الراحل يوسف أحمد المصطفى: من العجيمية إلى اليسار بقلم حسن وراق

الراحل يوسف أحمد المصطفى: من العجيمية إلى اليسار بقلم حسن وراق


08-22-2015, 07:19 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1440224390&rn=0


Post: #1
Title: الراحل يوسف أحمد المصطفى: من العجيمية إلى اليسار بقلم حسن وراق
Author: حسن وراق
Date: 08-22-2015, 07:19 AM

07:19 AM Aug, 22 2015
سودانيز اون لاين
حسن وراق-الخرطوم-السودان
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



منقول عن توثيق لحسن وراق

"ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العظيم.

من الذين صدقوا واخلصوا لقضية المزارعين وعاهدوا الله وشعبهم علي النضال من أجل الدفاع عن حقوق المزارعين ونذروا عمرهم لا يبالون بما تعرضوا له من عظائم الامور سجنا ومطاردة وتشريدا ومحاكمات ورغم أنهم فلتوا من اعواد المشانق والتصفيات واحكام الاعدام وعنابر الموت في جودة الا أنهم لم يتوقفوا عن مسيرة النضال حتي هذه اللحظة لم يمنعهم المرض او تقدم السن فلا تزال حيوية الشباب ( تتحالف ) مع حكمة الشيوخ تشكل مرجعية وتجربة وخبرة نضالية لم تنطفئ جذوتها فنارة تضئ الطريق للاجيال القادمة .

المناضل يوسف إحمد المصطفي سيرة نضالية عطرة حديرة بالتوثيق نقدمها للاجيال كتجربة لن تتكرر خرجت من رحم الشعب السوداني ومن معاناته ومن ارثه الحضاري ومكوناته الفريدة. التقيته في داره العامرة بقرية صراصر وجدت بجانبه ابنه ، الدكتور محمد يوسف (وديوسف) وزير الدولة السابق للعمل والاستاذ المحاضر بكلية اقتصاد جامعة الخرطوم واحد أبرز قيادات الحركة الشعبية في قطاع الشمال الي جانب رفيق درب المناضل الاستاذ محمد الجاك ابوشمة نثقب في ذاكرة هذا المناضل حتي نتعرف علي ما هو شارد الي حواف السهو وما هو مسكوت عنه في تاريخ الحركة الوطنية وخاصة ما يلي دور المزارعين فيها.

البطاقة الشخصية :

يوسف احمد المصطفي من مواليد 1927 بقرية صراصر غرب الحصاحيصا ينحدر من أسرة جذورها من بطون البديرية الدهمشية هاجر جدهم الاكبر واسمه ( النيل ) الي قرية أم دليبة بالجزيرة (جنوب غرب ) طابت. التحق بخلوة شيخ عبدالجبار التي وطدت ارتباطه بالمشائخ والعلماء ليواصل مسيرته في التعليم ليلتحق بمدرسة رفاعة الابتدائية في 1941 ولكن وفاة والده منعته من مواصلة التعليم ليتفرغ الي مسئولية الاسرة وهو الابن الوحيد وسط عدد من الاخوات.

الخلفية الدينية والبحث عن الحقيقة :

استهوته مسألة البحث عن الحقيقة كاتجاه فلسفي للتبحر في علم الحديث علي يد مولانا الشيخ الطيب ابوقناية وبرفقته ابن الشيخ الامين ابوقناية وكونا معا جمعية البحث عن الحقيقة واصدروا نشرة لتعليم الحديث عرفت باسم الهدي النبوي في مدينة وادمدني لتبدأ ملاحقة الاجهزة الامنية له واتهامه بالترويج للافكار الشيوعية نظرا لان السلطات كانت تربط الفكر الوهابي بالشيوعية لموقف الوهابية من طريقة اسلام الطرق الصوفية . اتجه الي اتباع الطريقة العجيمية مع رفيقة حسن عبدالرحمن كرنديس في إطار البحث عن الحقيقة وذهب الي شيخها العجيمي الكبير والد مولانا نورالدائم في قرية البرصة بالشمالية وهنالك نهل من علمهم الفياض في الفلسفة والبرهان والخلق والتوحيد ومناهج المعرفة الربانية ومن الطريقة العجيمية انتمي لجماعة انصار السنة المحمدية وهنالك التقي برفيق دربه النضالي شيخ الامين محمد الامين اول رئيس لحركة المزارعين والذي كان من جماعة انصار السنة قبل أن يصبح شيوعيا ومن رحم انصار السنة المحمدية انطلق يوسف أحمد المصطفي وشيخ الامين للنضال من أجل قضية المزارعين بعد التحاقهما بالحزب الشيوعي السوداني وهنالك وجدا ما يبحثا عنه في البحث عن الحقيقة.

الالتحاق بحركة المزارعين ومراحل تكوين الاتحاد:

يورخ المناضل يوسف أحمد المصطفي لحركة المزارعين بتاريخ 1946 علي إثر الاضراب الشهير عن زراعة القطن والنضال ضد الشركة الزراعية وتوطدت علاقته مع شيخ الامين محمد الامين بواسطة احد الشيوعيين من قرية مصطفي قرشي وهو أحمد علي الحاج الحلاوي مسئول الاتصال الحزبي والذي كان يقوم بتوزيع مجلة الشرارة الحزبية

شهد متجره بطابت والذي اصبح مركزا فيما بعد لميلاد فكرة تكوين حركة المزارعين الثورية والتي كان من مؤسسيها مع كل من,شيخ الامين محمد الامين والذي كان عضو بمجلس ريفي الحصاحيصا وعبدالرحمن الماحي والطيب الدابي وآخرين . قامت مجموعتهم هذه بصياغة البيان التأسيسي(المنفستو) لوحدة المزارعين و كان ممهورا بتوقيع شيخ الامين في حين تولي الطيب محمد الامين ( شقيق شيخ الامين) الاتصال بالاستاذ الصحفي عبدالله رجب (جريدة الصراحة) والذي قام بطباعة اربعة الف نسخة من البيان وتم توزيعه علي جميع المزارعين وبعد ذلك بدأت حركة الطواف علي القري والاقسام والمكاتب للقاء المزارعين وشرح ما جاء في البيان من ضرورة وحدة المزارعين عبر لجان اعدت خصيصا لهذا الغرض الي ان تم تتويج هذا العمل الجبار بعقد مؤتمر جامع عام 1953 في قرية ام عضام لتكوين اول اتحاد للمزارعين و حضر هذا المؤتمر ولاول مرة مزارعين من القسم الشمالي والجنوبي وبدات بعد ذلك عمليات الطواف علي المزارعين من اجل تجميع وتوحيد اكبر عدد من المزارعين حول فكرة الاتحاد وبدا الترويج لذلك عبر البيانات والصحف والاجتماعات الي ان تم عقد مؤتمر وادمدني والذي حضره اكثر من 700عضوا في عام 1953 حيث تم تكوين اول لجنة تنفيذية من 25 عضوا برئاسة شيخ الامين وسكرتارية يوسف احمد المصطفي وعباس دفع الله من مكتب درويش امينا للخزينة.

يتواصل الحديث مع المناضل يوسف والذي افاد ايضا انهم قاموا بابتداع شكلا تنظيميا فريدا وغير مسبوق بتكوين لجنة اخري مباشرة عرفت باللجنة الوسطية اشبه بلجان الظل ولكنها تعمل علنا مكونة من 65 عضوا لتنفيذ قرارات اللجنة التنفيذية و بهذه الوسيلة تم تقسيم العمل ووضع تكليفات محددة كان الهدف منها الحاق الهزيمة باللجنة والتي كانت تخدم توجهات مدير الشركة الزراعية مستر سميث Mr. Smith C.H و كانت برئاسة شيخ احمد بابكر الازيرق وعضوية محمد عبدالله الوالي (والد جمال الوالي ) وعبدالرحيم حمدالنيل المنصوري وآخرين.

بعد انعقاد مؤتمر وادمدني وتشكيل اللجنة التنفيذية كان ذلك بثابة انتصار ساحق علي لجنة الشركة الزراعية طلبت اللجنة التنفيذية من اللجنة الوسطية تنظيم عدد من المسيرات والتظاهرات لرئاسة المديرية و مكاتب الادارة ببركات استعراضا لقوة الاتحاد ولجنته التنفذية ومن ثم ارسال وفد الي الخرطوم لمقابلة الحاكم العام للاعتراف بالاتحاد .

قامت مجموعة الازيرق يالاتصال بالحاكم العام للفت نظره بان مايتم من حراك وسط المزارعين ما هو الا محاولات تخريبية يقوم بها الشيوعيون واستطاعت هذه المجموعة التأثير علي الحاكم العام الذي اصدر بيانا تحذيريا للمزارعين منعهم فيه من مجرد التفكير في الحضور الي الخرطوم لانه اصدر التعليمات الي قوات الامن باستعمال القوة و الضرب في (المليان) الي حد (الابادة) وكان هذا البيان يذاع علي الاثير بصورة متكررة اثناء ساعات البث في ذلكم الوقت.

الزحف نحو الخرطوم واحتلال ميدان عبدالمنعم :

في صبيحة يوم 29 ديسمبر 1953 كما يذكر المناضل يوسف تحرك المزارعون في قرابة 100 لوري دفعة واحدة غير اولئك الذين سافروا من جميع أنحاء المشروع تجاه الخرطوم ليقدر عددهم الكلي ب 25 الف رغم تحذيرات الراديو وتمويها للسلطات الامنية قمنا في القيادة باستغلال القطار الي الخرطوم حتي محطة سوبا ومن هنالك كانت عربة في انتظارنا لتقلنا الي أم درمان بتوجيه من قيادة الحزب الشيوعي بينما عسكر المزارعون في ميدان عبدالمنعم والذي كان يعرف ب ( موقف 3) وفي ام درمان امضينا اليوم كله في نقاش لوضع الخطط والتدابير لمجابهة كافة الاحتمالات تحت اشراف مباشر من قبل (الشهيد) الشفيع أحمد الشيخ ومحمد سلام والذان كانا في حالة استنفار دائم حتي صبيحة اليوم التالي بينما كانت جموع المزارعين تحتل الميدان في انتظار المواجهة وفي غاية الحذر لدرجة أنهم رفضوا تناول الطعام الذي حمله لهم المواطنون تحسبا أن تكون أجهزة الامن التابعة للحاكم العام قد دست لهم السم في الطعام,

في الصباح حضر الاستاذ كامل محجوب بعربة بها مكبرات للصوت نذيع منها علي المزارعين البيان الذي اعددناه للحاكم العام ويحوي مطالبنا بموجب المادة 75 من قانون الحكم الذاتي وأهمها الحق في إختيار قيادة للمزارعين . بدأت المواجهة عندما قام مدير مديرية الخرطوم بتوجيه أمر التحرك للعسكر بضرب المزارعين فتصدي له أحد الضباط من أبناء القطينة ويدعي مهدي مصطفي وأبطل قرار مدير المديرية. في الثامنة صباحا حضر وفد حزب الامة بقيادة السيد الصديق المهدي مطالبا المزارعين وقياداتهم بتهدئة الموقف وفي ذات المقصد حضر وفد الحزب الوطني الاتحادي بقيادة شيخ علي عبدالرحمن الامين والسيد حماد توفيق وبدأت الامور تزداد تأزما حتي قامت السلطات بارسال وفد لمقابلة المزارعين برئاسة السيد سليمان أكرت الذي كلفه الحاكم العام بأن ينتدب المزارعون 5 اشخاص ينوبون عن لجنتهم لمقابلة السكرتير الاداري لترفض القيادة هذا العرض وترضخ السلطات لطلب اللجنة وهو مقابلة جميع اعضاء اللجنة للسكرتير الاداري وهنالك كان يتواجد السيد عبدالله محمد توم من أعيان المدينة عرب وأحد المؤيدين لاتحاد الشركة الزراعية المناوئ لحركة المزارعين الثورية ، لم يتردد شيخ الامين من الاعتراض علي وجود عبدالله محمد توم حتي تم ابعاده من حضور الاجتماع الذي لم يستمر طويلا حتي تمت الموافقة علي جميع مطالب قيادة المزارعين.حدثت مشادة بين شيخ الامين محمد الامين والسكرتير الاداري الذي أعاب علي شيخ الامين الخروج علي الديمقراطية بعدم اشراك بقية قيادات المزارعين الموالين لهم ويقصد مجموعة الازيرق لتجي كلمات شيخ الامين ردا مفحما " اين كانت هذه الديمقراطية التي تتحدثون عنها الآن وأنتم تستعمرون بلداً كاملا كالسودان ، إننا كسودانيين لم نختار الاستعمار ولم نختاركم مستعمرين لنا "

عند إنفضاض الاجتماع تم تبليغ المزارعين بالانتصار الذي تحقق علي أيدي قيادتهم بإنتزاع الحق في التنظيم وحل هيئة شئون المزارعين ليشتعل الميدان بالهتافات والتهليل والتكبير وكان مشهداً فوق التصور خاصة عندما تحركت ( اللواري ) تحمل جموع المزارعين في مشهد ملحمي يجسد النصر في أبهي صوره ولا يزال بعض أهل الخرطوم 3 يذكرون سحابة الغبار العالقة التي خلفتها حركة اللواري وهي تتحرك جنوبا بشارع الحرية نحو الجزيرة واصوات التنبيه ( البوري) تشق عنان السماء تصحبها الاكف الملتهبة بالتصفيق والحناجرالمنطلقة بالهتافات من علي جانبي الطريق

اضف الموضوع لصفحتنا فى التويتر
يوسف أحمد المصطفي.. 2/4
يواصل المناضل يوسف أحمد المصطفي أول سكرتير لحركة المزارعين في الجزيرة والمناقل سيرته ومسيرته النضالية مطلقاً العنان لذاكرته ترترسل وقائع الاحداث التاريخية التي كان شاهد عصر عليها . في الحلقة الاولي استعرضنا جانبا من سيرته الذاتية وخلفيته الدينية التي قادته للبحث عن الحقيقة والتي جعلته يتنقل بين جماعة انصار السنة المحمدية التي جمعته مع رفيق دربه شيخ الامين محمد الامين ثم أنتقاله الي الصوفية والتحاقه بالطريقة العجيمية في البرصة الي ان قاده اضراب المزارعين في الجزيرة عن زراعة القطن في 1946 متصديا للدفاع عن المزارعين وكون مع مع زملاءه أول حركة للمزارعين في السودان قاموا بالاعتصام في ميدان عبدالمنعم مجبرين سلطات الحاكم العام بتحقيق مطلبهم الرامي الي تكوين اتحادهم للدفاع عن قضاياهم .

قيام أول إنتخابات للمزارعين وبداية تآمر الحكومات والاحزاب:

في العام 1955 قامت اول إنتخابات للمزارعين فاز فيها كل مرشحي حركة المزارعين الثورية واصبح بذلك شيخ الامين رئيسا وشخصي سكرتيرا و عباس دفع الله أمينا للخزينة (المال) . لم تستمر هذه اللجنة عاما واحدا حتي تآمرت عليها الاحزاب وحكومة ( يحي الفضلي) واسقطتها ، هذا التآمر ارتبط بأحداث عنبر جودة والذي قامت فيه الحكومة الوطنية والتي لم تمض اسابيع علي تكوينها في فبرائر 1956 لتتصدي للمزارعين في كوستي وهم يطالبون بحقوقهم لتقوم السلطات بإطلاق النار عليهم وتردي 25 منهم قتلي ويزج بالباقين في أحد العنابر ( جودة ) ليموت عددا منهم وهم حوالي 219 بالاختناق لينفجر الموقف وتحدث معارضة قوية ضد الحكومة والتي بدأت في حملة إعتقالات واسعة شملت بعض قيادات اللجنة التنفيذية ، شيخ الامين محمد الامين وشخصي لتجتمع اللجنة التنفيذية في غيابنا ونحن بالمعتقل لتوكل قيادة الاتحاد في 17/5/1956 الي السيد جابر عثمان رئيسا مناوبا مكلفا بمهام شيخ الامين والسيد أحمد علي الحاج سكرتيرا مناوبا لشخصي بالاضافة الي بابكر دكين لأمانة المال.

قامت الحكومة وقتها بإهتبال فرصة إعتقال قيادات المزارعين و ( المكتب التنفيذي) لتعلن عن قيام إنتخابات لاختيار قيادة جديدة في عام 1957 وذلك بحضور السيد الصديق المهدي والد السيد الصادق واسماعيل الازهري ليفوز فيها السيد أحمد بابكر الازيرق ( اتحادي) رئيسا واحمد علي الحاج سكرتيرا و محجوب الامين لامانة المال.

طوال فترة الحكم العسكري الاول ( حكم عبود ) كنا نقود عملا سرياً علي الصعيدين السياسي والنقابي الذي يقودحركة المزارعين بالجزيرة .في العام 1963 قمنا بتحريض المزارعين بالاضراب عن لقيط القطن وطالبنا بتمثيل المزارعين في مجلس الادارة وضم عملية قليع القطن للحساب المشترك ورفع نسبة نصيب المزارعين في الشراكة من 46% الي 48% لتقوم حكومة عبود بإعتقال شيخ الامين وبقية القيادات وعندما أصبح الاضراب عن لقيط القطن واقعا لا محالة منه أذعنت الحكومة مؤخرا لمطالبنا وتم إطلاق سراح المعتقلين و أصر المزارعون علي أن يخاطبهم شيخ الامين شخصيا وبالفعل وافقت الحكومة تحت الضغط والاصرار لنقوم بتوفير عربة عليها مكبرات الصوت لشيخ الامين والذي طاف علي المزارعين واعلن لهم موافقة الحكومة علي تحقيق مطالبهم ليتم رفع الاضراب . في العام 1964 أجريت إنتخابات عامة للمزارعين فاز فيها بجدارة شيخ الامين بالرئاسة وشخصي في السكرتارية وحمدالنيل دفع الله أمينا للمال ونظرا لدور هذا الاتحاد في ثورة أكتوبر تم إختيار شيخ الامين وزيرا للصحة في حكومة أكتوبر وكانت تلك آخر دورة عملت فيها لتبدأ بعد ذلك سلسلة التآمر والالتفاف و استقلال السلطات وابتداع الاساليب الدخيلة علي العمل السياسي والنقابي لتجري إنتخابات 1965 والتي كانت عبارة عن تسوية سياسية منح بموجبها حزب الامة وكان مندوبه عمر نورالدائم منصب الرئيس والذي كان من نصيب الشيخ النور النعيم ويصبح السكرتير اتحاديا وكان محمد عبدالله الوالي ( والد جمال الوالي ) وكان امين المال ايضا اتحاديا وهو يوسف ابو الكرام بمباركة الشريف حسين الهندي وكان في تلك الفترة ولاول مرة يتم تمثيل المزارعين في مجلس إدارة المشروع وقد وقع الاختيار وقتها علي السيد محمد عبدالله الوالي و عثمان جاد الله واحمد الشيخ الجيلي.

في العام 1969 وبعد سحب الثقة من اللجنة التنفيذية والتي كانت برئاسة النور النعيم عاد شيخ الامين محمد الامين الي رئاسة الاتحاد مرة أخري وتولي الامين أحمد الفكي لاول مرة سكرتارية الاتحاد وأصبح سعد جادين أمينا للمال ولم افز في تلك الانتخابات ليتم تعييني في مجلس إدارة البنك المصري سابقا ( بنك الشعب التعاوني) وعين السيد عبدالله محمد الامين برقاوي في مجلس إدارة مؤسسة الدولة للسينما.

أول إنقلاب في حركة المزارعين:

في ابريل من عام 1970 قام نفر من المزارعين وابرزهم ، الصديق أحمد البشير ( عم الرئيس عمر البشير ) والسر كاسر ( من سكرتارية تحالف المزارعين حاليا ) وآخرين بإنقلاب أطاحوا فيه بالمكتب التنفيذي السابق مدعومين من وزير الزراعة وقتها عثمان ابوالقاسم وكونوا قيادة جديدة برئاسة عبدالرحيم ابوسنينة وسكرتارية داؤود عبداللطيف وتم إختيار محمد زين الدين أمينا للمال .
بدا ظهور المرحوم الطيب العبيد ود بدر الرئيس السابق عند فوزه عام 1973 بالرئاسة ووقتها كان السكرتير حسن مصطفي عبدالحليم ويوسف أبو الكرام امين للمال ومن أبرز احداث تلك الفترة الزمنية إضراب المزارعين الشهير في يونيو 1980 ( أيام نميري )والملاحظ أن قيادة الاتحاد ظلت كما هي دون تغيير الا في بعض المواقع حيث ظل الطيب العبيد ودبدر في موقعه منذ 1973 والي أن توفاه الله عام 2008 في ما عدا تلك الفترة المؤقته التي تولي فيها عبدالجليل حسن عبدالجليل الرئاسة وعبدالله عبدالرحمن سالم من ( سرحان ) السكرتارية ومحمد زين الدين من (القليع ) أمانة المال بعد الاقصاء المؤقت لود بدر من ( قرية النخيرة ) والامين أحمدالفكي من (العقدة ) وعلي عبدالله تمرة من (الجاموسي) والذي عمل في دورات 1978 الي 1983 الانتخابية ليتعاقب علي موقعه في أمانة المال بصورة شبه دائمة اسماعيل شمبول من قرية ( ودحسين ).

حركة المزارعين ، الانجازات والرؤية المستقبلية:

حمل المناضل يوسف أحمد المصطفي هم حركة المزارعين مع زملائه ورفقائه المزارعين معددا جملة من الانجازات التي تحققت علي ايديهم بدأً باشاعة مبدأ ديموقراطية العمل المطلبي واقرارشعار ، لكل حزبه والنقابة للجميع وكان هذا اساس نجاح الحركة التي إلتف حولها كل المزارعين ، من الانجازات التي تحققت ، إنتزاع الحق الديمقراطي بتكوين إتحاد المزارعين وتمثيل اتحادهم في مجلس إدارة المشروع وتكثيف وتنويع التركيبة المحصولية والتوسع في زراعة القمح والتي كانت محدودة وتعديل الحساب المشترك بإدخال بعض العمليات التي كانت تقع علي عاتق المزارع مثل (قليع ) القطن ورفع نصيب المزارع في الحساب المشترك وإدخال محصول الفول والبستنة ووضع العديد من دراسات الجدوي لجعل المشروع وحدة انتاجية متكاملة بإدخال التصنيع الزراعي والانتاج الحيواني الميكنة لرفع الانتاجية وتنشيط الحركة التعاونية وسط المزارعين بداية وإدخال ولاول مرة الحاصدات الزراعية وقشارات الفول وقيام مطحن دقيق قوز كبرو ومصانع الزيوت وبناء قاعدة متينة لصناعة الغزل والنسيج . كل هذه المشاريع التعاونية الناجحة تم تدميرها بواسطة القيادة الحالية وبيعت بأبخس الاثمان الي درجة أن شهد شاهد منهم بقوله " الشيوعيين عملوها والاسلاميين لغفوها ".

من خلال النضال داخل حركة المزارعين كانت تواجهنا الكثير من العقبات ، يواصل المناضل يوسف أحمد المصطفي في سرده التاريخي الشيق ، هذه العقبات كنا نتقلب عليها بفضل وحدة وتماسك المزارعين حول قيادتهم الا أن لكل نجاح أعداء . حملات العداء بدأت منذ الاستعمار الذي حاول ضرب حركتنا بشتي الطرق والوسائل مستخدما فيها بعض العناصر المحلية التي اعمت الغيرة بصيرتها وتحولت الي تآمر مكشوف استثمرته بعض الاحزاب السياسية التي تختفي وقت الشدة وتظهر عندما (تبرد) الحارة . من هنا كانت البداية لمحاولات تذويب حركة المزارعين داخل حوش الاحزاب وإحتواء بعض القيادات التي انجرفت وراء الاجندة الخاصة لتتعامل مع حركة المزارعين وفق منظور الكسب السياسي الذي قاد التي تفتيت وحدة المزارعين بالاضافة الي الدور الذي قامت به الحكومات المتعاقبة وخاصة الانظمة الشمولية وطوال فترة مايو والي الآن لم تشهد حركة المزارعين بعثا جديدا علي مستوي القيادة أو علي صعيد الانجازات ويكفي ما إنتهي اليه المشروع بفضيحة ما يعرف بقانون 2005 لمشروع الجزيرة والدور الذي لعبته القيادة الحالية في تنفيذ هذا القانون والذي هدف الي توجيه الضربة القاضية الي مشروع كفل كل السودان. في ظل التطور العلمي وثورة الحاسوب أعاد العالم كله والدول من حولنا صياغة خطط المستقبل لتستوعب متطلبات الالفية الثانية والعالم كله ينظر الي السودان بوصفه سلة غذاء الكون ومشروع الجزيرة المرشح الاوحد لملئ هذه السلة ولكن إذا عرف السبب بطل العجب ، إن كل هذا النقع المثار وكل هذه العجلة في تطبيق قانون 2005 هي عملية سرقة واضحة لبنيات المشروع التي تقدر بحوالي 42 مليار دولار تعتبر ملكا خاصا بالمزارعين ، دفعوا قيمته من الخصومات التي كانت تقوم بها الحكومة . ما يحدث في مشروع الجزيرة الآن ما هو الا مخطط خطير لاكبر عملية سرقة بالبلاد يستخدم فيها القانون يعني ( سرقة قانونية ) يستوجب علي المزارعين استنفار كل الجهود والامكانيات المتاحة وغيرها للدفاع عن مشروع الجزيرة لانه اصبح راسمال المزارعين وشرفهم ومستقبل أجيالهم القادمة .

اعتقد أن مستقبل هذا المشروع لابد أن يصبح وحدة إنتاجية واحدة ومتكاملة وأن تقوم الدولة بإعادة تأهيله وفقا للمستحدثات والمتغيرات العلمية الحديثة وتوجيه عائدات الثروة النفطية (الناضبة ) لاستثمارها في النهوض بالمشروع وهذه واحدة من الرؤي والاطروحات التي يتبناها ويناضل من أجلها تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل والذي يعبر بصدق وإخلاص عن قضايا المزارعين الحقيقية ولعل هذا ما يجعلني أكثر ثقة و إطمئنان بأن حركة المزارعين الآن في أيدي أمينة وان ما قمنا بغرسه لم ولن تذروه رياح التآمر والالتفاف والمصالح الذاتية الضيقة رغم إرهاب الانظمة الشمولية والقيادات الدمي الاراجوزية التي آزرت وناصرت السلطان علي حساب قضية المزارعين .



أحدث المقالات

  • إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (4) الأوساخ والمخلفات والأنقاض بقلم توفيق عبدا لرحيم منصور 08-21-15, 04:45 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
  • الحقيقة الغائبة وراء تدمير مشروع الجزيرة .. الاسباب ، الدوافع و الاساليب ! بقلم حسن وراق 08-21-15, 04:41 PM, حسن وراق
  • اغتيال صحفي سوداني بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-21-15, 04:00 PM, فيصل الدابي المحامي
  • انجيبك انجيبك لو صرت بعرين السبع هم انجيبك العراقيون والمالكي والطريقة الاوكرانيه بقلم صافي الياسري 08-21-15, 03:57 PM, صافي الياسري
  • قضية حياة اسرى حركة العدل و المساواة...قضية حياتنا جميعا.. بقلم:امير(نالينقيي) تركي جلدة اسيد 08-21-15, 03:55 PM, مقالات سودانيزاونلاين
  • (الحاري.. ولا المتعشم)!! بقلم عثمان ميرغني 08-21-15, 03:54 PM, عثمان ميرغني
  • الغُلُوُّ والتَّطَرُّف.. حدود المفهوم وضوابطه بقلم الطيب مصطفى 08-21-15, 03:49 PM, الطيب مصطفى
  • صراع العقل و البندقية في السودان (2) بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 08-21-15, 02:54 PM, زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • اجتماع البشير مع قياداته العسكرية، الحلقة الثانية بقلم طالب تية 08-21-15, 02:49 PM, طالب تية
  • برلمان جنوب افريقيا يحاكم الرئيس زوما في ملف الرئيس البشير ؟ الحلقة الثانية ( 2-3 ) بقلم ثروت قاسم 08-21-15, 02:45 PM, ثروت قاسم
  • "الحوار الوطني" جهد فارغ، وأحابيل إسلاميين بقلم صلاح شعيب 08-21-15, 02:43 PM, صلاح شعيب
  • سوداني واحد يغير سياسة فرنسا وبريطانيا العظمى! بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-21-15, 02:41 PM, فيصل الدابي المحامي
  • السودان… الكرة في ملعب الشعب بقلم خالد الاعيسر 08-21-15, 05:10 AM, خالد الأعيسر
  • لزول الوسيم: عبد الخالق محجوب في ربيعه الثامن والثمانين (4 مقالات) 1) حزبه، مأثرته، بركته 08-21-15, 05:06 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • إسألوا اللصوص : ...من أين لك هذا ؟ بقلم محمد عبد المجيد أمين (براق) 08-21-15, 05:04 AM, محمد عبد المجيد أمين(عمر براق)
  • بين القومية والقبلية بقلم هلال زاهر الساداتي 08-21-15, 05:02 AM, هلال زاهر الساداتى