يوم الرماد بقلم عمر الشريف

يوم الرماد بقلم عمر الشريف


06-17-2015, 10:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1434574894&rn=0


Post: #1
Title: يوم الرماد بقلم عمر الشريف
Author: عمر الشريف
Date: 06-17-2015, 10:01 PM

09:01 PM Jun, 17 2015
سودانيز اون لاين
عمر الشريف-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



الرماد هو المادة المتبقية من إحتراق مادة عضوية بالكامل . كان يعتبر بأن ذر الرماد على الرأس من علامات الحزن الشديد والندم والتذلل . ذكر الله سبحانه وتعالى الرماد فى سورة ابراهيم الاية (18) بقوله تعالى : ﴿مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ﴾ وفسر العلماء أعمال الكفار والمنافقين من صلة أو صدقة وأعمال خير بأنها أعمال باطلة ولا ينتفعون بها وشبهها بالرماد الذى لا فائدة منه وتذهب هذه الاعمال هباءا منثورا .

عرف عن بعض السودانين فى أخر يوم من شهر شعبان يقومون بأعمال تنافى الدين والاخلاق والتربية وهم يستقبلون شهر رمضان المبارك ويسمون هذا اليوم بيوم خم الرماد او يوم الرماد وفعلا هو رماد لهم . بعضهم يشرب المسكرات او يفعل المحرمات والمنكرات والبعض الأخر يعتبرها ترفيه بالاختلاط . الشهور التى يكثر فيها العمل الصالح لا تستقبل بهذه الطريقة وبهذه البدع والنكرات وإنما بالذكر والخشية والخوف من الله والدعاء بأن يغفر الله لهم ويعينهم على فعل الطاعات وترك المنكرات والمعاصى . هذه الشهور والايام الفاضلة التى يتضاعف فيها الاجر والثواب فى أشد الحوجة لها فى هذا الزمن وهى شهور مغفرة ورحمة وعتق من النيران حريا بنا أن نهتم بها ونجتهد فيها بالعبادة والطاعات والتقرب الى الله بالاعمال الصالحة .

الحمدلله لقد تعلم الكثيرون وعرفوا الحق وتركوا العفوية والمجاملة فى العادات السيئة و هناك بعضهم ما زال يحتاج للإرشاد والتنبيه والتوضيح حتى لا يقع فى المنكرات . إذا سألنا أحدهم لماذا تحتفل بهذا اليوم ؟؟ ولماذا تصوم وأنت تستقبل هذا الشهر بالمحرمات و المنكرات التى بعضها لا تقبل فيه صلاتك ؟ . يقول لك بأن هذا آخر يوم وفى هذا الشهر أتوب الى الله وإن الله غفور رحيم . نعم أن الله غفور رحيم وعالم بما فى الصدور ويعلم بأن عملك هذا محرم وباطل وأنت تقدم عليه ، أفرض لو قبض الله روحك وأنت فى هذه الحالة وغدا رمضان ، كيف تلقى ربك وأنت تعصيه .

إخواتى وأخواتى الكرام لنتقى الله فى انفسنا ولنعلم جميعنا أن الله خلقنا للعبادة ولا يريد منا شىء ونحن الذين نحتاج لكرم الله ورحمته وعفوه قال تعالى : ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60) – الزاريات .

لنتمعن تلك الآيات بقلب خاشع وخائف من عقاب الله ويرجو رحمته وعين مبصره خاشعة تدمع لحب الله وخوفا منه ونعلم بأن عبادتنا وطاعتنا لله لننال ثوابه ورحمته ونعلم بأن عقاب الله شديد . ونترك تلك البدع والخرافات والعادات السيئة التى تؤدى بنا للهلاك فى الدنيا والآخرة وحتى لا تنطبق علينا هذه الآية ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً﴾ الكهف . ونصوم ونصلى ونفعل الخير فى هذا الشهر ثم نعود للمنكرات ونستقبل تلك الايام والشهور المباركة بالاعمال الخاسرة . غفر الله لنا ولكم ولوالدينا وأبارك لكم هذا الشهر الكريم و بلغنا الله وإياكم شهر رمضان ونسال الله الكريم أن يعيننا على الصيام والقيام فيه ويجعلنا وأياكم من المقبولين والفائزين برضاه وجنته .

مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
  • معارك الحركة الاسلامية لا تخص الشعب.. بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 06-17-15, 08:56 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • رسالة عاجلة من (يو صيصاب) لأبنائها تأليف :عباس حسن محمد علي طه 06-17-15, 08:50 PM, عباس حسن محمد علي طه
  • دموع البروف / غندور ومسؤولية القرار؟! بقلم حيدر احمد خيرالله 06-17-15, 08:47 PM, حيدر احمد خيرالله
  • مفكرة لندن (7 و8): شيوعيون وأميرات مهدويات بقلم مصطفى عبد العزيز البطل 06-17-15, 08:44 PM, مصطفى عبد العزيز البطل
  • رحلة جوهانسبرج : حتّى إشعار آخر ! بقلم فيصل الباقر 06-17-15, 08:02 PM, فيصل الباقر
  • المحكمة الجنائية ومحنة منصب الرئيس السوداني بقلم حسن احمد الحسن 06-17-15, 07:44 PM, حسن احمد الحسن
  • التني.. مناطحة الأوشاب وصلوات الوجدان بقلم عماد البليك 06-17-15, 07:34 PM, عماد البليك
  • خـم الرمـاد (غـزل سـوداني في جمـال مـكسيكي)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 06-17-15, 07:32 PM, فيصل الدابي المحامي
  • السودان المأزق والمخرج بقلم الإمام الصادق المهدي 06-17-15, 07:31 PM, الإمام الصادق المهدي
  • لم تعد ضابطا عظيما..!! بقلم عبدالباقي الظافر 06-17-15, 01:47 PM, عبدالباقي الظافر
  • معتمد.. شوارع.. أم معتمد افتراضي!! بقلم عثمان ميرغني 06-17-15, 01:39 PM, عثمان ميرغني
  • (حقنا) يا غندور!! بقلم صلاح الدين عووضة 06-17-15, 01:33 PM, صلاح الدين عووضة
  • عد إلى وطنك أيها الإمام ولا تتنكر لتاريخك بقلم الطيب مصطفى 06-17-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
  • إعمار الشوارع ..!! بقلم الطاهر ساتي 06-17-15, 01:28 PM, الطاهر ساتي
  • رمضان وصحن النسيج السوداني بقلم نورالدين مدني 06-17-15, 04:07 AM, نور الدين مدني
  • تكريم فوق العاده لنجوم فوق العاده (1/3 ) بقلم عادل قطيه 06-17-15, 04:04 AM, عادل قطيه
  • تعلمت من هؤلاء بقلم عثمان الطاهر المجمر طه 06-17-15, 04:01 AM, عثمان الطاهر المجمر طه
  • رمضان كريم والله أكرم بقلم عمر الشريف 06-17-15, 03:59 AM, عمر الشريف
  • هروب رئيس هو سقوط تلقائى لنظامه بقلم جعفر بقارى ابوه هاشم 06-17-15, 03:57 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • الإمام يقطف ثمرة.. بقلم عبدالباقي الظافر 06-17-15, 03:27 AM, عبدالباقي الظافر
  • تصحيح البصر.. الوطني!! بقلم عثمان ميرغني 06-17-15, 03:25 AM, عثمان ميرغني
  • وأين كنتم ؟!! بقلم صلاح الدين عووضة 06-17-15, 03:23 AM, صلاح الدين عووضة
  • عبد الرحيم محمد حسين وولاية الخرطوم بقلم الطيب مصطفى 06-17-15, 03:21 AM, الطيب مصطفى
  • الغافل و الأشياء ..!! بقلم الطاهر ساتي 06-17-15, 03:20 AM, الطاهر ساتي