فكرة.. هزمها التنفيذ بقلم عثمان ميرغني

03:53 PM Aug, 29 2015
سودانيز اون لاين
عثمان ميرغني-الخرطوم-السودان
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



حديث المدينة السبت 29 أغسطس 2015

أمس عصراً في مسجد الشهيد بالمقرن.. خلال مراسم عقد قران.. حاولت أن أعالج واحداً من السلوك العفوي الجماعي.. عندما يتدافع المهنئون بعد مراسم عقد القران لمصافحة أهل العروسين.. فينتح عن ذلك دائرة ضيقة للغاية تصنع أفضل وضع لصائدي الجيوب الذين يقتنصون الموبايلات فيقلبون فرحة اللقاء إلى حسرة وألم مرير..
الفكرة هي محاولة (تفكيك الزحام) بتنظيم عملية تلقي التهنئة لتنتظم في صف واحد يمنع الاحتكاك.. فيحرم صائدي الجيوب من ممارسة مهنتهم (وليس هوايتهم) الاحترافية..
الفكرة جيدة وسهلة.. لكن هزمها التنفيذ الذي لم يسبقه إعداد جيد.. لكني أتوقع أن تجد الفكرة من ينفذها أفضل مني لتصبح سنة حميدة أن ينتظم الجميع في صف واحد منظم جميل منسق يعكس الصورة المشرقة لما يجب أن يكون عليه المسجد..
فقد لفت نظري في صلاة جمعة حالة التفاصم التي نمارسها بين الدين والدنيا.. عندما ندخل أو خاصة عند الخروج من المسجد.. يتزاحم المصلون في أبواب الخروج بالمناكب.. الصغير يطأ على أرجل الكبير.. والشباب يمنحهم عضلهم ميزة تسمح لهم بدفع الكهول إلى الخلف..
ومع ذلك لم أسمع إماماً يمارس فضيلة (الأمر بالتنظيم والتزام الصفوف).. وتتجلى أعلى درجات فصل الدين عن الدنيا حينما يردد الإمام قبل بداية الصلاة (سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة) كأني به يثبت في أفئدة المصلين أن الصلاة تبدأ بـ (تكبيرة الإحرام).. رغم أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول: (لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا دَامَتْ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ لَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا الصَّلَاةُ).. المشي والدخول إلى المسجد صلاة.. انتظار الصلاة صلاة.. فكيف يطلب الإمام من الناس (تسوية الصفوف من تمام الصلاة) مباشرة قبل تكبيرة الإحرام..
الاهتمام بممارسة أعلى درجات التنظيم داخل المساجد (وليس في الصلاة وحدها) ينتقل تلقائياً إلى حياتنا العامة.. فالذي نتعلمه في المسجد يعدي سلوكنا خارجه.. وما دام أن في المسجد خطيب وإمام فالأولى- دائماً- التركيز على صنع السنة الحسنة، وتدريب الناس عليها، والترويج لفوائدها على المجتمع كله..
أشعر وأنا أتطلع إلى الخطيب في منبر الجمعة وكأنه يتحدث مع عالم آخر ولا يرى من هم في المسجد.. من لا يستطيع التوجيه وبناء القدوة الحسنة من خلال خطبة الجمعة لن يفيد المصلين ولا المجتمع.. لأن من ميزات خطبة الجمعة أنها غير قابلة للمقاطعة أو الاعتراض أو حتى الهمس.. أقصى درجات الأستاذية في اتجاه واحد.. ومع ذلك يهدرها الخطباء في مواعظ تنطقها حناجرهم بمنتهى البرود..
ليت المساجد الكبيرة التي تؤمها النساء لمراسم عقد الزواج.. مثل مسجد سيدة السنهوري والنيلين والشهيد ومسجد مولانا علي الميرغني والنور.. ليتهم يوفرون أدوات تنظيم الصفوف مثل التي نراها في المطارات، في الجوازات، وغيرها.. من هنا يبدأ تعلم الناس النظام..
أتمنى أن يتبرع أحد الأثرياء لهذه المساجد بهذه الأدوات البسيطة العظيمة الفائدة.
http://www.altayar.sd/play.php؟catsmktba=8642http://www.altayar.sd/play.php؟catsmktba=8642

أحدث المقالات

نكتة عجيبة (السودانيون يتسابقون لأخذ حصتهم قبل الزيادات)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-29-15, 05:49 AM, فيصل الدابي المحامي

المجلس الوطني الفلسطيني وأضعف الايمان بقلم نقولا ناصر* 08-29-15, 05:47 AM, نقولا ناصر

الطيور المهاجرة تغزو حديقة الهايد بارك!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-29-15, 05:46 AM, فيصل الدابي المحامي

مجموعة السيسي: تتحمل ضمنيا مسئولية ما جرى بفندق سلام روتانا بقلم آدم خاطر 08-29-15, 02:39 AM, آدم خاطر

إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (9) حديقة الحيوانات .. بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 08-29-15, 02:36 AM, توفيق عبد الرحيم منصور

الكذاب و الحريات المدنية بقلم خالد عثمان 08-29-15, 02:31 AM, خالد عثمان

مع ابن الرومي.. ذلك أفضل جدًا بقلم محمد رفعت الدومي 08-29-15, 02:29 AM, محمد رفعت الدومي

سياتى الهواء لنظام الخرطوم من جهة ليبيا .. ومن يزرع الريح يحصد العاصفة !! بقلم ابوبكر القاضى 08-29-15, 02:28 AM, ابوبكر القاضى

بمناسبة تنصيب الوزراء المعارضين..و"جردل" مايو! بقلم صلاح شعيب 08-28-15, 11:14 PM, صلاح شعيب

إشكالية العقل السوداني و الإبداع بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 08-28-15, 11:13 PM, زين العابدين صالح عبد الرحمن

من التحديات التربوية في المجتمعات الغربية بقلم نورالدين مدني 08-28-15, 11:12 PM, نور الدين مدني

وجهان لكل حرف بقلم الحاج خليفة جودة - سنجة 08-28-15, 11:11 PM, الحاج خليفة جودة

كيف سجل الإتحاد الأفريقي خمسة إصابات في شباك المعارضة ؟الحلقة الخامسة5-7 بقلم ثروت قاسم 08-28-15, 11:09 PM, ثروت قاسم