حلمنتيشيات جامعة الخرطوم (الكسارة)! بقلم فيصل الدابي/المحامي

حلمنتيشيات جامعة الخرطوم (الكسارة)! بقلم فيصل الدابي/المحامي


09-03-2015, 05:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1441297893&rn=0


Post: #1
Title: حلمنتيشيات جامعة الخرطوم (الكسارة)! بقلم فيصل الدابي/المحامي
Author: فيصل الدابي المحامي
Date: 09-03-2015, 05:31 PM

05:31 PM Sep, 03 2015
سودانيز اون لاين
فيصل الدابي المحامي-الدوحة-قطر
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



اقسم بالله العظيم وكتابه الكريم بأن أقول الحق ، كل الحق ولا شيء غير الحق، حينما كنا طلبة في جامعة الخرطوم في أوائل وأواسط الثمانينيات، لم أكن من رواد مكتبة كلية القانون على الاطلاق ولم اتشرف برؤية ما بداخلها لكن أحد الكسارين ، من الذين يقبعون في المكتبة أناء الليل وأطراف النهار، أكد لي أن مكتبة كلية القانون هي المكان الأكثر مهابة في كلية القانون ففيها عشرات الآلاف من الكتب والمجلات والدوريات ، وفيها طلبة كسارون يجلسون كل يوم بسكون وصمت كالتماثيل ويلتهمون الكتب بشراهة ، وفيها هدوء شديد كهدوء المعابد المقدسة وأنك إذا رميت دبوساً على بلاطها فسينزعج الكسارون والكسارات أشد الانزعاج ويرفعون رؤوسهم من الكتب ويرمقونك بنظرة جماعية حادة وسيهرع إليك أمين المكتبة ـ عمر الزين ـ ويوبخك على تسبيب إزعاج عام في مكتبة كلية القانون وربما يتم طردك إلى خارج المكتبة شر طردة، لقد قال لي الكسار باختصار وبلهجة تهديدية أن الداخل إلى المكتبة مفقود والخارج منها مولود !! لهذا لم اقترب من المكتبة ولم أدخلها إلا مرة واحدة فقط لا غير، فذات مرة كنت مغروضاً في شخص معين ورحت ابحث عنه بشدة في كل مكان ثم قال لي أحدهم أن الشخص المعني قد شوهد وهو يدخل مكتبة كلية القانون وعندما شرعت في الدخول إلى المكتبة لأول مرة في حياتي بحثاً عن ذلك الشخص اعترضني أحد موظفي المكتبة وقال لي بلهجة قاطعة: ممنوع الدخول إلا لطلبة كلية القانون ـ جامعة الخرطوم!! لم أرد على موظف المكتبة ولم أخرج له بطاقتي الجامعية لاثبات هويتي كطالب بكلية القانون ـ جامعة الخرطوم لأنني ، وفي تلك اللحظة بالذات ، رأيت الشخص الذي كنت أبحث عنه خارجاً من المكتبة فالقيت القبض عليه وحمدت الله على سلامتي ونجاتي من الدخول إلى المكتبة المهيبة!
كان لدى أسلوبان في التعامل مع المقررات ومع القراية ام دق في كلية القانون، الأسلوب الأول كنت أذاكر بالبنات! كيف يعني ؟! ايوا ... بعض بنات الدفعة ، من النوع الما بسلم عليك لو لاقاك في الكلية في أول السنة، كن يطلبن مني ، عند اقتراب الامتحانات في اخر السنة، أن أشرح لهن بعض الدروس الصعبة، وكنت أقوم بسرعة بقراءة الدروس وفهمها وإفهامها لهن باللغة الانجليزية ونحن جالسين بى مزاج في نجيلة كلية القانون وبذلك أكون قد ذاكرت بالبنات عديل كده وتزودت بالكثير من الثقة كاستاذ عشوائي! ذات ليلة عدت من الكلية إلى الداخلية فقال لي صديقي العزيز توتو (ود الشبارقة) بعد أن أطلق ضحكته العالية المرحة ، شايفك الليلة منبطح في نجيلة الكلية زي تمساح توتي وتشرح للبنات السمحات وعامل فيها استاذ! كنتا بتشرح ليهم في شنو يا شقي وانتا ذاتك ما بتحضر المحاضرات ولا بتخش المكتبة ولا بتقرأ ، انتا عايز تضيع بنات الناس ولا شنو؟! الأسلوب الثاني كنت اتحصل على كراسات أحد الطلاب المتفوقين من الدفعة التي نجحت وانتقلت إلى مرحلة أعلى ثم أقوم قبل 15 يوم من الامتحانات باستلاف كراسات أحد الكسارين من أبناء الدفعة واعمل مقارنة سريعة بين الكراسات القديمة والكراسات الجديدة وأعمل اسبوتنغ ثم أقرأ كل مادة في يومين أو ثلاث أيام وأنا مستلقي ومختفي تحت شجيرات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، أما يوم وقفة كل امتحان فقد كنت أمارس رياضة الجري ورفع الأثقال نهاراً وادخل سينما النيل الأزرق ليلاً لزوم الاسترخاء وكده قبل الدخول للامتحانات ، لقد نجح معي الأسلوب الأول والأسلوب الثاني ، الذي لا يخلو من المغامرة ، ولم أسقط قطّ في أي مادة من مواد القانون ولم اتملحق قطّ بل أنني كنت أدخل في الخمسة الأوائل على مدار سنوات الدراسة الأربع وأنال في آخر كل عام جائزة من جوائز الكلية التي كانت تُخصص للطلبة المتفوقين وتوزع في احتفال جائزة الكلية!
عندما كنا في سنة أولى قانون ، لاحظ صديقي العزيز توتو اخلاصي الشديد للركلسة في الداخلية وإخلاصي المبالغ فيه للصفرة وتغيبي المتعمد من قاعة الدراسة ودكي المستمر للمحاضرات ومقاطعتي الشاملة للمكتبة وانشغالي الدائم برياضة الجري ورفع الاثقال طيلة العام فقال لي ذات مرة ساخراً ومنذراً ومحذراً : بي هناك في واحدة من بنات دفعتنا ـ وذكرها بالإسم ـ تكسر في كتب القانون ليل نهار في المكتبة وانتا بي هنا قاعد تنطط لي زي الحمل ، غايتو السمع بيك مرفود آخر السنة ما كضب!! ثم أطلق توتو ضحكته العالية المرحة وعندها شعرت باستفزاز شديد مفاجيء وقمت على الفور بتأليف قصيدة حلمنتيشية على النحو الآتي:

سكي سكي في القراية سكي سكي
وخليك مدنقرة في الكتاب
وصفحة صفحة حُكي حُكي وما تفكي!
ما انحنا داكين الحياة
وانتي لكشر ما بتدكي!
سكي سكي سكي سكي سكي سكي!



يعني رايك شنو؟!
الناس كلو كلو ما ينومو!
كلو كلو ما يحومو!
بس يقعدو يعاينو في الكتب القبيحة وما يقومو!
لو اصلو القراية كده
على الطلاق انا كنت ابكي!
سكي سكي سكي سكي سكي سكي!


وقالو جادة بوذا مادا!
ويومي تراجع كل المواد مادة مادة!
وقنا يعني!
ما أنا برضي جاد ولساني حاد!
ويومي براجع كل الخرتوم
حارة حارة ولفة لفة!
انا لى ملامح عربي وقوة زنجي
ودايماً حايم في السوق العربي والافرنجي
وما بعيش معاى يومين الشبط اللامع ولنجي!
هدومي بالية وما مهم
وجيوبي خالية وما مهم
ولياقتي عالية ودا المهم
انا ما بعرف الفتر زي وزي اي دونكي!
سكي سكي سكي سكي سكي سكي!



تعرفي شنو عن الخرتوم؟!
الخرتوم يا ستي مش مكتبة بس!
تعرفي لكوندة هاجوج فندق ماجوج!
تعرفي مطعم كِرة
الفيهو شية قنفد!
وشوربة فِرة
وراس نيفة كركي!
سكي سكي سكي سكي سكي سكي


وفي النهاية داير اقولك
طيري غادي زحي ضلك
لمى بعضك وفوتي كلك
وانتي سكي وانحنا اوكي!
سكي سكي سكي سكي سكي سكي!



فيصل الدابي/المحامي












أحدث المقالات
  • وادي حلفا.. نار تحت الرماد!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 09-03-15, 04:17 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • الى أخي وليد الحسين في محبسه بقلم خضرعطا المنان 09-03-15, 04:14 PM, خضرعطا المنان
  • ما هو المقصود بـ ’العرب في شرق النيل‘ في المصادر اليونانية والرومانية بقلم د أحمد الياس حسين 09-03-15, 04:12 PM, احمد الياس حسين
  • نكتة حقيقية (حل الرئيس لمشكلة العنوسة)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 09-03-15, 04:08 PM, فيصل الدابي المحامي
  • هل تمتلكون جُرأة الغنوشي يا دكتور عصام ؟ بقلم بابكر فيصل بابكر 09-03-15, 02:44 PM, بابكر فيصل بابكر
  • بقت بس علي خبر الشوم وندي القلعة بقلم شوقي بدرى 09-03-15, 02:41 PM, شوقي بدرى
  • تعيين مدير..!! بقلم عبدالباقي الظافر 09-03-15, 02:39 PM, عبدالباقي الظافر
  • الوطني وسياط الرئيس ! بقلم الطيب مصطفى 09-03-15, 02:36 PM, الطيب مصطفى
  • نعم.. كان منهوباً..!! بقلم الطاهر ساتي 09-03-15, 02:35 PM, الطاهر ساتي
  • لماذا تظلمون الأطباء (3) بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 09-03-15, 06:02 AM, سيد عبد القادر قنات
  • د. التجاني سيسي دكتاتور جديد!! بقلم حيدر احمد خيرالله 09-03-15, 05:59 AM, حيدر احمد خيرالله
  • رسالة قصيرة جدا الى أخى وليد الحسين بقلم على حمد ابراهيم 09-02-15, 11:53 PM, على حمد إبراهيم
  • معادلة بسيطة –– سهلة البحث بقلم عاصم أبو الخير 09-02-15, 11:13 PM, عاصم ابو الخير
  • حرية التعبير لاتتجزأ بقلم نورالدين مدني 09-02-15, 10:44 PM, نور الدين مدني
  • المطيميس! بقلم هاشم كرار 09-02-15, 10:43 PM, هاشم كرار
  • أطمئنكم على رئيسكم إلى أبد الآبدين بقلم د. فايز أبو شمالة 09-02-15, 10:41 PM, فايز أبو شمالة