المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (2 من 11) بقلم محمد وقيع الله

المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (2 من 11) بقلم محمد وقيع الله


08-16-2015, 10:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1439761208&rn=1


Post: #1
Title: المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (2 من 11) بقلم محمد وقيع الله
Author: محمد وقيع الله
Date: 08-16-2015, 10:40 PM
Parent: #0

10:40 PM Aug, 17 2015
سودانيز اون لاين
محمد وقيع الله-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



قدم الفيلسوف الألماني كارل ماركس مفهوم المادية الجدلية، في أواسط وأوخر القرن قبل الماضي، ليفسر به تطورات الحياة البشرية من منطلق الصراع الطبقي، الذي زعم أنه الحقيقة الأولى في الحياة الإنسانية. إذ:" إن تاريخ جميع المجتمعات هو تاريخ صراع الطبقات "، كما قال.
(المصدر: كارل ماركس وفريدريك إنجلز، بيان الحزب الشيوعي، دار التقدم، موسكو، د. ت. ص 36 - 37).
وصراع الطبقات في نظر كارل ماركس عبارة عن صراع عنيف ضارٍ على المكاسب والامتيازات المادية، التي دفعت طبقات بعينها لاستغلال طبقات أخرى، ودعت الطبقات المظلومة إلى الثورة على ظالميها.
وفي تحليله لأسباب الصراع الطبقي ميَّز ماركس بين بنيتين اجتماعيتين أساسيتين هما: البنية التحتية والبنية الفوقية.
وأما التحتية فتشمل النواحي الاقتصادية في المجتمع، بما فيها أنماط الإنتاج وعلاقات العمل. وأما الفوقية فتشمل النواحي السياسية، والقانونية، والدينية، والعقائدية، والأدبية، والفنية، للمجتمع، والتي هي في مجملها ليست أكثر من مجرد انعكاس روحي وثقافي للبنية التحتية!
وفي تحليله للبنية التحتية جعلها قسمين هما: أنماط الإنتاج، علاقات الإنتاج. وأما أنماط الإنتاج فهي نظم الإنتاج الأساسية في المجتمع، وهي نظم تتغير بتطور الحضارة الإنسانية عبر العصور:" فالطاحونة اليدوية تعطيك مجتمعا نمط الإنتاج السائد فيه هو النمط الإقطاعي. وأما الطاحونة البخارية فإنها تعطيك مجتمعا نمط الإنتاج السائد فيه هو النمط الصناعي الرأسمالي ".
(المصدر:
Marx, Karl, The Poverty of Philosophy, Charles H. and Co. Chicago,1934, P. 73.(
ومهما تبدل نمط الإنتاج فإن صفة واحدة على الأقل قد لازمت كل أنماط الإنتاج عبر التاريخ البشري وهي صفة ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، أو بلغة أدق ظلم المُلَّاك وأصحاب رؤوس الأموال للعمال، الذين تم تهميشهم وتتبيعهم بصورة كاملة لإرادة الملاك والرأسماليين.
وأما (علاقات الإنتاج ) فقد قصد بها صاحب فكرة المادية الجدلية نوع العلاقات التي تربط ما بين المخدِّم والمستخدَم، وهي علاقات تختلف باختلاف أنماط الإنتاج.
ففي نمط الإنتاج الإقطاعي مثلا، كانت علاقات الإنتاج التي تربط بين أصحاب العمل والعاملين علاقات شبه شخصية، تتضمن مسؤوليات واسعة متبادلة بين الطرفين.
وأما في نمط الإنتاج الرأسمالي فتتلخص علاقات الإنتاج في مجرد دفع الرأسماليين لمرتبات العاملين، كقيمة أو ثمن للعمل الذي يبذله هؤلاء في عمليات الانتاج من غير وجود أي روابط إنسانية أخرى.
وهكذا شهدت كل حقبة تاريخية نمطا معينا للإنتاج، تشكلت طِبقا له شبكة مخصوصة من علاقات الإنتاج، متسقة ومتناغمة مع ذلك النمط الإنتاجي.
وتدريجيا تتالت التطورات في كل نمط إنتاجي حتى تحول إلى نمط إنتاج جديد، هذا بينما بقيت علاقات الإنتاج متجمدة على الشكل السابق.
ومن هنا انفجر التناقض والصراع بين نمط الإنتاج الجديد وعلاقات الإنتاج الموروثة من النمط السابق.
ومن التناقض بين أنماط الانتاج علاقات الانتاج، انفجرت الثورات التاريخية، التي نقلت النوع البشري عبر أنماط الإنتاج المختلفة، من نمط الشيوعية البدائية، إلى المجتمع العبودي، إلى المجتمع الاقطاعي، ثم إلى المجتمع الرأسمالي.
ولكن كل ثورة من هذه الثورات ما زادت، على حسب رأي ماركس، على أن دفعت بمقاليد القوة الاقتصادية والسياسية إلى طبقة اجتماعية جديدة، هيمنت على بقية الطبقات واضطهدتها.
وهذا ما أدى بماركس إلى أن يقرر بوضوح أن أسباب الاضطهاد والظلم الطبقي ترجع إلى قضية الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، فهي الآفة التي تنشأ عنها كافة الشرور والمظالم.
وادعى أنه بدون استئصال شأفة هذه الآفة، وقطع دابرها، سيظل التناقض مستمرا مهما تبدلت أنماط الانتاج وعلاقاته.
هذه هي الصورة الموجزة المعبرة تعبيرا سريعا صحيحا عن فكرة المادية الجدلية، وعن وجهة الفكر المادي الماركسي اللينيني برمته، فما علاقة معاوية محمد نور بكل ذلك، وهو الذي لم يكن ماركسيا ولا ماديا من الوجهة الفلسفية، ولا كان متعاطفا مع الماركسيين الماديين؟!
بل كان على النقيض من ذلك تلميذا نجيبا مخلصا في مدرسة إمام الفكر عباس العقاد، الذي بعث أقوى نقد منطقي سُدِّد إلى وجه المذهب المادي الشيوعي على نطاق العالم أجمع!



أحدث المقالات
  • أسباب انضمام الشباب البريطانيون من السودان لتنظيم داعش في سور بقلم د. أحمد هاشم 08-16-15, 06:03 PM, أحمد هاشم
  • قضايا ليست كذلك أرضاُ سلاح بقلم بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان 08-16-15, 05:57 PM, محمد زين العابدين عثمان
  • ويتواصل الضجيج داخل الأحزاب والحركة الإسلامية بقلم صلاح الباشا 08-16-15, 05:55 PM, صلاح الباشا
  • رابعة ،، النهضة "الأرض شربت الدم" ..!!؟؟ - د. عثمان الوجيه 08-16-15, 05:54 PM, عثمان الوجيه
  • وحدة فتح بمنظور المستجدات الفادمة"" نظرة تحليلية" بقلم سميح خلف 08-16-15, 05:53 PM, سميح خلف
  • لا.. لزيادة مخصصات أعضاء البرلمان!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-16-15, 05:10 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • إخوان السودان واللعب بنار الهوية بقلم صلاح شعيب 08-16-15, 05:05 PM, صلاح شعيب
  • ثور الساقية !! بقلم صلاح الدين عووضة 08-16-15, 05:03 PM, صلاح الدين عووضة
  • المعادن وأحاديث الإفك! بقلم الطيب مصطفى 08-16-15, 05:01 PM, الطيب مصطفى
  • تأشيرة إبتلاع ..!! بقلم الطاهر ساتي 08-16-15, 04:59 PM, الطاهر ساتي
  • فلسطين فوضى واضطرابٌ وخرابٌ وفسادٌ بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-16-15, 08:08 AM, مصطفى يوسف اللداوي
  • المقاتلون الصادقون لا يضعفون ولا يبكون شهداءهم بقلم صافي الياسري 08-16-15, 07:44 AM, صافي الياسري
  • المغتربون : وجرجير حسين خوجلي!!2 /2 بقلم حيدر احمد خيرالله 08-16-15, 07:27 AM, حيدر احمد خيرالله
  • على ماذا تعتمد (داعش) في حروبها ضد المسلمين!؟ (2) بقلم خالد الحاج عبد المحمود 08-16-15, 07:26 AM, خالد الحاج عبدالمحمود
  • أضواء على مطار الخرطوم الجديد2 بقلم محجوب أبوعنجة أبوراس 08-16-15, 07:22 AM, محجوب أبوعنجة أبوراس
  • التريـث والتـريث يـا عمـر حسـن البشيــر !! 08-16-15, 07:18 AM, عمر عيسى محمد أحمد
  • تصريحات مربكة في قضايا مصيرية بقلم نورالدين مدني 08-15-15, 10:11 PM, نور الدين مدني
  • العنصرية والأنانية هما أسُ الدَاء(3) نماذج للعنصرية والأنانية فى السودان بقلم عبد العزيز سام 08-15-15, 10:08 PM, عبد العزيز عثمان سام