السرطان- منتج خبيث آخر من منتجات نظام الانقاذ! بقلم عثمان محمد حسن

السرطان- منتج خبيث آخر من منتجات نظام الانقاذ! بقلم عثمان محمد حسن


10-25-2015, 11:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1445811002&rn=1


Post: #1
Title: السرطان- منتج خبيث آخر من منتجات نظام الانقاذ! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 10-25-2015, 11:10 PM
Parent: #0

10:10 PM Oct, 26 2015
سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى فى سودانيزاونلاين




ثمة بيوت و بيوت تعاني من داء السرطان بمختلف ألوان خبثه.. و قد صار سكانها مرعوبين حتى من الدمل التي تسببها لسعات الباعوض.. فالرهاب منه يسيطر عليهم دون توقف!
كانت الصدمة الأولى للأخ ( م) حين تم تشخيص زوجته الأستاذة ( س) بداء سرطان في ثدييها الاثنين.. و لما أخذها إلى المستشفى المختص واتته الصدمة الثانية: عليه أن يدفع مبلغ 10 مليون جنيه ( بالقديم) رسوم علاج.. إستكثر المبلغ.. فسأله الطبيب الإنسان: " تقدر .. تدفع كم؟"..فقال:- " 5 مليون".. لم يكن يملك حتى نصف ذلك المبلغ.. و حدد له الطبيب موعد عملية استئصال أحد الثديين.. و غادر الزوجان المستشفى التخصصي..
سمع الأهل بالخبر و تدافعوا نحو منزل المريضة في المناطق الطرفية جداً بأم درمان.. و انهالت التبرعات لٌلإيفاء بالرسوم المقررة حتى فاضت التبرعات على الرسوم.. فالسودانيون ما يزالون بخير.. وطبيب ذاك المستشفى التخصصي أكد أن أطباءنا ما يزالون بخير كذلك..

كانت شقيقة زوج الأستاذة ( س) قد أصيبت بسرطان في المستقيم.. و تم استئصال السرطان بحيث لم تعد تستخرج الفضلات بطريقة طبيعية.. و هي تتعايش مع ظروفها المستجدة عبر الأنابيب، و هي ( متيقنة),, و ( س2)، أخت الأستاذة ( س)، أصيبت بسرطان في الدم.. و إبن شقيقتها الأكبر ( خ) أصيب بسرطان في الغدد.. و إبن عمها ( ت) أصيب بسرطان في الغدد أيضاً.. أما زوج عمتها، فسرطانه في الحلق.. توفيت ( س 2).. و توفي ( خ).. و توفي ( ت)- عليهم رحمة الله جميعهم.. و أصيب أو توفي عدد آخر من منطقة الأستاذة بالشمالية تحت تأثير مسميات مختلفة من السرطانات!!

السرطان انتشر بشكل وبائي في عموم السودان.. و أعرف أقرباء جيران لنا داهم السرطان شباباً منهم بالجزيرة المروية.. و جماعة نُكبوا بسبب السرطان في دارفور.. و كردفان.. و سرطان.. سرطان. سرطان.. سرطان..! و تداهمني رواية ( الطاعون) للكاتب الفرنسي- البير كامو- فأتساءل:- لماذا السرطان منتشر على هذا النحو؟ أترى السرطان منتجاً خبيثاً آخر من منتجات نظام الانقاذ الكارثية على السودان، أم أن تقدم العلم و تقدم تكنولوجيا الفحص هما السبب في إكتشاف حالاته.. و أنه كان يعيش بيننا و نحن لا ندري بوجوده..؟ أم يا ترى أن البيئة الحاضنة له قد توسعت بشكل مضطرد في السودان بسبب لا مبالاة النظام بصحة المواطن؟

و قد أطلعتنا صحيفة ( حريات سودان) الإليكترونية- يومOctober 14, 2015 - على تقرير يكشف العلاقة ما بين الجرائم البيئية فى السودان والهجرة الى الخارج، و تؤكد ".. خريطة البيئية المصاحبة للتقرير وجود اربعة انماط من الجرائم البيئية فى السودان (دفن النفايات غير القانونى فى الشمال ، والقطع الجائر للاشجار فى الغرب ، والمعادن فى الغرب والجنوب ، والصيد غير القانونى فى الجنوب ). (الخريطة مرفقة). وأشار الى ان النزاعات فى السودان تتصل ايضاً بالنزاعات حول المعادن والمراعى والغابات"..
و جاء في الأنباء اليوم- 25. 10. 2015- أن 25% فقط من النفايات الطبية.. يتم التخلص منها في مستشفات العاصمة.. بل و قد فشلت الحكومة في جمع النفايات التي تتراكم في المستشفيات و المصانع و البيوت..
و جاء في وسائط الاعلام خبر يفيد بوجود 58 حاوية نفايات تحتوي مواد مشعة في ميناء بورتسودان.. و منها 22 حاوية تحمل ألواحاً ذات إشعاع عالٍ تتبع لإحدى الوزارات ( المهمة).. و 15 حاوية مبيدات و 12 حاوية نفايات إليكترونية ( مجهولة المصدر)..

أشار مدير إعلام الموانى إلى بعض الموردين متهماً إياهم بالتحايل لإدخال تلك الحاويات تحت ذريعة أنها تحمل مساعدات إنسانية , كما اتهم بعض المؤسسات وشركات البترول بالتورط في استيراد نفايات إلكترونية اوربية لا تتطابق و المعايير الدولية.. و تلك النفايات تحوي مواد مشعة مسببة للسرطان.. و أن تلك الشركات تترك ( شحنتها) تلك في ميناء بورتسودان.. تنفذ من بين لا مسئولية المتسلطين على رقابنا ثغرات لكل مجرمي العالم لمشاركات ( المافيات) المحلية للنفاذ إلى ثغورنا التي صارت مكباً لنفايات الدنيا.. بل و يشارك المسئولون أنفسهم في استيراد النفايات نظير حفنة من الدولارات لا تقاس بحياة مواطن واحد ناهيك عن آلاف المواطنين.. الذين منهم من قضى نحبه بسبب السرطان.. و منهم من يمشي و هو حامل داء السرطان الذي لم ينتشر جسده بعد.. و منهم من يرقد في المستشفى تحت العلاج.. و منهم من ليس لديه ( دبارة) للوصول إلى الخرطوم للعلاج.. و منهم من هو مثل ( حُمار مات خلَّى وِتِد!)..
اللهم أعِنَّا على الأشرار الخارجين عن مقاصد دينك- آمين!




أحدث المقالات
  • العهر بالكلمات بقلم عبدالله علقم
  • القيادة (المٌكلفة) للحركة الشعبية تَفّصِل دكتور أبكر آدم إسمّاعيل..وآخري بقلم عبدالوهاب الأنصاري
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (16) مشاهدٌ يومية وأحداثٌ دورية بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • عقار و جبريل قتلا احلام المهمشين ..!! بقلم اسماعيل عبد الله
  • شنو كدا..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • لماذا يعيب يار عرمان علي قادة الحركات المسلحة تاريخهم مع النظام وينسي نفسه؟ بقلم محمد علي الكوستاوي
  • هل من منتظر بقلم حسن العاصي كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك
  • الحالة النضالية الفلسطينية بين البرنامج الراسمالي والخيار الشعبي بقلم سميح خلف
  • احمد خضير شمر ليبرتي بقلم صافي الياسري
  • لابد من تطبيق حد السرقة وحد الافساد في الارض علي مختلسي المال العام بقلم د محمد علي الكوستاوي
  • ساعي الريال المقدود..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • وتنفجر (عفناً) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • (حللوهم..سريعاً) بقلم الطاهر ساتي
  • منصور خالد والعداء للإسلام (1) بقلم الطيب مصطفى
  • الفكر و مآلات الحوار الوطني بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • نبوة مسيلمة بقلم حماد صالح
  • الحركة الشعبية : اختلاف الحلفاء!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • ملاحظات حول مشروعي التقرير السياسي والبرنامج المقدمان للمؤتمر السادس للحزب الشيوعي بقلم عمر الشريف
  • الآن الكورة فى قدم الشعب بقلم عمر الشريف
  • باب النجار مخلع يا مزمل بقلم كمال الهِدي
  • الحالمون بغداً افضـل !! بقلم ودكرار احمد
  • حلايب... قوة عين المصريين و ضعف نظام البشير! بقلم عثمان محمد حسن
  • سيارات وشاحنات وحافلات في المزاد بربع قيمتها بقلم د. بخيت النقر البطحاني
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (15) مراسم وفاة ودفن الانتفاضة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي