يا مجاهدون: وبعدين معاكم؟! بقلم مصطفى عبد العزيز البطل

يا مجاهدون: وبعدين معاكم؟! بقلم مصطفى عبد العزيز البطل


07-22-2015, 03:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1437531652&rn=1


Post: #1
Title: يا مجاهدون: وبعدين معاكم؟! بقلم مصطفى عبد العزيز البطل
Author: مصطفى عبد العزيز البطل
Date: 07-22-2015, 03:20 AM
Parent: #0

02:20 AM Jul, 22 2015
سودانيز اون لاين
مصطفى عبد العزيز البطل-منسوتا-الولايات المتحدة
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



غرباً باتجاه الشرق




mailto:[email protected]@msn.com

(1)
أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي (اف بي آي) ان الرجل الذي اطلق النار الخميس الماضي على مراكز عسكرية بمدينة شاتانوغا بولاية تنيسي، مما أسفر عن قتل أربعة من الجنود الامريكيين واصابة عدد آخر، اسمه محمد يوسف عبد العزيز. يادي النيلة!
ركبني ستين عفريتاً عندما سمعت الاسم. عبد العزيز جزء من اسمي. وعلى الرغم ان اسم الأب لا يستخدم كثيرا في الولايات المتحدة، ولا يرد الا لمقابلة متطلبات محدودة. ولكنني أحبذ ان يكون اخوتي من الارهابيين، عفواً أقصد المجاهدين، من ذوي الاصول العربية الذين ينفذون عمليات انتحارية، عفواً اقصد استشهادية، فوق الأراضي الامريكية أن يكونوا من حاملي أسماء مختلفة عن اسمي الاول، وأسم والدي عبد العزيز، واسم ولدي ماجد أيضاً، لو أمكن.
ولأسباب بدهية فإن كثرة تريد أسماء مشابهة لاسمك في الصحف والشبكات التلفزيونية الامريكية مرتبطاً بالشبكات الجهادية في المدينة التي تحيا فيها، يختلف كثيرا عن كثرة ترديده لو كنت في ام درمان مثلا. ولك ان تتخيل مقدار الإزعاج الذي قد يسببه لك واقع تطابق اسمك مع اسماء العناصر الجهادية الاستشهادية!
(2)
صديقي العزيز اسامة محمد عثمان خضر، وهو من كبار المصرفيين في ولاية منيسوتا، اختال كثيراً باسمه ذو الرنين طوال اقامته في الولايات المتحدة. ياسلام. ما شاء الله. عاشت الأسامي. اسامة اسم جميل. جمع بين الاصالة الاسلامية والحداثة والمعاصرة. هكذا يتردد الاسم، سهل النطق، في مجال العمل وفي حي وودبيري الراقي حيث مسكن الرجل بين علية القوم من موسري الفرنجة.
كان هذا الحبيب يعيش في أمن وأمان، كافي خيره شره، حتى وقعت كارثة تفجير البرجين في الحادي عشر من سبتمبر 2001، وما تلاها من صعود اسم اسامة بن لادن ليحتل مكان الصدارة في الاعلام والصحافة الأمريكية. مرّ صاحبي إثر ذلك، ولا يزال بفترات عصيبة، تستعصى على الوصف، بسبب تطابق الاسم حتى اقترحت عليه ذات مرة ان يغيّره، والقانون في الولايات المتحدة يسمح بتغيير الاسم، ولكن صاحبي رفض واستنكف.
ذات مرة رأيته في ريستورانت كبير مزدحم، ونسيت محنة تطابق الاسم، فناديته بصوت عال: "اسامة". عندها ترك كل الناس الاكل والشراب والتفتوا اليه، بينما المسكين يلعنني في سره، ويحاول ان يخفي رأسه بين الأطباق وزجاجات العصائر على مائدته!
(3)
ولاية منيسوتا حيث اعيش هي مركز الصوماليين في امريكا. وحاضرتها منيابوليس تضم أحياء لا تكاد تفرق بينها وبين مقديشو. لا يمضى اسبوع إلا ويفاجؤني ويزلزلني مذيعو نشرات الاخبار بنبأ القبض على شاب صومالي يحمل اسم مصطفى او اسم عبد العزيز، بتهمة الانتماء الى منظمة الشباب الصومالي الجهادية او داعش او النصرة او غيرها، فأصاب بحالة من الحيرة ثم الاكتئاب.
قبل شهرين تقريباً امتلأت شاشات التلفزيونات المحلية في كل من ولايتي منيسوتا وويسكونسن بأخبار شخص فلسطيني اسمه مصطفى قبضت عليه وكالة التحقيقات الفيدرالية هو وزوجته واولاده بتهم غريبة. شكل الرجل وزوجته اولاده عصابة لسرقة التلفونات الذكية من المحلات التجارية وتمكنوا بالفعل من سرقة عدد كبير من الهواتف وتصديرها وبيعها في بلدان الشرق الاوسط بأسعار كبيرة.
وخلال تلك الأيام كان اسم ذلك المصطفى يتردد في كل نشرات الاخبار ويتصدر الصفحات الاولى للصحف. وقتها كان كل من يراني من الامريكيين في الادارة الحكومية حيث عملي، وفي الحي الذي اسكنه، وفي ملاعب البيسبول والباسكتبول التي اتولى توصيل ولدي اليها، يسألني السؤال الأبله: "هل سمعت الاخبار؟ هناك شخص اسمه مصطفى فعل كذا وكذا"! كانت ايام مزعجة، حتى نسى الناس مصطفى زعيم شبكة سرقة الهواتف.
ولكن سُرّاق الهواتف على اية حال افضل كثيراً من رصفائهم الذين يفجرون ويقتلون. ولذلك فعندما سمعت للمرة الاولى بقصة الفلسطيني الهاتفي واسرته لم انزعج كثيراً، وقلت لنفسي: قدر أخف من قدر!
(4)
بيد أنني أود أن انتهز نفحات أيامنا الميمونة المباركة هذه فأتوجه بالنداء الى الأحباب في جميع التنظيمات الجهادية: ألتمس - بعد الاحترام الواجب - مراعاة اختيار مجاهدين يحملون اسماء لا تطابق اسمي، لأنني بصراحة مش ناقص، وقد تملكتني عقد نفسية متلاحقة من جراء الضغط النفسي المترتب على تطابق الاسماء وتداعياته بالغة التعقيد في مجتمع الفرنجة المجبول على التنميط الاجتماعي التلقائي او ال Stereotyping. ولكم من الله حسن الثواب، ودمتم في حفظه ودام جهادكم.

نقلاً عن صحيفة (السوداني)






أحدث المقالات

  • مالايكا (ملائكة) 07-21-15, 07:28 AM, سيف اليزل سعد عمر
  • تحرير قبائل جبال النوبة - الزغاوة - الفور والمساليت من أفة الإبادة الجماعية البغيضة - الجزء الثانى 07-21-15, 03:48 AM, حماد سند الكرتى
  • إنهم يحملون السودان في وجدانهم بقلم نورالدين مدني 07-21-15, 03:44 AM, نور الدين مدني
  • السودانيون في (الدياسبورا).. جدل الواقع والأحلام..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 07-21-15, 03:42 AM, عبد الوهاب الأنصاري
  • كُتَّابٌ لَمْ يَجْلِسُوا القُرْفُـصاءَ حَتَّى يَقرَؤوا بقلم صلاح شعيب 07-21-15, 03:40 AM, صلاح شعيب
  • زراعة الريح وحصاد العاصفة فشل السياسية الغربية في الشرق الأوسط عرض د. حامد فضل الله3 \ برلين 07-21-15, 01:16 AM, حامد فضل الله
  • الدرحيم محمد حسين واليا للخرطوم بقلم جبريل حسن احمد 07-21-15, 01:13 AM, جبريل حسن احمد
  • فستان العيد .. لا يكسو جسداً بقلم عواطف عبداللطيف 07-21-15, 01:10 AM, عواطف عبداللطيف
  • من هو وسيط اتفاق المباديء لسد النهضة؟ بقلم رندا عطية 07-21-15, 01:07 AM, رندا عطية
  • مقاربة بين الغرب و السودان في الإصلاح و النهضة بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 07-21-15, 01:05 AM, زين العابدين صالح عبد الرحمن