Post: #1
Title: في (إسرائيل) .. يكرهون السود ! بقلم د. عادل محمد عايش الأسطل
Author: عادل محمد عايش الأسطل
Date: 05-02-2015, 10:28 PM
10:28 PM May, 03 2015 سودانيز اون لاين عادل محمد عايش الأسطل-خانيونس/فلسطين مكتبتى فى سودانيزاونلاين
منذ قيام دولة (اسرائيل) عام 1948، اعتمدت البروبوغندا الصهيونية، وبمساعدة أوروبية، مشروع تجميل صورة الدولة، باعتبارها دولة سامية قائمة على أساس حضاري ديمقراطي، حريص على احترام حقوق كافة الأقليات المقيمة داخل حدودها، وذلك في كل ما يتعلق باحترام الأديان والأعراف والتقاليد الاجتماعية وغيرها، لكن الواقع المعاش لا يبدو كذلك، وحتى برغم انقياد الذين يعانون العنصرية من اليهود وفئات أخرى للدولة وحكامها، فقد دلّت الوقائع وعلى مدى تواجد الدولة، على أنها دولة عنصرية من الدرجة الأولى، وليس ذلك بلساننا، وإنما بألسنة يهودية، تشهد بما تقوم به الدولة من ممارسات تتضمن مجازر وعنف واضطهاد وامتهان.
وإن كانت هذه العنصرية راسخة في وجدان الدولة، إلاّ أنها متفاوتة تبعاُ للفئة المقصودة وللبيئة والأحداث أيضاً، فالموجهة ضد الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية، غير الموجهة للفلسطينيين داخل الخط الأخضر، وسواء كانوا مسلمين أو مسيحيين ودروز وشركس وأقليات أخرى)، وهي غير الموجهة لليهود الشرقيين – السفارديم- المنحدرين من أقطار عربية وإسلامية، ومن يملكون بشرة سوداء باعتبارهم أقل درجة من الغربيين – الإشكنازيم- الصاعدين من البلدان الأوروبية.
حتى الانتخابات الأخيرة، كانت شهدت أشكالاً عنصرية فجّة، وسواء باتجاه الفلسطينيين العرب، حين اتهم رئيس الوزراء "بنيامين نتانياهو" اليسار الإسرائيلي، بنقلهم في الحافلات كي يصوّتوا لإسقاطه عن الحكم، ودعوة "أفيغدور ليبرمان" الصريحة إلى قتلهم، أو باتجاه اليهود بعضهم لبعض، عندما دعا زعيم حزب (شاس) الشرقي "أرييه درعي" اليهود الشرقيين، بأن يُصوتوا لحزب شرقي فقط، منبهاً إلى أن المكان الذي يتواجد فيه شرقيون أكثر هو السجن، وبالمقابل فقد بلغت العنصرية ذروتها، حين ادعى بعض الإشكنازيم، بأنّ دولة إسرائيل أخطأت حين سمحت لليهود الشرقيين بالهجرة إليها، لأنها أنشأت بذلك طبقة كبيرة من السكان المتخلّفين.
في إسرائيل يكرهون السود أكثر، والسؤال هو، لماذا يعانون في جلبهم إلى هنا؟ والجواب: يكمن في شقين رئيسين، مادي ومعنوي، بسبب أنهم يهود أولاً، وخدم –عمالة - ثانياً، وأمّا المعنوي، فهو المتعلّق بإثارة المزاج لدى يهود أوروبا بالانتقال إلى إسرائيل أولاً- وخاصةً أولئك الذين تُلهيهم أعمالهم، وتتمسك بهم ولاءاتهم للدول التي يعيشون فيها- ولتجميل صورة إسرائيل بأنها دولة ديمقراطية لا تمييز فيها ثانياً.
برغم ولائهم للدولة واندماجهم فيها، والخنوع بمسلماتها المفروضة عليهم، واعتمادهم من قِبل قضاة الهالاخاة، باعتبارهم يدينون بالتوراة اليهودية، وبأنه لا يمكن إطلاق الشكوك فيهم، لم تقم إسرائيل بتغير سلوكها مليمتراً واحداً باتجاههم، وبقيت تعارض تلك الدعوات وعلى مدى الحكومات الفائتة، وبقوا مقيدين لديها على الدرجة السفلى نسبة إلى باقي اليهود من أصول أوروبية.
وكانت ثارت طائفة الفلاشا، التي كانت إسرائيل قد جلبتهم من دولة أثيوبيا منذ العام 1984، خلال عملية كبيرة أطلق عليها اسم (أوكسيدوس)، عندما قام مسؤولون في الصحة الإسرائيلية، لاحقاً بسكب كميات كبيرة من دمائهم في القمامة، كانوا قد تبرعوا بها لصالح المستشفيات الإسرائيلية، باعتبارها دماء مكروهة، ولا ترقى إلى الدم اليهودي النقي الخالص، وبقي أفراد الطائفة يعانون إلى أن عاد بعضهم إلى موطنه- أثيوبيا- وعملوا على استرجاع ممتلكاتهم بأضعافٍ مضاعفة، مقابل النزول من إسرائيل.
خلال اليومين الماضيين، ثار الآلاف من الطائفة نفسها مرة ثانية، في مدينة القدس المحتلة، لتسليط الضوء على وحشيّة الشرطة ضد أفرادها، بعد قيام عناصر من الشرطة الاسرائيلية، يضربون جندي إسرائيلي ينتمي لها، باعتبار الحادثة عملاً عنصرياً ضدها، وتأتي ليس بناءً على سياسة قائد شرطة إسرائيل "يوحنان دانينو" فقط، بل على السياسة الرسميّة الإسرائيلية، التي تسمح للشرطة بضرب السود، دون أن يتحملوا المسؤولية أمام قوانين الدولة.
بدت شوارع إسرائيل مشتعلة بمظاهر احتجاجية عنيفة، باعتبارها مفتاحاً للمطالبة بحقوق الطائفة، حيث هدد أفرادها بالتصعيد، والذي يجيئ بعد سنوات من الإهمال والعنصرية، زادت خلالها أوضاعهم سوءاً، وشعروا باليأس، في ضوء أن الحكومات الإسرائيلية، لم تقم باتخاذ أيّة إجراءات تحِد من معاناتهم، كونهم يملكون بشرة سوداء.
اللافت هو، قيام الشرطة الإسرائيلية بفض الاحتجاجات، وبلا سابق إنذار، بطريق القوّة المفرطة، حيث استخدمت أساليب غير مُعتادة من أجل السيطرة على الحشود وتفريق المحتجين، بما في ذلك الضرب المبرح، والغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية وخراطيم المياه، باعتبار أن هذه لا تستعمل باتجاه أو ضد اليهود التابعين للدرجة الأولى.
قيام "رؤفين ريفلين، بنيامين نتانياهو، يوحنان دانينو، نير بركات" رئيس الدولة، رئيس الوزراء الإسرائيلي، قائد الشرطة، رئيس البلدية على التوالي، بتهدئة المتظاهرين والدعوة إلى الاستماع إليهم، لا تعني إزاحة العنصرية عن أكتافهم وظهورهم، أوعن كواهل الأقليات الأخرى، وإنما لتسكين الآلام فقط، وإذا كانوا يقومون بتكرار اعتذارهم بعد كل جولة عنصرية، وخاصة أمام الفلسطينيين وغيرهم من الأقليات الأخرى، فإنها من قبيل سياسة دفن الحصى وحسب، باعتبار أن العنصرية الإسرائيلية هي فطريّة، متواجدة منذ الأزل، ولا تنتهي باعتذار أو بأسفٍ ما.
خانيونس/فلسطين
1/5/2015 الإشكنازيم
أحدث المقالات
حركة فتح: التقاط الفرصة ! بقلم د. عادل محمد عايش الأسطل 03-10-15, 11:49 PM, عادل محمد عايش الأسطلand#8203;and#8203;رخصة تهويد صامتة ! بقلم د. عادل محمد عايش الأسطل 02-23-15, 10:32 PM, عادل محمد عايش الأسطلand#8203;موجة دافئة تعمّ إسرائيل.! بقلم د. عادل محمد عايش الأسطل 12-06-14, 05:32 PM, عادل محمد عايش الأسطلand#8203;أضرار دُرزيّة ! بقلم د. عادل محمد عايش الأسطل 11-16-14, 01:04 AM, عادل محمد عايش الأسطلand#8203;أوباما بين الدبلوماسية والانحياز لإسرائيل ! د. عادل محمد عايش الأسطل 10-06-14, 02:55 PM, عادل محمد عايش الأسطلand#8203;مفاهيم سلام جديدة ! د. عادل محمد عايش الأسطل 10-01-14, 06:27 PM, عادل محمد عايش الأسطلالفلسطينيون يهددون بقنابل صوتية ! د. عادل محمد عايش الأسطل 09-29-14, 09:46 PM, عادل محمد عايش الأسطلand#8203;فتح - حماس، مفاوضات الحاجة !! د. عادل محمد عايش الأسطل 09-23-14, 04:52 PM, عادل محمد عايش الأسطلأفول ربيع المصالحة ! د. عادل محمد عايش الأسطل 09-10-14, 08:23 PM, عادل محمد عايش الأسطلانحدار اخلاقي قاتل !! د. عادل محمد عايش الأسطل 09-10-14, 06:29 PM, عادل محمد عايش الأسطلإسرائيل، الخوف مرة ثانية ! د. عادل محمد عايش الأسطل 09-06-14, 08:11 AM, عادل محمد عايش الأسطلنهج "نتانياهو" الجديد ! د. عادل محمد عايش الأسطل 08-30-14, 09:58 PM, عادل محمد عايش الأسطلإنجازات محفوفة بالحذر ! د. عادل محمد عايش الأسطل 08-18-14, 00:41 AM, عادل محمد عايش الأسطلبيت تحت التحذير ! د. عادل محمد عايش الأسطل 08-12-14, 07:23 PM, عادل محمد عايش الأسطلمحظورٌ على حماس ! د. عادل محمد عايش الأسطل 08-08-14, 05:47 AM, عادل محمد عايش الأسطلحرب ردع وتحرير ! د. عادل محمد عايش الأسطل 08-01-14, 08:21 AM, عادل محمد عايش الأسطلالجرف الإسرائيلي، تعزيز للفشل ! د. عادل محمد عايش الأسطل 07-13-14, 01:01 AM, عادل محمد عايش الأسطلحرب رمضان، الاعتماد على النفس ! د. عادل محمد عايش الأسطل 07-11-14, 00:30 AM, عادل محمد عايش الأسطلالجرف الصامد، المهمّة الأصعب ! د. عادل محمد عايش الأسطل 07-08-14, 11:48 PM, عادل محمد عايش الأسطلتهديدات رائعة ! بقلم عادل محمد عايش الأسطل 07-04-14, 10:42 PM, عادل محمد عايش الأسطلحماس بين الخصوم والأعداء ! د. عادل محمد عايش الأسطل 07-02-14, 07:24 PM, عادل محمد عايش الأسطلرمضان في السياسة الإسرائيلية ! د. عادل محمد عايش الأسطل 06-28-14, 06:23 AM, عادل محمد عايش الأسطل من وقائع الفشل إلى أوهام الحرب ! د. عادل محمد عايش الأسطل 06-25-14, 10:15 PM, عادل محمد عايش الأسطل واشنطن– طهران، أمام داعش: بين مصالح دافعة وخلافات مانعة ! 06-22-14, 09:38 PM, عادل محمد عايش الأسطلسيطرة حماس على الضفة ! د. عادل محمد عايش الأسطل 06-21-14, 12:14 PM, عادل محمد عايش الأسطلفي انتظار سقوط حكومة الوحدة ! د. عادل محمد عايش الأسطل 06-18-14, 08:15 PM, عادل محمد عايش الأسطلمَرَوَنْجِيّة استيطانية ! د. عادل محمد عايش الأسطل 11-24-13, 05:17 AM, عادل محمد عايش الأسطل
|
Post: #2
Title: Re: في (إسرائيل) .. يكرهون السود ! بقلم د. عادل
Author: خالد حاكم
Date: 05-03-2015, 06:04 AM
Parent: #1
الأستاذ عادل تحياتى
أيضا ارجوك تكتب لنا عن عنصرية الفلسطينين تجاه السود ؟ الشعب الفلسطيني واللبناني اكثر الشعوب عنصرية تجاه السود وهنالك فيديوهات كثيرة موجودة في اليوتوب توضح وتؤكد ما يعانيها الفلسطينين السود في فلسطين وكذلك كثير من السودانيين يشهدوا على عنصرية الفلسطنيين الذين التقوا بهم سوى في الخليج او اوربا او أمريكا او استراليا او كندا تجاه السود !
|
Post: #3
Title: Re: في (إسرائيل) .. يكرهون السود ! بقلم د. عادل
Author: للحق وللتاريخ
Date: 05-03-2015, 03:43 PM
Parent: #2
للحق وللحقيقة نقول : كنا نحن مجموعة من أبناء السودان نعمل سوياَ في وظائف متفرقة في مؤسسة سعودية ،، وفيها مجموعة كبيرة من الإخوة الفلسطينيين أيضاَ في وظائف متفرقة ,, بجانب القليل من أبناء السعودية .. كما أن مدير المؤسسة الذي كان يشرف على العمل والعاملين تحت قيادة صاحب المؤسسة السعودي هو مهندس من أبناء فلسطين .. ولقد عملنا سويا في تلك المؤسسة لأكثر من ثلاثين عاماَ .. فو الله لم نحس يوما من الأيام بأية معاملة مهينة من جانب الإخوة الفلسطينيين ,, بل كانوا بمنتهى الطيبة والإخاء والاحترام المتبادل ،، يبادلون الود بالود والمزح بالمزج والعشرة بالعشرة ،، كما أن ذلك المدير الفلسطيني لم يفضل في المعاملة يوماَ فلسطيني على سوداني ،، بل كان عادلاَ ومنصفاَ للغاية عندما يتعامل مع الجميع ،، وتلك السنوات الطويلة في رفقة هؤلاء الإخوة الفلسطينين أكدت لنا أصالة وطيبة ذلك الشعب الأبي ،، والآن نحن تركنا ساحة الغربة منذ سنوات وسنوات .. حيث غادر السودانيون للسودان ،، وغادر الفلسطينيون للأردن وللضفة ,, ولا يوجد ما يوجب الرياء بالمدح أو الذم بغير حق ،، إنما الواجب والضمير يفرض علينا قول الحقيقة مجردة .. ونفس الفكرة الطيبة عن الإخوة الفلسطينيين وجدناها لدى الإخوة السودانيين الذي يعملون في مواقع متفرقة في دول الخليج بمعية الجاليات العربية ,. ونحن نتعجب كثيراَ حين نسمع تلك الإشاعات الغير صائبة عن عنصرية الفلسطينين .
ولو كان لا بد من التعليق على معاملات الشعوب العربية تجاه الشعب السوداني في دول الخليج وغيرها فإن المحصلة تؤكد أن معظم أبناء الدول العربية يتعاملون مع أبناء السودان في الخارج بمنتهى الاحترام المتبادل .. غير أننا في بعض الحالات النادرة أحسسنا بنوع من المكايدة التحتية والدسائس الخبيثة التي تقوم بها أحياناَ أفراد ينتمون لشعب شقيق لدولة شقيقة .. ( لا داعي أن نذكر الجنسية ) ،، تلك فقط هي الملاحظة التي يلاحظها العاملون السودانيون في دول المهجر .. والعامل السوداني في الخارج بطبعه لا يحب ولا يجيد مثل تلك الأساليب الخسيسة .
|
|