حكايات الحلة الدبيب والشوال حكاية جديدة بقلم هلال زاهر الساداتي

حكايات الحلة الدبيب والشوال حكاية جديدة بقلم هلال زاهر الساداتي


09-16-2015, 04:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1442419140&rn=1


Post: #1
Title: حكايات الحلة الدبيب والشوال حكاية جديدة بقلم هلال زاهر الساداتي
Author: هلال زاهر الساداتى
Date: 09-16-2015, 04:59 PM
Parent: #0

04:59 PM Sep, 16 2015
سودانيز اون لاين
هلال زاهر الساداتى-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



وحلتنا هنا تحتل مساحة ليست بالكبيرة من الارض وتحتوى علي نحو عشرين منزلا" حكوميا" في مدينة القضارف ذات المطر الغزير والخيرالوفير من المحاصيل الزراعية مثل الذرة والسمسم ، وكانت بها رئاسة فرقة الجيش واسمها رسميا" فرقة العرب الشرقية حينذاك وللجيش منطقة سكنية خاصة به لسكن الضباط والعساكر مثل المدارس في الاقاليم تبني لكل مدرسة متوسطة وثانوية منازل للناظر والمدرسين ، وتلك كانت متواجدة حتي الستينات من القرن الماضي .
وحبا الله مدينة القضارف بالمطر المدرار والطبيعة الساحرة التي تكسي الارض بالحشائش الخضراء والاشجار الباسقة وانواع من الطيور الانيقة الملونة المغردة ومنها ما شاههدته لاول مرة كالطواويس ذات الالوان البهيجة ، وانطبع في ذاكرتي نوع من الطيور تسمي ( الطير الخداري بضم حرف الخاء وفتح الدال ) وهو بالغ الروعة في الجمال وحجمه كالحمام وريشه يحتوي علي جميع الوان قوس قزح وقد نظم أحد الشعراء أغنية يتغني بها ، ومع كل هذا الحسن الباهر فان الجمال لا يكتمل احيانا" كما يقال ، فكان هطول الامطار يأتي حاملا" معه الصواعق وقصف الرعود وصوتها الرهيب والذي يخلع القلوب من الرعب ، وكثيرا"ما تتسبب في اشعال الحرائق في قطاطي القش التي يسكنها الاهالي .
ونقل والدي الضابط الي القضارف وكان منزلنا يجاوره منزل آخر لم يسكن بعد ، وكانت شقيقتاي الاكبر سنا" يدرسان بامدرمان ويقيمان مع جدي لامي لأنه لم تكن هناك مدرسة متوسطة للبنات وكانا يأتيان الينا بصحبة خالي في عطلة المدارس الصيفية ، وكنت انا وشقيقي الذي يكبرني ندرس بمدرسة الفرقة وهي مدرسة صغري ذات فصل واحد في داخل منطقة الجيش ويعمل فيها مدرس شيخ يساعده شاب فهي أشبه بالروضة أو الخلوة ويدرس فيها القران والقراءة والكتابة ومبادئ الحساب ويلتحق الطفل بعدها بالمدرسة الأولية وكانت فترة العطلة من امتع الأوقات التي نقضيها في اللعب وتشريك الطير بالشبكة والذي تعلمناه هناك ، ثم نشوى أو نقلي محصولنا الوفير من الطير ، أو نذهب في رحلات استكشافية في الجوار رغم تحذير الوالدة بأن لا نبتعد عن المنزل ، وكنا نتجنب اللعب في البيت المهجور متأثرين بالحكايات عن البيوت المهجورة وانها مسكونة بالجن ، وكان البيت المهجور قد نمت فيه الاعشاب وطالت وتكاثفت الاغصان في الاشجار وصار البيت مأوى للجرزان الجقور وحيوان الصبرة الذي يشبه الورل واعشاش الطيور ، وبعض هذه الحيوانات تنجذب اليها الثعابين التي تصيدها وتتخذ منها طعاما" ومما يجدر ذكره اننا كنا نسمع عواء المرفعين ليلا" ، وبرغم هذه الاخطار فان اخي وأختي التي تكبره بثلاث سنوات كانا يذهبان احيانا" الي المنزل المهجور ولكن لا يمكثان هناك كثيرا" ، وفي ذات يوم سمعنا صراخهما وجاءا يجريان الي المنزل في سرعة كالاعصار وشقيقتي تبكي وشقيقي يرتعش من رأسه الي قدميه ، ووالدتي وخالي يقولان لهما ( قولوا بسم الله يا اولاد الحاصل شنو شنو مالكم قولوا لينا مالكم ) وكانت شقيقتي تبكي وتردد كلمات غير واضحة لا نستبين منها ما تقول ، واما أخي فقد كان يردد بلا انقطاع قول : ( أنا قايله شوال أنا قايله شوال أنا قايله شوال ) وكانه مجذوب في حلقة الذكر يكرر قول( حي حي ) وبعد زمن وتهدئتهم ساد الهدوء وقالا انهما كانا في البيت المهجور وشاهدا شوال ملقى بين الحشائش فأخذ أخي عودا"ورفعه به فكان تحته ثعبان كبير انتفض وفرد جسمه الملفوف وزحف نحوهما ، وكان هذا سبب فزعهما وصراخهما .
هلال زاهر الساداتى 1592015





أحدث المقالات

  • (كرعين) الوالي!! بقلم صلاح الدين عووضة 09-16-15, 02:39 PM, صلاح الدين عووضة
  • صنم العجوة..!! بقلم عبد الباقى الظافر 09-16-15, 02:37 PM, عبدالباقي الظافر
  • بين الموفِّقين والحوار الوطني بقلم الطيب مصطفى 09-16-15, 02:35 PM, الطيب مصطفى
  • محو الأمية أم..الأمي ؟ بقلم الطاهر ساتي 09-16-15, 02:33 PM, الطاهر ساتي
  • لا ياسيادة وزير البيئة ، إنه الفساد!!(1) بقلم حيدر احمد خيرالله 09-16-15, 07:06 AM, حيدر احمد خيرالله
  • خامنئي ومسرحية زوال إسرائيل! بقلم عقل العقل 09-16-15, 06:55 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • إحساس مضطرب بقلم الحاج خليفة جودة 09-16-15, 06:46 AM, الحاج خليفة جودة
  • جور السلطات وظلم الحكومات بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 09-16-15, 06:41 AM, مصطفى يوسف اللداوي
  • حكايات الحلة شقاوة عيال حكاية جديدة بقلم هلال زاهر الساداتى 09-16-15, 03:48 AM, هلال زاهر الساداتى
  • حوار الطرشان السودانى مرة اخرى ! بقلم د على حمد إبراهيم 09-16-15, 02:18 AM, على حمد إبراهيم
  • السوريون الهاربون ومافيا البشر ! بقلم عثمان الطاهر المجمر طه / لندن 09-16-15, 02:16 AM, عثمان الطاهر المجمر طه
  • غجر مصر بقلم محمد رفعت الدومي 09-16-15, 02:15 AM, محمد رفعت الدومي
  • التنقيب عن الذهب و الوزارة بقلم عمر عثمان-Omer Gibreal 09-15-15, 10:58 PM, عمر عثمان-Omer Gibreal
  • أمسية سودانية صوفية في سدني بقلم نورالدين مدني 09-15-15, 11:03 PM, نور الدين مدني
  • السيدة/تراجي مصطفي بقلم التاج عبد الرحمن فرتي 09-15-15, 11:14 PM, التاج عبد الرحمن فرتي
  • الي اين يقودنا الاعلام الرياضي بقلم عبد المنعم هلال 09-15-15, 11:09 PM, عبد المنعم هلال
  • ليس من حق الحكومة حظر سفري كطبيب بقلم د محمد علي سيد الكوستاوي 09-15-15, 11:02 PM, محمد علي سيد الكوستاوي
  • ثم ماذا بعد قرار مجلس السلم والامن الافريقي!! بقلم ادم ابكر عيسي 09-15-15, 11:00 PM, ادم ابكر عيسي