هل أدلكم على أسباب رفض الديكتاتور التسليم ؟! بقلم اللواء تلفون كوكو أبوجلحة

هل أدلكم على أسباب رفض الديكتاتور التسليم ؟! بقلم اللواء تلفون كوكو أبوجلحة


10-28-2015, 06:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1446054380&rn=0


Post: #1
Title: هل أدلكم على أسباب رفض الديكتاتور التسليم ؟! بقلم اللواء تلفون كوكو أبوجلحة
Author: تلفون كوكو ابو جلحة
Date: 10-28-2015, 06:46 PM

05:46 PM Oct, 28 2015
سودانيز اون لاين
تلفون كوكو ابو جلحة-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



بســــم الله الرحمـــن الرحيـــم
وبه نستعين

كنت أعتقد أن شبكات الصحف الإلكترونية ستمتلئ فى الأسبوع الفائت بموضوع خبر تسليم الاُسطورة الإمبراطور الكنكوش الديكتاتور الرئيس مدى الحياة الرفيق الفريق مالك أقار إير رئاسة الجبهة الثورية حسب البيان الصادر من رئيس إعلام الجبهة الثورية ونائب رئيس الجبهة الثورية التوم هجو إلى الرئيس الجديد، د . جبريل إبراهيم فى 17/ أكتوبر 2015م ... ولكن لدهشتى فإن الكتاب السودانيين لم يعيروا هذا الخبر أى إهتمام.. بل فتحوا له إشارة المرور الخضراء . فقليل جداً من الكتاب من تناولوا هذا الخبر .. منهم على سبيل المثال حيدر أحمد خيرالله ، الطيب مصطفى ، عبدالوهاب الأنصارى ، الطيب رحمة قريمان، محمد على سيد، إسماعيل عبدالله، عبدالباقي الظافر،ومصعب مشرف.. ولقد أرجعت السبب إلى إما أن غالبية هؤلاء الكتاب يشاركون قيادة الأغلبية الصامتة بالحركة الشعبية فى معرفتهم الكاملة عن شخصية هذا الديكتاتور وإن مسألة رفضه لتسليم رئاسة الجبهة الثورية للرئيس الجديد المتفق عليه لشئ عادى جداً .. وإما أن هؤلاء الكتاب أساساً لم يعطوا أي قيمة لهذه الجبهة الثورية سواءاً كانت تحت قيادة الديكتاتور أو تحت قيادة الدكتور .. فكنت حثقيقة أتمنى أن يتناول عدد كبيرمن الكتاب لهذا الموضوع لما له من أهمية إذا ما تم نقل الرئاسة إلى الرئيس الجديد .. ولكن عدم تفريق الإخوة الكتاب السودانيين ما بين أهمية إدراة الجبهة الثورية بواسطة الدكتور وما بين بقاء الجبهة الثورية تحت إدارة الديكتاتور لشئ عجاب !! فلقد سقط مالك أقار فى أول تجربة له نحو ممارسة الديمقراطية .. وقبل هذا كان عندما يراه المرء يتحدث عن الديمقراطية تظن أن هذا هو معلم الديمقراطية . لذلك نقول لهذا الديكتاتور المتعجرف أن الديمقراطية لا تتجزأ لكى يختار منها المرء الجزء الحلو منها كما يشاء ويترك الجزء المر منها كما يشاء .. وكما أن الديكتاتورية التى ظل ينعت بها الآخرين فهى كذلك لا تتجزأ .. فالديكتاتورية هى الديكتاتورية سواءاً مارسها مناضل يعتقد أنه ثورى ويحارب الأنظمة الظالمة أو مارسها شخص أتى إلى الحكم عن طريق الإنقلاب أو عن طريق الإنتخابات وإنقلب على الناخبين .. فهى واحدة ..
عزيزى القارئ وعزيزتى القارئة إن ما حدث فى الجبهة الثورية يستحق الوقوف عنده والإدلاء بوجهات النظر وذلك لأن البسطاء غير الملمين بحقائق الأمور كانوا يعلقون عليها الآمال العراض لذلك وجب على كل منا الإدلاء بدلوه بكل صراحة وشجاعة ووضوح .. وحقيقة فالكتاب الذين ذكرتهم فى مقدمة هذا المقال فهم قاموا بواجبهم الصحفى بكل صدق وأمانة فلقد اُعجبت بتناولهم للموضوع مما دفعنى وحفزنى أيضاً أن أدلي بدلوى عسى أن يكون إضافة يهتدى به الناس فى المستقبل وخاصة أن المعنيين موضوع المقال يطمعون فى حكم السودان . لذلك كان واجب وطنى أن نضع ما نملك من معلومات وملحوظات بين يدى القراء والقارئات حتى يمكن أن يساعدهم فى المستقبل فى الوصول إلى التقييم الصحيح.. لأن التقييم الخطأ يؤدى إلى النتائج الخاطئة .. فبالنسبة لى أنا شخصياً أرى ضرورة نقل رئاسة الجبهة الثورية من الرفيق مالك أقار إير إلى الدكتور جبريل إبراهيم وذلك حسب التواثق والتوافق والتراضى الذى إتفقوا عليه وتم بموجبه نقل الرئاسة إلى الرئيس الجديد حسب البيان الرسمى الصادر من مكتب رئيس إعلام الجبهة الثورية الذى يحتل فى نفس الوقت منصب نائب رئيس الجبهة الثورية . فجميع الإجراءات مكتملة وملزمة بموجب الميثاق والإلتزام الأخلاقى فلا يوجد أدنى سبب يجعل الرئيس السابق يماطل فى التسليم هذه من ناحية .. ومن الناحية الاُخرى فمالك أقار قد فشل فشلاً ذريعاً فى إدارة الجبهة الثورية عسكرياً وسياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً منذ تسلمه رئاسة الجبهة الثورية فى 2012م..لذلك فإن إستمرار تكليفه يضر بأهداف الجبهة الثورية .. ولكى نضع القراء والقارئات فى الصورة يجب أن نذكر بعض هذه الإخفاقات..
*أولاً:ـ الإخفاقات العسكرية..:ـ (1) منذ إستلامه لرئاسة الجبهة الثورية في 2012م فشل فى ضخ دماء جديدة فى قوات الجيش الشعبى وذلك لسوء العلاقة بينه وبين قيادات الإدارات المدنية مما إنعكس ذلك سلباً فى إرهاق القوات التى ظلت تقاتل لسنوات طويلة من دون دعم مما أثر على روحها المعنوى ..وهذا جعل الجبهة تفشل فى تحقيق أهم أهدافها وهو الإطاحة بنظام الحكم فى الخرطوم عن طريق القوة حسب ما جاء فى فى أحد بنود الجبهة الثورية.. (2) منذ توليه رئاسة الجبهة الثورية لم يتمكن من تحرير ولو منطقة واحدة فقط مع أن عهده قد شهد تطور نوعي مذهل فى التسليح .. وكما حُظى بكميات مقدرة من الإمكانيات كانت من الممكن أن تحرر مدن كبيرة وتفتح الطريق نحو الوصول إلى الهدف الكبير..ولكن لإفتقاره العسكرى فهو قد ترك تنفيذ خطط كبيرة بمعينات رهيبة لضباط صغار غير مدربين غير مؤهلين مما أدى إلى فشل هذه الخطط وبالتالي فقدان معينات كبيرة من دون تحقيق الهدف.. (3)هذا الديكتاتور قبل توليه رئاسة الجبهة الثورية فر من قوات البشير من الدمازين تاركاً خلفه عتاداً رهيباًمن الدبابات والمدفعية والعربات للعدو.. (4) لم يقم ولو مرة واحدة مؤتمر للضباط (ضباط الجيش الشعبى،ضباط حركة تحرير السودان نور، ضباط حركة تحرير السودان أرقو، ضباط حركة العدل والمساواة جبريل) وذلك بغرض التفاكر حول قضايا النضال..أين يقفون ! وأين يتجهون ! وكم تبقى لهم ؟! بغرض النقد الذاتي من أجل المعالجات وتجويد المسيرة من أجل الإنطلاق نحو الهدف .. (5) لم يقم ولو بزيارة واحدة منذ إستلامه لمهام الجبهة الثورية 2012م لمواقع قواته في دارفور وجبال النوبة ولو إدعى أنه ذهب إلى قوات جبال النوبة فهو فقط وصل أطراف جبال النوبة المتاخمة للجنوب (تبانيا) فأخذوا فيها لقطات تذكارية بمناسبة إنشاء الجبهة الثورية..هذه الصُور التي تشاهدونها فى النيت..
*ثانياً :ـ الفشل السياسي .. (أ) الفشل الداخلي.. (1) فشل في إقامة المؤتمر العام للحركة الشعبية بغرض إجراء الإنتخابات لتكوين جسم الحركة الشعبية بعد إنفصال الجنوب.. وبدلاً عن ذلك عقدوا إجتماع سُمى بالإجتماع الأول للقيادة الإنتقالية 19/20ـ مارس 2011م وكان إجتماع ثلاثي الحضور ..(2) الفشل في عمل دستور يلبي طموحات ورغبات الشعب وبدلاً عن ذلك فصلًوا دستور على مقاسهم.. (3) فشل فى إدارة الإختلافات بينه وبين القيادات العسكرية مما أدى إلى أنشقاق أكثر من عشرين ضابط من رتبة العميد والعقيد وما دون فى النيل الآزرق وكمية من صف الضباط والجنود ، بلًغ أكثرهم إلى الجنوب وضم القليل منهم إلى العدو.. (4) فشل فى توجيه قيادة الجيش الشعبي والحركة الشعبية فى جبال النوبة بالجلوس مع الضباط المختلفين معهم من أجل تجاوز الإختلافات مما دفع غالبية الضباط وصف الضباط بالهجرة إلي دولة جنوب السودان والقليل منهم سلموا أنفسهم إلى العدو..(5) فشل فى توجيه قيادة الجيش الشعبى فى جبال النوبة بالجلوس مع قواتهم والتي كانت تقاتل في جنوب السودان منذ توزيعها على مسارح العمليات في جنوب السودان منذ تسعينات القرن الماضى من أجل الحوار وإيجاد المعالجات التى يمكن أن يتم بموجبها تحريك هذه القوات إلي جبال النوبة لدعم العمليات وصد متحركات قوات البشير الغازية..(6) فشل فى إقناع وتوجيه قيادات حركات دارفور بالجلوس مع ضباطهم المختلفين معهم بغرض تجاوز الخلافات من أجل تقوية هذه الحركات (7) قام بفصل ضابط برتبة لواء أقدم منه فى العسكرية وفي النضال ومن دون أي تحقيق ولا محاسبة..وكما قام بإحالة عدد من الضباط برتب كبيرة إلى التقاعد..(ب):ـ الفشل السياسي الخارجي :ـ (1) فشل فى عمل حشد محلى وإقليمى مدعوم من المجتمع الدولي لدعم الجبهة الثورية بل بالعكس فبمجرد إعلان الفجر الصادق الذى تولدت منه الجبهة الثورية فقد تم إدانة الجبهة الثورية من خلال البيان الصادرمن مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وذلك بناءاً على نص فى ميثاق الجبهة الثورية ينص علي الإطاحة بنظام الحكم فى الخرطوم عن طريق القوة..(2) فشل فى إيجاد مصادر لتمويل الجبهة الثورية لذلك كان إعتماده كله على العطايا التى كانت تقدم له من إستثمارات شركات ياسر سعيد عرمان التي أسسها من المبالغ التي نهبها من الأموال التى كانت قد مُنحت من دولة الجنوب لمواصلة أنشطة الحركة الشعبية إلا أنه قام بتحويلها لحسابه الشخصي..(3) فشل فى عمل لوبي دولى وإقليمى للضغط على نظام الحكم فى الخرطوم من أجل السماح بتوصيل الإغاثة للمحتاجين فى المنطقتين اللتين يعانى شعبها شر الحرب وشر الجوع..(4) فشل فى إدارة ملف التفاوض مع نظام المؤتمر الوطني ومارس خيانة عظمى بتسليم ملف التفاوض عن المنطقتين لشخص لا تربطه مع المنطقتين أي رابط مما جعله يستغل هذا التفويض لتمرير أجنداته الخاصة وذلك بتجميد ملف المنطقتين المعترف به دولياً حسب قرار مجلس الأمن 2046 وإحلال ما يسمى ملف الحل الشامل غير المعترف به دولياً وكما لم يدفع له من يريدون هذا الحل قطرة دم واحدة..(5)فشل فى زيارة اللاجئين الذين إضطروا للهجرة من مناطقهم إلى دولة الجنوب ويعانون سوء التغذية والدواء وقد مات بالأمس صبى فى التاسع عشر من عمره اُحضر من كاكوما مريضاً حيث كان يعاني من سوء التغذية..(6) فشل فى توجيه الآمين العام الممسك بملف التفاوض عن المنطقتين بالطواف على المناطق التي يوجد بها أبناء المنطقتين وذلك بغرض تنويرهم عن سير المفاوضات عن مناطقهم إلا أن هذا الأمين العام يتحاشى كرئيسه تنوير أبناء هذه المناطق من بداية التفاوض..(7) فقد علاقته مع جميع قوى المجتمع المدنى الممثلة لإقليم جبال النوبة بالخارج وعددها إحدى عشرة منظمة تعمل فى كل من الولايات المتحدة ،المملكة المتحدة، فرنسا ، إسبانيا،مصر،ويوغندة..
*ثالثاً:ـ الفشل الإجتماعي..(1) منذ توليه لمهام الجبهة الثورية 2012م لم يكلف نفسه للإجتماع ولو مرة واحدة مع أبناء دارفور وأبناء المنطقتين الذين بسببهم اُختير رئيساً للجبهة الثورية..فلم يجتمع بهم لا في جوبا ولا كمبالا ولا نيروبي ..ولا مع الطلاب أو مع رجالات الإدارة الأهلية ولا مع إتحادات المرأة ولا مع قيادة الأغلبية الصامتة للحركة الشعبية؟!
*رابعاً الفشل الإقتصادي:ـ (1) وعن الفشل الإقتصادي فبنك جبال النوبة للتجارة والتنمية يقف كسيد الشهودعلى الفساد والفشل المالي فهناك أعداد كبيرة من أسهم العملاء من الجيش الشعبي بجبال النوبة بمختلف رتبهم تم تسجيلهم منذ إنشاء البنك بإسم عميل تمساح خطير ولا يُعرف عن هذه الأسهم شيئاً لأكثر من خمسة سنوات..أسهم عدد عملائها أكثر من عشرة ألف عميل وللعميل الواحد أكثر من خمسة أسهم وقيمة السهم الواحد ثلاثة وخمسين جنيهاً؟؟!! (2) تم جمع مبالغ كثيرة من المواطنين من المناطق المحررة في جبال النوبة وتم إرسالها إلى جوبا تحت مسئولية عادل إبراهيم شالوكا وآخرين بغرض التبديل ..وبالفعل بعد التلاعب الذى قام به شالوكا تمت عملية التبديل إلا أن هذا المبلغ لم يسلم لأصحابها حتى الآن.. وكما لم تتخذ ضدهم أي إجراءات حتى الآن؟!(3)يوجد فساد في بنك الجبال للتجارة والتنمية يزكم الاُنوف ولكن لا أحد يمكنه إجراء أي محاسبة طالما البنك ملتزم بدفع إيجار بيوت الثلاثي وجقود وآخرين في كمبالا ونوكورو بكينيا وتعليم أبنائهم وبناتهم وعلاجهم ومعاشهم وترفيهم.. بينما لا يلتزم هذا البنك بتقديم خدمات للعملاء المساهمين ولم يكشف لهم منذ تأسيس البنك حتى الآن كم هى أرباحهم ؟؟ وهل البنك يسير في إتجاه تحقيق الأرباح أو الخسائر؟؟ ولم يجتمع بالمساهمين من جنوب السودان ولو مرة واحدة ؟؟(4) قبل وقف صرف الدولار للبنوك كان بنك الجبال للتجارة والتنمية يمنح مدير البنك وأعضاء مجلس إدارة البنك كل ما صُرف للبنك دولارات يُمنح أي منهم عشرة ألف دولار لقضاء نهاية الاُسبوع في كمبالا (ريفريشمينت)..(5) تم التصرف في مرتبات أكثر من ألفين ضابط وصف ضابط وجندي من القوات التابعة للجيش الشعبي من أبناء جبال النوبة الذين وُزعوا فى مسارح العمليات في الجنوب منذ تسعينيات القرن الماضى بواسطة ضابط برتبة عميد يعمل في رئاسة عبدالعزيز أدم الحلو مستشاراً خاصاً للغاية وعندما رفع المظلمون شكوى رسمية عند القضاء العسكرى للجيش الشعبى لجأ عبدالعزيز آدم الحلو لأسلوب العمالة والخساسة وطلب من القيادة العسكرية تجميد إجراءات المحكمة العسكرية فجمدت المحكمة الإجراءات حتى الآن .. (6) الأمين العام عمار أمون قام بالسطو على المنحة المالية المقدمة من بعض المنظمات العاملة فى جبال النوبة تحت إسم (مونى إنجكشن) ولم تجرى له إى مسائلة أو محاسبة حتى الآن ..
عليه فإن جملة هذه الإخفاقات حقيقة تستدعى وتستوجب وتفرض ليس عملية إنتقال الرئاسة فحسب وإنما هذه الإخفاقات تستوجب تشكيل لجنة للتحقيق معه ومن ثم تقديمه للمحاسبة مثل ما يتم محاسبة الضباط الصغار الذين يقعون تحت طائلة المواد التى تحكم الجميع وخاصة أن مؤسسة بهذا الحجم يفترض أن تكون لديها لوائح داخلية ودستور وقوانين لمثل هكذا مخالفات .. وفى ما يذكره بعض الإخوة الكتاب ونحترم وجهات نظرهم أن من نجاحات هذا الديكتاتور الاُسطورة الإمبراطور الرئيس مدى الحياة الفريق مالك أقار إير المتمثلة فى توقيع وثيقة نداء السودان التى وقع عليها فصائل مهمة فى العمل السياسي وفى مقدمتهم حزب الأمة الذى يقوده الصادق المهدى ، فنقول لهم هنا فما أهمية وثيقة نداء السودان هذه بالنسبة لحكومة دكتاتورية متعجرفة لا تعترف إلا بمنطق البندقية ؟! وإن كان أصحاب وثيقة نداء السودان هذه يعولون على الشعب لكى يقوم بإنتفاضة تهلك وتحصد أرواح الأبرياء الشجعان وليحصد أصحاب هذه الوثيقة الثمن ، فالسودانيون قد تعلموا الدروس من أكتوبر وأبريل ولا يمكن تغفيلهم بتمرير مايو ولا نوفمبر فيهم مرة أخرى يستشهد فيها الأوفياء الأبطال من أجل مطالبهم المشروعة وليحولها النخبة التى ستقفز لإستلام مقاليد السلطة نيابة عن الجماهيركالعادة ليحولوها لمصالحهم نعيماً لأهل المركز .. بينما سكان الهامش من دفعوا هذا الثمن يحصدون السراب كما نراه الآن فى العمل الذى يقوم به ممثل المركز ياسر سعيد عرمان فى مفاوضات المنطقتين بتحويله رصيد شعوب الهامش من النضال ليحصده أهل المركز على حساب سكان الهامش الحل لشامل وما أدراك ما الحل الشامل .. فلا فرق بين هذه النخب وهذا النظام بما فيهم ممثل المركز فى الهامش فكلهم وجوه لعملة واحدة .. وإن قال قائل إن من نجاحات الرئيس السابق مالك أقار إير هو التصدى للصيف الحاسم فى جبال النوبة 2014م و 2015م ، فهنا نقول له إن النوبة منذ أجدادهم لا يحتاجون لمن يوجههم نحو مقاتلة عدوهم وخاصة إن كان معتدى فدرجة الروح المعنوية هنا ترتفع أضعافاً .. فمالك أقار هو من أستفاد من صمود الجيش النوبى لأنهم ثابتون ويقاتلون فى مناطقهم ومواقعهم العسكرية من دون أن ينسحبوا شبراً واحداً .. بينما مالك أقار وقواته لا وجود لهم فى مناطقهم .. فمالك أقار وياسر سعيد عرمان كلهم يستخدمون رصيد الجيش النوبى من النضال فى تحقيق مطامعهم فى المركز على حسابهم .. فالسنوات التى قضاها مالك أقار فى قيادة الجبهة الثورية كانت خصماً على الجبهة الثورية .. لأن لا شئ يذكر تم تحقيقه فى عهده غير التصريحات غير المفيدة والخساسة .. وقد فشل فشلاً ذريعاً فى المهمة الأساسية للجبهة الثورية وهو الملف العسكرى ..
عزيزى القارئ وعزيزتى القارئة إنما ذكرته هنا من إخفاقات مالك إقار إير لا تساوى إلا القليل جداً من جملة الممارسات غير الرشيدة والفساد الإدارى والمالى والأخلاقى وفوق كل هذا سوء إدارة الملف العسكرى .. فإن ما حدث من رفض هذا الديكتاتور مسألة نقل الرئاسة منه إلى الرئيس الجديد د . جبريل إبراهيم فهذا كان بالنسبة لنا فى قيادة الأغلبية الصامتة فى الحركة الشعبية مجرد حدث طبيعى ولا يمثل إلا نقطة صغيرة جداً فى محيط مليئ بالغباء والعجرفة والغطرسة والكبرياء وعدم المسئولية وعدم الأمانة والمكر والخساسة والعمالة والدكتاتورية وووالخ .. فلقد ظللنا نكتب ونقول فى المجالس كلما اُتيحت لنا الفرصة بأن هذا الثلاثى لهو أسوء من النظام الحاكم فى الخرطوم من حيث الديكتاتورية وعدم الأمانة وعدم المسئولية والفساد والإنتهازية .. فكان معظم من نحدثهم ينظرون إلينا بإستغراب شديد مع الإندهاش وخاصة زملائنا فى حكومة الجنوب وقيادة الجيش الشعبى .. فبعضهم كان ينظر إلينا من زاوية أننا نقول ذلك لأن الثلاثى ليسوا من المنطقة .. وكنا نجيبهم هذا ليس هو السبب الرئيس .. ولكن لو إفترضنا ذلك جدلاً أنه السبب الرئيس .. أليس هذا من حقنا ؟! فنقول لهم لماذا حاربتم أنتم أكثر من أربعين سنة لتنزلوا المندكورو من فوق رؤوسكم وظهوركم ؟! فيستمرون فى محاولة تعضيد وجهة نظرهم المغلوطة ويقولون لنا طيب عبدالعزيز آدم الحلو ما ود خالتكم ؟! فنجيبهم ونقول لهم هذه أيضاً معلومة مغلوطة غير صحيحة .. فنسألهم هل تحريتم من أى نوبى مرة من المرات وأثبت لكم أن والدته منهم ؟ فيجيبون بلا .. ومنه نصحح لهم المعلومة ونقول لهم أن عبدالعزيز آدم الحلو لا ينتمى إلى جبال النوبة بالدم ولكن ينتمى إليها بالميلاد فهو مواطن مثله مثل أى مواطن من جبال النوبة وهو زميلنا فى النضال وهو يعاب عليه توجهه الماركسى وإنقياده خلف عرمان ومالك أقار .. فوالده من المساليت ووالدته من البرقو جاءوا جميعهم من دارفور إلى جبال النوبة .. وفى دونو (ريفى دلامى) مُنح الوافدين من دارفور قطعة من الأرض فى منطقة تسمى كوكاية وإستوطنوا فيها .. فإستمرينا أكثر من ستة أشهر ندور فى حلقة مفرغة مع زملائنا فى حكومة الجنوب وفى قيادة الجيش الشعبى إلى أن إنفجرت الأوضاع فى جوبا فى الليلة الظلماء من الخامس عشر من ديسمبر 2013م ، وكان هذا الإنفجار بحق وحقيقة بمثابة لحظة مفصلية فى تقييم الأمور من الزملاء فى جنوب السودان .. فالقد أخلى القاطنون فى جوبا سواءاً كانوا سكانها الأصليين أو الأجانب أخلوا أنفسهم من جوبا إلى ديارهم خارج جوبا وبالنسبة للأجانب غادروها إلى بلدانهم وكأنما القيامة قد قامت .. فأصبحت الشوراع التى كانت تكتظ بالناس والعربات خالية تماماً بينما لم نتحرك منها شبراً واحداً .. فبعد هذا الإنفجار وعندما قابلنا بعض الأخوة الزملاء فى حكومة الجنوب وفى قيادة الجيش الشعبى وجدنا أنهم تغيروا بنسبة 180 درجة وباتوا يرون الأشياء على حقيقتها فإنقشعت الغشاوة التى كانت فى عيونهم فأصبحوا يروون لنا بعض الأحاديث والقصص التى كانت مقدسة عندما تناولناها فى الصحف وأغضبت الكثيرين عندما نشرناها فى صحيفة رأى الشعب عن الفساد وعن الظلم وكان الغافلون والغافلات حينها ينظرون إلينا على أننى أصبحت مؤتمر وطنى ، فأصبحوا هم من يتحدثون عن هذا الفساد وعن هذا الظلم من دون تحفظ ومن دون خطوط حمراء.. الأمر الذى أدهشنى كثيراً لدرجة أننى فضلت الإستماع فقط من دون التحدث .. ليس هذا فحسب فقد زارونى فى مكان إقامتى وطرشوا لى أشياء مهمة وضرورية .. فبعد الخامس عشر من ديسمبر 2013م ، لم تعد الأشياء فى جنوب السودان كما كانت من قبل .. وفى الأسبوع الفائت من أكتوبر 2015م، وعندما خاطب رئيس دولة الجنوب مجلس التحرير أكد فى حديثه أن الحركة الشعبية قد فشلت فى أداء مهامها فى دولة الجنوب وأكد أيضاً فى حديثه أن الذين كُلفوا فى 13 فبراير 2011م ، لإدارة الحركة الشعبية فى الشمال أيضاً قد فشلوا فشلاً ذريعاً .. فنحن قد تحدثنا وكتبنا عن فشل وإخفاقات وممارسات الثلاثى غير الرشيدة وسوء الإدارة منذ إنشاء تنظيم الأغلبية الصامتة للحركة الشعبية 2012م ، وذلك بعد إنحراف الثلاثى عن الأهداف التى رفع المناضلون بسببها السلاح .. فلقد خاطب اللواء إسماعيل خميس جلاب رئيس الحركة الشعبية مالك أقار ونائبه عبدالعزيز آدم الحلو فى 2012م ، بأكثر من سبعة رسائل إشاراتية يطلب منهم فيها بضرورة عقد إجتماع طارئ للتفاكر حول مسألة التكليف الذى كلفوا به من دولة الجنوب فلم يردوا على أي من هذه الرسائل .. على ضوء ذلك كتب اللواء إسماعيل خميس جلاب مذكرة إلى رئيس الحركة الشعبية مالك أقار ونائبه عبدالعزيز آدم الحلو من أربعة عشر صفحة شرح لهم فيها الإخفاقات وكما قدم لهم فيها المعالجات .. إلا أن هذا الثلاثى وبعد قراءتهم للمذكرة لجأوا إلى أسلوب الخبث والمكر .. ومن هناك بدأوا يديرون الحركة الشعبية كالمافيا .. فعمدوا إلى عدم الرد وبدأوا فى التخطيط للقضاء على اللواء إسماعيل خميس جلاب .. وحقيقة فإن المذكرة كانت طوق نجاة لهم .. إلا أنهم إختاروا الغرق الذى هم فيه الآن .. اللهم زدهم غرقاً كما أغرقت فرعون موسى .. وبعد أن جرب اللواء إسماعيل خميس جلاب كل الطرق للعبور نحوهم من دون نتيجة لجأ إلى مخاطبتهم عبر المكاتبات العامة بدلاً من الخاصة وأيضاً من دون نتيجة .. عليه وبالتالى لم يتركوا لللواء إسماعيل خميس جلاب أى خيار غير إنشاء تنظيم الأغلبية الصامتة للحركة الشعبية فى 2012م ، فكانت تلك هى أسباب ميلاد تنظيم الأغلبية الصامتة بالحركة الشعبية .. ففى سبعينات القرن الماضى أنشأ الشباب النوبي بمدرسة تلو (كادقلى الثانوية) تنظيم كمولو وذلك بغرض إنزال جردل القمامة من رؤوس بعض أبناء النوبة وقد حققوا الهدف بنسبة 100% .. والآن التاريخ يعيد نفسه .. فتنظيم الأغلبية الصامتة للحركة الشعبية من ضمن أهدافه الآنية هوتحرير النوبة من هؤلاء الثلاثى الملعون وسيحقق ذلك كما فعل تنظيم كمولو من قبل بإذن المولى عز وجل ..
عزيزى القارئ وعزيزتى القارئة ما أريد أن أبينه عليكم من هذا السرد هو أن هذا الثلاثى وآخرين مثلهم ممن كانوا يعملون تحت إمرة د . جون قرنق دي مبيور فمعظمهم مركبين ماكنات شاحنات كبيرة .. فهم مصابون بداء الغرور والغباء والغطرسة والكبرياء وعدم إحترام مشاعر الآخرين وكل واحد منهم يتوهم أنه نفسه لقرنق .. بينما هم فى حقيقة الأمر لم يحمل أي منهم من صفات قرنق إلا نقيضها .. لأن قرنق كان مبدع وقادر على إدارة الإختلافات وتجاوزها .. وشجاع يسعى للجلوس مع خصومه من أجل الوصول إلى نقطة مشتركة ومنها إلى التوافق .. وقرنق كان إجتماعى يطوف على مواطنيه فى معسكرات اللجوء ويقيم مؤتمرات للضباط ويستمع إلى نقدهم بصدر رحب .. بينما هؤلاء اللصوص غير قادرين على إدارة الأزمات وغير قادرين على إدارة الإختلافات بغرض تجاوزها ويفتقرون للعلاقات الإجتماعية وعديمى الإبداع.. فلم يقيموا ولو مؤتمر واحد منذ تكليفهم لإدارة الحركة الشعبية غير إجتماعهم المشئوم 19 – 20 مارس 2011م الذى فصلوا فيه إدارة الحركة الشعبية على مقاسهم فقط .. وهم جبناء يخشون المواجهة .. وفوق كل هذا يمارسون الخيانة العظمى فى إستخدام قضية المنطقتين من أجل الحل الشامل .. لذلك فإن ما قام به مالك أقار إير فى نهار 17 أكتوبر 2015م ، برفضه نقل الرئاسة إلى الرئيس الجديد كان شئ طبيعى بالنسبة لنا لأننا من خلال متابعاتنا لممارساتهم التى هى أساساً نسخة من المافيا توصلنا للحقائق التى لا بعدها أى شك بأن سلوك هؤلاء الثلاثى لهو سلوك عصابة المافيا .. يعملون فى الخفاء ويستخدمون أسلوب الخساسة والعمالة فى النضال .. بينما الخساسة والعمالة لا تشبه أساليب النضال .. لأن النضال دائماً وأبداً يكون من أجل القيم والمبادئ السامية والأهداف النبيلة .. ولكن لأن هؤلاء الثلاثى ليس أهدافهم كأهداف المناضلين لذلك تجد وسائلهم المستخدمة فى النضال هى وسائل تدمير وتحطيم وتكسير وتخوين الآخرين وإستخدام موارد الحركة الشعبية لمصالحهم الخاصة وتجنيد عديمى الضمير وفاقدى التربية المنزلية وصرف الأموال عليهم لكى ينبحوا كالكلاب الضالة على الشرفاء من المناضلين فى الصحف .. بينما الثوار الحقيقيين المناضلين أصحاب القضايا والأهداف المشتركة يناضلون من أجل القيم يسعون دائماً وأبداً لتجاوز خلافاتهم بأسرع فرصة ممكنة من أجل المصالح العامة .. ولكن الحمد لله لقد ظهر زيف وكذب شعارات هؤلاء الثلاثى عن السودان الجديد والديمقراطية والحكم الرشيد التى كان يخدعون بها الغافلين والغافلات فإنكشفوا هم والمجموعة الملتفة حولهم بأنهم ينطلقون من مبادئ هشة لا تقوى على الصمود فى أى تجربة تطبيقية .. ولقد ظللت أكتب عن سلوكهم الرديئة وممارساتهم القذرة وتجردهم من الحياء وإستخدام الكذب والنفاق والعمالة فى جميع أنشطتهم حتى ظن بعض القراء والقارئات بإنى قاسى القلب بينما المسألة ليست بهذه البساطة .. فالمسألة أكبر من ذلك .. فأنا عندما أقوم بذلك عمداً فالمسئولية الأخلاقية هى من تحتم على القيام بذلك .. فنحن من حرًكنا ودفعنا بهؤلاء الشباب النوبى فى ثماننيات القرن الماضى لرفع السلاح من أجل قضية سامية نبيلة دفعوا لها الثمن ولم يحصلوا على المقابل .. والآن يستخدم هؤلاء المجرمون هذه القضية وهذا المجهود النضالى الكبير من أجل تحقيق مصالح لا علاقة لها بتاتاً بالمصالح التى رفعنا من أجلها السلاح .. فأرجو أن يعذرنى القرأ والقارئات ويعلموا أننا بعد هذا كله أفضل بمليون مرة عن الآخرين .. ألم تروا ما حدث بين إخوتنا وزملائنا فى دولة الجنوب ؟! فكان من الممكن أن نستخدم نفس الوسيلة فى حل إشكالاتنا معهم لأنها هى الثقافة المتاحة الجاهزة لحل الخلافات فى الحركات المسلحة .. فكم يا ترى كان سيكون من الضحايا والمهجرين والمعاقين ؟! وبعد ذلك كله سوف لن يكون هنالك منتصر أو رابح وإنما سيكون الخاسر هم أبناء النوبة لذلك تحملنا تجاوزات الثلاثى الذى أصبح يحترق داخلياً وخارجياً ويحفر فى مقبرته بنفسه ليتم تشييعهم إلى مزبلة التاريخ ومن دون أسف عليهم ..
أيها القارئ الكريم وأيتها القارئة العزيزة كنا فى قيادة الأغلبية الصامتة للحركة الشعبية وخاصة شخصى الضعيف نتابع عن كثب ما يجرى فى مجلس قيادة الجبهة الثورية وكنت قد قدمت التهنئة لرئيس الجبهة الثورية الجديد د . جبريل إبراهيم منذ 20 سبتمبر 2015م ، من خلال مقال منشور فى سودانيز أون لاين تحت عنوان الأشياء تتداعى رد على مقال الكاتب مبارك أردول حيث ختمت المقال بتوجيه التهنئة لدكتور جبريل على النحو التالى ( وما إنتقال رئاسة الجبهة الثورية من الديكتاتور الفاشل الثور الأجوف الفارغ مالك أقار إير إلى الدكتور جبريل إبراهيم إلا إحدى هذه التداعيات فمرحباً بك دكتور جبريل ) .. حقيقة هذه التهنئة المبكرة هى ما جعلت الثلاثى ومن حولهم يرتجفون ويتغامزون ويتصرفون كعادتهم بالغباء الذى تابعتموه فى بيان الديكتاتور الرئيس السابق للجبهة الثورية مالك أقار .. كيف ينكر مالك أقار البيان الصادر من رئيس الإعلام ونائبه التوم هجو ويقول أن هذا البيان لا صلة له بالمجلس القيادى للجبهة الثورية ؟! هل أصبح هو وحده يمثل المجلس القيادى للجبهة الثورية ؟! أم أن قيادة الجبهة الثورية تتكون من نوابه والأمانات الأخرى ؟! فنوابه بالأضافة للأمانات الأخرى وافقوا كلهم ماعدا واحد هو ياسر سعيد عرمان على نقل الرئاسة منه إلى د جبريل إبراهيم بالتوافق كما جاء فى ميثاقهم على أن رئاسة الجبهة الثورية هى دورية لعام واحد فقط .. وتنتقل من رئيس إلى آخر حسب توافق أعضاء مجلس قيادة الجبهة الثورية .. إذن أين المشكلة ؟! الإشكالات كانت بين قيادات حركات دافور وقد تجاوزوها من أجل مصلحة عمل الجبهة الثورية .. فالمنطق يقول أن صوت عبدالواحد محمد نور وصوت منى أرقو مناوى وصوت دكتور جبريل إبراهيم وصوت التوم هجو يساوى أغلبية مطلقة ولا تحتاج إلى أى فلسفة ودغمسة .. لأن عبدالعزيز آدم الحلو كان دوره كالخفاش فقلبه مع الأغلبية المطلقة ولكن عقله مع ماركس !! عليه يصبح بحكم المنطق والميثاق فإن بيان التوم هجو يعبر عن الأغلبية المطلقة فبالتالى فهو بيان يعبر عن الشرعية فى المؤسسة الخاصة بالجبهة الثورية لأنه يؤكد على توافق أعضاء الجبهة الثوررية .. بذلك يكون ما صاغه هذا المالك فى بيانه لا يقنع حتى حلفائه ناهيك من خصمائه .. أيه يعنى أنه هو غادر العاصمة الفرنسية باريس ؟! ما الذى جعله يغادر العاصمة الفرنسية باريس ويوجد موضوع مهم للغاية ولا يزال النقاش يدور حوله ويحتاج للحسم قبل المغادرة ؟! أما كان الأحرى به أن ينتظر حتى تتم عملية حسم التسليم والتسلم ؟! ما هى دوافع وأهمية مغادرته للعاصمة الفرنسية فى تلك الساعات والمجلس القيادى لا يزال مجتمعاً ؟! فعملية مغادرة مالك أقار فرنسا فهى عملية مخططة ومقصودة مع سبق الإصرار .. فهو هرب وهو يعتقد أن هروبه هذا سينجيه من تسليم الرئاسة وذلك لأنه أيقن أن الأطراف التى كانت تختلف حول إنتقال الرئاسة الدورية قد إتفقت ولم يبق إلا عملية إجراءات التسليم والتسلم .. لذلك لم يجد مفر من تسليم الرئاسة إلا بالفرار من فرنسا .. فهكذا سولت له نفسه الضعيفة فهرب بكل قامته من دون الإلتفات إلى أن التاريخ سوف يكون له بالمرصاد .. فعملية التسويف والتبريرات التى كان يسوقها ياسر سعيد عرمان على أن الوقت ليس مناسب وأن المدة لم تنتهى وأن المسألة تحتاج إلى دستور وعمل إنتخابات ليحق لكل من جبريل ومنى أرقو وعبدالواحد وزينب ولكل من أراد أن يترشح ليترشح فهذه كلها ما هى إلا حجج واهية غير أخلاقية باطلة .. فهل كان الرئيس السابق مالك أقار إير قد إعتلى رئاسة الجبهة الثورية بالإنتخابات أم بالتوافق بين أعضاء مجلس قيادة الجبهة الثورية ؟!
عزيزى القارئ وعزيزتى القارئة هل سمحتم لى بأن أدلكم على بعض الأسباب الحقيقية التى أدت إلى كنكشة الرئيس السابق مالك أقار إير حول رئاسة الجبهة الثورية والمماطلة فى عملية التسليم والتسلم ثم الفرار ؟!
1/ فى اليوم الأخير من إجتماع المجلس القيادى للجبهة الثورية فى فرنسا كان الأمين العام ياسر سعيد عرمان غائب عن تلك الجلسة .. فسار موضوع النقاش حول نقل رئاسة الجبهة الثورية للرئيس الجديد بصورة عادية ومسئولة .. وكاد رئيس الجبهة مالك أقار أن يسلم رئاسة الجبهة للرئيس الجديد .. إلا أن هناك فى تلك الجلسة كان يوجد س مع ص وهم ليسوا من أعضاء مجلس القيادة .. فإتصل س بياسر سعيد عرمان وأخبره بأن مالك أقار الآن فى الجلسة يتجه نحو تسليم رئاسة الجبهة الثورية .. فأرتجف ياسر سعيد عرمان وأمر س مع ص بأن يقوما بعملية تشويش للجلسة إلى حين حضوره .. وبالفعل تمكن س مع ص من تشويش الجلسة إلى أن وصل ياسر سعيد عرمان والذى دخل فى الحديث وهو ملم بتفاصيل النقاش الذى دار فى أثناء غيابه وعلى طول عرض على المجتمعين عدم نقل رئاسة الجبهة الثورية الآن لأن الوقت غير مناسب .. وطلب أن يتم عمل دستور وإجراء إنتخابات بدلاً من عملية التوافق والتراضى .. وبهذه الحجج تنمر مالك أقار إير والذى كان قبل قليل قاب قوسين أو أدنى من تسليم الرئاسة ورفض التسليم وقرر الفرار من فرنسا ..
2/ إن المبررات التى قدمها الأمين العام ياسر سعيد عرمان لا علاقة لها على الإطلاق بعملية نقل الرئاسة من الرئيس السابق إلى الرئيس الحالى لأنها لم تكن سبب موضوع التمديد لمالك أقار من قبل .. فعملية التمديد كانت أسبابها معروفة ومقنعة وهى عدم التوافق الناتج من إختلافات قيادات حركات دارفور .. والآن طالما هى إتفقت وتراضت على تسليم د . جبريل إبراهيم رئاسة الجبهة الثورية فأين موقع هذه الحجج ؟!
3/ الأمين العام ياسر سعيد عرمان وهو قد أصبح هامان مالك أقار وعبدالعزيز آدم الحلو حتى أن المرء ليأسف ويختشى عندما يرى رجلأً بهامة وقامة مالك أقار إير مطاطئ رأسه أمام ياسر سعيد عرمان كالعبد مع سيده .. فياسر سعيد عرمان لديه أهداف كان يحققها فى ظل الرئيس السابق الضعيف وهو يطمع لتحقيق الأهداف الكبرى فى الفترة الحالية والقادمة وهذا سوف يكون من الصعب تحقيقها فى ظل وجود رئيس يملك كاريزما قيادية .. فمخاوفه تبدأ من عملية سحب جميع الملفات المحلية والإقليمية والدولية من يده ..
4/ لولا بيان الأغلبية الصامتة للحركة الشعبية رقم (26) المنشور فى الشبكة العنكبوتية لأرسل مالك أقار وعبدالعزيز آدم الحلو وياسر سعيد عرمان وفد من الحركة الشعبية إلى الخرطوم لغرض الحوار الوطنى .. وهذا ظاهر من بيانهم المهزوز والذى نشروه فى الساعات الأولى من صباح أول يوم للحوار الوطنى 10/ 10/ 2015م ، وهذا مما يؤكد أنهم كانوا فى نقاش ساخن مستمر حول ضرورة إرسال وفد للحوار الوطنى .. إلا أن بياننا للقيادات النوبية التى إستدعوها من جوبا إلى نيروبى لهذا الغرض كان واضح على أن أى حوار مع النظام يتجاوز قضية المنطقتين 2046 فهو خيانة عظمى .. ونبهناهم أن يستفيدوا من الإستغفال الذى مارسه ياسر سعيد عرمان على جقود مكوار مرادا عندما أقحمه فى التوقيع على مذكرة التفاهم المشئومة مع سفاح دماء أبناء دارفور قائد الجنجويد موسى هلال ..
5/ ومن ضمن الاسباب مخاوف ياسر عرمان ومالك أقار أن يكون الرئيس الجديد على علاقة بقيادات الأغلبية الصامتة للحركة الشعبية ..
هذه هى بعض الأسباب التى جعلت الرئيس السابق مالك أقار إير يهرب من فرنسا وهو يعتقد بأنه يكون قد فرَ بكرسى الرئاسة .. بينما فى حقيقة الأمر فإن العملية قد حُسمت ببيان الأغلبية المطلقة فى مجلس قيادة الجبهة الثورية .. واُعلن للناس كآفة ولجماهير الحركة الشعبية وحركات دارفور بأن عملية نقل رئاسة الجبهة الثورية من مالك أقار إلى د . جبريل إبراهيم قد تمت وأصبح الدكتور جبريل إبراهيم هو الرئيس الجديد للجبهة الثورية وأصبح مالك أقار إير بموجب الميثاق وبحكم التوافق والتراضى أصبح هو الرئيس السابق فلا مجال هنا للدغمسة .. تهانينا يا دكتور جبريل إبراهيم للمرة الثانية ..
نختم المقال برد بعض إفتراءات وأكاذيب الرقم (1) فى جبال النوبة فى الكذب الجاك محمود أحمد الخاص بزعمه أن الأغلبية الصامتة للحركة الشعبية رغم أقليتها فهى فى صراع حول الرئاسة ولقد تم إنتزاع رئاسة الأغلبية الصامتة منى للخلافات التى يختلقها بينى والرفيق جلاب وكما أضاف بأن صراع يجرى بين صديق منصور وجلاب فى طريقه نحو الإحتدام وأن صديق منصور هو برتبة نقيب.. فأولاً أحب أن اُؤكد له أن صديق منصور الناير هو برتبة عميد فى الجيش الشعبي فى كشوفاتنا وسننشر بقية الأسماء للملعومية.. وكما أحب أن اُؤكد للقرأ والقارئات بأن ما ورد فى مقاله حول الصراع المزعوم ليس إلا إستمرارية إفتراءاته وأكاذيبه التى شب عليها .. فلا يوجد ما يسمى بإنتزاع رئاسة الأغلبية الصامتة منى بواسطة جلاب .. إنما هو من لم يتابع مقالاتنا منذ 2013م وحتى الآن .. فهى توقع بإسم شخصى الضعيف أثناء فترة رئاستى وكما توقع بإسم إسماعيل خميس جلاب أثناء فترة رئاسته .. فرئاسة الأغلبية الصامتة دورية وبالتوافق .. وهى مستمرة هكذا منذ خروجى من المعتقل التآمرى 2013م .. وكما أصحح له بعض من معلوماته غير الصحيحة فأنا لست بمؤسس الأغلبية الصامتة للحركة الشعبية .. فالأغلبية الصامتة اُسست 2012م وكنت حينها فى السجن بسبب خساسة قياداتكم .. فزعمه بأن هناك صراع بين صديق وجلاب فهذه أيضاً معلومة غير صحيحة فهو مع مجموعته الذين حضروا حفل زواج د . عبدالله منصور الناير على الدكتورة آماسى إبراهيم آدم بالأمس فى منزل الفريق شول طون بالوك حاكم أعالى النيل المكلف فلقد شاهدوا فى هذا الحفل الكبير كيف كان جلاب وصديق وشخصى الضعيف وأعضاء قيادة الأغلبية الصامتة يشاركون العروسين.. بينما شاهدناه هو ومجموعته يتوارون خلف الناس كالخفافيش فأين ذلك النزاع الذى يتحدث عنه هذا الكذاب لماذا لا يجتهد الجاك محمود أحمد ولو ليوم واحد حتى يكتب ولو مرة واحدة معلومة صحيحة ومفيدة للقرأ ؟! لماذا يلعب الجاك محمود بعقول القرأ والقارئات هكذا ؟! إلى متى سيظل يكذب ويفترى على الناس هكذا ؟! للمرة الأخيرة نؤكد له بأننا لسنا على أى خلاف فى الأغلبية الصامتة للحركة الشعبية بل إن الخلاف الكبير المدوى والمعروف على جميع وسائل الإعلام المرئية والمقروئة والذى تناوله الكتاب الأحرار الشرفاء معروف إتجاهه.. فأنا أتحداكم كلكم يا أيها المنبطحين كسارى الثلج حارقى البخور أن يتناول واحد منكم ما يجرى من أمور هى فى غاية الخطورة وستكون تداعياتها وبالاً على نطاق واسع على سكان الهامش .. متى ترتقى إلى مستوى المسئولية والمعقولية وتترك هذه السلوك الرديئة.. ولكن حسب المثل فإن الطبيعة جبل .. أوجهك إلى أن ترجع لبياناتنا منذ 2013م فرئاسة الأغلبية الصامتة عندنا دورية وبالتوافق وبالتراضى مع التنفيذ من دون خيانة .. فنحن لسنا كرموزكم وقياداتكم التى إعتادت على المكر والعمل الخبيث فى الظلام كجماعات المافيا .. فأنظروا إلى ما فعله س مع ص التابعين لكم !! فأنتم من تجهزون وتسوقون قياداتكم إلى مثواهم الأخير .. فإن إنهيار الجبهة الثورية سيكون بمثابة وسمة عار عليكم أنتم الملتفون حول الثلاثى وسوف لن يكون هناك أى مكاسب سيجنيها هذا الثلاثى من عدم تسليم رئاسة الجبهة الثورية للرئيس الجديد غير العار ولعنة الله والناس أجمعين .. ونواصـــــــل إن شاء الله ..
جوبا : 28 أكتوبر 2015م ..













مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب

  • شخصيات فى الخط الأمامى للدفاع عن الرأسمالية العالمية بقلم محمود محمد ياسين
  • خطاب مفتوح من القواعد الي/ عقار..مناوي ..جبريل ..عبدالواحد بقلم مبارك ابراهيم
  • إجتثاث الفساد يبدأ من هنا..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • انقلاب برلماني على الشعب السوداني!! بقلم فيصل الدابي /المحامي
  • الميلشيات جانب کبير من المشکلة بقلم کوثر العزاوي
  • سجاد النبوة أم الحوار؟!! بقلم كمال الهِدي
  • الأمن الثقافي بدعة الإفتراء على الثقافة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • بسيطة جداً!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • قضية شخصية ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • عقدة اللون الأبيض في (السودان)! بقلم الطيب مصطفى
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (18) قراءة في مشروع كيري حول الأقصى بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • السودانيون بالمملكة المتحدة يستجيبون لنداء مساعدة شدياب
  • وزير الداخلية الفريق عصمت عبد الرحيم: (5500) ضابط تركوا الخدمة خلال (8) أشهر
  • سرطان الثدي.الداء الخفي
  • تفاصيل جديدة بشأن حبس ضابط أمريكي بالفتيحاب
  • الحزب الإتحادي الموحد – سنقاوم إستهداف أهلنا النوبة
  • بيان توضيح للشعب السودانى من الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة