*عصام الحضري لديه قصة طريفة خلال احترافه بالمريخ كحارس مرمى.. *ففي إحدى المواجهات الإفريقية أصابت مرماه نيرانٌ صديقة وخصيمة معاً.. *فما كان منه إلا أن صرح عقب ذلك صائحاً بغضب (أنا أحوش مين وللا مين؟).. *والآن لا ندري نحن (نحوش إيه وللا إيه) من قضايا الفساد المتلاحقة؟.. *فقبل أن نخلص من قضية تطل علينا أخرى وكأنما هنالك سباق مع الزمن.. *أي كأنما هناك عجلة من تلقاء ضعاف النفوس ليخمش كلٌّ منهم خمشته.. *والعجلة سببها أن الحال المائل- ذا المال السائب- هذا قد لا يستمر طويلاً.. *ومن عجائب الحال هذا (التحلل) الذي(حُلل) ليكون هو (الحل) لمن سرق.. *لمن سرق المليارات والأراضي وأموال الحج والزكاة وتطاول في البنيان.. *أما من سرق (فرخة) بدوافع الجوع الكافر فالقانون يسري عليه دونما رحمة.. *والآن هنالك حديث عن مئة طن فراخ (فاسدة) في مزرعة تتبع لأحد الكبار.. *والكبير هذا كان على رأس الهيئة المنوط بها إدارة انتخابات غير (فاسدة).. *فإن كان يعلم بفساد مياه مزرعته وسكت فكيف لا يسكت عن فساد في الانتخابات؟.. *هكذا يتساءل الناس إلى أن يُثبت لهم الكبير هذا جهله بـ(فساد) مياه مزرعته.. *ولكن ما ثبت من خلال حديث لصحيفتنا هذه أنه ما من انزعاج إزاء (صحة) الناس.. *كل الذي يدعو إلى الانزعاج هو اثبات (صحة) المواقف الشخصية ذات المنافع.. *فشعار (نفسي نفسي) بات هو شعار المرحلة ولو كان على جثث الناس والقانون والأخلاق.. *وما يُحمد لـ(جهاتٍ عليا) في الدولة أنها اقتنعت أخيراً بمعقولية ما ظللنا نردده كثيراً.. *وهو أن حماية الحكومة للفساد لا تعني سوى أنها (خربانة من كبارها).. *ولكن ترك كل مفسد يدافع عن نفسه هو الوسيلة الأفضل لمحاربة الفساد.. *ومن ثم سمحت الجهات هذه للسلطة الرابعة بأن تطارد المفسدين (زنقة زنقة).. *أن تفعل ذلك دون أن تحد من سلطتها هذه عبارة (يُحظر النشر) سيئة الذكر.. *وتبقى مشكلة الصحافة - بعد أن تعاظم الأمر- هي في (تحوش مين وللا مين؟).. *ثم أتت بمولانا - ذي السمعة الحسنة- عوض الحسن النور وزيراً للعدل.. *وأطلقت سراح ألسنة علماء الدين لتجاري أقلام الصحافة هجوماً على الفساد.. *والإنقاذ إنما تفعل ذلك (إنقاذاً) لسفينتها بعد أن تكاثر على متنها الفاسدون.. *و(تحللت من أثقالهم) قبل أن يُغرقها (ثقل التحلل!!!). assayha.net/play.php؟catsmktba=8139