قضايا ليست كذلك مؤسسات التعليم .. والعنف الطلابى بقلم بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان

قضايا ليست كذلك مؤسسات التعليم .. والعنف الطلابى بقلم بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان


05-20-2015, 12:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1432122440&rn=0


Post: #1
Title: قضايا ليست كذلك مؤسسات التعليم .. والعنف الطلابى بقلم بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان
Author: محمد زين العابدين عثمان
Date: 05-20-2015, 12:47 PM

12:47 PM May, 20 2015
سودانيز اون لاين
محمد زين العابدين عثمان -
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



يجب أن نقر ونتفق أولاً أن مؤسسات التعليم وخاصة مؤسسات التعليم العالى من معاهد وجامعات المناط بها تخريج طلاب مسلحين بشتى ضروب المعرفة وليس الأكاديميات فقط التى يتلقونها فى قاعات الدرس ومدرجات المحاضرات. المناط بها تخريج المواطن أو المتعلم المثقف المتفاعل مع مجتمعة والعامل على أستنهاضه وزيادة مدارك الوعى والمعرفة عنده أى بمعنى مثقف جماهيرى ملم بكل ما يفيد فى تنمية المجتمعات معيشياً وأقتصادياً ومجتمعياً وثقافياً وفنياً والرقى بها الى مصاف المجتمعات الراقية. وهذا لن يتأتى لخريج مؤسسات التعليم الا اذا توفر له المناخ الحر ومنابر الحوار والتبادل بين مكوناته لتلاقح الأفكار والعادات والتقاليد والقيم خاصة فى وطن كالسودان متعدد الديانات والثقافات واللغات والعادات والتقاليد حتى يمكن أدارة هذا التنوع الذى فشلنا فيه وصارت الحروب التى تهدد الأستقرار. وهذا المناخ الحر الديمقراطى يجب أن توفره هذه المؤسسات وعلى قمتها الدولة الراعية للتعليم ككل وأن تعاقب كل من يتعدى على حرية التلاقح الفكرى والمعرقى والسياسى والثقافى.
للأسف الشديد فأن العنف الطلابى فى مؤسسات التعليم العالى بدأ يتزايد وخاصة فى الآونة الأخيرة من حكم الأنقاذ هذا وأيضاً بدأ يتمدد الى المدارس الثانوية. والعنف الطلابى لم يبدأ فى حكم الأنقاذ هذا وأن كان الذين قد بدأوه وما زالوا يمارسونه من ينتمون الى نظام الأنقاذ الحالى فكرياً. وحقيقة أن العنف بدأ فى نظام مايو تحت ظل الصراع بين الايدولوجيتين المتناقضتين المتًصارعتين بين أقصى اليمين ممثلاً فى الأتجاه الأسلامى واجهة الأخوان المسلمين والأسلام المتزمت وأقصى اليسار ممثلاً فى الجبهة الديمقراطية واجهة الحزب الشيوعى وكلاهما نظرياً مستوردتان من خارج السودان ولم يتبلورا من معطيات الواقع السودانى ولهذا لم يجدا الألتفاف من جماهير الشعب السودانى ولم يصلا للسلطة الا عن طريق العنف بالوسائل العسكرية وبهذا تكون جرثومةالعنف مغروزة عندهما وصارا يمارسانه مع بعضهما البعض ولكن فى الآونة الأخيرة صاروا يمارسونه على كل من يخالفهم الرأى.
أول من مارس العنف فى مؤسسات التعليم العالى فى جامعة الخرطوم والمعهد الفنى ومعهد المعلمين العالى هم أعضاء الأتجاه الأسلامى فى جامعة الخرطوم عندما أعتدوا على فاعلية ثقافية فنية فلكلورية وكانت بعض الطالبات اللائي ينتمين للجبهة الديمقراطية يعرضن رقصة العاجكو وهى رقصة شعبية معروفة وأعتبروها ضد الأسلام واعتدوا على الطالبات والطلاب بالضرب وبعد ذلك أمتد عنفهم على الأخوة الجمهوريين تكفيراً وضرباً دونما مقارعة الفهم الأسلامى بينهما الحجة بالحجة. ومن بعدها كان عنف الجبهة الديمقراطية أحتماءاً بسلطة مايو وشعارات لن تكون الجامعة جزيرة رجعية وسط محيط ثورى هادر والوقوف خلف الدبابات ومناداة أضرب .. أضرب يا أبوالقاسم أستعداءاً للسلطة المسلحة ضد المنتمين للتيار الأسلامى. وبعدها بدأ أعضاء الأتجاه الأسلامى يمارسون العنف ضد زملائهم الآخرين الذين يخالفونهم الرأى بصورة منتظمة وينادون بالجهاد ويحملون السيخ واالعصى والسواطير داخل الجامعة وبعضهم تسمى بها مثل الطبيب وعضو مجلس قيادة أنقلاب نظام الأنقاذ الحالى الطيب محمد خير المشهور بالطيب سيخة كناية عن حمله للسيخ بدلاً عن القلم طوال الوقت داخل الجامعة. وأيضاً لا ننسى محمد عثمان محجوب شقيق السعيد عثمان محجوب الذى كان يكرس لوحده ارهاباً منقطع النظير لأن الله أعطاه بسطة فى الجسم.
الآن معظم العنف يمارسه أعضاء الحركة الطالبية الأسلامية المنتمين للمؤتمر الوطنى لأنهم يجدون الحماية والتعضيد من النظام الحاكم بل يمدونهم ويحرضونهم على كل وسائل العنف ، خاصة اذا علمنا أن كل مدراء الجامعات هم من الذين ينتمون للمؤتمر الوطنى. بل لقد صارت الحركة الطالبية الأسلامية بالجامعات ووحدة المؤتمر الوطنى بالجامعات يتدخلون تدخلاً سافراً فى أدارة الجامعات ، بل يتدخلون فى تعيين مدير الجامعة وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام ولم يحدث أن قام مدير جامعة بتشكيل لجنة لمعرفة من يبدأون أو يثيرون العنف. ولم يحدث أن تمت عقوبة من يثيرون العنف لأن الأدارة تعلمهم وأنها من الذين ينتمون لها تنظيمياً ويعتبر هذا التجاوز نوعاً من التحريض على العنف. وأن مدراء الجامعات لا يتجاوزون هذا العنف ألا أذا كانت قمة السلطة توافق على هذا العنف وهو نوع من الأرهاب وتعتقد الأنقاذ أن هذا يطيل فى عمرها لأنها تعلم أن كل الثورات التى أقتعلت الأنظمة العسكرية السابقة لها هى تمت بقوة طلاب الجامعات. وهنا يحق لنا أن نقول أن سلطة الأنقاذ ترعى العنف الطلابى وتحرض عليه بتغاضيها عما يفعله منسوبيها من أعضاء حزب المؤتمر الوطنى وسط الطلاب. وللأسف الآن بدأ أستعداء طلاب دارفور بعد حادثة عنف جامعة شرق النيل وتقسيم طلاب دارفور لطلاب مع الحركات المسلحة وآخرين مع المؤتمر الوطنى وأستباحة دماء طلاب دارفور الذين يؤيدون حاملى السلاح فى مطالبهم العادلة. وللأسف طلاب المؤتمر الوطنى من أبناء دارفور استجابوا للآخرين وصاروا يمارسون العنف على بنى جلدتهم وجهتهم. وهذا أتجاه خطير أن يحدث الستعداء الجهوى والأثنى والعنصرى. هل نسى أو تناسى قيادات نظام الأنقاذ الذين كانوا طلاباً وكانوا معنا ينتمون للجبهة الوطنية وهى تحمل الاسلاح ضد نظام مايو؟ هل أستباح أعضاء الأتحاد الأشتراكى وقتها دماءهم؟ وهل سلطة مايو دخلت الجامعة وأستباحت دماءهم وقطعت رقابهم؟ مالكم يا هؤلاء كبف تحكمون؟
نختم ونقول أن العنف واللجوء للقوة بدلاً عن الحوار والمنطق هو ديدن الأحزاب والمنظمات العقائدية فى أقصى اليمين وأقصى اليسار لأنها تعلم أن بضاعتها وأفكارها كاسدة ليس لها نصير عند غالب الشعب السودانى وليس هنالك من سبيل لحكم وترويض الشعب السودانى الآ عن طريق العنف والأرهاب. وأى تشدق بالديمقراطية والمناداة بها من أقصى اليمين وأقصي اليسار أنما لحلجة أليها ليتقلب أحدهما عليها ويستولى على السلطة كما فعلا فى تاريخ هذا السودان. وما كل ذلك ألا لأن الديمقراطية والحرية ولغة الحوار ما كانت فى يوم من الأيام من ضمن ثقافة الأحزاب العقائدية. وعلى مدى التاريخ العربى والأسلامى والأفريقى فأن الأحزاب العقائدية قد حمكت بأنقلابات عسكرية ومارست أشنع صنوف الشمولية والديكتاتورية والتعسف أبتداءاً من أقصى اليمين ومروراً بالقوميين والبعثيين ووصولاً الى أقصى اليسار. ومع ذلك نحن نعتبرهم بهارات مائدة الحراك السياسى فى وطننا ولكننا نرجوهم أن يبطلوا العنف والوصول للسلطة بالقوة عن طريق الأنقلابات.


أحدث المقالات
  • وما قتلوه ..!! بقلم عبدالباقي الظافر 05-20-15, 12:43 PM, عبدالباقي الظافر
  • جواز سفر المهدي!! قضية بقلم عثمان ميرغني 05-20-15, 12:40 PM, عثمان ميرغني
  • قضايا ليست كذلك لأهل الجريف شرق كركوج قضية بقلم بروفيسور محمد زين العابدين عثمان 05-20-15, 12:36 PM, محمد زين العابدين عثمان
  • (وهمة) كبيرة!! بقلم بروفيسور صلاح الدين عووضة 05-20-15, 12:34 PM, صلاح الدين عووضة
  • قضايا ليست كذلك الجرح النازف فى دارفور ... من المسئول؟ بقلم بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان 05-20-15, 12:32 PM, محمد زين العابدين عثمان
  • بين الصادق المهدي والسيسي.. ليته سكت! بقلم الطيب مصطفى 05-20-15, 12:30 PM, الطيب مصطفى
  • الحاجة إلى تاريخ بديل ! بقلم عماد البليك 05-20-15, 12:27 PM, عماد البليك
  • قضايا ليست كذلك الأنتخابات ... الدروس والعبر بقلم بروفيسور محمد زين العابدين عثمان 05-20-15, 12:25 PM, محمد زين العابدين عثمان
  • الجُندي السُودانِى المجهول: (امرأة ولا دستة رجال) بقلم كامل كاريزما 05-20-15, 11:00 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • أحكام القضاء المصري الشامخ!! بقلم بارود صندل رجب 05-20-15, 10:59 AM, بارود صندل رجب
  • المصالحة الوطنية في العراق واللعب في الوقت الضائع بقلم حمد جاسم محمد الخزرجى/مركز الفرات للتنمية وال 05-20-15, 10:53 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • (عجباً لأمر المسلمين يتعوذون من فتنة أعور الدجال عقب كل صلاة...وينتصرون لجنده وأتباعه) بقلم:رحاب أ 05-20-15, 10:50 AM, رحاب أسعد بيوض التميمي
  • الإسرائيليون ذئابٌ دوماً وعقاربٌ أبداً بقلم د. 05-20-15, 09:52 AM, مصطفى يوسف اللداوي
  • التطرف بدأ خليجيا وسيعود خليجيا بقلم جميل عودة/مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية 05-20-15, 09:51 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • ورقة الانتخابات بين عباس وحماس! بقلم د أيوب عثمان-كاتب وأكاديمي فلسطيني -جامعة الأزهر بغزة 05-20-15, 09:49 AM, أيوب عثمان
  • السياسة الخليجية وثالوث الصراع بقلم محمد جهاد إسماعيل 05-20-15, 09:46 AM, محمد جهاد إسماعيل
  • الوزير راضي شن دخل الهندي!! بقلم كمال الهِدي 05-20-15, 09:33 AM, كمال الهدي
  • قافلة الوفاء نهر يجري ونبعٌ لا ينضب بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 05-20-15, 09:31 AM, مصطفى يوسف اللداوي
  • السودان علي أعتاب مرحلية مفصلية 2 بقلم جمال عنقرة 05-20-15, 09:29 AM, جمال عنقرة
  • الحذر الحذر ... بقلم عمر الشريف 05-20-15, 09:26 AM, عمر الشريف
  • نتائج انتخابات 2015 (2/6) المشاركة في الانتخابات.. عرض:محمد علي خوجلي 05-20-15, 04:56 AM, محمد علي خوجلي
  • فضيحة مكتب والى الخرطوم . قتل الملازم غسان وهل له وجه أخر اشكك في موته 05-20-15, 04:54 AM, محمد القاضى
  • رصاصة إسحق في مخيلته وليس في جيبه بقلم نورالدين مدني 05-20-15, 04:52 AM, نور الدين مدني
  • أولاد دُفعَتنا فى ذِكرى تخرّجنا 20 مايو1987م (جزء أول) بقلم عبد العزيز سام 05-20-15, 04:50 AM, عبد العزيز عثمان سام
  • جديد عاصفة ( الجِزم ) الولائيه ... PART 7 بقلم ياسر قطيه 05-20-15, 04:47 AM, ياسر قطيه
  • عفواً يا إسحق Too Late……….. بقلم صلاح الباشا 05-20-15, 04:39 AM, صلاح الباشا
  • صحفيو نظام البشير –أنتم جزء أساسي من مشكلة دارفور؟ بقلم عبدالغني بريش فيوف 05-20-15, 04:37 AM, عبدالغني بريش فيوف
  • خطوى ثقال بقلم سهيل احمد الارباب 05-20-15, 04:35 AM, سهيل احمد الارباب
  • اللَّهُمَّ عليك بالشِيعَة والشِيُوعيين!! بقلم جمال أحمد الحسن 05-20-15, 04:33 AM, جمال أحمد الحسن
  • وقتل النفس!! بقلم صلاح الدين عووضة 05-20-15, 04:29 AM, صلاح الدين عووضة
  • عندما يحفر الفرعون قبره بيده بقلم الطيب مصطفى 05-20-15, 04:21 AM, الطيب مصطفى
  • ( ماسورة ) بقلم الطاهر ساتي 05-20-15, 04:19 AM, الطاهر ساتي