قضايا سودانية اجتماعية صامتة صمت القبور في ديار المهجر - الاغتراب بقلم برير إسماعيل يوسف

قضايا سودانية اجتماعية صامتة صمت القبور في ديار المهجر - الاغتراب بقلم برير إسماعيل يوسف


09-11-2015, 04:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1441986801&rn=0


Post: #1
Title: قضايا سودانية اجتماعية صامتة صمت القبور في ديار المهجر - الاغتراب بقلم برير إسماعيل يوسف
Author: برير إسماعيل يوسف
Date: 09-11-2015, 04:53 PM

04:53 PM Sep, 11 2015
سودانيز اون لاين
برير إسماعيل يوسف -London-UK
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



مقدمة مختصرة : يبدو أننا كسودانيين سنظل نعاني من عدم المخاطبة الجادة و العميقة للعديد من القضايا الشائكة و المعقدة و الي أجل غير مسمى ؛ اذا لم نتحلى بالشجاعة الكافية التي تمكننا من فعل ذلك . و هذه الشجاعة تحتاج منا الي أعمال الفكر و المنطق للغوص في أعماق تلك القضايا بعيدا عن الأهواء الشخصية التي لم تجلب لنا غير الخراب و الدمار .

و من القضايا الاجتماعية المعقدة تعقيدا كبيرا و التي استحقت أن نطلق عليها اسم الظاهرة الاجتماعية هي ظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق في المهجر و هذا الأمر لا يعني أن نفس الظاهرة غير متكررة داخل السودان الحبيب ، نعم هذه الظاهرة متكررة داخل السودان و لكن مع أختلاف الظروف المسببة لها في داخل السودان ؛ علما بأن القاسم المشترك الأعظم لارتفاع معدلات الطلاق في داخل السودان هو تردي الأوضاع في السودان و من جميع الجوانب.

لقد تحدث الكثير من علماء الاجتماع السودانيون و كتاب الأعمدة عن ظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع السوداني فى طول البلاد و عرضها و ذكروا العديد من العوامل المؤلمة ؛ تلك العوامل التي ساعدت على تدمير نسيج الأسرة السودانية؛ لذلك لا نريد الحديث عنها هنا إلا لماما. و لكننا سنركز بصورة أساسية على ظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع السوداني المهاجر / المغترب و تحديدا المجتمع السوداني المستوطن في أوربا و لأسباب مختلفة ، قاسمها المشترك الأعظم هو فشل الدولة السودانية في توفير الخدمات الأساسية لرعاياها : مثل الطعام و الغذاء والدواء و التعليم و السكن...الخ ، فضلا عن غياب الحريات و اتباع سياسة التطفيش و التقتيل لصالح ما يسمى بالمشروع الحضاري.

سوف نحاول وضع بعض المحاور التي نعتقد بأنها قد تساعدنا على عملية تناول هذه القضية الهامة و الحساسة .

▪ المحور الأول : المرأة السودانية : هل هي ظالمة أم مظلومة ؟ أم أنها ظالمة و مظلومة؟

لا يختلف اثنان في أن تاريخ المرأة السودانية حافل بالإنجازات و أنها شريك أصيل في صنع الحياة في السودان و عندما نقول صنع الحياة نقصد صنع الحياة داخل البيت السوداني بصورة خاصة و أن كانت لها إشراقات في العمل العام السوداني. و قلنا إشراقات لأنه لولا بابكر بدري و غيره من الناس لظلت المرأة السودانية حبيسة الراكوبة و التكل و ربما حبيسة البيوت الحديثة التي عرفها السودانيون مؤخرا نظرا للقيود الكثيرة التي ظلت ممسكة بتلابيب رقبة المرأة السودانية .

سؤال محوري : هل استفادت المرأة السودانية المهاجرة الي أوربا من ترسانة القوانين العديدة التي وفرها المجتمع الأوربي لنظيراتها الاوربيات؟ و هل انتفضت المرأة السودانية المهاجرة و داست على القوانين التي كانت تكبلها في السودان ؟ أم أنها لم تفعل ذلك و لكنها استخدمت هذه القوانين للدفاع عن حقها في العيش الكريم؟ أم أنها استغلت هذه القوانين و ادخلت مجتمعها الصغير في قضايا اجتماعية كان من الممكن حلها سودانيا؟ هل القوانين التي سنها المشرع الأوربي تناسب طبيعة المجتمع السوداني ؟ أم أن المرأة هي المرأة أن كانت أوربية أو سودانية ؟ فكما طالب الناس بتطبيق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على الجميع فمن حق المرأة السودانية المهاجرة تطبيق نفس القوانين عليها في حالة حدوث اية خلافات سودانية بينها و بين الرجل السوداني ؟ هل المرأة السودانية المهاجرة ذات خلفية فكرية و اجتماعية واحدة أم أن هنالك تعدد في الأفكار و في الخلفيات الاجتماعية لذلك تعددت طبيعة الخلافات الزوجية في بلاد المهجر الأوربي ؟

هل قوانين الأحوال الشخصية في السودان أضرت بالمرأة السودانية لذلك تمردت عليها بمجرد قطع الحدود السودانية و دخول الفضاء الأوربي الحر ؟

هل المرأة السودانية العاملة في أوربا لها قضايا تختلف عن قضايا المرأة السودانية الغير عاملة ؟ بمعني اخر هل أضر الاستقلال الاقتصادي للمرأة السودانية المؤهلة اكاديميا بحياة الأسرة السودانية المهاجرة و أصبح ينطبق عليها قول من ملك ماله ملك قراره؟ و هل أضر نظام الضمان الاجتماعي الأوربي اي The Benefit بالنسيج الاجتماعي للأسر السودانية في أوربا؟ هل الصراع الذي يدور داخل الأسر السودانية في أوربا سببه محاولة المرأة السودانية السيطرة على مقاليد الثروة و السلطة في البيت السوداني في أوربا؟ هل تدخل الأسر السودانية الموجودة داخل السودان كان سببا في تأجيج نيران الخلافات الزوجية السودانية في أوربا؟ و بالمقابل هل فعل تدخل الأسر السودانية الموجودة في أوربا الشيء نفسه أي أنه اجج نيران الصراع و أصبح تدخل هذه الاسر قايم على اتباع سياسة صاحبي و صاحبك دون الغوص في أعماق هذه القضية المعقدة و مناقشتها بعلم و منطق. ؟ و هل تقوم المرأة السودانية المهاجرة في أوربا بعملية إقحام الأطفال في الصراع الذي لا علاقة مباشرة لهم به بهدف تكبير الكوم و الحصول على المستحقات التي شرعها المشرع الأوربي - و يتحول الصراع من صراع حقيقي له أسبابه الموضوعية الي صراع حول The Benefit ؟ أم أن للمرأة السودانية المهاجرة حق في ذلك لأن الأطفال تضرروا من وجود الزوج؟ هل تطرح المرأة السودانية المهاجرة في أوربا قضيتها بصدق و أمانة ؟ أم أن المجتمع السوداني المهاجر لا يسمع صوتها مهما فعلت لذلك تركته وهى غير نادمة على ذلك لأنه مجتمع مناصر للرجل مهما فعل بحكم تكوينه المعرفي ؟ نكتفي بهذا القدر الخاص بهذا المحور و نرجو من الجميع مدنا بأية أسئلة ذات علاقة مباشرة بهذا المحور الخاص بالمرأة السودانية المقيمة في أوربا بهدف إثراء النقاش و البحث عن حلول لأن هذه القضية تهم المجتمع السوداني المستوطن في أوربا.

■المحور الثاني : الرجل السوداني ظالم أم مظلوم أم أنه ظالم و مظلوم ؟

هل الرجل السوداني الطرف الثاني في الصراع ظالم أم مظلوم ؟ أم أنه ظالم و مظلوم؟

هل وجد الرجل السوداني المهاجر الي أوربا نفسه أمام ترسانة من القوانين الاوربية التي جردته من جميع صلاحياته الحقيقية و الوهمية؟ و انطبق عليه قول :كما تدين تدان! ! هل حن الرجل السوداني المهاجر الى اوربا الي قوانين الأحوال الشخصية في السودان تلك القوانين التي تسمح له بضرب المرأة السودانية و أن كانت طبيبة أو قاضية ؟ هل فشل الرجل السوداني في إدارة الصراع الذي يحدث في الأسرة السودانية في أوربا لأنه لم يستوعب الواقع الجديد و أراد بالتالي ادارة هذا الصراع على الطريقة السودانية التي يكون لأبي شنب و أبو دقن و حتي للذي لا شنب و لا دقن له الكلمة الأخيرة و القول الفصل و أن كان على خطأ ؟ هل فقد كل من أبي شنب و أبو دقن و إخوانهم ( الأشاوس ) !! عملية السيطرة على المرأة التي ما زال نظراؤهم في السودان يستمتعون بها بحق و بدون حق حتي في الكثير من الأحيان؟ هل فقد الرجل السوداني القوامة المتمثلة في عملية الصرف على البيت و تساوت بالتالي الكتوف و قل المعروف بعد أن تحملت حكومة جلالة الملكة مسؤلية ذلك الصرف من غير من أو أذي ؟ هل الرجل السوداني المهاجر في أوربا صادقا في طرح قضية الخلاف من غير تجميل نفسه حتي يصطف حوله الأصدقاء و المريدون و الاحباب؟ هل كان الرجل السوداني المهاجر العاطل عن العمل سببا في الفتك بالنسيج الاجتماعي السوداني في المهجر ؟ هل للرجل السوداني المهاجر و المقيم في أوربا قضية حقيقية أم أن صراعه مع الطرف الآخر لا يتجاوز عملية الصراع حول الثروة أي The Benefit و السلطة التي لا يستحقها في ظل الظروف الجديدة و في ظل الواقع الجديد ؟ هل يستطيع الرجل السوداني قبول تقسيم الثروة و السلطة بينه و بين نصفه الآخر ما دام حكومة صاحبة الجلالة تحملت مسؤوليتها تجاه رعاياها الجدد كاملة غير ناقصة ؟ و هل لتدخل أهل الزوج أو أصحابه دور في تعميق الخلافات الزوجية السودانية في بلاد المهجر الأوربي ؟ نكتفي بهذا القدر من الأسئلة و نترك الباب مفتوحا للجميع بهدف إثراء البوست و بهدف البحث عن حلول أو على أقل تقدير بهدف تحديد جذور الأزمة و تحديد أسبابها؟

■ الكذبة الكبرى في بعض الزيجات :
بصراحة شديدة قد تكون هنالك أسباب كثيرة جدا للخلافات الزوجية لا علاقة لها بقوانين البلدان الاوربية التي هاجر اليها السودانيون و من هذه الأسباب تقريبا : نقول : بعد حصول الرجال السودانيون تحديدا على ( حق اللجوء * * ) في هذه البلدان و بعد الشغل الذي يكون عادة خارج قوانين البلد أي ما يسمى بالشغل المضروب تبدأ عملية البحث عن العروس و يقوم الرجل بعملية البحث ليلا و نهارا و تكون سلطته التي يستغلها في عملية هذا البحث المضني عن شريكة نكده هي أنه يسكن في لندن و أن كانت المسافة بينه و بين لندن يوم و ضحوة كما يقولون !! و في لمحة بصر توافق العروس على أساس أن العريس لندني كما أن له علاقة دم بويلم شكسبير Williams Shakespeare و باختصار يكون العريس في انتظار نصفه الآخر في مطار هيثرو و عند دخول العروس الي الديار الجديدة تكتشف أن العريس لا علاقة له بالسكن في لندن و أنه عاطل عن العمل و شغال مضروب في نفس الوقت ، إلا أن العروس تقوم بتأجيل هذه المعركة مع أبي شنب لوقت آخر و ربما يكون بعد إنجاب الأطفال و بعد الإنجاب تبدأ عاصفة عاصمة الضباب الوهمية لأن الطرفين سوف يسعيان للاستعانة بالأطفال لتكبير الكوم !! و إذا ما استطاعت العروس السفر الي السودان لا تسطيع أن تقول لأهلها و معارفها أن أبو شنب كذاب و ان ابي دقن دجال يسكن في بيت صغير به شباك واحد فقط أو شباكان! ! و هنا تظل المعركة تحت وميض النار .

نعم للجوء مكاسب للكثير من الناس ، مع أنه يخصم من قلة قليلة منهم ، بل نجده قد حقق رتب أجتماعية للعديد من اللاجئين، هذه الرتب الاجتماعية الوهمية قد تم تحقيقها بالنسبة للناس الذين يسكنون في السودان : فلان ود لندن جاء ؛ و فلان ود لندن خرج ...الخ الحواديت . و قد تقول العروس لأبي شنب اسمع يا هوووي أنت عبارة عن لاجيء فقط و لو لا هذا اللجوء لما تمكنت من أن تتقدم لي !! نظرا للوضع الأجتماعي لأبي شنب قبل اللجوء . و قد يتصل اهل العروس الضحية باحد معارفهم في لندن البعيدة ربما تكون مدينة باري و يقولون له هل تعرف فلان الفلاني معكم في لندن ؟ و يرد قايلا : نعم اعرفه جيدا وهو زول كويس خالص !! و لكنه لا يقول لهم انه ود كبتي على وزن ود حجتي و الكبة لمن لا يعرفها هي المصاريف التي يدفعها نظام الضمان الاجتماعي في اوربا للعاطلين عن العمل . هذا غيض من فيض حاولنا القاء الضوء عليه لمعرفة جذور الخلافات الأسرية السودانية في البلدان الاوربية .

■ المحور الثالث : غياب المرجعية السودانية لإدارة مثل هذه الخلافات الأسرية السودانية.

نعم لا يوجد أي دور إيجابي للجاليات السودانية في البلدان الاوربية و ذلك نظرا لسيطرة العقلية الذكورية على مقاليد العمل في هذه الجاليات ،، كما لا يوجد أناس قدوة يمكن الرجوع إليهم لمخاطبة هذه القضايا الاجتماعية المعقدة، ، و لا يوجد دور واضح للأطباء السودانيين الذين يعملون في الحقل الخاص بعلم النفس و علم الاجتماع و لا توجد إحصائيات دقيقة لهذه الخلافات و كل أسرة تأكل نارها لوحدها كما يقولون؛ إذ كل ما يفعله السودانيون هو اتباع سياسة الشمارات و القوالات : فلان طردوه من البيت و فلانة طلقوها! !

السؤال المحوري : هل بإمكان السودانيين مخاطبة هذه القضايا الاجتماعية بصراحة و في منابرهم أم أننا على موعد مع المزيد من الضحايا التي تسكن هنا في أوربا أو تلك التي في انتظار تأشيرة المغادرة الي عاصمة الضباب و أن كانت مدينة Porth في جنوب ويلز؟

لكم/ن الشكر والتقدير و الاحترام

برير إسماعيل يوسف




أحدث المقالات
  • فتح قنوات الحوار مع نظام البشير لم يكن أرضاء لأحد حتي يراهن عليه النظام بقلم مهندس الفاضل سعيد سنهور 09-11-15, 02:53 PM, الفاضل سعيد سنهوري
  • أضحية بالدين ؟ياهيئة علماء بزعمهم!! بقلم حيدر احمد خيرالله 09-11-15, 02:50 PM, حيدر احمد خيرالله
  • من سيخسر المليون..!! بقلم عبد الباقى الظافر 09-11-15, 02:48 PM, عبدالباقي الظافر
  • الحق بين الوحدة والتعدد بقلم الطيب مصطفى 09-11-15, 02:45 PM, الطيب مصطفى
  • هل السودان جنة الله على الأرض. بقلم أمانى أبوريش 09-11-15, 06:16 AM, امانى ابوريش
  • ديشنا وديش العدو -توريط جيشنا بحرب عبثية باليمن بقلم جاك عطالله 09-11-15, 06:15 AM, جاك عطالله
  • البشير تعالوا على ضمانتى وقولوا رايكم بقلم الزاكى دبة 09-11-15, 02:29 AM, الزاكى دبة عبدالله
  • رسالة كندا بعد أربعين يوما على الحملة الإنتخابية الكندية بقلم بدرالدين حسن علي 09-11-15, 02:27 AM, بدرالدين حسن علي