قناة السويس والإنذار الروسي بقلم د. أحمد الخميسي

قناة السويس والإنذار الروسي بقلم د. أحمد الخميسي


08-08-2015, 07:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1439057349&rn=1


Post: #1
Title: قناة السويس والإنذار الروسي بقلم د. أحمد الخميسي
Author: أحمد الخميسي
Date: 08-08-2015, 07:09 PM
Parent: #0

07:09 PM Aug, 08 2015
سودانيز اون لاين
أحمد الخميسي-مصر
مكتبتى فى سودانيزاونلاين







" تطرق الزعيم السوفيتي خروتشوف في حديثه مع القادة الانجليز إلي كافة القضايا مطلقا دعاباته وضحكاته خلال حديثه. وفجأة استدار خروتشوف إلي زوجة أنطوني إيدن رئيس الوزراء البريطاني وسألها مضفيا على ملامحه سذاجة ريفية :" بالمناسبة يا مدام إيدن.. هل تعلمين كم رأس نوويا يلزم لتدمير جزيرتكم الصغيرة بالكامل؟!". تكهرب الجو فورا من سؤال خروتشوف الغريب والمفاجئ، وساد صمت مطبق وراح القادة البريطانيون يحملقون في وجوه بعضهم البعض بتوتر! وواصل خروتشوف حديثه مع مدام إيدن:" لا تعرفين؟! أنا أعرف". وجال بنظرة ماكرة على الجالسين قائلا:"خمسة رؤوس نووية تكفي لذلك وهي متوفرة لدينا. وعندنا أيضا الصواريخ القادرة على حملها إليكم إذا اقتضى الأمر!وفرنسا .. أتعلمون كم تحتاج؟ طبعا لا تعلمون؟ أحد عشر رأسا نوويا هي أيضا متوفرة عندنا"!

كانت تلك إشارة ودية مرعبة لبريطانيا وفرنسا اللتين لم يكن لديهما سلاح نووي حينذاك عندما قام خروتشوف عام 1956 بزيارة رسمية لبريطانيا بدعوة من أنطوني إيدن، وجلس مع القادة الانجليز في قصر حكومي بمنطقة تشيكرز يشرب الشاي معهم قرب المدفأة. وكما يروي سيرجي ابن خروتشوف الذي سجل مذكرات والده ونشرها، فإن خروتشوف كان يهوى مفاجأة من حوله، كما فعل فيما بعد عام 1960 حين نزع حذاءه وطرق به منصة الأمم المتحدة عندما رفضت أمريكا الاعتراف بالصين الشعبية، ثم هبط من عند المنصة وقد ترك فردة حذائه على المنبر وعاد إلي مقعده وسط ذهول ودهشة الأمم المتحدة وهو يعرج بفردة حذاء واحدة! وقد عاد خروتشوف فجدد إشارته قرب المدفأة للسلاح النووي عندما أمم جمال عبد الناصر قناة السويس ووقع العدوان الثلاثي. وكان وزير الخارجية ديمتري شيبيلوف قد فضح- في خطابه في 17 أغسطس 1956 بمؤتمر لندن بشأن القناة- مخطط الدول الغربية لمد امتياز القناة حتى عام 2008! وحين هاجمت إسرائيل وبريطانيا وفرنسا مصر في 29 أكتوبر، وجه الاتحاد السوفيتي في 5 نوفمبر إنذاره الشهير بإنذار" بولجانين" إلي لندن وباريس وتل أبيب، وجاء فيه بالنص :

"السير/ أنطوني إيدن رئيس الحكومة البريطانية ، المسيو / جي موليه رئيس الحكومة الفرنسية. تجد الحكومة السوفيتية نفسها مضطرة إلى لفت نظركم إلى الحرب العدوانية التي تشنها بريطانيا وفرنسا ضد مصر، والتي لها أوخم العواقب على قضية السلام. ترى كيف كانت بريطانيا تجد نفسها إذا ما هاجمتها دولة أكثر قوة تملك كل أنواع أسلحة التدمير الحديثة؟ هناك دولة الآن لا يلزمها إرسال أسطول أو قوة جوية إلى سواحل بريطانيا بل يمكنها استخدام وسائل أخرى مثل الصواريخ. إننا مصممون على سحق المعتدين، وإعادة السلام إلى نصابه في الشرق الأوسط، عن طريق استخدام القوة. إننا نأمل في هذه اللحظة الحاسمة أن تأخذوا حذركم، وتفكروا في العواقب المترتبة على ذلك.

السيد/ دافيد بن جوريون. إن الحكومة الإسرائيلية المجرمة التي تفتقر إلى الشعور بالمسئولية تتلاعب الآن بأقدار العالم وبمستقبل شعبها بالذات.

مارشال الاتحاد السوفيتي نيقولاي بولجانين"

قبل أن يسلم السفير السوفيتي ذلك الإنذار إلي القادة البريطانيين في لندن، طلبه خروتشوف وقال له:"قل لهم وأنت تسلمهم المذكرة إن خروتشوف يذكركم بحديثه حينذاك بجوار المدفأة في تشيكرز"! فيما بعد سجل خروتشوف في مذكراته أن رئيس الوزراء أنطوني إيدن ما أن علم بخبر الإنذار حتى هب من فراشة في لباسه الداخلي ليتصل بالفرنسيين ويحثهم على وقف الحرب فورا. ويقول سيرجي ابن خروتشوف" طالما سألت نفسي كيف عرف والدي أن أنطوني إيدن هب ليتصل بباريس وهو في لباسه الداخلي؟ ثم تذكرت أنه كان لدي السوفيت حينذاك أشهر جاسوس بريطاني وهو فيلبي الذي كان مطلعا على أدق التفاصيل"!

تلقت باريس ولندن وتل أبيب الإنذار في الخامس من نوفمبر، وفي السابع من نوفمبر توقفت العمليات العسكرية وبدأ انسحاب المعتدين. وفي العاشر من نوفمبر لكي تؤكد موسكو على موقفها نشرت وكالة " تاس" بيانها الشهير الذي جاء فيه أن قيادة الاتحاد السوفيتي:" تؤكد أنه في حال عدم سحب فرنسا وبريطانيا وإسرائيل لقواتها من الأراضي المصرية فإن الهيئات السوفيتية لن تتردد في السماح بالسفر للمتطوعين من المواطنين الروس للقتال إلي جانب الشعب المصري ودعمه في نضاله من أجل الاستقلال".

وكانت جموع من المواطنين السوفيت قد تدفقت إلي قلب موسكو تعلن استعدادها للسفر والقتال إلي جنب الشعب المصري في معركته من أجل حريته واستقلاله. ولم تكن تلك المرة الوحيدة أو الأخيرة التي وقفت فيها الاشتراكية مع مصر، فقد تلا هزيمة عدوان 56 بناء السد العالي بمساعدات سوفيتية، ومشروعات الصناعات الثقيلة، وتسليح الجيش المصري، وتعويضه عن كل خسائره في حرب 1967، ودعمه في حرب الاستنزاف. وفي عام 1969، كانت بدهشور ثكنة عسكرية روسية تساهم في محو آثار العدوان، وفي أثناء إحدى الغارات الإسرائيلية رفض أحد الضباط الروس أن يحتمي بالخندق، وفضل البقاء واقفا تحت القصف، ذراعه مفرودة وأصبعه يشير إلي الطائرات المغيرة، مصدرا أوامره بفتح النيران وردها. وسقط شهيدا فوجد رفاقه صعوبة في إدخال جثمانه إلي النعش بسبب ذراعه التي تجمدت مفرودة لأعلى نحو السماء، فلم تطمرها الأحداث، ولا طواها التاريخ، ولا كسرتها في الذاكرة كل التحولات الكبرى، ذراع الفكرة الاشتراكية، والتضامن مع حرية الشعوب، أراها ترفرف من وراء الغيوم ونحن نحتفل بمولد قناة جديدة، ابنة القناة الأم.

***

أحمد الخميسي . كاتب مصري



أحدث المقالات


  • ساعة إعتقال البشير في نيويورك آتيةٌ لاريب فيها بقلم مصعب المشـرّف 08-08-15, 03:59 PM, مصعب المشـرّف
  • يسن عمر الامام ,اخجل ان احدث الناس عن الاسلام! بقلم حسن البدري حسن - المحامي 08-08-15, 03:55 PM, حسن البدرى حسن
  • حصاد المشروع الحضاري, انما هي بضاعتكم ردت أليكم بقلم المثني ابراهيم بحر 08-08-15, 03:50 PM, المثني ابراهيم بحر
  • فيم الحيرة أيها الوالي ؟ |إنها تكليف (1) بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 08-08-15, 03:49 PM, سيد عبد القادر قنات
  • إعفاء الفريق محمد عطا،، وتعين اللواء محمد مختار بدلاً عنه بقلم جمال السراج 08-08-15, 03:46 PM, جمال السراج
  • عندما ينهزم الإعلام المهني..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-08-15, 03:43 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • سلوكنا الثقافي مشترك في اشاء كثيرة ,هو اقوي دليل علي وحدتنا بقلم عبد الباقي شحتو علي ازرق 08-08-15, 03:42 PM, عبد الباقي شحتو علي ازرق
  • حل ازمة مياة ولاية الخرطوم: بقلم محمد النور ابراهيم - السويد 08-08-15, 03:39 PM, مقالات سودانيزاونلاين
  • لا حلول سياسية بعد حديث البشير ل"الجالية السودانية" في نواكشوط!! بقلم: احمد قارديا 08-08-15, 03:38 PM, أحمد قارديا خميس
  • المشروع الإيراني والعواصم الأربع! بقلم محمد الرميحي 08-08-15, 03:36 PM, مقالات سودانيزاونلاين
  • الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب الجزء الرابع بقلم محمد الحنفي 08-08-15, 03:34 PM, محمد الحنفي
  • المجد للشهيد الرضيع علي دوابشة بقلم سري القدوة 08-08-15, 03:33 PM, سري القدوة
  • فنجان قهوة سادة مع ناصر اللحام بقلم د. فايز أبو شمالة 08-08-15, 03:31 PM, فايز أبو شمالة
  • لظّلم الصّارخ في سوسيـــا بقلم: : أ.د. ألون بن مئيـــــــــــــــــــر 08-08-15, 03:30 PM, ألون بن مئير
  • حرمان الشعب الفلسطيني من حق الدفاع عن النفس بقلم نقولا ناصر* 08-08-15, 03:28 PM, نقولا ناصر
  • تاييد مشروط باقامة العدل للسيسى وطلبات الاقباط قبل زيارة بوتين لمصر بقلم جاك عطالله 08-08-15, 03:26 PM, جاك عطالله
  • السيسى وجحا والحمار بقلم رفيق رسمى 08-08-15, 03:25 PM, رفيق رسمى
  • مشيرة...الخطيرة......... بقلم توفيق الحاج 08-08-15, 03:23 PM, توفيق الحاج
  • ((اللعنات تتوالى على الأرض بسبب مُوالاة بني إسرائيل)) بقلم رحاب أسعد بيوض التميمي 08-08-15, 03:21 PM, رحاب أسعد بيوض التميمي
  • مع مارسيل خليفة في بيت الدين بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-08-15, 03:20 PM, مصطفى يوسف اللداوي
  • أين غزة من جريمة حرق عائلة دوابشة؟ بقلم د. فايز أبو شمالة 08-08-15, 03:19 PM, فايز أبو شمالة
  • الدين والعقل تحليل الجذور لتجاوز الواقع الراهن تشريح جانب من الأزمة بقلم جمال ادريس الكنين 08-08-15, 02:49 PM, جمال ادريس الكنين
  • هذا أو الانتفاضة! بقلم عثمان محمد حسن 08-08-15, 02:44 PM, عثمان محمد حسن
  • مرحباً بساندوتش الطعمية وداعاً للبيرقر!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-08-15, 02:42 PM, فيصل الدابي المحامي
  • السودان وسنوات التيه بقلم شوقي بدرى 08-08-15, 02:40 PM, شوقي بدرى
  • الانقاذ.. اعادة تدوير الاستهبال بقلم حيدر الشيخ هلال 08-08-15, 02:38 PM, حيدر الشيخ هلال
  • الصادق المهدي يعلن من لاغوس إن الإسلام دخل افريقيا قبل دخوله المدينة المنورة؟ الحلقة الثانية 2-5 08-08-15, 04:46 AM, ثروت قاسم
  • (وإلا ماحتكون داعش فقط)!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-08-15, 04:40 AM, حيدر احمد خيرالله
  • من أجل سموات آمنة: دور الطقس في حوادث الطائرات : ايربص السودانية A310والفرنسية A330نموذجا بروفيسور 08-08-15, 04:38 AM, بروفيسور محمد الرشيد قريش
  • النزاعات القبلية وصلت الخرطوم بقلم نورالدين مدني 08-08-15, 04:36 AM, نور الدين مدني
  • أمهات قتلي دارفور لوالدة البشير: لا لموت ابني.. ليحيا ابنك.. ناشطون يطلقون علي عيد الحركة "يوم أم ال 08-08-15, 04:34 AM, أحمد قارديا خميس
  • مدمعي الوكاف قصيدة على نسق الحقيبة...شعر: الطيب النقر 08-08-15, 04:32 AM, الطيب النقر
  • كيف يدعم الرئيس اوباما الرئيس البشير بالمغتغت ؟ بقلم ثروت قاسم 08-08-15, 04:29 AM, ثروت قاسم
  • باشا وأبواب الشوارع - قصة قصيرة بقلم الحاج خليفة جودة - سنجة 08-08-15, 04:27 AM, الحاج خليفة جودة
  • جامعة كردفان الإقطاعيه المنسيه و ( تخريج البلاوى والأزمات ) بقلم ياسر قطيه 08-08-15, 04:25 AM, ياسر قطيه
  • إختطاف الحوار.. كيف؟!!بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-08-15, 04:22 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • الوُد بين عمر البشير و عبدالفتاح السيسي بقلم عثمان محمد حسن 08-08-15, 04:20 AM, عثمان محمد حسن
  • منصور عبدالقادر البطل المكلل بالتبجيل بقلم محمد بركة محمد 08-08-15, 04:18 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • البدينقا والمحجان .. بقلم شوقى بدرى 08-08-15, 00:27 AM, شوقي بدرى
  • السعودية و ترويض نظام الإنقاذ دون مقابل بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 08-08-15, 00:23 AM, زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • أفريقيا لم ولن يتقدم أبداً بوجود هؤلاء ، والرئيس أوباما ينفخ في قربة مقدودة.. بقلم عبدالغني بريش فيو 08-08-15, 00:21 AM, عبدالغني بريش فيوف
  • مهمة صعبة ومعقدة لكنها ضرورية بقلم نورالدين مدني 08-08-15, 00:19 AM, نور الدين مدني
  • الإسلام السياسي و التطرف الديني (قراءة أولى و محاولة للفهم) بقلم د.أحمد عثمان عمر 08-08-15, 00:18 AM, د.أحمد عثمان عمر
  • بعد عشر سنوات على رحيله بمناسبة 30 يوليو جون قرنق الرقم الصعب سودانيا ، إقليميا ودوليا 08-08-15, 00:16 AM, بدرالدين حسن علي
  • كيف نواجه الفكر المتطرف؟ بقلم د. أحمد عثمان 08-08-15, 00:14 AM, د.أحمد عثمان عمر
  • د.جون قرنق ..عشرة اعوام من الحضور في دفتر الغياب بقلم المثني ابراهيم بحر 08-08-15, 00:11 AM, المثني ابراهيم بحر
  • القُروض المُيسَّرة والإحتياطي النقدي بقلم بابكر فيصل بابكر 08-08-15, 00:09 AM, بابكر فيصل بابكر

  • كمبال:تأخير هطول الامطار كارثي 08-08-15, 07:03 PM, حسين سعد
  • مدير البنك الزراعي:هناك نقص في الاوعية التخزينة ولدينا (316) مطمورة 08-08-15, 07:02 PM, حسين سعد
  • اضبط ... القصر الجمهوري ينصب علي الصيادلة 08-08-15, 07:01 PM, اخبار سودانيزاونلاين
  • البنك الزراعي:تأخير الامطار ادي لخروج بعض المحاصيل 08-08-15, 07:00 PM, حسين سعد
  • الزراعة:مافي مشاكل في الموسم الزراعي ونخط لزراعة 41 مليون فدان 08-08-15, 06:59 PM, حسين سعد
  • المحكمة تبرئ القساوسة المتهمان بتقويض النظام والتخابر 08-08-15, 03:14 PM, حسين سعد
  • في منتدي الصحافة والسياسة (المهدي)النظام معتاد على تفويت الفرص(ابراهيم الشيخ)الحوارألية معطوبة 08-08-15, 03:14 PM, حسين سعد
  • كلمة الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي في منتدى الصحافة والسياسة رقم (91) 08-08-15, 03:12 PM, الإمام الصادق المهدي
  • انطلاق فعاليات الملتقى الثالث عشر للمرأة السودانية المهاجرة 08-08-15, 03:08 PM, جهاز المغتربين
  • كاركاتير اليوم الموافق 8 اغسطس 2015 للفنان ود ابو عن شريعة العضة .!!! 08-08-15, 03:03 PM, Sudanese Online Cartoon