المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (10 من 11) بقلم محمد وقيع الله

المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (10 من 11) بقلم محمد وقيع الله


09-01-2015, 06:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1441127150&rn=0


Post: #1
Title: المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (10 من 11) بقلم محمد وقيع الله
Author: محمد وقيع الله
Date: 09-01-2015, 06:05 PM

06:05 PM Sep, 01 2015
سودانيز اون لاين
محمد وقيع الله-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



لازم التعثر الأستاذ الصاوي عندما رام أن يصم معاوية بأنه كان رمزا من رموز الحداثة والتغريب، وداعية من دعاة الشك الفلسفي الديكارتي، الذي اشتهر به الدكتور طه حسين في العالم العربي، حينما زعم أنه درس على نهجه قضية (الشعر الجاهلي) والمصادر الإسلامي قاطبة وعلى رأسها القرآن الكريم.
والواقع أن معاوية الذي شهد معركة (الشعر الجاهلي) لم يكن من أنصار طه حسين في تلك المعركة، بل اتهمه علانية بأنه لم يمارس الشك الديكارتي في بحثه، وأنه لم يبدع شيئا جديدا فيه، وإنما اكتفى بالسطو بنحو مباشر على دراسات المستشرقين الذين تولوا كِبْر تلك الدعوى.
ففي سياق بحث له بعنوان (الأدب المصري الحديث والكتاب الناثرون) أشار معاوية إلى قلة أصالة طه حسين في دراسته الشهيرة (في الشعر الجاهلي) التي زعم أنه طبق فيها مفهوم الشك الديكارتي.
وقد جاء في حديث معاوية:" ثم مالذي عمله الدكتور طه حسين إلى الآن؟ أعترف بأنه حينما يحلل القصص الفرنسية وينقدها يلذُّ القارئ كثيرا ويدلُّ على قوة نقدية رائعة، ولكن هل هذا هو كل ما نطلبه من زعيم نهضة؟ وقد يقول القارئ: إن الدكتور طه مؤرخ آداب وناقد وليس بأديب، فمالك تطلب منه ذلك؟ فأقول: أين هي مقاييسه النقدية المبتكرة في نقد الآداب وكتابة تاريخها؟ فإننا نعلم أن كبار مؤرخي الآداب لهم فلسفة خاصة بهم كتين، وسانت بيف، وهالام، فأين الدكتور من هؤلاء؟ وأين هي تآليفه؟ (حديث الأربعاء) ما هو إلا حديث عن الشعراء، ليس فيه فكرة أساسية، (الشعر الجاهلي) نعم فيه فكرة أساسية، ولكنها منقولة عن المستشرقين أمثال نولدكه الألماني، ونيكلسون الانجليزي".
وقد نشر بحث معاوية هذا بصحيفة (البلاغ) بتاريخ 6 مارس 1929م، أي بعد أقل من ثلاث سنوات من صدور كتاب (في الشعر الجاهلي)، وحينها كان طه حسين ما يزال يكابر بدعوى أصالته الفكرية وزعم ريادته في تطبيق منهج الشك الديكاتي في بحث موضوع الشعر الجاهلي!
وقد كان معاوية أقرب إلى رأي أستاذه العقاد في ذلك الحين، وهو الرأي القائل إن الشك الاعتباطي المطلق، أو الشك المصطنع، من شأنه أن يهدم جميع المعلومات التاريخية التي تعتمد على الرواية الشفهية أو المكتوبة، وألا يبقي من التاريخ الإنساني على شئ.
(المصدر: راجع رأي العقاد في هذه القضية في كتابه (مطلع النور أو طوالع البعثة المحمدية)، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، 2012م، ص41 -62).
وقد حلا للأستاذ الصاوي أن يستشهد بقصة قصيرة نسجها معاوية بعنوان (إيمان) ليتخذ منها دليلا على شك معاوية في موضوع الأديان، قائلا:" غير أن معاوية يحاول أيضا في هذه القصة إيصال مبدأ الشك المنهجي الديكارتي المعروف (أنا أفكر إذن فأنا موجود) أحد أهم أركان فكر عصر النهضة الأوروبي خلال القرن السابع عشر، التي استقرت في تكوينه الفكري".
وقصة (إيمان) قصة رمزية طريفة نشرها معاوية في عام 1930م بصحيفة (السياسة الأسبوعية) المصرية، سخر فيها بطريقة شديدة الوقع واللذع من السلوك المتحذلق لبعض عوام المتعلمين، وأنصاف المثقفين السطحيين في عصره.
وقد جعل موضوعها بعض أشخاص السُّودان من طلائع المتعلمين بالمدارس الحكومية الحديثة، وقد طفق بعضهم يؤمن عبثا بصحة كل شئ يقال، بينا شك بعضهم عبثا في كل شئ ثابت في الوجود.
والنوعان من طلائع المتعلمين كان بادي السذاجة، منخرطا في الاتباع والتقليد الأعمى، وليس لأي منهما نسب بالأصالة الفكرية، أو صلة حقيقية بروح العلم أو الفلسفة.
وحسبك أن ترى أحدهما وهو المدعو جلال أفندي، وهو:" يستمع بشغف لأحاديث المتكلمين حوله في المكتب والترام والمنتديات العامة، ثم يأخذ بعض هذه الآراء التي تروق عنده، وهو أكثر مايكون تأثرا إذا كان صاحب الحديث شديد العارضة قوي الحجة، قوي الشخصية يتكلم بكل حزم وتأكيد، يأخذ هذه الآراء فيعيدها على صحبه وكأنما هي له والحديث من بنات أفكاره لشدة ما يتعصب لها ويذود عنها ".
وحسبك أن تراه وهو قادم من حفلة رقص بلدي:" مسلوب العقل والوجدان معا، ويقرر لك بكل حزم أن (فلانة) هذه أرقص بنت في السودان، وأن تلك البنت أجمل بنات العالم طرا "!
ثم ما يلبث أن يأتيك بعد أسبوع من هذا التاريخ :" بأسماء أخرى هي أجمل البنات وأرقصهن "، وأن تراه محكوما بـ (المودة) وبما يقرره صحبه ورفاقه، فهو قلَّ أن يكوِّن لنفسه رأيا حتى في الطعام والملبس، يأكل ما يقول بعض إخوانه إنه أجود الأطعمة، ويلبس ما يلبس زيد وعمرو".
(المصدر:معاوية محمد نور، إيمان، صحيفة (السياسة الأسبوعية)، بتاريخ 13 سبتمبر 1930م).
وقد بقي المدعو جلال أفندي على هذا الحال من اليقين الثابت المطلق إلى أن التقى بالمدعو هاشم عرفات، وهو الرجل الذي يشك في كل شئ، فأخذ يشككه في ما يردد من الأقاويل الاعتباطية بسؤاله: إن كان متأكدا حقا مما يزعم، ثم يعدو على مزاعمه البسيطة فينسفها نسفا.
وبدافع من تقليد النهج الفكري للشخصية الجديدة، سرعان ما انقلب صاحب النهج اليقيني الثابت الذي لا يتزحزح، إلى رجل يشك شكا عميقا في كل أمر، حتى لو كان من أمور التجارب الكيميائية المتكررة، أو تنبؤآت رجال الفلك والأرصاد الجوية اليومية، وغير ذلك من اليقينيات العلمية والبدهية، ثم ما عتَّم أن ساوره الشكك في شهادة الإسلام حينما لقنها له أهله وهو يلفظ آخر الأنفاس.
ومن السطور الأولى في هذه القصة الطريفة لم يفت على الأستاذ الحصيف معاوية أن يذكر أن هذا الشخص، جلال أفندي، كان قد أصيب بطائف من الجنون قبيل موته، ليدلَّ بذلك على أن شكه كان من قبيل الوسوسة المرضية، ولم يكن شكا فلسفيا ديكارتيا، كما ظن الصاوي الذي لم يقرأ القصة جيدا!
فمرمى القصة إذن لم يكن:" إيصال مبدأ الشك المنهجي الديكارتي المعروف "، كما ادعى الأستاذ الصاوي، وكما زعم من قبله الكاتب الشيوعي تاج السر عثمان، الذي نقل عنه الصاوي ما قال، من دون أن ينتبه إلى الضربين الشائنين من التزييف والتحريف، الذين ارتكبهما السر بتحويله للفظ (مسكونيين) في كلام معاوية ليصبح (شكوكيين)، وبحذفه لأداة النفي من عبارة معاوية:" والناس في الأغلب الأعم لا يرتاحون إلي الشك الفلسفي وما إليه من مثارات التفكير ودواعي التيقظ والحيرة "، لتصبح كما اشتهى وهوى:" والناس في الأغلب الأعم يرتاحون إلي الشك الفلسفي وما إليه من مثارات التفكير ودواعي التيقظ والحيرة "!
فالصاوي ينقل عن معاوية عن مرجع ثانوي ضئيل، ويعتمد عليه من دون أن يفحص مصداقيته ويختبره، ولا يكلف نفسه عناء الرجوع إلى المصدر الأصلي، وهو كتاب معاوية، وهو كتاب كلاسيكي معروف، ونصه الكامل مبذول حتى على شابكة المعلومات الدولية!
وبغض النظر عن هذه المجترحات الأثيمة، فلا يمكن أن يستنتج قارئ منصف متعقل من قصة (إيمان) إلا أنها قصة من الأدب الرمزي، موضوعة من أجل السخرية من سلوك بعض أوائل المتعلمين السودانيين الذين لم يتعمقوا العلم والفلسفة، وراحوا يهرُفون بما لا يعرفون.
وأشد سماجة من هذا الفهم السقيم الذي انتهى إليه الأستاذ الصاوي ذلك العوج النفسي الذي سوَّغ له أن يستنتج من تركيب اسم داعية الشك، المدعو هاشم عرفات، أنه شخص ذو نسب قديم متقادم في دنيا الإيمان الإسلامي: فهو شخص قرشي، هاشمي، ومن عرفات!
وقد أراد الصاوي بخبث بالغ والغ في سجيته أن يرسي هذا المعنى المستبشع في خاطر القارئ المسلم، عندما حثَّه على تأمل تكوين الإسم قائلا:" لاحظ الاسم "!
ونرجو أن يراجع القارئ المحترم نص هذه القصة كاملا، وقد جعلناه ملحقا من ملاحق كتابنا وشيك الصدور - بإذن الله - عن تاريخ معاوية محمد نور ونتاجه الفكري والأدبي.
ويقيننا أن تأمل أي قارئ (محترم) لهذا النص مكتملا سيكشف له بجلاء عن زيف مزاعم هذا الصاوي، الشانئ لدين لإسلام، وشديد الحساسية تجاه كل ما يتصل به، ويصدر عنه.


أحدث المقالات
  • التواضع هو الشفاء لنفوسنا العليلة بقلم الريح عبد القادر محمد عثمان 09-01-15, 04:24 PM, الريح عبد القادر محمد عثمان
  • الكاتبة الروائية الشاعرة البلجيكية هيلدا كتليير Hilde Keteleer بقلم د.الهادى عجب الدور 09-01-15, 04:22 PM, الهادى عجب الدور
  • سبتمبر ذكرى إنتفاضة شبابنا المجيدة بقلم أحمد الملك 09-01-15, 04:18 PM, أحمد الملك
  • ما قبل الاستقالة فخامة الرئيس بقلم سميح خلف 09-01-15, 04:09 PM, سميح خلف
  • الإتحاد البرلماني الدولي.. أين الديمقراطية؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 09-01-15, 03:07 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • خذوا الحكمة من الجنرال سلفاكير..!! بقلم عبدالباقي الظافر 09-01-15, 03:04 PM, عبدالباقي الظافر
  • (راميها) جمل !! بقلم صلاح الدين عووضة 09-01-15, 03:02 PM, صلاح الدين عووضة
  • المعتمدون.. كيف يحكمون الخرطوم؟! بقلم الطيب مصطفى 09-01-15, 03:01 PM, الطيب مصطفى
  • إنها الإدارة ..!! بقلم الطاهر ساتي 09-01-15, 02:59 PM, الطاهر ساتي
  • ما وراء الدعوة إلى الحوار النوبي النوبي!!.. بقلم عبدالغني بريش فيوف 09-01-15, 04:54 AM, عبدالغني بريش فيوف
  • مستنقع الموت وسط جوبا بقلم ميارديت شيرديت دينق 09-01-15, 04:02 AM, ميارديت شيرديت دينق
  • مزامير البؤس شعر نعيم حافظ 09-01-15, 03:59 AM, نعيم حافظ
  • بيع الترام في السويد بقلم شوقي بدرى 09-01-15, 03:25 AM, شوقي بدرى
  • قانون الفاتكا و الخاص بالإيفاء الضريبى لمن لديهم حسابات مالية خارج الولايات المتحدة الأمريكية 09-01-15, 03:22 AM, ماهر هارون
  • بين زنقة زنقة القذافي.. و كركور البشير! بقلم عثمان محمد حسن 09-01-15, 01:49 AM, عثمان محمد حسن
  • سلام الجنوب .. سلام السودان بقلم نورالدين مدني 08-31-15, 10:24 PM, نور الدين مدني