Post: #1
Title: الإنسانية تدخل... المتحف! بقلم هاشم كرار
Author: هاشم كرار
Date: 09-10-2015, 06:18 PM
06:18 PM Sep, 10 2015 سودانيز اون لاين هاشم كرار- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
القلم- سائل أو ناشف.. رصاص أو كوبيا- تاريخ، بل هو كان.. أحد أهم أدوات كتابة التاريخ، وكتابة الأسفار العظيمة، والأشعار العظيمة، والحكايات والأقاصيص والسير، والنوادر والطرف والقفشات، ورسائل الغرام، و.. و...
هل قلت إنه كان؟
معاذ الله، وهو الذي لا يزال كائنا، يسطرُ، وإن كان يرمقُ- في كثير من الأحايين، " لوحة المفاتيح"، في شئ من الحنق، والغيرة.. بل اللعنة.. ويعزي- إذ يعزي نفسه- شريكة عمره " الورقة" تلك التي ترمق- الآن- الشاشات الصغيرة، بمثل مايرمق به القلم، اللوحة ذات الأزرار العجيبة!
إثنان هما- القلم والورقة- لا يزالان يقاتلان ما استطاعا، يريدان تثبيت مجد وتاريخ، يوشكان أن يصيرا من الغابرين، في زمان النقر بالاصابع العشرة!
تبا لهذه التكنولوجيا، التي تحيلُ أصحاب الأمجاد التاريخية، إلى المتاحف!
أتخيلهما، يزفران معا.. ويزفر الإبهام والسبابة، والصرير.. وتزفر رائحة الكف،إذ تعانق في نوع غريب من العناق، جسد الورقة الأملس الصقيل!
التكنولوجيا، لا قلب لها.. وليس فيها ذرة من رحمة، لو كانت، ماكان التلغراف الآن يتدثر بالغبار- مثلا- ولو كانت، ماكانت العتة قد ضربت- مثلا- الفاكس، أحد أبناء التكنولوجيا نفسها.. التكنولوجيا هذه الهرة، التي تأكل حتى أبنائها!
التكنولوجيا، إمرأة.. بطنها منتفخة دائما إلى الأمام، ما أن تنحسر ، إلا ونتتفخ من جديد: ولادة قيصرية من من وراء ولادة. إمرأة ولود، ما أن يصرخ لها مولود بإكسير الحياة، إلا ويفاجئها مخاض مولود جديد، تتملل رئتيه لصرخة، في زمان شم أول شمة من الهواء!.
ولادة من بعد ولادة..
جيل من بعد جيل،
وتتوالى الأجيال.. كلُ جيل يذهب بالذي قبله، إلى المقابر.. ونحن- البشر- لا نزرف على من مات، دمعة واحدة!
أنظروا كيف أن قلوبنا نفسها، أصبحت مثل قلب التكنولوجيا، ليس فيها ذرة من رحمة، ولا ذرة من شكر لجيل، في يوم مماته!
التكنولوجيا، ليست فقط بلا قلب. إنها لا تتآمر فقط على أجيالها هى. إنها تتآمر على النشاط البشري.. بل هى أكثر الكائنات تآمرا على حياة البشر، نفسها!
أنظروا إليها، إنها قد تشابه عليها الخلق، حين " خلقت" ماهو يمشي مثلنا، ويتكلم مثلنا، ويرفع يديه وينزلهما، مثلنا: هذا الإنسان الآلي، الذي احتل جزءا من مصانعنا، ومزارعنا، وبيوتنا، ومدارسنا، ولا يزال يحتل.. ويحتل.. ويتمدد في مناطق أخرى!
غدا، يدخل الإنسان المتحف.. تماما مثل الورقة والقلم.. مثل التلغراف، مثل الفاكس، مثل التلكس، مثل الجيل السابق لهاتفك هذا الذكي، في يدك!
ترى، من يبكي الإنسان الإنسان؟
لا أحد.. ذلك ببساطة لأن الإنسان الآلى، لا قلب له، على الإطلاق!
أحدث المقالات
خربشات مسرحية (4) مقدمة في علم الإجرام بقلم محمد عبد المجيد أمين (براق) 09-10-15, 06:13 PM, محمد عبد المجيد أمين(عمر براق)الشاعرة والكاتبة كارين شافان Carine Chavanne بقلم د.الهادي عجب الدور 09-10-15, 06:10 PM, الهادى عجب الدورالسودان : جرح سبتمبر ما زال نازفا! بقلم د.على حمد ابراهيم 09-10-15, 06:03 PM, على حمد إبراهيمسد النهضة بعين مواطن علي ضفاف النيل الازرق.. بقلم خليل محمد سليمان 09-10-15, 06:00 PM, خليل محمد سليمانوصلت النمسا بقلم حيدر محمد الوائلي 09-10-15, 05:58 PM, حيدر محمد الوائليالمؤتمرات الحركية ووحدة فتح ومضيعة الوقت بقلم سميح خلف 09-10-15, 05:55 PM, سميح خلفالمهدية والانقاذ شبه شديد 2 بقلم شوقي بدرى 09-10-15, 04:29 PM, شوقي بدرىهذيانُ الكاروري بقلم بابكر فيصل بابكر 09-10-15, 04:26 PM, بابكر فيصل بابكرقصة الفداء والتضحية بقلم حامد جربو/ السعودية 09-10-15, 04:24 PM, حامد جربورد على (عمران!) لعله يهتدي فيسكت بقلم طلال دفع الله 09-10-15, 04:22 PM, طلال دفع الله الفريق ابو شنب معتمد الخرطوم :مع التحية!! بقلم حيدر احمد خيرالله 09-10-15, 04:20 PM, حيدر احمد خيرالله أخطاء ومسلمات في تاريخ السودان تتطلب ضرورة المراجعة 4 متى اتحدت مملكتا نوباديا ومقُرة 09-10-15, 04:19 PM, احمد الياس حسينرجال شارع.. أم رجال دولة!! بقلم عثمان ميرغني 09-10-15, 03:19 PM, عثمان ميرغنيمع الفريق نافع مرة اخرى..!! بقلم عبد الباقى الظافر 09-10-15, 03:15 PM, عبدالباقي الظافرلــــــــــــط !! بقلم صلاح الدين عووضة 09-10-15, 03:11 PM, صلاح الدين عووضةالتفريق بين الإسلامي والعلماني يا عثمان ميرغني! 1-2 بقلم الطيب مصطفى 09-10-15, 03:08 PM, الطيب مصطفى ( كريعات جديدة ) بقلم الطاهر ساتي 09-10-15, 03:06 PM, الطاهر ساتي عفاف رحمة:كيف تخيلت حقيبة الفن الوطن المأمول بقلم عبد الله علي إبراهيم 09-10-15, 05:25 AM, عبدالله علي إبراهيمقاعدين ليه ؟ أمشو بجو غيركم بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 09-10-15, 05:22 AM, سيد عبد القادر قناتشاء حظه العاثر أن يضعه بين فكى كماشه .. ما بين شركات الإتصالات العامله فى السودان والحكومه ... 09-10-15, 05:20 AM, ياسر قطيهتائه بين القوم/ الشيخ الحسين/ تخاريف المعتوه 09-10-15, 05:18 AM, الشيخ الحسيناطفال جبال النوبة في مأساتهم يصرخون في وادي ظل الموت فهل من يجيب ؟؟؟ بقلم ايليا أرومي كوكو 09-10-15, 01:51 AM, ايليا أرومي كوكوحقيبة مسافر من غزة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 09-10-15, 01:48 AM, مصطفى يوسف اللداويما قلت نوبة !! بقلم اللواء تلفون كوكو أبوجلحة 09-09-15, 11:00 PM, تلفون كوكو ابو جلحةاللاجئون بين الواقع المأزوم والتضامن الإنساني بقلم نورالدين مدني 09-09-15, 10:57 PM, نور الدين مدنيالثـــائر معـدن لا يصدأ!! بقلم ادم ابكر عيسي 09-09-15, 10:56 PM, ادم ابكر عيسي
|
|