قضايا ليست كذلك الجرح النازف فى دارفور ... من المسئول؟ بقلم بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان

قضايا ليست كذلك الجرح النازف فى دارفور ... من المسئول؟ بقلم بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان


05-20-2015, 12:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1432121560&rn=2


Post: #1
Title: قضايا ليست كذلك الجرح النازف فى دارفور ... من المسئول؟ بقلم بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان
Author: محمد زين العابدين عثمان
Date: 05-20-2015, 12:32 PM
Parent: #0

12:32 PM May, 20 2015
سودانيز اون لاين
محمد زين العابدين عثمان -
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



لقد تفاقمت الأوضاع بدارفور لدرجة مزعجة تهدد كيان ذلك الجزء العزيز من الوطن وتعمل على تقطيع أواصل نسيجه الأجتماعى مما قد يجرفه لمرحلة ألا عودة ما لم يتم تتدارك الأمر بجدية واعية وحكيمة وبعقلية وذهنية وطنية بعيداً عن الأنغلاق الأيدولوجى وروح الأستعلاء العرقى والعنصرى والجهوى الذى صار ينداح وسط مجتمعنا السودانى بكل مكوناته وجيهاته ويسرى فيه سريان النار فى الهشيم مهدداً للسودان الوطن بأن يكون أو لا يكون. أن توفر السلاح الحديث الخفيف منه والثقيل الفتاك بين القبائل فى دارفور هو من صنيعة حكومة السودان وقد وفرته وأعطته لهذه القبائل من منطلقات عقدية وعنصرية. وليست الأنقاذ هى التى بدأت تسليح القبائل العربية فى دارفور ولكن بدأت فى عهد حكومة السيد الصادق المهدى أبان الديمقراطية الثانية أستعانة بها لمحاربة الحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون قرنق ولم تشكو القوات المسلحة عن عدم مقدرتها لمحاربة التمرد. وجاءت الأنقاذ وسارت على نفس المنوال وجعلت من المليشيات القبلية العربية جيوشاً موازية للقوات المسلحة وفى هذا تماهت العقلية والذهنية العروبية الأسلامية بين الصادق المهدى وحكومته والحركة الأسلامية وحكومتها فى عهد الأنقاذ هذا.
أن الحروب والمشاكل القبلية كانت تدور منذ زمن طويل بين معظم قبائل السودان. وتدور بين القبائل العربية فيما بينها وبين القبائل الغير عربية فيما بينها وبين القبائل العربية والغير عربية وتحل بالأجاويد وبواسطة حكماء القبائل وشيوخها وهى حروب كانت بالسلاح الأبيض ولذلك الفاقد البشرى فيها قليل وحتى هذا يتم تعافيه بنظام دفع الديات. أما الآن ومع توفر السلاح الحديث والنارى فى أيدى هذه القبائل فقد صار الفقد البشرى كبيراً ولا يمكن تعويضه وما ذلك الآ لخروج الدولة من السيطرة على هذه القبائل والتى صارت قوتها تكاد تكون مساوية لقوة الدولة وما تهديدات موسى هلال للدولة ببعيدة عن الأذهان والأنظار والأسماع.
أن ما حدث وما سيحدث بين قبيلتى الرزيقات والمعاليا على مرأى ومسمع الدولة وهى تقف متفرجة ومكتوفة الأيدى لهى دليل على عجز الدولة عن بسط سيطرتها على الموقف أو على كل بقاع السودان أو أنها تقف متفرجة لها مصلحة فى أن تستمر الحروب بين هذه القبائل ليفنى بعضها البعض ما دام هذا القتال والأفناء لا يتم فى وسط وشمال السودان أو بمعنى اصح خارج مثلث حمدى بغرض خلق التوازن أو الغلبة لأصحاب مركز السلطة من قبائل وسط وشمال السودان. وألا لا نجد تفسيراً لوقوف الدولة متفرجة للحرب فى دارفور ونزيف الدم المتزايد وكأن الأمر لا يعنيها. وأذا كانت الدولة عاجزة عن أن تبسط الأمن فى كل ربوع السودان أو أن تفرض هيبة الدولة وسط هذه القبائل المتقاتلة لتقل ذلك بصراحة بدلاً عن التصريحات الجوفاء بدون عمل بفرض هيبة الدولة والنزيف مستمر ويزداد يوماً بعد يوم والشكر للصحفيين والصحافة على موقفهم الشاجب والمتألم لهذه الدماء التى تسيل من بنى شعبنا فى دارفور. وأى دولة لا تستطيع أن تحمى شعبها حتى بين مكوناته تكون دولة فاشلة ويجب أن تذهب غير ماسوف عليها.
وما أقلقنى بشدة هو ما صرح به حميدتى قائد ما سمى بقوات الدعم السريع الذى طالب بتفويض من رئاسة الجمهورية لحسم الأقتتال القبلى بدارفور وهو يعنى القتال بين الرزيقات والمسيرية وهو فى الحقيقة قواته من مليشيات قبيلة الرزيقات ما يعنى أن يعطى التفويض لأبادة المعاليا عن آخرهم لأنه لا يمكن أن يبيد أبناء قبيلته سنده وعضده. ولا أدرى هل ستبسط الدولة هيبتها بقوات الدعم السريع والتى صارت قوات قبلية نظامية من ضمن قوات جهاز الأمن الوطنى؟ أم أنها ستفرض هيبة الدولة بواسطة القوات المسلحة وقوات الشرطة؟ هذه أسئلة مشروعة يجب أن يسألها أى مواطن حادب على وطنه أو له مثقال ذرة من الأنتماء الوطنى. نحن نقول ذلك ونشعر أن وطننا ينحدر الى قاع سحيق يستوجب تداركة قبل أن نفقده وتقع مشئولية هذا التدارك على رئيس الجمهورية وهو يخطو لولاية الأمر الواقع القادمة أما أن يستدرك الوضع بعين بصيرة ويخرج من هذا الأنتماء الحزبى والعقدى الضيق وأما لن يجد شعباً يحكمه فى ولايته الأخيرة هذه كما قال.
لقد كانت الحكومة تهلل وملأت الفضاء تمجيداً بأنتصار قوات الدعم السريع على قوات حركة العدل والمساواة فى الأسبوعين الماضيين ولكنها لم تستدرك هذا الأنتصار الذى تم على يد قوات بكل المناظير هى قوات قبلية معظمها من أبناء الرزيقات وبهذا الدولة جعلت الحرب بين قوات الدعم السريع والحركات الدارفورية وكأنه حرب بين القبائل العربية والغير عربية. وبهذا نخاف أن تتحول الحرب فى دارفور بين الحكومة والحركات المسلحة الى حرب عنصرية بين العرب وغير العرب ووقتها كثير من الذين يؤلبون هذه الحروب سيبحثون عن مواطئ لقبورهم ولن يجدوها. أن جر الوطن كله لحرب أهلية هى مسئولية هذه الحكومة التى حكمت البلاد ستة وعشرون عاماً وفشلت فى أن تدير البلد بمنهاج يحفظ وحدتها وأدارة هذا التنوع الذى يمتاز به شعبنا بل جعلت منه ذريعة للتفتت والأنقسام والتشرذم والأقتتال.
ويبقى لنا تساؤل أخير قبل الختام للسلطة الحاكمة مادام هنالك قوات قبلية ضاربة ومسلحة بكل الأسلحة الحديثة الثقيل منها والخفيف ، كيف سيكون الحال أذا أتفق أبناء العمومة موسى هلال وحميدتى وأرادا الأستيلاء على السلطة فى الخرطوم ؟ من الذى يستطيع أن يقف أمامهم ويمنعهم من الأستيلاء على السلطة فى الخرطوم؟ وما الزراع الطويلة عنا ببعيد التى وصلت حتى داخل أم درمان ولم تجد فى المبتدأ من يتصدى لها وضاعت أرواح كثيرة بعد أن قطعت تلك الأميال الطويلة لتصل الى العاصمة؟ دلونا بربكم هل تتحسبون لمثل هذه السينوراهات اذا حدثت؟ الآ اللهم قد بلغت فأشهد.

أحدث المقالات
  • بين الصادق المهدي والسيسي.. ليته سكت! بقلم الطيب مصطفى 05-20-15, 12:30 PM, الطيب مصطفى
  • الحاجة إلى تاريخ بديل ! بقلم عماد البليك 05-20-15, 12:27 PM, عماد البليك
  • قضايا ليست كذلك الأنتخابات ... الدروس والعبر بقلم بروفيسور محمد زين العابدين عثمان 05-20-15, 12:25 PM, محمد زين العابدين عثمان
  • الجُندي السُودانِى المجهول: (امرأة ولا دستة رجال) بقلم كامل كاريزما 05-20-15, 11:00 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • أحكام القضاء المصري الشامخ!! بقلم بارود صندل رجب 05-20-15, 10:59 AM, بارود صندل رجب
  • المصالحة الوطنية في العراق واللعب في الوقت الضائع بقلم حمد جاسم محمد الخزرجى/مركز الفرات للتنمية وال 05-20-15, 10:53 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • (عجباً لأمر المسلمين يتعوذون من فتنة أعور الدجال عقب كل صلاة...وينتصرون لجنده وأتباعه) بقلم:رحاب أ 05-20-15, 10:50 AM, رحاب أسعد بيوض التميمي
  • الإسرائيليون ذئابٌ دوماً وعقاربٌ أبداً بقلم د. 05-20-15, 09:52 AM, مصطفى يوسف اللداوي
  • التطرف بدأ خليجيا وسيعود خليجيا بقلم جميل عودة/مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية 05-20-15, 09:51 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • ورقة الانتخابات بين عباس وحماس! بقلم د أيوب عثمان-كاتب وأكاديمي فلسطيني -جامعة الأزهر بغزة 05-20-15, 09:49 AM, أيوب عثمان
  • السياسة الخليجية وثالوث الصراع بقلم محمد جهاد إسماعيل 05-20-15, 09:46 AM, محمد جهاد إسماعيل
  • الوزير راضي شن دخل الهندي!! بقلم كمال الهِدي 05-20-15, 09:33 AM, كمال الهدي
  • قافلة الوفاء نهر يجري ونبعٌ لا ينضب بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 05-20-15, 09:31 AM, مصطفى يوسف اللداوي
  • السودان علي أعتاب مرحلية مفصلية 2 بقلم جمال عنقرة 05-20-15, 09:29 AM, جمال عنقرة
  • الحذر الحذر ... بقلم عمر الشريف 05-20-15, 09:26 AM, عمر الشريف
  • نتائج انتخابات 2015 (2/6) المشاركة في الانتخابات.. عرض:محمد علي خوجلي 05-20-15, 04:56 AM, محمد علي خوجلي
  • فضيحة مكتب والى الخرطوم . قتل الملازم غسان وهل له وجه أخر اشكك في موته 05-20-15, 04:54 AM, محمد القاضى
  • رصاصة إسحق في مخيلته وليس في جيبه بقلم نورالدين مدني 05-20-15, 04:52 AM, نور الدين مدني
  • أولاد دُفعَتنا فى ذِكرى تخرّجنا 20 مايو1987م (جزء أول) بقلم عبد العزيز سام 05-20-15, 04:50 AM, عبد العزيز عثمان سام
  • جديد عاصفة ( الجِزم ) الولائيه ... PART 7 بقلم ياسر قطيه 05-20-15, 04:47 AM, ياسر قطيه
  • عفواً يا إسحق Too Late……….. بقلم صلاح الباشا 05-20-15, 04:39 AM, صلاح الباشا
  • صحفيو نظام البشير –أنتم جزء أساسي من مشكلة دارفور؟ بقلم عبدالغني بريش فيوف 05-20-15, 04:37 AM, عبدالغني بريش فيوف
  • خطوى ثقال بقلم سهيل احمد الارباب 05-20-15, 04:35 AM, سهيل احمد الارباب
  • اللَّهُمَّ عليك بالشِيعَة والشِيُوعيين!! بقلم جمال أحمد الحسن 05-20-15, 04:33 AM, جمال أحمد الحسن
  • وقتل النفس!! بقلم صلاح الدين عووضة 05-20-15, 04:29 AM, صلاح الدين عووضة
  • عندما يحفر الفرعون قبره بيده بقلم الطيب مصطفى 05-20-15, 04:21 AM, الطيب مصطفى
  • ( ماسورة ) بقلم الطاهر ساتي 05-20-15, 04:19 AM, الطاهر ساتي

  • Post: #2
    Title: Re: قضايا ليست كذلك الجرح النازف فى دارفور ... �
    Author: عبد الخالق مجدي
    Date: 05-20-2015, 03:33 PM
    Parent: #1

    في كل انحناء العالم فإن سكان أي منطقة من المناطق هم أشد الناس حرصاَ على سلامة المنطقة وأهلها ،، حيث المنهج العالمي المعروف : ( المصلحة العامة قبل المصلحة الخاصة ) ،، ثم تتسع تلك الفكرة في العالم المتحضر لتتحول إلى منهج أوسع وأشمل حيث المصلحة الوطنية العليا قبل المصلحة الإقليمية ،، وتلك نمطية مفيدة للغاية وضرورية في خلق الجماعات الوطنية بالمعنى الأوسع ،، وهي حكمة في غاية الأهمية يتخذها معظم سكان العالم ،، وعند وقوع خطب من الخطوب على أهل منطقة من المناطق فإن كل سكان الوطن الواحد يعمل على إزالة ذلك الخطب عن تلك المنطقة المتظلمة ،، ولكن هنا مع الأسف الشديد نجد أهل دارفور يؤثرون الانتماءات الخاصة الاثنية والقبلية على المفاهيم الأخرى التي تعني الكلية أو الوطنية ،، وهم يفضلون التقوقع في الكينونات العرقية الخاصة .. فنجد أهل قبيلة من قبائل دارفور أو أهل منطقة من مناطق دارفور يبذل كل جهده في تمجيد الانتماء الضيق الذي يعني الخصوصية والذاتية ،، ويندر أن نجد أحدهم يتحدث باسم السودان الوطن الكبير ،، وتلك الوقفة تعد من أهلك المواقف لشعب من شعوب الأرض ،، لأن التقوقع واللجوء لخنادق الخصوصية والقبلية يوجد العداءات بين أهل المنطقة الواحدة ناهيك عن العداءات مع أهل المناطق الأخرى .. والصورة الحالية في دارفور هي صورة حروب وصراعات بين جماعات من الإقليم الواحد .. وكان الأحرى والأفضل أن تتوحد تلك الجماعات في الخندق الواحد من أجل المصلحة العليا لإقليم دارفور ،، ثم المصلحة العليا للوطن الكبير ( السودان ) ،، ولكن البعض من أهل دارفور يسخر من فكرة الوطن الكبير ( السودان ) ،، وتلك السخرية تجلب لهم تلك الوقفة السالبة الكبيرة من الشعب السوداني ،، الذي يجد نفسه مرغماَ أن يتواجد مع الآخرين خارجاً عن دوائر القبلية والاثنية .

    ولا نجد تلك الصورة في مناطق السودان الأخرى ،، فمناطق ( كردفان ) تعج بالقبائل المتفرقة العربية والأفريقية ولكنها في النهاية تتحدث باسم ( كردفان ) ثم باسم ( السودان ) ،، ومناطق الجزيرة تعج بالقبائل الأفريقية والعربية وغيرها ولكنها في النهاية تتحدث باسم ( ولايات الجزيرة ) ثم باسم ( السودان ) ،، وولاية الخرطوم تعد من أكبر ولايات السودان في الكثافة السكانية وتعج بالقبائل المتفرقة ومع ذلك فهي تتحدث باسم ( السودان ) ،، ومناطق شرق السودان تعج بالقبائل العربية والأفريقية ولكنها في النهاية تتحدث باسم ( شرق السودان ) ثم باسم ( السودان ) ومناطق شمال السودان تعج بالقبائل الأفريقية والعربية ومع ذلك فهي تتحدث باسم ( شمال السودان ) ثم تتحدث باسم ( السودان ) ،، وحين تذكر أية منطقة من مناطق السودان فلا تبادر للأذهان تلك النزعات العرقية والقبلية إلا عند الحديث عن مناطق ( دارفور ) فعندها فجأة تطل نزعات التفرقة والقبلية والعنصرية .، وقد جاء الوقت لسكان دارفور أن يخرجوا من تلك الدائرة البدائية الضيقة التي لا تتماشى مع روح العصر ولا تتماشى مع التحضر والتقدم .