الموت بدون رائحة بقلم سري القدوة

الموت بدون رائحة بقلم سري القدوة


08-30-2015, 07:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1440959655&rn=0


Post: #1
Title: الموت بدون رائحة بقلم سري القدوة
Author: سري القدوة
Date: 08-30-2015, 07:34 PM

07:34 PM Aug, 30 2015
سودانيز اون لاين
سري القدوة-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين





رائحة الموت في وطني تخنق من تبقى على قيد الحياة.. !!

رائحة الموت هنا بالجملة ما في ابشع من هيك موت .. يهربون من الموت للموت البشع ..

ما اصعب ان تلقي مصيرك وتكتب طريقة موتك .. ما اصعب ان تفترش رصيف الغربة وتبحث عن لحظة موتك في ظل عالم صامت يتباهى في موتك .. لا يحرك ساكنا .. لا من قريب او بعيد ..

هذه هي حكاية الموت في اوطاننا نهرب من الموت للموت وننتظر تقرير المصير وكيفية دفن الجثث وقطع الخبز اليابس من فتات مؤائدهم لطعام اطفالنا ..



هذه الصورة الاكثر الما ولوعة للموت .. موت الضمير .. وموت الانسانية معا .. لا يستطيع من كان ان يعلق علي بشاعة الموت ..



هذه الجرائم التي يرتكبها تجار البشر تضعنا امام حقائق لا بد من مواجهتها اذا كنا نحن بشر وامتداد طبيعي للبشرية ..



هل يعتبر العرب والرؤساء ويدركون حجم المأساة الممتدة من اليمن الي سوريا الي غزة الي العراق الي ليبيا .. الي السودان .. هل يدرك القادة العرب حقيقة ما يجري لشعوبهم المنتحرة والتي باتت تلاحق الموت بدلا من البحث عن حياة ..



للأسف الموت يعني ان تكون رقما في سجلات الموتى ولا تعرف اين وكيف تموت .. الموت اصبح بالجملة وبدون اي مقدمات .. للأسف هذا هو واقعنا العربي الذي يعتصرنا الما ولوعة لتلك الاحداث التي تلاحق الانسان ليموت في اليوم خمس مرات .. وليكون الموت نهايته الحتمية ..



السادة اعضاء الاتحاد الاوروبي والممثلين الرسميين للاتحاد نرفع لهم هذه الصورة الحقيقة المؤلمة بصفتهم يتحملون المسؤولية عن دعمهم لمشاريع الهجرة الي بلدان الاتحاد الاوروبي ..



هذه الصورة عن المقبرة المعدنية ل 71 لآجئ غالبيتهم من السوريين بينهم 4 أطفال ..



عندما فتحت الشرطة النمساوية باب الشاحنة التي تقف معطلة على جانب الطريق السريع .. وسائقها هارب وجدوا أكوام من الجثث التي ماتت اختناقا..



رجل يعانق طفلته عند الباب.. نهاية فظيعة.. انه الموت الاجباري وبشاعة الموت بهذه الطريقة ..



وتتواصل الصورة لتكتمل ويكون الموت غرقا لأطفال ونساء وشبان وشيوخ في البحر ويقتل البحر هؤلاء ويكون مصيرهم الموت غرقا ..



نحن نقف امام اشكال جديدة للموت في عالمنا اما ان تموت في رصاص الفتنة والاقتتال الطاحن في بلادنا او تموت غرقا او حرقا او اختناقا او جوعا او بردا او تموت في كل اشكال الموت معا ..

هذه هي طريقة الموت الجديدة علي في ظل عالم جديد وصناعة الموت باتت علامة مسجلة وماركة دولية ..



الصورة متروكة لنا لنعبر ونصرخ بغضب لعل يصل صوتنا ونكون صوتا لهؤلاء البشر الذين يبحثون عن حياة ويموتون في ساعة الظهيرة دون شفقة او رحمة من احد ..



انه القدر الاحمق الذي يلحق بهم والموت العنيد الذي يرعبهم بصمت ..



هل نخجل من انفسنا ونحن نواجه هذا المصير .. ماذا يمكن ان نقول لتلك الاجيال عن معاني الموت وهذا الاجرام الذي تواجهه البشرية .. هل يبقي الانسان خارج نطاق تحمل المسؤولية وهؤلاء الذين يمتلكون القرارات الحاسمة ويمتلكون التوقيع علي مصير البشر بأقلامهم ذات الالوان الحمراء والسوداء والزرقاء .. هل لهم ان يدركون حجم هذه المأساة التي باتت تلاحق البشر هنا وهناك وتلك الحروب الطاحنة التي يكون مصيرها الموت الحتمي للإنسان ومزيدا من المعاناة التي تلحق بالعرب الموتى الاحياء وهؤلاء تجار البشر الذين يعيشون فوق جثث القلي ..



هل يصمت العالم امام هذه المأساة التي تلاحق هزائم البشرية والتي لا تجد لها الا ممرا للتحكم بالبشر ومزيدا من التسلط والعبودية الشمولية لمصير عرف بالانهيار لعالم لا يعرف القيم ويسابق الزمن من اجل مزيدا من الموتى ..



منطق غير معقول ومنطق سخيف ان يموت البعض من اجل ان يعيش الاخرون باي منطق يفهم البشر معني الحياة التي اصبحت القيم فيها ليس لها أي معني .. واصبح هؤلاء تجار البشر هم يرقصون علي جثث القتلى في ظل عالم صامت متفرج علي مشهد غريب وعجيب لم تشهد له البشرية مثالا من قبل ..



لم تعد الاوطان تسعنا ولا الطروقات ولا حتى قلوب الاصدقاء ..

لاتخبرهم أي حزن نبكيك يا وطني ..

وإن سألوك !!

قل : الله عليم بذات الصدور ..

الله النور لكل ظلمة حزن ..

يا الله ما النا غيرك يا الله ..



سري القدوة

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

http://http://www.alsbah.netwww.alsbah.net

mailto:[email protected]@gmail.com



--
سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح
http://www.alsbah.nethttp://www.alsbah.net
mailto:[email protected]@gmail.com
أحدث المقالات
  • يا حلا قولاي أور ... يا حلا هدوت ، هدوت ، لا نخاف الموت بقلم آدم أركاب 08-30-15, 04:14 PM, آدم أركاب
  • الورم الفاشستي الداعشي بقلم الفاضل عباس محمد علي 08-30-15, 04:11 PM, الفاضل عباس محمد علي
  • السلطة والجنس عند السودانيين (3/3) بقلم دكتور الوليد ادم مادبو 08-30-15, 04:08 PM, الوليد ادم مادبو
  • العنصرية والأنانية هما أسُ الدَاء(4) بقلم عبد العزيز سام 08-30-15, 04:06 PM, عبد العزيز عثمان سام
  • إشتباكات روتانا سلام.. وكشف المستور!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-30-15, 03:21 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (9 من 11) بقلم محمد وقيع الله 08-30-15, 03:18 PM, محمد وقيع الله
  • مع امريكا اين المشكلة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر 08-30-15, 03:13 PM, عبدالباقي الظافر
  • نبكي أحرفا !! بقلم صلاح الدين عووضة 08-30-15, 03:12 PM, صلاح الدين عووضة
  • كان منهوباً ..!! بقلم الطاهر ساتي 08-30-15, 03:10 PM, الطاهر ساتي
  • الجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي بقلم محمد الحسن محمد علي 08-30-15, 06:39 AM, حيدر احمد خيرالله
  • خربشات مسرحية (2) لصوص لكن شرفاء بقلم محمد عبد المجيد أمين (براق) 08-30-15, 06:35 AM, محمد عبد المجيد أمين(عمر براق)
  • كيف سجل مجلس السلم والأمن الأفريقي خمسة إصابات في شباك نظام الإنقاذ ؟ الحلقة السادسة ( 6- 7 ) 08-30-15, 06:34 AM, ثروت قاسم
  • الخاء فتحا ثم ضما بقلم الحاج خليفة جودة - سنجة 08-30-15, 06:31 AM, الحاج خليفة جودة
  • البرلمان السوداني و تخريفه السياسي بقلم بدوي تاجو 08-30-15, 05:02 AM, بدوي تاجو
  • أنين بائعة الهوى . . في دولة الحرائر بقلم اكرم محمد زكى 08-30-15, 04:59 AM, اكرم محمد زكى
  • إلى كتائب القسام في الحرب القادمة بقلم د. فايز أبو شمالة 08-30-15, 04:57 AM, فايز أبو شمالة
  • الزول الوسيم: كاتال في الخلا عقبان كريم في البيت (المقال الخاتم) بقلم عبد الله علي إبراهيم 08-30-15, 01:28 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • التميزيون الصغار يمتنون على السودان الشمالي بقلم بدوي تاجو 08-30-15, 01:24 AM, بدوي تاجو
  • لماذا تظلمون الأطباء (1) بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 08-30-15, 01:23 AM, سيد عبد القادر قنات
  • دارفور ليس ملكأ لتجاني سيسي يا أمين حسن عمر بقلم محمد نور عودو 08-30-15, 01:21 AM, محمد نور عودو
  • الإنشطارات السيـاجتماعية تهدد مصالح الجميع بقلم نورالدين مدني 08-30-15, 01:19 AM, نور الدين مدني