تجاه ( عموم) السودانيين.. و يأتي تنامي العلاقات الطيبة بين الرئيس/ البشير و الملك سلمان ليزيد التوتر توتراً.. و مصر لا ترضى بأي دوران للسودان خارج الفلك المصري.. و هي – فوق ذلك- تحس شيئاً من الفتور في علاقة سعوديةِ الملك/ سلمان تجاه مصر الرئيس/ السيسي.
سوريا بشار الأسد لعبت دوراً هاماً في فتور العلاقة بين البلدين.. فالسعودية تريد الاطاحة ببشار.. و مصر تريد بقاءه في الحكم مخافة أن يحدث لسوريا ما حدث للعراق بعد تسريح القوات المسلحة العراقية.. و تضعضع المؤسسات الحكومية.. و ( اجتثاث البعثيين).. و انتشار الفوضى الطائفية في العراق كله.. و السعودية لا تزال تحمل حقدَ ( جملٍ من الصحراء لم يُلْجم ) على بشار الأسد - الذي وصف ( المنبطحين) من الملوك و الرؤساء العرب في حرب تموز عام 2006 - وصفهم ب( أشباه الرجال).. لذلك نراها تتشدد على وجوب ذهابه من سدة الحكم حتى و إن أدى الأمر إلى تمزيق سوريا تمزيقاً يؤثر على المنطقة كلها.. و لن تسلم منه السعودية نفسها.. حين يتم رسم خريطة جديدة للدول العربية!
الاختلاف بين السعودية و مصر، حول سوريا، اختلاف كبير في المقاصد و التوجهات.. كبير جداً.. و قد أفسد ذاك الاختلاف قضية الود بشكل ما..
و كان للسعودية دور عظيم في استمرارية الثورة المصرية.. إذ تعرضت مصر لحصار و تضييق دوليين، عقب الاطاحة بحكومة الرئيس/ مرسي، فرَمَت المملكة العربية السعودية بكل ثقلها وراء مصر.. و الملك/ عبدالله و وزير خارجيته الأمير/ فيصل - رحمهما الله- لم يدخرا وسعاً لإخراجها من الحصار الاعلامي و الدبلوماسي و الاقتصادي المحْكَم عليها.. و نجحا في فك الحصار الخانق عليها.. و شاركت جميع دول الخليج- باستثناء قطر- في فك ضائقتها المالية عبر الصناديق السيادية.. و – عقب ذلك و قبل ( عاصفة الحزم) بأشهر- سأل أحد مقدمي البرامج التلفزيونية الرئيس/ السيسي عن دور مصر إذا تعرضت إحدى دول الخليج للخطر.. فرد السيسي:- " مسافة السكة!".. و ( مسافة السكة) هذه تعني أن مصر، بقوتها العسكرية المهولة، سوف تكون إلى جانب أي دولة خليجية تتعرض للعدوان.. و على الفور.. و العدو المعني في أذهان دول الخليج هي إيران و ليست إسرائيل الرابضة على مرمى حجر من مصر..
لكن، في عاصفة الحزم رمى الرئيس/ البشير بكل إمكاناته ( الشحيحة) وراء المملكة العربية السعودية، بقيادة الملك/ سلمان.. بينما امتدت مسافة سكة الرئيس/ السيسي دهوراً..
و لمصر مآخذ أخرى على السودان تتعلق بسد النهضة، فقد تعثر جواد المصريين في مضمار السد.. و كان المصريون يتوقعون أن يكون السودان مؤيداً لمصر " ظالمة أو مظلومة".. إلا أنه وقف على الحياد.. و كان موقف الاثيوبيين واضحاً لعرقلة المخططات المصرية المرسومة خصيصاً لعرقلة تشييد السد بالطريقة التي تريدها إثيوبيا.. و ظل السودان يلعب دور الوسيط لا ( الشقيق).. و بناء السد الاثيوبي يتواصل بخطى متسارعة يوماً بعد آخر..
( جقلب) الاعلام المصري.. و صرخ مقدم إحدى برامج قناة ONTV المصرية:- " و الله مسخرة، حتى الأفارقة بِقوا يضحكوا علينا!".. و هو نفس الشخص الذي صرخ قبل ذلك، حين أثير موضوع حلايب و شلاتين أيام الرئيس/ مرسي، و في القناة نفسها:-" هاتوا لي وزير الخارجية و الا البشير و الا البِتِنجان...!".. قالها ببساطة متناهية.. أَ وَ ليس البشير بواباً أمام مبنى قناة ONTV ؟ أ و ليس جميع السودانيين بوابين أمام كل عمارات مصر؟
ذاك المصري ( الشقيق)- ينظر إلينا من علٍ، مع أن الجغرافيا تقول أن مصر في مكانٍ غير عالٍ على شاطئَي النيل!!
الأزمة السودانية المصرية متجذرة قطرياً و إقليمياً.. كلمات الرئيس/ البشير الأخيرة عن سودانية حلايب لم تفعل شيئاً سوى أنها أزالت الرماد عن الجمر الذي تحته كما يبدو ، و الصراع العربي- العربي في أشد عنفوانه، و خلافات العرب تتكشف للعالم يومياً.. و العالم العربي أصبح سوحاً للاستخبارات التي تصطاد المعلومات عن الثغرات في الجبهات العربية لإيداعها قاعدة بياناتها للاستفادة منها حاضراً و مستقبلاً..
و داعش في شغل شاغل عن المستقبل..
الحكومة السودانية لم تختلق أزمة بينها و بين مصر، فهي ليست في حاجة إلى صرف أنظار المواطنين عن أزماتها الداخلية باصطناع أزمات خارجية.. فالمواطنون في شغل عنها بأزماتهم المستدامة المتمثلة في العجز و الاستكانة للقدر ليفعل فعله في الحكومة التي نأت بنفسها عن الصراع مع المصارعين لقيادة العالم العربي و الاسلامي.. فقد فشلت محاولاتها المتكررة تحت راية ( حنقود العالم أجمع).. و بعد أن أحست بتوجس العرب في نواياها المستترة.. شرعت في تجميل صورتها أمامهم.. و وجدت ضالتها في عاصفة الحزم.. و الحكومة في أحسن أحوالها مع الخليج حالياً.. و الرئيس/ البشير يتمتع باستقبال حافل في الرياض و على رأس المستقبلين الملك/ سلمان بجلالة قدره.. و لا شيء يهم البشير في مصر!
و تتعدد أسباب موت السودانيين في السودان.. و تتمدد إهاناتهم و ضربهم بالرصاص في مصر..


أحدث المقالات

روابط لمواضيع من سودانيزاونلاين
  • الهُويـة السودانيـة 3 :الصلات والسمات المشتركة بين مؤسسي الحضارة السودنية قبل الألف 6 ق م
  • الكذب المبين .. بحق وليد الحسين 1- 2 بقلم خضرعطا المنان
  • من المسؤول عن مجازر باريس؟ بقلم *سنابرق زاهدي
  • أولاد نادوس موديل 2015 بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • لا للحوار, للشعب السودانى ذاكرة متقدة بقلم حسن البدرى حسن /المحامى
  • الكتاب الأصفر !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الوصايا الذهبية بقلم الفاتح جبرا
  • التجديد والتبديد.. خطاب الوعي بقلم الطيب مصطفى
  • الشعارات و أثرها في برامج الأحزاب السودانية بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • حول العلاقات السودانية المصرية والكلاب الضالة بقلم بدرالدين حسن علي
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (39) البسالة الشعبية الفلسطينية وغياب القيادة الميدانية بقلم د.