ماذا حدث في يوم الأربعاء اول يوليو 2015 ؟ بقلم ثروت قاسم

ماذا حدث في يوم الأربعاء اول يوليو 2015 ؟ بقلم ثروت قاسم


07-03-2015, 04:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1435936423&rn=0


Post: #1
Title: ماذا حدث في يوم الأربعاء اول يوليو 2015 ؟ بقلم ثروت قاسم
Author: ثروت قاسم
Date: 07-03-2015, 04:13 PM

03:13 PM Jul, 03 2015
سودانيز اون لاين
ثروت قاسم-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



Facebook.com/tharwat.gasim
mailto:[email protected]@gmail.com

1- ماذا حدث في يوم الأربعاء اول يوليو 2015 ؟

كان يوم الأربعاء اول يوليو 2015 يوما عبوسا قمطريرا ( طويلاً ) ، ونتمنى أن نكون من الذين ( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ، ولقاهم نضرة وسرورا ) !

في يوم الأربعاء فاتحة يوليو دشن الرئيس البشير المرحلة الثانية من الحوار الوطني ، بعد إنتهاء المرحلة الأولى ( 17 شهر و5 ايام ) التي بدأت في يوم الأثنين 27 يناير 2014.

17 شهر و5 ايام من المحاورة ذات اليمين وذات الشمال كما في حوار كرة القدم . 17 شهر و5 ايام من اللت والعجن والكلام الساكت المقصود به التسويف والتعطيل حتى الوصول إلى محطة الإنتخابات في ابريل 2015 . بعد 520 يوماً تقلصت لجنة ( 7+7 ) زائد واحد بعد مغادرة جميع احزاب المعارضة للحوار ، بإستثناء المؤتمر الشعبي الذي بقي لحاجة في نفس الدكتور الترابي .

في يوم الأربعاء اول يوليو ، أكد الرئيس البشير بأن لجنة ( 7+7 ) زائد واحد سوف تستأنف الحوار بعد العيد ، ربما لأن شهر رمضان شهر نوم وركلسة ولا يصح الحوار فيه لأن الأنفس الشُح تكون زهجانة ، وإلا فلماذا القفز فوق رمضان الكريم ، الذي إبتُدع فيه الجهاد يوم بدر الكبرى ، ودخل فيه المعصوم مكة المكرمة فاتحاً مُنتصراً ، وكانت معظم الفتوحات الإسلامية خلال شهر رمضان الكريم ، شهر العمل والجهاد ... إلا في بلاد الخرتيت فهو شهر النوم والركلسة ؟

أكد الرئيس البشير على عدة ثوابت وقطعيات لإدارة حوار المرحلة الثانية ، نذكر منها الثوابت الآتية :

اولاً :

سوف يكون الحوار مع لجنة ( 7+7 ) زائد واحد . لم يذكر الرئيس البشير تحالف قوى نداء السودان ، ببساطة لانه لا يعترف به . بل لم يشر لتحالف قوى إعلان باريس ، لأنه يعتبره صنيعة صهيونية .

هل صار السيد الإمام صهيونياً ونحن نجهل ذلك ؛ لانه هو الذي صنع ، مع آخرين ، إعلان باريس التاريخي الذي طالب اعداؤه بأن تمنحه الدولة جائزة تقديرية لإنجازه الوطني .

أم إن تصريحات الرئيس البشير كلامات تحاكي كلامات عوض دكام ... للإستهلاك المحلي ؟

ثانياُ :

سمح الرئيس البشير لأطراف المعارضة الأخرى ( خارج لجنة السبعتين ) المشاركة ضمن لجنة السبعتين ، بشرط قبولها بمبادئ الحوار التي وضعها المؤتمر الوطني ، وأهمها القبول برئاسة الرئيس البشير للجنة السبعتين ، وأن يكون الحوار داخل السودان ، وسوداني بإمتياز ... أي خالياً من الروائح الأمبكية والألمانية وما رحم ربك من روائح لا يطيقها الرئيس البشير ، لأنه يريد أن يستفرد بقادة المعارضة المتشاكسين حول الرئاسات الوهمية ، إستفراد الذئب بالأغنام ؟

ثالثاً :

حسب تصريح الرئيس البشير ، سوف يكون شعار حوار المرحلة الثانية ( الحوار لكل من يقبل بالحوار) ... يقبل بالحوار حسب مرجعيات المؤتمر الوطني وقطعياته . من أهم هذه المرجعيات التي يلتزم المشاركون بقبولها هي شرعية الحكومة التي إستولدتها إنتخابات حرة ونزيهة وشفافة .

كرر الرئيس البشير لاءات الخرطوم الثلاثة :

+ لا ... للإنتخابات الجديدة .

+ لا ... لحكومة قومية إنتقالية .

+ لا ... لتحول ديمقراطي ؛ بل هذا رجس من عمل الشيطان ، لأنه يقود في المحصلة إلى لاهاي .

وليس في الإمكان أحسن من الكائن !

رابعاً :

يصر الرئيس البشير على الإستمرار رئيساً للجنة ( 7+ 7 ) زائد واحد . وهو هذا الواحد المُرجح في حالة تساوي الأصوات ، بين أتراك الحكومة ومتتوريكيها من جانب ، وأحزاب المعارضة من الجانب المقابل . وتجد متتوركين حتى بين احزاب المعارضة ، امثال متتوركي المؤتمر الشعبي .

خامساً :

أكد الرئيس البشير على أهم بند من بنود حوار المرحلة الثانية ، وهو أن يكون الحوار داخل السودان ، وليس في باريس جيب لي معاك عريس ، وليس في برلين ، وليس في اديس ابابا بل في الخرطوم . امبيكي ما معانا ، شوكروف ما معانا ، ونحن برانا وكلنا اخوان ، والجوه جوه والبره بره ، ونحن ما غاصبين زول للمشاركة ، أوكما يقول لسان حال الرئيس البشير .

في هذا السياق ، قال الرئيس البشير نصاً :

( لا توجد أي فرصة لحوار وطني خارج السودان ) !

باي باي المؤتمر التمهيدي تحت إشراف مبيكي في أديس ابابا الذي دعا له مجلس السلم والأمن الأفريقي في جلسته رقم 456 في سبتمبر 2014 ، وثناه مجلس الأمن الدولي في نفس الشهر ؛ وتعمل لعقده المبادرة الألمانية .

رفعت الأقلام وجفت الصحف .

لحظة من فضلك ... عند لقاء السفيرة الألمانية ماريانا شوكروف بالبرفسور ابراهيم غندور في مكتبه يوم الثلاثاء 16 يونيو ، أكد لها البرفسور غندور موافقة الحكومة على المشاركة في المؤتمر التمهيدي الجديد المُزمع عقده في اديس ابابا ؟

ثم يأتي الرئيس البشير وينسف كلامات وزير خارجية دولة السودان ، وكأنها كلامات هظار ساي مع السفيرة الألمانية لتفسيح السفيرة .

وسط البرفسور غندور السعودية لكي تطلب من إدارة اوباما قتل المبادرة الالمانية لانها توحد المعارضة المُتشاكسة وتغريها برفع سقوف مطالبها . في المقابل ، وعد البرفسور غندور إدارة اوباما والسعودية بإعادة حبس الداعشي محمد علي الجزولي ، والمشاركة البرية في عاصفة الحزم ، على التوالي ... في صفقة كسبية للجانبين !

عليه ، ربما دلق الأمريكان بعض الماء في شربوت السفيرة شو كروف ، وإن كان المتغطي بالامريكان عريان ، فهم قوم ( ... لا يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمة ، يرضونكم بافواههم ، وتأبى قلوبهم ، واكثرهم فاسقون ) .

خامساً :

إستبعد الرئيس البشير المبادرة الألمانية ، والإتحاد الأفريقي ، والترويكا من حوار المرحلة الثانية ، وقال نصاً :

( الحوار الوطني طرح سوداني ومبادرة سودانية وسيظل سودانياً وفي داخل السودان) !

هل يقصد الرئيس البشير خصي مجلس السلم والأمن الأفريقي وقراره في جلسته رقم 456 الخاص بالحوار الوطني ، وتجاهل قرار مجلس الأمن الدولي في الموضوع ، وإحالة لجنة أمبيكي للتقاعد، وذر رماد المبادرة الألمانية التي رحب بها ، وإن كان قد أدان إعلان برلين ؟

هل يقصد الرئيس البشير بتصريحه الواضح الفاضح شكر السادة المذكورين اعلاه ، وأن يتوكلوا ويعطوه عرض اكتافهم بعد إنتهاء مهمتهم ،وإنتهاء الإنتخابات التي افرزت وضعاً جديداً ؟

ليس السائل بأعلم من المسؤول !

سادساً :

بشر الرئيس البشير الناس بأن مناخ ( الحرية ؟ ) الحالي سوف يستمر مستقبلاً ، ولكن بضوابط القانون ، وعلى كل طرف معارض أن يتحلى بالمسئولية وإلا فالعصا لمن عصا . خصوصاً ومليشيات حميدتي قد صارت قوات نظامية بعد التعديل الدستوري في يناير 2015 ، وصار حميدتي يخلف كراع فوق كراع وهو جالس في الصف الاول بجوار الاستاذ علي عثمان محمد طه في لقاءات الرئيس البشير الجماهيرية .

سابعاً :

سوف يستمر الصيف الحاسم لحسم التمرد في الميدان في دارفور والمنطقتين بالقوة الخشنة ، إذا لم يشارك قادة التمرد في حوار المرحلة الثانية في إطار لجنة ( 7 + 7 ) زايد واحد الناعمة ، وداخل السودان ، وبعضهم محكوم عليه بالإعدام من المحاكم السودانية التي فاقت اخواتها المصرية في التسيس والأسأسة بالإضافة للأدلجة .

أعطى كمين النخارة في قوز دنقو يوم الأربعاء 26 ابريل 2015 ، وإنطلاق عاصفة الحزم في يوم الخميس 26 مارس 2015 ، وإنتخابات اثيوبيا في مايو 2015 التي إكتسحها الحزب الحاكم كلها جميعها ولم تفز المعارضة حتى بمقعد واحد في البرلمان كما في 30% السودان المُبرمجة ، ونيران العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر ، واخيراً غزوة جوهانسبرج الظافرة ... أعطت هذه الأحداث الرئيس البشير قوة وثقة بالنفس مُفرطة بعدما صار يقابله الملك سلمان في المطار بالبوسات والاحضان والشرهات المغتغتة ، وتطلب منه الصين والإيقاد التوسط وهو حكيم افريقيا لحلحلة النزاع في جنوب السودان ، وتغني له ندى القلعة :

البشير مبسوط مني .

نفخت هذه الأحداث الرئيس البشير فإنتفش وصار يحاكي صولة الأسد . فكيف يمكن لملك الغاب تقديم تنازلات في الحوار الوطني لخرفان المعارضة المتشاكسة فيما بينها وبداخل كياناتها ولا ينبئك مثل عادل عبدالعاطي ؟

يتوهط الرئيس البشير في كفة الميزان اليمنى ، وتجلس ريشة المعارضة في الكفة اليسرى ... هذه قسمة ضيزى !

سوف يُرغم هذا الوضع غير المُتكافي واللا سميتري الرئيس البشير على عدم تقديم أي تنازلات للوصول إلى تسوية سياسية مع المعارضة المُتشاكسة حول السراب .

قضي الأمر الذي فيه تستفتيان .

2-خاتمة ؟

إذا لم تعني كلامات الرئيس البشير الواضحة الفاضحة حول المرحلة الثانية من الحوار في يوم الأربعاء فاتحة يوليو ، والتي قمنا بترجمتها إلى عربي الكلاكلة القبة لتسهيل فهمها وإستيعابها من السيارة ... إذا لم تعني هذه الكلامات قبر الحوار الجاد بمستحقاته في مقابر احمد شرفي ، فماذا تعني ؟

ولا نزيد ، فحتى غافل الآية 179 في سورة الاعراف قد إستوعب كلامات الرئيس البشير .

الكرة في ملعب قوى المستقبل الوطني ، التي لا زالت تحلم بالمؤتمر التمهيدي ، وبالمؤتمر الدستوري الجامع بمشاركة دولية في الحالتين ، ولا زالت تحلم بالمبادرة الألمانية التي طرشقها الرئيس البشير ليستفرد بمساكين المعارضة أو كما قال الأستاذ فاروق ابوعيسى .

ولكن ماذا يملك الرئيس البشير من كروت أتو تجعله قنعاناً من خير في الحوار الوطني ، ومُسفهاً ومصفراً للمعارضة ، وراضياً تمام الرضى عن الموقف الماثل .

هذا ما سوف نستعرضه في مقالة قادمة بإذنه تعالى .


أحدث المقالات
  • لماذا لم يجد مقتل النائب العام المصرى ادانة واسعة بصفته عمل ارهابي ؟!! بقلم ابوبكر القاضى 07-03-15, 02:59 PM, ابوبكر القاضى
  • تايه بين القوم. الشيخ الحسين...... شي عجيب! 07-03-15, 02:55 PM, الشيخ الحسين
  • متلازمة القانون لا يحمي المغفلين وحقيقة يا ما في السجن مظاليم بقلم ايليا أرومي كوكو 07-03-15, 02:53 PM, ايليا أرومي كوكو
  • حديث الترابى ... جدلية الروح والجسد أين علماء الأمه من تجديف الرجل ! بقلم ياسر قطيه 07-03-15, 02:51 PM, ياسر قطيه
  • أربع بطاقات دعوة لأربعة ولاة بقلم عبدالله علقم 07-03-15, 02:47 PM, عبدالله علقم
  • إذن هاك النصيحة ياوالي الخرطوم !! بقلم حيدر احمد خيرالله 07-03-15, 02:44 PM, حيدر احمد خيرالله
  • داعش تخترق البلاد بعون خلاياها داخل السلطة بقلم صلاح شعيب 07-03-15, 02:43 PM, صلاح شعيب
  • فتياتنا اكبادنا يبحثن عن الجنس عند داعش.. بقلم خليل محمد سليمان 07-03-15, 02:42 PM, خليل محمد سليمان
  • قراءة في أزمة الثقافة العربية ... كبوة أم انحدار بقلم حسن العاصي كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك 07-03-15, 02:40 PM, حسن العاصي
  • ممـنوع الـدخول للمـفلسين! بقلم فيصل الدابي/المحامي 07-03-15, 02:35 PM, فيصل الدابي المحامي
  • خاطرة ... بليلة الامير الوليد بن طلال بقلم شوقي بدرى 07-03-15, 01:51 AM, شوقي بدرى
  • الإمتحان و إستثناء القبول بالجامعة بقلم عميد معاش طبيب. سيد عبد القادر قنات 07-03-15, 01:39 AM, سيد عبد القادر قنات
  • المُهرِّج بقلم بابكر فيصل بابكر 07-03-15, 01:10 AM, بابكر فيصل بابكر
  • توجيه وتجاهل.. بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 07-03-15, 00:34 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • نكتة جديدة لنج (مديون لى جنا الجنا)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 07-03-15, 00:26 AM, فيصل الدابي المحامي
  • لماذا داعش مقنعة لا بنائنا و ليس نحن ؟؟؟ بقلم عبد الباقي شحتو ## زيوخ 07-03-15, 00:23 AM, عبد الباقي شحتو علي ازرق
  • مقالي الملعون: إطفاء الإنقاذ شمعتها رقم 26 بقلم عبد الله علي إبراهيم 07-03-15, 00:15 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • المأزق التاريخي.. والحل (مجرد دعوة و اقتراح) بقلم سميح خلف 07-03-15, 00:06 AM, سميح خلف