المسيرية ينسجون مجتمعا معافاًً بقلم حامـد ديدان محمـد

المسيرية ينسجون مجتمعا معافاًً بقلم حامـد ديدان محمـد


07-17-2015, 05:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1437106174&rn=0


Post: #1
Title: المسيرية ينسجون مجتمعا معافاًً بقلم حامـد ديدان محمـد
Author: حامـد ديدان محمـد
Date: 07-17-2015, 05:09 AM

04:09 AM Jul, 17 2015
سودانيز اون لاين
حامـد ديدان محمـد-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



بسم الله الرحمن الرحيم
بهــدوء


(يا إيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) صدق الله العظيم.
هذا بيان لكافة الناس من المولى عز وجل أن القبيلة مفهوم إنساني جميل ومكمل لخلق البشر وأنها نبتة حلوة تتماشى وإعمار الأرض بالتعايش السليم كل في وجهته ومخططه الذي اخططه لنفسه ليصب في الماعون الجامع ألا وهو المجتمع الكبير وبالتالي فإن المخاشنة والغرور وجهان غير مطلوبين في التعائش بين قبيلة وأخرى وأن الهدف هو التناغم الجميل لبناء مجتمع إنساني أجمل.
سعدت غاية السعادة بدعوة قبيلة من المسيرية لي لتناول الإفطار على ضفة النيل الخالد بإمدرمان وذاك كان الإفطار الثاني لتلكم الجماعة وهم يحتفلون بمرور عاماً كاملاً على تأسيس (منظمة الدحل للتنمية الإجتماعية) لتجمع شمل قبيلة المسيرية في هدف واحد وصعيد واحد يزيل ما تلاشى من (مَحَنَة) وترابط في السنين السوالف لتعود القبيلة كرتها القوية للعمل من داخل المجتمع السوداني المعافى إن شاء الله ولعمريِ أن الرصاصة قد أصابت (الجفاء) الوخيم في مقتل.
إذا ، من هم المسيرية ؟!
إنهم رهط كريم يتحدر من قبيلة جهينة العربية شقوا طريقهم إلى السودان الغربي (بإبلهم) ولما صعب عليهم رعي الإبل لظروف المناخ الممطر بغذارة آنذاك إستبدلوها بنوع معين من الأبقار تتواءم والعيش في المنطقة الجديدة وهم ينقسمون إلى قسمين رئيسين ويتشعب القسمان إلى قبائل وبطون وعشائر والقسمان هما: المسيرية الزرق والمسيرية الحمـر ومقرهم كردفان الكبرى.
أما المسيرية الزرق فقد أسسوا لهم مدن وقرى ومسارات وأهم مدنهم ، لقاوة ، وكيلك وهي مسطح مائي لا ينضب طوال العام وأبو زبد ولهم رحلتان كإخوانهم الحمر وهما رحلة الصيف وهي إلى البحر حيث الماء والكلأ ورحلة الخريف وهي إلى القوز حيث يستقرون في (فرقان) لمدة عزيزة ومحبوبة لهم وتسمى فترة المخارف حيث تجود الأبقار باللبن الذي هو غذاء أساسي للقبيلة زائدا غلة الدخن ويصنعون من اللبن الوفير السمن والمخرف في غاية الروعة وفيه تكثر الزيجات والمناسبات الحلوة.
أما المسيرية الحمر فبدورهم ينقسمون إلى قسمين رئيسين هما: الفلايتة والعجائرة وأهم مدن الفلايتة هي الفولة ولتصبح بحيرة كيلك ملتقى مشترك لهم مع المسيرية الزرق وأهم قراهم والتي تتنامى بإستمرار نجد كجيرة وبقرة.
أما العجائرة فيتمددون في الجزء الغربي من كردفان وأهم مدنهم هي: المجلد ، بابنوسة ، الدبب ، الميرم ، المقدمة ، التبون ، وأبيي وهناك تجمعات قومية هي هجليج ، مطار بليلة ، أبوجابرة هذا لا يعني أن الفلايتة والعجائرة لا يختلطون مع بعضهم البعض وأن هذا مكان للعجائرة وذاك للفلايتة حيث نجد ان المدن التي ذكرناها هي مدن للفلايتة كما هي للعجائرة وللفلايتة والعجائرة رحلتان كإخوانهم الزرق وهما: رحلة الصيف ورحلة الخريف.
لعب المسيرية دور بارز في ما يدور من حرب بين قبائل جنوب السودان النيلية وبينهم وهم جاهدون دوماً لحفظ التوازن بين السودان الشمالي والسودان الجنوبي ولا تقلق فهم شماليون مائة بالمائة ويعيش المسيرية الآن أسواً لحظات حياتهم منذ إستقرارهم في السودان وذلك لإنتشار السلاح الذي أدى إلى الحروب القبلية التي سحقت كل خُلق نبيل كان يتصف به مجتمع المسيرية وما يقلق الجميع الأن هو الحرب بين الفلايتة (الزيود) والعجائرة (أولاد عمران).
الجميل في الأمر أن منظمة الدحل للتنمية الإجتماعية ، قد رفعت شعار كل المسيرية وشعار التنمية الإجتماعية لهم نساء ورجال شيباً وشباباً ولهذا وجب أن نشير إلى ما يمكن أن يلعبه (إتحاد المسيرية) في هذا الصدد رغم أننا نحسب أن الإتحاد قد راح في (بيات شتوي) حتى تعالى شخيره فعلى منظمة الدحل أن تضع في برنامجها هذا الإتحاد بعد شحنه بالطاقة ليعود إتحاد عام المسيرية كما أن قبيلة (الفيارين) قد خطت خطوات جميلة في هذا الصدد ولها رابطة تسمى (رابطة أولاد ام هانـي) فيا حبذا لو تلاقحت كل هذه الروابط والمنظمات لتعمل سوياً لرفعة القبيلة.
عزيزي القارئ ، إن الأعوام الأخيرة قد شهدت خراباً لإنسان المسيرية تمثل في غياب الأمن ، ضعف التعليم ، غياب الصحة ، مما ولد جهلا يشيب له الولدان فعلى السودان الكبير (وقفة) حكيمة في هذا الأمر.
إلى الأمام منظمة الدحـل والذي يعني مورد الماء أو الرهد وأخيراً نجد أن للمسيرية باع طويل في إثراء الأدب الشعبي في السودان فما أحلى رقصة النقارة وأغاني المردوم الحالمة.

وأن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وألا عدوان إلا على الظالمين.


إلى اللقاء

أحدث المقالات
  • الرئيس البشير:بين مطرقة النظام الخالف وسندان أنظمة الحكم فى دول بقلم د.يوسف الطيب محمدتوم-المحامى 07-16-15, 10:36 AM, يوسف الطيب محمد توم
  • شهداء رمضان بقلم عميد معاش طبيب .سيد عبد القادر قنات 07-16-15, 10:34 AM, سيد عبد القادر قنات
  • تعقيب على ورقة المؤتمر السوداني تقدم أنت و سيتبعك الآخرون بقلم عادل إسماعيل 07-16-15, 10:32 AM, عادل إسماعيل
  • رحلت مبكراً: بكري عبد الحميد ماهر.... بقلم صلاح محمد احمد 07-16-15, 02:13 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • الصمت :تجاه عش الدبابير!! بقلم حيدر احمد خيرالله 07-16-15, 02:11 AM, حيدر احمد خيرالله
  • رسالة للدكتور حسن الترابى عنوانها لا يصلح العطار ما أفسده الدهر بقلم صلاح جلال 07-16-15, 02:10 AM, صلاح جلال
  • آلخوارج نحن شعر نعيم حافظ 07-16-15, 02:09 AM, نعيم حافظ
  • غارزيتو وبكري بقلم كمال الهِدي 07-16-15, 02:06 AM, كمال الهدي
  • إيران وهندسة المفاوضات بالعناد للزناد.! بقلم * أحمد إبراهيم (كاتب إماراتي) 07-16-15, 00:02 AM, أحمد إبراهيم
  • جداريات رمضانية (16) بقلم عماد البليك 07-15-15, 11:58 PM, عماد البليك
  • ولدت دولة الجنوب السودانى !!! ومعها عنصر الفشل 07-15-15, 11:56 PM, سليم عبد الرحمن دكين
  • روشتات حسين خوجلي بقلم كمال الهِدي 07-15-15, 11:51 PM, كمال الهدي
  • جهات لم يسمها..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 07-15-15, 11:48 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • اتفاق فيينا والواقع العربي والاقليمي بقلم سميح خلف 07-15-15, 11:46 PM, سميح خلف
  • إسرائيل في صلب الاتفاق النووي بقلم د. فايز أبو شمالة 07-15-15, 11:44 PM, فايز أبو شمالة
  • نظام البشير ينهار بإيقاع متسارع! بقلم عثمان محمد حسن 07-15-15, 11:43 PM, عثمان محمد حسن
  • جرد حساب ومراجعة ضرورية! بقلم نورالدين مدني 07-15-15, 11:39 PM, نور الدين مدني
  • المصريون أعظم من فرص العمل الإسرائيلية! بقلم د. فايز أبو شمالة 07-15-15, 11:38 PM, فايز أبو شمالة
  • ايها الشعب السوداني الفضل .. بقلم خليل محمد سليمان 07-15-15, 11:36 PM, خليل محمد سليمان
  • زمـن بلّــة الغائب بقلم مصعب المشرّف 07-15-15, 11:34 PM, مصعب المشـرّف
  • تايه بين القوم / الشيخ الحسين/ المرتشي؟! و الراشي 07-15-15, 11:31 PM, الشيخ الحسين
  • الحرية اللازمة لإنعاش الحوار السوداني بقلم نورالدين مدني 07-15-15, 11:29 PM, نور الدين مدني
  • صوت المرأة في عامها الستين (يوليو 1955): 1 من 3 حجاب أم استحجاب؟ بقلم عبد الله علي إبراهيم 07-15-15, 11:28 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • ياسر و الزين، خلاف في قضية الحرية بقلم بدوي تاجو المحامي 07-15-15, 10:47 PM, بدوي تاجو
  • إمبراطورية الجهاز الاستثماري قبيلة الفساد بقلم حيدر احمد خيرالله 07-15-15, 10:44 PM, حيدر احمد خيرالله
  • صناعة الإعاقة السياسية والإجتماعية في السودان: التمكين والتهميش من منظور مناهج دراسات ا 07-15-15, 10:42 PM, ناصف بشير الأمين
  • على أي أرضية سياسية، وأخلاقية، يتوطد الترابي لتوحيد السودانيين؟ بقلم صلاح شعيب 07-15-15, 10:39 PM, صلاح شعيب
  • سيلفي (شوفوني).. بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 07-15-15, 10:36 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين