أعان إشتراكيوا الأمس، أحقاً يُعين مستثمروا اليوم؟ (حلقة ثانية) بقلم محجوب التجاني

أعان إشتراكيوا الأمس، أحقاً يُعين مستثمروا اليوم؟ (حلقة ثانية) بقلم محجوب التجاني


08-23-2015, 05:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1440348761&rn=0


Post: #1
Title: أعان إشتراكيوا الأمس، أحقاً يُعين مستثمروا اليوم؟ (حلقة ثانية) بقلم محجوب التجاني
Author: محجوب التجاني
Date: 08-23-2015, 05:52 PM

05:52 PM Aug, 23 2015
سودانيز اون لاين
محجوب التجاني-تنسى-الولايات المتحدة
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



عيبٌ ذلك الإستثمار
خلال ربع قرن من الإنفراد بالسلطة بلا رقيب أو حسيب، باع نظام الأخوان الإنقلابيين الإسلاميين مساحاتٍ واسعة من أخصب أراضي الوطن السوداني لشركاتٍ ودول غير سودانية. يعلم السودانيون أن أشقآءهم في دول عربية وإفريقية عديدة يخططون لتأمين الغذآء لأقطارهم. والسودان الوطن القارة سلة غذآء عالمية يحتاجها أهلها والعالم أجمع. فالمنطقي إذن أن تقوم شراكة سوية ومجزية للسودانيين مع كافة المستثمرين. علي أن هذا المنطق العادل، بكل أسف، لم يظهر في أي مشروع أقامه الإنقلابيون الإسلاميون مع المستثمرين منذ 1989 إلي اليوم. والحاصل "قِسْمَةٌ ضِيزَي"، الرابح الوحيد فيها جماعة المستثمرين والأخوان وسماسرة آخرين. الأخوان، خاصة في السلطة، ليست لهم ذمة سياسية، ولا يأبهون بأي مراجعةٍ مستحقةٍ لهذا التلاعب التاريخي العويص بمصالح الأرض والشعب؛ تلاعباً يضيف أخطر تصرفات خاطئة في حق السودانيين إلي جرآئم "الإسلاميين" المعروفة بنهب السلطة الممنهج للإنتخابات والمؤسسات، والإنتفاع بصبينة الأمن وتوسيع الحروب الأهلية، وارتكاب أكبر جريمة في حق الوحدة الوطنية بالتخطيط الخآئن والشركة المتعمدة لفصل الجنوب عن الوطن العزيز. وما لم يُجبّر الأخوان بكلمة الشعب العليا وفقا للدستور والقانون والأخلاق وتقاليد الدولة المرعية، فسوف لا يعلنوا أبدا كل الحقآئق المتعلقة بصفقات الإستثمار جملة وتفصيلا لسيد الأرض الشعب السوداني الكريم، ليطمئن علي تراثه وكافة حقوقه ونصيب أجياله، وليقرر بكامل إرادته ماذا يفعل بشأن هذا "الإستثمار" العجيب. طيب. هذا عن الجانب السوداني المتضررالمظلوم، الذي لن يقبل ظلما ولا ضيما. أوليس للمستثمرين ذمة ليكشفوا الحساب وينشروا الحقآئق، فيحافظوا من ثم علي علاقاتٍ منتجةٍ طيبة في القابل مع شعب السودان؟ تسربت أنبآء ودُونت تصريحات عن صفقات كبيرة جدا ببلايين الدولارات في تقارير دولية موثوقة، ولم يُفصح المستثمرون ما يجب عليهم إعلانه عن إستثمارهم - عيب!

لن تستقل إفريقيا إن لم تحتكر القرار
ليس للإستعمار الحديث جنس ولا هوية. موضوعه المال، أداته حكومات غويِّة، وسبيله الخداع. كان سلفه يزعم أنه نبيٌ يحمل رسالة التحضر لشعوب همجية. تبا له من معتدٍ كذاب! ما كنا قراصنة، وكانوا. جهل الغشاش عمدا أن السودان شهد لألف عام أقدم حضارة في كوش؛ وأكبر صناعة للحديد في مروي؛ وأكثر مركز تجاري إفريقي- دولي تنوعا بالبضآئع في شندي؛ وأقوي ممالك مستقلة في جبل مرة، وسنار، وملكال، وقري؛ وأوسع دولة إدارية في أعماق القارة بقيادة الأزاندي؛ وأغلي مواقع تعدينية وأعمق مراكز روحية في ثقافات البجا والنيليين؛ هذا مما أثبته التاريخ، وتحت أرض الغابة والنيل والعتمور ما لم يكشف بعد من كنوز وحضارات. فلو تُركت البلاد لأهلها لملأت الدنيا صناعة وكشفا. ولم تكن أم المستعمرين أوروبا صنوا لأم القارات إفريقيا بإعترافات الرحالة والتجار منذ أزمان بعيدة. وما كان حقا لدولة أو شعب أن يحصدوا أجدادنا بنيرانُ التركية وحملات الخديوية لتجنيد العساكر وقنابل أوروبا لتشييد الدساكر. ما تبدل الإستعمار. فإذا أقام مشروعا الآن، فإن باعثه الربح: يقبض الإنتاج بالمليم، ويبيع بأغلي دينار. لا فرق بين قديم وحديث. وما فتئ قدامي المستعمرين والمعاصرين يُعجزون إفريقيا بالديون. وما انفكت حركة إفريقيا الكبري [بان أفريكاٍ] تطالبهم بالإعتراف: كم من الخيرات إنتزعوا بلا مقابل؟! ولن يتعب الإستعمار من الإستيلآء والإحتكار مع أن الآلة والمسمار، والسلاح والإعمار، ممكنة الشرآء في عالم التجار، وبأحسن أسعار.

فوآئضٌ وأرباحٌ هآئلة للمستثمر والسمسار
كتبت ميرنا سليمان (رويتر، 2013) "إن شركات الخليج العربي الثرية تضاعف استثمارها في أراضي إفريقيا الشاسعة ومصادرها البكر، لدوافع إيجابية تشمل النمو الإقتصادي السريع في إفريقيا، ونهوض طبقة وسطي حرة الإنفاق. فكثير من القارة يستحصل حكومة وإستقرارا سياسيا أفضل... إفريقيا مصدر للغذآء والأرض الزراعية، وهي تشن بنآءا تحتيا متسعا يستحضر للأذهان إنتشاره في الخليج خلال حقبة ماضية. إن إفريقيا تجتذب إهتماما أكبر بسبب مصادرها الطبيعية، وجوانبها السكانية وتحسن الحكومات". هذا التثمين المتفآئل بلسان مستثمري الخليج، أيا كان، لا يتطابق مع حقآئق الحياة الإجتماعية، السياسية، والإقتصادية اليومية في إفريقيا. أين تلك الحكومات "المتحسنة"؟ فيم تحسنها؟ ما معيار التحسن؟ وماذا حققت لشعوبها؟ ما يبدو واقعيا الحقآئق العارية التي وقفت عليها أنكتاد (مؤتمرالأمم المتحدة للتجارة والتنمية) حول الإستثمارات غير المتكآفئة في أفقر مناطق العالم التي توفر فوآئض هآئلة للشركات المستثمرة، مقارنة بأنصبة الدول الإفريقية ومستثمرها الوطني. من ذلك، أعلن مصدرو النفط في الشرق الأوسط فآئضا إجماليا في البضآئع والخدمات حوالي 400 بليون دولار في عام 2012 في تقدير صندوق النقد الدولي. كثير من هذا المال يُحال إلي أصول أجنبية؛ أما النسبة الأعلي فتواصل تدفقها في الأصول الغربية، ويتخذ الكثير طريقه إلي الأسواق المستجدة في إفريقيا - دورة ظالمة أوتوماتيكيا. إزداد نمو التجارة السنوية بين الشرق الأوسط وإفريقيا خمسة أضعاف ليبلغ 49 بليون دولار في الحقبة الماضية من 10 بليون دولار في عام 2002، طبقا لبنك إستاندرد جارترد.

أين الإستثمار من هذا القمار؟
خير لقارتنا وسوداننا أن يرموا الرماح حول الأرض والسمآء لحماية ما منحهم الواهب الرزاق من خيرات كامنة هي إحتياطي العالم في كل ما يحتاجه للحياة والمعمار. والسؤال: ما نصيب الأفارقة، أهالي وحكومات، من هذه الفوآئض المغرقة التي تحّدثنا عنها مؤتمرات الأمم المتحدة وأكبر بنوك الدنيا؟ ومَنْ المستفيد حقا من إستثمارات الشرق الأوسط في بلادنا الإفريقية عامة، وأوطاننا السودانية خاصة، وقد مّكنت قوانين الإستثمار لمستثمرين يسرقون الحكومات ويركلون بكل قسوةٍ الشعب والأقوام؟ ألا يسمع أولئك جماهير السودان في كل قرية ومدينة في غضبٍ يهتفون: لن نقبل استغفال حكومة غافلة عن مصالح الوطن، تسرق المساكين، تضيع الطين، وتمنع حق أجيال القادمين بهذا الظلم المُبين؟ كيف بالله يدّعي مستثمرون أنهم "أشقآء" يحلون "أزمات" إفريقيا و"مشاكل" السودان، وهم أكبر أعوان الأخوان؟ يُخادعون. فبئس ما يدّعون. وماذا يكون، عندما يطلب أهل الأرض حتما تمام الحقوق، في أي عهد وفي أي حين، والأخوان في آخر عهدهم المخروب؟ هل حولت "إتفاقات الإستثمار" أوضاع الأهالي إلي أجَرَآء ليس إلا، بأبخس أثمان، بدلا عن مالكين وشركآء أصليين؟ أين الإستثمار أين من هذا الإستقمار؟ وأين بلايين الدولارات التي أخذتها "عنهم" الحكومة والمستثمرون؟ يا للهّ! كيف نسخ الأخوان وشركآؤهم إتفاقات النفط التي لم تنفع أهل الجنوب وكردفان "نكلة". ساطوا بها كل إتفاق، وباعوا مشروع الجزيرة في سوق"الخردة". وسوف يسفر الإصباح عن إجرام الأخوان في تجريد أهل السودان من ملكية أرضهم بما لا يُباح، ومباعها ورآء ظهورهم ملء السماح، لمستثمر لا يعي أن أرض السودان - من غير رضي أهلها التام - مقبرة ليس إلا لغزاة.

وغداً يومٌ جديد.







أحدث المقالات

  • جناية الهوس الديني!! شباب بسحن أجنبية وضياع أيدولوجية !! بقلم بثينة تروس 08-23-15, 05:50 PM, بثينة تروس
  • تهديدان يواجهان العراق بقلم حسيب الصالحي 08-23-15, 05:48 PM, مقالات سودانيزاونلاين
  • الجمعية العمومية للحوار الوطني (فشنك)..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-23-15, 05:47 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (6 من 11) بقلم محمد وقيع الله 08-23-15, 04:44 PM, محمد وقيع الله
  • لا تقل علماني ولكن قل . . . !!! بقلم عبدالعليم شداد 08-23-15, 04:41 PM, عبدالعليم شداد
  • عذرا للشعب السودانى وعفوا للشعب السعودى بقلم عمر الشريف 08-23-15, 04:38 PM, عمر الشريف
  • فيما يخص خدم المنازل السودانيات..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-23-15, 04:36 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (6) هيكلة الخرطوم وشواطئها .. بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 08-23-15, 04:33 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
  • الحوار النوبي النوبي ضرورة تقتضيه المشهد السياسي الراهن ( 2/3 ) 08-23-15, 03:07 PM, صديق منصور الناير
  • آخ ياوطن المرهقين الحزانى ! بقلم على حمد إبراهيم 08-23-15, 03:04 PM, على حمد إبراهيم
  • لم نجدكم !! بقلم صلاح الدين عووضة 08-23-15, 02:59 PM, صلاح الدين عووضة
  • وهل يطاع لقصير أمر؟! بقلم الطيب مصطفى 08-23-15, 02:57 PM, الطيب مصطفى
  • عالم الدقيق ..(2) بقلم الطاهر ساتي 08-23-15, 02:55 PM, الطاهر ساتي
  • ثلاثة خميسات كادت تغير تاريخ السودان ؟ بقلم ثروت قاسم 08-23-15, 06:42 AM, ثروت قاسم
  • ونسة ماسخة ياشيخ الترابي!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-23-15, 06:24 AM, حيدر احمد خيرالله
  • حرية التظاهر في العراق بين الواقع والطموح بقلم د. علاء الحسيني/مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات 08-23-15, 01:57 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • الاتفاق النووى الايرانى ... حرب الصين الباردة بقلم هيام المرضى 08-23-15, 01:55 AM, هيام المرضى
  • ربيع العراق الإصلاحي.. الفرصة التاريخية بقلم عدنان الصالحي/مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية 08-23-15, 01:53 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • السجين رقم 161 في احداث عنبر جودة عمي يوسف احمد المصطفي: دخري الغلابة وحواشة للضعاف مزروعة 08-23-15, 01:52 AM, حسين سعد
  • الاتفاق النووي الإيراني في الميزان بقلم حمد جاسم محمد الخزرجى/مركز الفرات للتنمية والدراسات الاسترات 08-23-15, 01:49 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (5) صور مشوِّهة للعاصمة .. بقلم توفيق عبدا لرحيم منصور 08-23-15, 00:28 AM, توفيق عبد الرحيم منصور
  • التضامن المهني والأخلاقي معهم ومعنا بقلم نورالدين مدني 08-23-15, 00:22 AM, نور الدين مدني
  • سطور ملهمة من سجن النساء المصريات بقلم د. أحمد الخميسي 08-23-15, 00:20 AM, أحمد الخميسي
  • على ماذا تعتمد (داعش) في حروبها ضد المسلمين!؟ (5( بقلم خالد الحاج عبد المحمود 08-23-15, 00:17 AM, خالد الحاج عبدالمحمود
  • أطلقوا سراح الحركة الإسلامية في السودان بقلم محمد مجذوب محمد صالح 08-23-15, 00:13 AM, محمد مجذوب محمد صالح