جدلية الحصان والعربة بقلم رشا عمر

جدلية الحصان والعربة بقلم رشا عمر


09-02-2015, 06:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1441215497&rn=0


Post: #1
Title: جدلية الحصان والعربة بقلم رشا عمر
Author: مقالات سودانيزاونلاين
Date: 09-02-2015, 06:38 PM

06:38 PM Sep, 02 2015
سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



تباعدت الشقة مجددا بين الحكومة والحركات المسلحة في مسالة عقد الملتقي التحضيري للحوار الوطني في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا ، ان اوفقت الجبهة الثورية على الدخول الي البلاد للانخراط في الحوار الوطني مع بقية الاحزاب السياسية ، عادت واشترطت عقد مؤتمر تحضيري باديس ابابا ، الامر الذي قابلته الحكومة بالرفض القاطع ما جعل المواقف بين الطرفين تتباعد بصورة كبيرة ، بعد التقارب الذي برز في الافق مؤخرا ما يستدعي تدخلا عاجلا لايجاد مسار ثالث لحل تلك المشكلة .
اصبح المؤتمر التحضيري الخاص بالحوار الوطني ، مثل لعبة شد الحبل بين الحكومة المعارضة ، فكل طرف من تلك الكيانات السياسية له رؤية حول المؤتمر التحضيري ، حيث تصر الحركات المسلحة التي وافقت بشكل مبدائي على المشاركة في الحوار الوطني بالداخل ، على ضرورة قيام مؤتمر تحضيري في اديس ابابا قبل بدء الحوار ، بينما تصر الحكومة على رفض فكرة عقد اي مؤتر خارح البلاد .
تباعد مواقف
الجبهة الثورية التي انتهجت طريق الغابة والسلاح سعيا لاسقاط النظام ، جاءت وغيرت موقفها شيئا فشيئا تجاه الحوارالوطني الي ان وافقت مؤخرا على الدخول الي البلاد للانخراط في الحوار الوطني مع القوي المتحاورة شريطة اجراء مؤتمر تحضيري بالخارج ، وتحديدا في اديس ابابا في اديس ابابا ، لتهيئة المناخ والحصول على الضمانات المطلوبة .
هذا الموقف مع انه يبدو قريبا ولا يخلو من تنازلات الا ان الحكومة تصر على اغلاق الابواب امام اي احتمالات قائدة لحوار الخارج .
وبالنظر الي حديث رئيس الجمهورية يوم امس الاول نجد انه قد اوصد المنافذ بالكامل امام امكانية انعقاد مؤتمر تحضيري خارج السودان ، حيث قطع البشير بلغة غاضية امام حشد من الضباط في منطقة وادي سيدنا برفض الحكومة لاجراء الحوار خارج السودان ، وذهب الي ان الاتحاد الافريقي والامم المتحدة والولايات المتحدة لا تستطيع اجبار الحكومة السودانية على عقد الحوار الوطني بالخارج .
اشتراط الجبهة الثورية على اجراء المؤتمر التحضيري قبل الدخول الي البلاد ، ياتي بحسب الامين السياسي لمنبر السلام العادل ساتي سوركتي في سياق البحث عن ضمانات تسوقها الي الحوار الداخلي بل ان سوركتي يري في حديثه مع الصيحة امس ان غالبية قادة الجبهة الثورية مواجهون ببلاغات جنائية ، لذلك فهي تبحث عن توفير الضمانات الكافية للمشاركة في حوار الداخل ، بما في ذلك اسقاط الاحكام الصادرة بحق قادتها واضاف سوركتي ان المؤتمر التحضيري سيكشف ايضا مدي جدية الطرف الحكومي ، ولذلك من الواجب على المؤتمر الوطني لتصرف بمسؤولية وعقلانية تجاه هذه البادرة التي ستسهم في ايجاد حلول لازمات الوطن التي طال امدها .
لكن القيادي بالمؤتمر الوطني ربيع عبدالعاطي يختلف مع رؤية سوركتي ، ويري انه من غير المنطقي ان تذهب كل الاحزاب الموجودة حاليا بالداخل الي اديس ابابا لعقد مؤتمر تحضيري ، واضاف في حديثه مع الصيحة لابد ان تاتي الاحزاب الممثلة في الخارج للتحضير للحوار في الداخل ، ويشير عبدالعاطي الي ان مشكلة الضمانات التي تتوجس منها الاحزاب الموجودة بالخارج لايمكن ان تتنصل منها الحكومة نسبة لوجود الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي الذين يراقبون الحوار الوطني .
عودة للوراء لم يكن رفض الحكومة للمؤتمر التحضيري الاول من نوعه ، فقد غابت عن المتلقي التحضيري الاول الذي اقيم في بواكير ابريل الماضي ، بالتزامن مع اجراء الانتخابات .
وايامها حضرت كل قوي المعارضة المدنية والمسلحة الي اديس ابابا حيث مقر الملتقي برئاسة الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي ، لكن الحكومة غابت بصورة مفاجئة ، بعد ان اكدت موافقتها على المشاركة ، مما تسبب في فشل المؤتمر التحضيري ، الامر الذي اثار موجة غضب من المعارضة تجاه الحزب الحاكم واتهمته بعدم الجدية في حل ازكات البلاد واعتبرت رفضه المشاركة في الملتقي التحضيري بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا ، تسويفا سيفاقم من ازمة البلاد .
لكن المؤتمر الوطني برر تلك الخطوة في ذلك الوقت بانه مقبل على مرحلة الانتخابات ، لكن المعارضة اجملت غياب الحكومة في ماسمته النشوي التي اصابتها جراء مشاركتها في عاصفة الحزم التي تقودها السعودية لطرد الحوثين من كرسي الرئاسة في اليمن .
مسار الحل
الوقت يمضي سريعا ويحاصر الطرفين ، اذا ان الحوار الوطني لم يعد مفتوحا الي ما لا نهاية ، فقد تبقي لانطلاقة صافرة الحوار الوطني قرابة الاربعين يوما ، بحساب عداد الحكومية والية السبعين بينما تبقي تسعون يوما للوصول لحل شامل للازمة السودانية ، بحسب عداد الاتحاد الافريقي الذي منح الاطراف السودانية ثلاثة اشهر فقط لتسوية النزاع والازمة السياسية .
ولكن تباعد المواقف ربما يتسبب في اغتيال الحوار الوطني رغم حرص الطرفين على الحوار الوطني باعتباره المخرج الوحيد للازمة فلذلك لابد للطرفين من البحث عن مسار حاسم لحل مشكلة تباعد المواقف حتي يتسني السير في الاتجاه الصحيح للحوار الوطني ، خاصة ان كل الاطراف السياسية تدرك ان حلحلة قضايا السودان الشائكة ، ينبغي ان يكون عبر مخاطبة جذور الازمة ، وبحسب الامين السياسي لحزب منبر السلام العادل ساتي سوركتي فان اقرب مسار لحل مشكلة تباعد المواقف بين الحكومة والمعارضة هو التزام الاطراف بما جاء في خارطة طريق الحوار الوطني الا ان القيادي بالمؤتمر الوطني ربيع عبدالعاطي يري عدم وجود اشكالية في ان تعمل الحكومة على التحضير للحوار في اديس ابابا مع الحركات المسلحة فقط من دون الاحزاب السياسية نسبة للمفاوضات التي تجري بينها هناك ، لكن مع ذلك فان عبدالعاطي يري ان يكون التحضير للحوار مع الحركات المسلحة ينبغي ان يخلو من الشروط المتعلق بمواضيع الحوار .





أحدث المقالات

  • ماذا تريد الحكومة من الحوار.. و ماذا تريد المعارضة.. و ماذا عن الشعب؟ بقلم عثمان محمد حسن 09-02-15, 04:17 PM, عثمان محمد حسن
  • وإذا ماسألنا التاريخ باي ذنب قُتلت؟ بقلم محمد دهب تلبو 09-02-15, 04:15 PM, محمد ادم دهب تلبو
  • في بيان شامل صحيفة الراكوبة الاليكترونية السودانية تؤكد احترامها وتقديرها للسلطات السعودية واعتقال ا 09-02-15, 04:12 PM, محمد فضل علي
  • كيف صفعت المستشارة الألمانية انغيلا ميركيل الصادق المهدي ؟ بقلم ثروت قاسم 09-02-15, 04:10 PM, ثروت قاسم
  • المؤسسة الفلسطينية ولعبة الثلات ورقات بقلم سميح خلف 09-02-15, 04:08 PM, سميح خلف
  • عجز الإسرائيليين والفلسطينيين عن التّوصل لسلامٍ من تلقاء أنفسهم بقلم ألون بن مئير 09-02-15, 04:07 PM, ألون بن مئير
  • الحزب الشيوعي السودانى يأكل خيرة ابناءه بقلم شوقي بدرى 09-02-15, 02:55 PM, شوقي بدرى
  • كان نصف المشكلة..!! بقلم عبدالباقي الظافر 09-02-15, 02:51 PM, عبدالباقي الظافر
  • وفاة الإنقاذ!! بقلم صلاح الدين عووضة 09-02-15, 02:49 PM, صلاح الدين عووضة
  • الوطني وسياط الرئيس ! بقلم الطيب مصطفى 09-02-15, 02:47 PM, الطيب مصطفى
  • تناقضات ..!! بقلم الطاهر ساتي 09-02-15, 02:46 PM, الطاهر ساتي
  • أبكر_بابكر_بكري بقلم كوكو ككيقلية 09-02-15, 05:57 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • مرحبا سبتمبر الاخضر بقلم امير نالينقي تركي جلدة اسيد 09-01-15, 11:53 PM, امير نالينقي تركي جلدة اسيد
  • سياسة العزل إعدامٌ للنفس وإزهاقٌ للروح (2) بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 09-01-15, 11:38 PM, مصطفى يوسف اللداوي
  • ماذا يعنى بالحوار النوبى النوبى؟؟؟؟ بقلم الزاكى دبة عبدالله 09-01-15, 11:25 PM, الزاكى دبة عبدالله
  • أجراس تدق برائحة الحنوط! بقلم هاشم كرار 09-01-15, 10:18 PM, هاشم كرار
  • بدلاً من"كلفتة" حوار لايحل ولا يربط بقلم نورالدين مدني 09-01-15, 10:14 PM, نور الدين مدني