Post: #1
Title: لا تحسبوه شراً لكم بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 08-19-2015, 02:33 PM
02:33 PM Aug, 19 2015 سودانيز اون لاين الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
نعم ، لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ.. فقد هزت قضية العاملات السودانيات اللائي امتهنت كرامتهن وتعرضن للتعذيب والإهانة ، وربما لأكثر من ذلك ، على أيدي كفلائهن في السعودية ودول الخليج .. هزت تلك القضية البلاد طولاً وعرضاً وملأت الدنيا وشغلت الناس، وذلك ما يجعلني أشعر أن بين يدي تلك المحنة التي تعرضت لها حرائر السودان منحة يسوقها الله إلينا حتى نوقف تلك الجريمة البشعة التي ظلت ولا تزال ترتكب يومياُ في حق كرامة هذا الشعب الكريم من خلال الإساءة إلى بعض فتياته ونسائه بل ورجاله. فقد تفجرت القضية بعد أن هربت إحدى السودانيات جراء التعذيب والإهانة التي تعرضت لها في بيت كفيلها الذي كانت تعمل مع أسرته وهي للأسف فتاة جامعية في بداية العشرينات من عمرها لكن كفيلها طلب مبلغ 14500 ريال سعودي زعم أنه صرفه لاستجلابها من خلال أحد مكاتب الاستخدام وذلك مقابل تسريحها والسماح لها بمغادرة منزله، وما أن بلغ الخبر بعض السودانيين المقيمين في المملكة حتى ضجت به الأسافير والوسائط الإعلامية وتدافع (إخوان فاطنة) من أبناء السودان بالمناكب لإنقاذ تلك الفتاة وسددوا المبلغ للكفيل. قبل أن أستطرد إسمحوا لي قرائي الكرام أن أتغزل في هذا الشعب الذي ينتصر بعض بنيه لكرامة تلك الفتاة ولكرامة وطنهم الكريم بهذه الهبة الوطنية والأخلاقية المدهشة، وأرجو ألا يعيّرني أحدهم بالركاكة إذ أخرج عن هذا الموضوع الخطير إلى الحواشي، فوالله ما هي بحواشي أن يعرف هذا الشعب قدره وذلك ما ينبغي أن نكتب عنه ونؤكد عليه تواصيا على الحفاظ على ما حبانا الله به من خصائص نتفرد بها دون العالمين .. وهل التربية الوطنية إلا كذلك؟ نعم ، إن هذا الشعب يتمتع بصفات لا يماثله فيها شعب آخر من شعوب الدنيا.. شعب يحمل بعض بنيه اسم (عوج الدرب) لأنه كان ولا يزال (يعوج) الدرب بحثا عن الضيوف وعابري السبيل ليكرمهم بصورة لربما لو شاهدها حاتم الطائي لغبطهم .. وهل أدل على ذلك من الفيلم القصير الذي وثقته كاميرا قناة الجزيرة الفضائية لتحدث به العالم عما يفعله أهل السودان قبل ساعات من موعد الإفطار في شهر رمضان، وهم يغلقون الشوارع في شارع مدني وفي شارع الخرطوم عطبرة وفي كل شوارع وطرق السودان ليوقفوا البصات والسيارات وينزلوا المسافرين ليتناولوا معهم بالحرام والطلاق ما يتدافعون- رغم ضيق حالهم- لإخراجه من بيوتهم من طعام وشراب بذلاً وإيثاراً لا يمكن أن يخطر على قلب بشر في غير هذه البلاد ومن غير هذ الشعب الفريد. ذلك ما أدهش القائم بالأعمال الأمريكي وهو يرى العمائم الممدودة على امتداد شارع الأسفلت أمام ناظريه لتوقف موكبه القادم من ولاية نهر النيل في طريقه إلى الخرطوم قبيل المغرب في يوم من أيام رمضان.. لا أشك أن الرجل ذعر من المشهد ظاناً أنهم قطاع طرق ممن ظل يكتب عنهم يوميا لوزارة خارجيته ليحدث عن الإرهاب وانعدام الأمن وعمليات التطهير العرقي وغير ذلك مما يحلل به مخصصاته ومنصبه الذي ما ابتعث به إلى بلادنا المكروهة لدى أمريكا إلا ليزيد من أوجاعها تضييقا على شعبها الصابر المحتسب فإذا به يرى شيئاً آخر في قرية الكباشي لم يره ولن يراه في بلاده التي يحاسب الرجل فيها زوجته على القليل. لم أتحدث عن سلبيات الشخصية السودانية فذلك قد يقتضيه مقام آخر فالمقام الآن يتحدث عن هبة أبناء السودان للانتصار لشرف إحدى بنات وطنهم وسمعة بلادهم. أقول إن السفارة حسب علمي تصرفت في حدود المتاح لها بروتوكولياً.والمطلوب منها إحكام التنسبق مع السلطات السودانية المختصة لمنع استخدام السودانيات في تلك المهن المسيئة لكرامتهن وكرامة وطنهن . إن ما يحدث قي الخليج وفي مدينة دبي تحديداً أسوأ بكثير، فقد تأثرت سمعة السودانيات كثيراً بفعل بعض الممارسات السالبة من بعض الفتيات السودانيات، وهذا ما يحتاج إلى وضع ضوابط أكثر صرامة. مما أدهشني بحق قول أحد مكاتب الاستخدام لصحيفة (السوداني) إن النساء لا يسمح لهن باللحاق بأزواجهن في المملكة إلا بتأشيرة عاملة منزل.. إن كان ذلك كذلك فإنه يحتاج إلى تدخل من وزارتي الخارجية والعمل حتى يصحح هذا الخلل الكبير.. والحديث ذو شجون.
أحدث المقالات ملهاة تاريخ زنيم !!! شعر نعيم حافظ 08-19-15, 02:04 AM, نعيم حافظإحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (2) المغالق شطحت وبالغت ..بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 08-18-15, 11:01 PM, توفيق عبد الرحيم منصورسودانيات تحت الاستغلال وسوء الاستخدام بقلم نورالدين مدني 08-18-15, 10:56 PM, نور الدين مدنيإحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (1) النفايات الخطرة ومشروع السليت .. بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 08-18-15, 10:54 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
|
|