المؤتمر الثانوية: المدرسة المنارة والأيام الخوالي بقلم د. م. مأمون محمد أحمد سليمان

المؤتمر الثانوية: المدرسة المنارة والأيام الخوالي بقلم د. م. مأمون محمد أحمد سليمان


11-01-2015, 04:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1446393121&rn=0


Post: #1
Title: المؤتمر الثانوية: المدرسة المنارة والأيام الخوالي بقلم د. م. مأمون محمد أحمد سليمان
Author: مأمون محمد أحمد سليمان
Date: 11-01-2015, 04:52 PM

03:52 PM Nov, 01 2015
سودانيز اون لاين
مأمون محمد أحمد سليمان-الخرطوم-السودان
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



أمس واليوم وغداً



[email protected]


في أول يوم لنا بعد انخراطنا كطلبة جدد في المؤتمر -- المدرسة الني أخذت اسمها من مؤتمر الخريجين ووضع حجر أساسها الزعيم إسماعيل الأزهري بعد الاستقلال -- كانت هناك سبورة رُفعت على مسرح المدرسة المميز ذلك الزمان وعليها مكتوبة بالطباشير الأبيض كلمة وداع من المربي الكبير (الناظر) الطيب شبيكة لطلبته إذ يغادرهم منقولا لمدرسة الأهلية الثانوية توأم المؤتمر. الكلمة القصيرة ختمها شبيكة رحمة الله عليه ببيت المتنبي المشهود "ما كل ما يتمنى المرء يدركه ***** تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن"، وكان ذلك أول درس لنا نحن الدفعة الجديدة، اذ أن هذا البيت وللأغلبية الساحقة منا -- ونحن المتفوقون في امتحان النقل للثانوية – لم يطرق مسامعنا الا في ذلك اليوم وكان فاتحة عهدنا بالمتنبي الذي قُدِّر لنا أن ندرسه باستفاضة في المؤتمر، ولم لا وكتاب طه حسين "مع المتنبي" كان من مقررات اللغة العربية في مناهج الثانويات الفريدة المفضية لامتحان الشهادة الثانوية في تلك الحقبة في منتصف الستينيات.
كان الأستاذ المربي الجليل "فتحي أمبابي" هو البديل للطيب شبيكة وهو الذي عاصرناه مدة الأربع سنوات في المؤتمر، وكان بحق يمثل هيبة نظار الثانويات ذلك الزمان بمكتبه الفاره وشخصيته القوية والودودة وعربته الخاصة في وقت كانت فيه السيارات الخاصة عنواناً لكبار القوم. أمر بجلدنا أنا وصديق لي بعد أن ضبطنا الصول (الأمين) ونحن نتسلق سور المدرسة للدخول بعد أن تسللنا خارجها للإفطار في دكان اليماني القريب وليس في كافتريا المدرسة، زجرنا بقوله "انتو طلبة ولا حرامية؟". دخلنا مكتبه ونحن في اتحاد الطلبة نخبره بأننا نعزم الاشتراك في مظاهرة لنصرة فلسطين دعا لها اتحاد جامعة الخرطوم فربط موافقته باشتراك المدارس الأخرى قائلاً "يا أولادي ما عايزكم تمرقوا براكم!”، وفوراً وأمامنا اتصل بالأستاذين الناظرين الطيب شبيكة في الأهلية ويوسف بدري في الأحفاد الذين أكدا له خروج طلبتهما. وقتها سمح لنا بالخروج وكانت مظاهرة كبيرة قطعنا فيها كبري النيل الأبيض مشياً على الأقدام حتى مقهى النشاط بالجامعة.
كان النشاط السياسي حينها على قمته في الثانويات ونحن نعيش الديمقراطية الثانية، والمد القومي الناصري البعثي على أشده، وخطابات عبد الناصر تسمع مباشرة على الهواء من "صوت العرب"، والحزب الشيوعي منقسم بين موسكو وبكين حيث الثورة الثقافية مشتعل أوارها (واثنان من طلبة المؤتمر تكفل بسفرهما الحزب الشيوعي الصيني لبكين للوقوف على تجربة الثورة الثقافية في فترة الاجازة الصيفية)، وكتاب محمد قطب "جاهلية القرن العشرين" وأدبيات سيد قطب تحمل الزاد والاعلام في نشاط حركة الأخوان المسلمين التي بدأت تأخذ مساحتها في المؤتمر والثانويات الأخرى منافسة للتكتل اليساري في الجبهة الديمقراطية التي كانت تجمع الحزب الشيوعي بجناحيه المركزي والصيني، والجبهة العربية الاشتراكية التي قمنا بتأسيسها في المؤتمر(الناصريون وحزب البعث) وبعض المستقلين، مع تواجد خجول للأحزاب التقليدية.
كان مسرح المدرسة يشهد النشاط الثقافي والسياسي والفني. تحدث لنا فيه فيما تحدث ممثل حركة التحرير الفلسطينية ونحن نتداعى لإنشاء صندوق لدعم فلسطين بعد هزيمة يونيو المريرة، وشرفنا فيه بنفسه الدكتور العلامة التجاني الماحي في محاضرة دسمة عن "فترة المراهقة". بالله عليكم من في قامة البروفسور التجاني الماحي اليوم يذهب طائعاً مختاراً ليخاطب أبناءه طلبة الثانويات في موضوع حيوي مثل الذي اختار لنا؟ ولا زلت أذكر جملة بليغة نطق بها البروفسور في تفسيره لسلوك المراهقة وهي "ليس من الطبيعي أن تكون طبيعيا في زمن غير طبيعي". استخدمت هذه العبارة في حوار لي مع عميد كلية خاصة كان يصر على مناقشة مواضيع الدراسة العادية من وضع جداول، وحصر أساتذة، وتجهيز معامل وغيرها في وقت كانت الدراسة معطلة والكلية مقفلة لاضطرابات طلابية، ومرتبات الأساتذة متوقفة لمدة شهور (بدعوى توقف الإيرادات من رسوم الدراسة!) وصغار الأساتذة متذمرين من الوضع ويلاحقوننا نحن رؤساء الأقسام بالشكوى. وعندما طرحت هذا الموضوع في اجتماع العميد طالباً إيضاح الوضع ومتى تنفرج الأزمة، فوجئت بالعميد يتنصل من مسئوليته ويعتبر الموضوع خارج اختصاصه رافضاً تصعيد الأمر لمدير الكلية، ويستمر مواصلاً في أجندته العادية، وحينها أثقلت عليه بتلك العبارة الحكمة البليغة "ليس من الطبيعي أن تكون طبيعيا في زمن غير طبيعي" ذاكراً له صاحبها!
وشهد مسرح المدرسة في المؤتمر حفلات بداية العام التي كان يحييها أساطين الغناء الشعبي يومها (عبد الله محمد وعوض الكريم محمد وبادي) وفنانو الجاز (فرقة العقارب وفرقة كمال كيلا) ويشارك فيها عازفو فرقة الموسيقى في المدرسة بآلاتهم التي كانت تتكفل بها الوزارة من أجل حصص الموسيقى المقررة. كان النشاط الثقافي على أشده وجرائد الحائط، وجمعيات الأدب الإنجليزي والموسيقى والعلوم والفنون (المرتكزة على نتاج حصص الفنون من الرسم بأنواعه والطباعة على القماش وغيرها التي كانت من المواد المؤهلة لدخول الجامعة – القسم الأدبي -- في امتحان الشهادة السودانية)، والمنازل الرياضية في فترة العصر (ولم لا والمدرسة كانت تمتلك ميدان كرة منجل لا نظير له في استادات الفرق الكبرى وميدان كرة سلة مضاء بالكشافات)، والتدريب العسكري (الكديت) مع صول العشا وصول الأمين وهما الآمران الناهيان فيه.
كانت بطاقة المدرسة وشارتها علامة مميزة تفتح لنا الأبواب للاشتراك في المكتبة المركزية (الحكومية) ومكتبة المجلس الثقافي البريطاني الفخمة بأمدرمان (الهاشماب) وحتى مكتبة المركز الثقافي الأمريكي (الخرطوم جنوب) والمركز الروسي (شارع الجمهورية). كل هذه المكتبات كانت مشرعة الأبواب لنا ننهل من معينها ونحضر فيها الأفلام والمسرحيات التي تعرض بالتنسيق مع الثانويات خاصة فيما يتعلق بالكتب والروايات المقررة في منهاج الأدب الإنجليزي لامتحان الشهادة الثانوية (مسرحيات شكسبير وبرناردشو وآخرين). إضافة لكل هذا كانت أكشاك الصحف والمكتبات التجارية تعج بالصحف والمجلات المصرية واللبنانية بل والأجنبية (مثل التايمز والنيوزويك والريدرز دايجست) بأسعار في متناول اليد. لقد اقتنينا فيما بعد كتيبات قصائد نزار قباني السياسية والعاطفية أولا فأول من كشك الجرائد في ميدان الحرية (قصاد جورج مشرقي) وأيضا أمهات الروايات مثل الجذور بطبعتها الإنجليزية لألكس هالي من نفس المكان، ولا أنس مكتبة الحرية في الميدان نفسه. وكانت أيضا دور العرض السينمائية تنسق مع الثانويات في عرض الأفلام لبعض الكتب المقررة في الأدب الإنجليزي، ولا زلت أذكر ذهاب بعضنا لسينما العرضة بأمدرمان بالزي المدرسي (الرداء الكاكي والقميص الأبيض) لحضور فلم عن رواية مقررة!
في تلك الفترة تم نقل فصول متقدمة من مدرسة جبل أولياء التي لم تكتمل مبانيها حينئذ للمؤتمر كطلبة داخليين (تم ايجار بيوت في الموردة وبانت لسكنهم) وبعد مدة دخلوا في اضراب حول الطعام، ولما لم يكن لهم اتحاد تولينا نحن في اتحاد المؤتمر قضيتهم ودخلنا على الأستاذ فتحي أمبابي نتوسط لهم ومما قاله "يا أولادي أنا ما مقصر معاهم في الفول والعدس لكن أخوانكم ديل عايزين ياكلوا باسطة!" وانتهت أخيرا المشكلة، لكن كانت هناك فجوة كبيرة بيننا (طلبة المؤتمر النظاميين) وبينهم إذ كانوا يرمقوننا بعين الاندهاش والريبة كأننا من كوكب آخر! ولم تمتد بيننا حتى تخرجنا أي جسور للتواصل، وحتى نشاطاتنا المسائية في مسرح المدرسة كانوا يشاهدونها من البعد وهم في حصص الاستذكار المسائية (المعتادة في المدارس الداخلية) مرتدين الزي المدرسي بينما نحن نحضر من منازلنا بملابس السهرة! هذه قضية غفل عنها في وقتها التربويون فيما يختص بزرع الفصول في بيئة غريبة تختلف عن بيئتها الأصل. كان أصلح لهؤلاء الطلاب نقلهم لمدرسة داخلية (مثل وادي سيدنا وطقت وحنتوب والفاشر وغيرها).
لا أنس هنا أن معظم طلبة المؤتمر ذلك الزمان -- ممن كانوا يقطنون داخل دائرة يمتد نصف قطرها لأطراف سوق أمدرمان الكبير -- كانوا يعتمدون على الدراجات في تنقلهم من وإلى المدرسة صباحا وظهرا، وهناك موقف كبير للدراجات شمال ميدان الكرة وداخل موقف السيارات حيث تقف سيارة الناظر البهية! وكانت أمدرمان حبنها تعج بدكاكين الدراجات الجديدة (الرالي) ودلالة أمدرمان ذاخرة بتلك المستعملة بالأسعار المتدنية لمن يرغب. وأذكر هنا أن بوليس الحركة كان يتصيد الطلبة لمنع مخالفات الردف (اركاب شخص معك) وقيادة الدراجة بالليل دون مصباح خاصة في الشوارع الرئيسية، وكانت العقوبة صارمة في تلك المخالفتين إذ تنزع الدراجة ولا تسترد الا بحضور ولى الأمر، مما يعكس الصرامة والجدية من السلطات يومها في المجلس البلدي في تطبيق القوانين ومن ثم التزام الجميع بها. ولم تكن شرطة المرور وحدها في تلك الحقبة هي العاملة بكفاءة وصرامة، فكانت إدارة البريد (البوسطة) متميزة فكانت نتائج الطلاب في كل فترة اختبارات ترسل بعنوان ولي الأمر في البيت أو المكتب ولا أتذكر حادثة واحدة عن تأخير أو عدم وصول نتيجة لصاحبها، والفضل هنا يعود أيضا الى إدارة المدرسة وجديتها.
ويطول الحديث ان أردنا التحدث عن البوسطة ذلك الزمان، فساعي البريد بعجلته الحمراء المميزة وبدلته الكاكي وكيس الجلد الكبير الذي يتدلى من كتفه كان من الوجوه المألوفة في شوارع وأزقة أمدرمان. كان يقوم بتوزيع البريد (الرسائل والفواتير والطرود) على كل المواقع والمنازل حسب الرقعة الجغرافية الموكلة له، وكان ساعي بريد العباسية شمال حيث منزلنا يعرف سكان الحي فرداً فردا. يطرق باب الشارع فيأتي أحدنا ليسلمه الخطاب أو الفاتورة (التلفون خاصة) وينصرف، وفي بعض الأحيان يصادفني في الشارع فيناديني ويقول عندكم بريد ويسلمني له بابتسامة كبيرة! بالله عليكم هل يصدق الجيل الجديد أن هذا كان يحدث في السودان!؟ هذه كانت الصورة المشرقة للرجل البسيط ساعي البريد الملتزم والأمين والحصيف ومن ورائه إدارة قوية كفء ونافذة. وأعرج هنا للمقارنة لأسلط الضوء على تجربة لي تبين حال البريد اليوم. درجت على الاشتراك في مجلات علمية متخصصة أدفع ثمنها بالدولار وأنا خارج القطر ولما رجعت للسودان واصلت الاشتراك عبر صندوق بريد لي في مبنى رئيسي بالخرطوم، ولكن من مجموع 12 عدد سنوي من كل مجلة كنت استلم 4 أو 5، وفي بعض الأحيان من بين كل الأعداد استلم العدد الأخير الذي عليه اشعار نهاية الاشتراك ونموذج التجديد السنوي الجديد. دخلت المبنى واشتكيت للمسئول فوعدني بالتحري، وانصلح الحال مؤقتا ليعود أخيراً لسابقه، فأوقفت الاشتراك فوراً، وبيدي لا بيد عمرو!
ما كان يجري في مؤسسة البريد تلك الأيام الخوالي الزاهيات كان الديدن في كل أركان الخدمة المدنية. كان ضباط الصحة يضبطون السلع الفاسدة في الأسواق ويضيقون الخناق على الباعة المتجولين والمطاعم ومحلات العصائر حتى يلتزموا بالإجراءات الصحية وإلّا تُصادر وتُتلف بضاعتهم، وكان منظراً مألوفاً ونحن في الطريق للمدرسة أو منها أن نرى البضائع المضبوطة وأصحابها أمام المجلس البلدي حيث تُتخذ ضدهم الاجراءات، بل ويدخل ضباط الصحة المنازل للتفتيش ويتعرض صاحب المنزل للتوبيخ ثم من بعدها الغرامة إذا تكررت المخالفة الصحية. كان هناك دفتر المستشفى يخرج به الطلبة المرضى لمستشفى أمدرمان كل صباح لتلقي العلاج الضروري بكل عناية، ويسجل الأطباء فيه توصياتهم بخصوص المرضى لإدارة المدرسة. أما عن الأمن فكان ضابط مجلس بلدي أمدرمان يمسك بهيبة وقبضة حديدية كأعلى سلطة على كل المدينة من الفتيحاب جنوبا الى الثورة شمالا ومن أم بدة غربا الى الملازمين شرقا. وأذكر هنا وأنا في المؤتمر سُرق راديو ترانزستور لي من المنزل فقمت بفتح بلاغ في قسم البوليس الأوسط (المجلس البلدي) وملأت المعلومات. بعد فترة بسيطة (شهر أو أقل) اتصل القسم بالمنزل بشأن عرض أجهزة مضبوطة، فذهبت للقسم وتعرفت على جهازي من بين أجهزة كثيرة، فاستلمته بعد التوقيع. هل يا ترى الأعداد الضخمة المؤلفة من والي ومعتمدين ووزراء اقليميين ومجالس شعبية على رأس الجهازين التنفيذي والتشريعي الآن في العاصمة المثلثة تفلح فيما كان يقوم به العدد القليل من ضباط المجالس الثلاثة ومعاونيهم في الخدمة في تلك الحقبة مع اعتبار الفرق في الميزانيات والمرتبات وحتى عدد السكان؟ لا أظن ذلك.
ما كان يحدث حينذاك كان يمثل نظاماً متكاملاً في كل أركان الخدمة المدنية يعمل بكفاءة ونزاهة في التعليم والمواصلات والبريد والصحة والأمن وغيرها، وليس في أمدرمان وحدها بل في كل السودان، وفعلاً فإن الخدمة المدنية في السودان منذ الاستقلال وحتى أظن فترة الديمقراطية الثانية باعتراف الغرب كانت الأولى في أفريقيا، ولم تلبث أن بدأت في الانهيار مع قدوم انقلاب مايو حيث تم تشريد الكفاءات بشعار "التطهير واجب وطني"، وتربع صغار الضباط في قمم الوزارات والمواقع الحيوية في الخدمة المدنية دون مؤهلات أو خبرات. وأخيراً، ترنحت الخدمة المدنية وسقطت بصورة كاملة بسياسات التمكين "الإنقاذية" التي شردت الكفاءات، واحتكرت المواقع القيادية في الدولة لكوادر أنصارها "الأخوان" دون سواهم ليتعلموا فيها، ويصولوا ويجولوا دون مسائلة وعلى حساب الوطن، وهُدمت المؤسسات المركزية الراسخة (الأشغال والوابورات والمخازن والمهمات والفندق الكبير وغيرها) وبيعت مؤسسات القطاع العام ومنها حديقة الحيوان بثمن بخس ودراهم معدودة، واستشرى الفساد واستفحل في كل مرفق، وتدهور التعليم (ارجعوا لمؤشر جودة التعليم العالي والتدريب 2015-2016 الذي يشمل 140 دولة ونُشر الشهر الماضي من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي، واحتلت فيه سنغافورة -- تأمل! -- المركز الأول، فنلندا الثاني، والولايات المتحدة السادس، المملكة المتحدة 18، وقطر 27، الأمارات 37 والسعودية 49 ومصر المركز 111، بينما خرج السودان من التصنيف مع جنوب السودان والصومال وأفغانستان والعراق واليمن؛ والخمس دول تشهد حروباً أهلية فهل لنا عذر غير الفشل؟ واذكروا أن في الأيام سالفة الذكر كانت جامعة الخرطوم وجامعة ماكريرى تمثلان قلعة التعليم العالي في أفريقيا والشرق الأوسط دون منازع، فأين جامعة الخرطوم الآن؟).
بالله عليكم قارنوا بين حال المؤتمر الثانوية بالأمس واليوم. انها لا تشهد الآن أزمة مدرسة أو مدينة، بل تشهد أزمة وطن بحاله!
وكلمة أخيرة، ليس ما ورد في هذا السرد بأي حال من الأحوال يمثل دفاعاً عن مساوئ السياسيين وفشل الحكم في عهود الديمقراطية الثلاثة، اذ أن الكل في قيادة الأحزاب السياسية من أقصى اليمين الى أقصى اليسار مسئول عن اجهاض التجربة الديمقراطية في حقبها الثلاث، ومن ثم تسليم البلاد للعسكر على طبق من ذهب، مما أدى لاحقا لتآكل وانهيار الخدمة المدنية ومؤسساتها، وبالتالي ضياع البلد وتمزقها.
ولنا عودة بمشيئة الله.
الخرطوم في 1 نوفمبر 2015




أحدث المقالات
  • بالصور: مركز أفريقيا بلندن يقدم تجربة فنان أفريقي عالمي
  • الحركة الإسلامية: قرارات محمد طاهر إيلا بالجزيرة شُجاعة ولابد من محاربة الفساد
  • الكشف عن معلومات جديدة بشان بيع خط هيثرو
  • قينق:هناك حاجة للمزيد من المساعدات للأشخاص في الأزمات التي طال أمدها في السودان
  • كاركاتير اليوم الموافق 01 نوفمبر 2015 للفنان عمر دفع الله عن مشاركة السودان فى حرب اليمن
  • كلمة رئيس تحالف قوي التغيير السودانية-بروفسير معز عمر بخيت-بالمؤتمر الصحفي الصحفي الذي منع –اليوم بت
  • د.ابنعوف/ رئيس حركة تغيير السودان يشرح الوضع السياسي الرهن
  • حركة العدل والمساواة السودانية أمانة التفاوض و السلام بيان ترحيب
  • بيان من تحالف ابناء ولاية نهر النيل حول احداث شرق بربر
  • الإمام الصادق المهدي ينعي الباشمهندس مادبو آدم محمود موسى مادبو


  • هل أتاك حديث المجاعة !! بقلم عبد الباقى الظافر
  • العمارتان !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • تحلل سري ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • إنها مجرد قلة أدب ! بقلم الطيب مصطفى
  • خلاص تبت ، فكيف يتوب اللصوص الكبار؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • حكومة .. الدجل والشعوذة !! بقلم د. عمر القراي
  • حيرة الترابى ! شعر عثمان الطاهر المجمر - لندن
  • استفتاء دارفور...هل التاريخ يعيد نفسه ؟؟ بقلم الرازي محمدين
  • أحمد سليمان من الشيوعيين إلى الإخوان: انقلابي بلا حدود بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • يالها من فقد عظيم في رثاء المهندس مادبو ادم مادبو بقلم عبدالرحمن بشارة دوسه
  • بعيداً عن البراجماتية والإنتهازية السياسية بقلم نورالدين مدني
  • أبكر آدم إسماعيل، الحركة الشعبية ليست شقة مفروشة للإيجار! بقلم مبارك أردول
  • مدينة الخليل تدوس على بلفور بقلم د. فايز أبو شمالة
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (22) الاحتلال يقتل في غزة وعينه على الضفة بقلم د. مصطفى يوسف الل

  • Post: #2
    Title: Re: المؤتمر الثانوية: المدرسة المنارة والأيا�
    Author: Nasir Ahmed Elmustafa
    Date: 11-01-2015, 06:45 PM
    Parent: #1

    بروف مامون سليمان ما شاء الله عليك كمان موهبة مؤرخ
    ارجو ان تواصل الكتابة وتبوبها لمزيد ما الفائدة
    حقا كتابة رائعةوممتعة ومفيدة بالذات للأجيال الحديثة وخيرا فعلت بالايضاحات التي وردت بين قوسين لأن الكثير من أبنائنا لا يفهموها
    لك الشكر مرة أخرى وواصل على بركة الله
    وانا من المستمعين المستفيدين