Post: #1
Title: لماذا ( هذا أو الانتفاضة)؟- أين السيناريو الثالث؟ بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 04-21-2015, 10:28 PM
09:28 PM Apr, 21 2015 سودانيز اون لاين عثمان محمد حسن- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
جاء في بيان للسيد ياسر عرمان:- "......ان هناك سيناريوهان على الطاولة ، الأول انتفاضة حاسمة.... هذا السيناريو سيتم تعزيزه باعادة هيكلة تحالف نداء السودان.... وصياغة ميثاق تجمع عليه كل القوى المعارضة السودانية ، وبالانفتاح لضم مزيد من القوى لنداء السودان ، وصياغة برنامج واضح لما بعد اسقاط النظام . وأما السيناريو الثانى فتأسيس نهج جديد حول التسوية السلمية ينهى قدرة الديكتاتورية على شراء الوقت والحفاظ على الوضع القائم باشغال المعارضة فى مفاوضات عقيمة بلا توقف ولا تستهدف سوى الحلول الجزئية . .. ايقاف الحرب ومخاطبة الأزمة الانسانية وتوفير الحماية للمدنيين .... الحريات الأساسية كشرط ضرورى لأى انخراط مثمر .... السيناريو الثانى لن يتحقق أبداً اذا لم تثبت قوى نداء السودان والمعارضة عموماً انها ذات مصداقية وقابلة للنجاح ، وما لم تطرق الانتفاضة بقوة على ابواب الديكتاتورية بحيث تضع الديكتاتور أمام خيار واضح : اما الانخراط الجدى او الاطاحة به عبر الانتفاضة.." لكن: على المعارضة أن تعلم أن الجماهير لا تثق في الحكومة.. و أنها تشك كثيراً في المعارضة.. و ترى أن كليهما يستغل أزماتها لتوسيع دائرة ( أجندته) السياسية.. و في الذاكرة الجمعية انتفاضتان أضاعهما الساسة بالولوغ في المكاسب الحزبية و تهميش الثوابت الوطنية.. و انتفاضة ثالثة في سبتمبر 2013 كادت تؤتي أُُكُلها لولا تخاذل الساسة بالوقوف بعيداً عن مواقع الأذى.. يتفرجون في انتظار سقوط النظام.. ليختطفوا السلطة كما تختطف الحدأة قطعة لحم من بين يدي طفل، في إحدى القري، و تحلق بها بعيداً إلى عشها لتغذية فراخها.. و كثيرون هم الذين يخشون على السودان من تناقضات الربيع العربي.. حيث يلد النضالُ من أجل الحرية فوضى يصعب السيطرة عليها.. و كلنا نعلم أن الجيش المصري ( المتماسك) انحاز لمصلحة البلد، فاستسلم مبارك.. و نعلم أن بن علي أحس، قبل مبارك، بتحركات الجيش التونسي للإنحياز للشعب، فاستسلم.. أما في ليبياً فلم يكن ثمة جيش يعتد به.. كانت اليد العليا لكتائب القذافي.. و قد شهد العالم ما فعلت تلك الكتائب بالثوار الليبيين.. و ذلك أشبه بما هو كائن في سوريا حيث ولاء الجيش ظل في غالبيته مع النظام.. لذلك ما تزال براميل الموت تفجر المباني و لا يزال ملايين السوريون يتمنون أن يعود بهم الزمن إلى ما قبل تفجير الأوضاع في سوريا.. إن حال نظام سودان البشير من حال نظام ليبيا القذافي أقرب.. و ربما نافس حال نظام يمن علي عبدالله صالح في البطش و الخداع.. لا أحد يقبل الضيم و الظلم.. و القهر هما ما نعانيه في السودان.. و في ( الكمائن) ميليشيات جاهلة و جهولة مسلحة بأحدث الأسلحة و أكثرها فتكاً و تقتيلاً للمدنيين,, سوف تقف و أصابعها على الزناد للفتك بكل خروج للمطالبة بالحرية و العدالة.. فاليد العليا لها.. و نصيب الجيش من التسليح لا يعدو أن يكون أسلحة تقليدية.. فميليشيلت النظام ذات مهام أقرب إلى مهام كتائب القذافي:- ( كسر يد و فقع عين) كل من يمد اصبعه ناحية المؤتمر الوطني.. بل و قتله- و بلا رحمة- متى رأت الميليشيات ضرورةً في فعل ذلك .. و ما تفعله في دارفور و جنوب كردفان و النيل الأزرق إن هو إلا ( مناظر) قبل بداية ( الفلم).. و المناظر تغنيك عن ما سوف يحدث إذا انتفضت الجماهير و خرجت إلى الشوارع عارية الصدور.. في مواجهة أسلحة الميليشيات الفتاكة النهمة لحصد الشباب حصداً.. و لكنها لن تهزمهم قط .. إلا أنها سوف تكسرهم، أو كما قال ( تشرشل) في كتابه ( حرب النهر) عن الأنصار أبطال معركة كرري.. أ وَ لم تر ذلك الميليشياوي يرتدي جلباباً بصديرية.. و على كتفه سلاح من النوع الذي يجعلك تسأل الخبراء عن نوعه.. وكان مطمئناً " واثق الخطوة يمشي ملكاً".. و هو يستعد للقذف بورقة الاقتراع في الصندوق..؟ لقد ظهر في جميع الصحف الاسفيرية بشكله الداعشي الموحي باللامبالاة بحياة الآدميين.. صدقني؟ لست من " يهاب الموت المكشر".. و لكن.. لماذا تحصر المعارضة استراتيجيتها في سيناريوهين فقط.. و قد أهدتنا الانتخابات الأخيرة سيناريو ثالث أكثر أماناً.. سيناريو المقاطعة.. و التي تؤشر إلى أن العصيان المدني قابل للتحقيق بأيسر ما يُتاح..؟ حاولوه كخطة ( ب)، إذا لم تنجح الخطة (أ).. و اجعلوا الانتفاضة تكون الخطة ( ج).. و حينها تكون شراً لا بد منه.. هذا، و على النظام أن يعلم أن مقاطعة الشعب السوداني للانتخابات الأخيرة إشارة لكل لبيب إلى أن السودانيين قد ضاقوا ذرعاً به.. و عليه أن يتعظ مما حدث في ليبيا.. فمصيره لا بد و أن يتوشح بسواد أحلك من سواد مصير القذافي و بطانته إذا لم يرعوي.. و إذا استمرت القبضة الأمنية تدير دفة الحكم في البلد.. قبضة لا بد من أن تدفع بالجماهير إلى ركن الانتفاضة التي لن تبقي و لن تذر.. و المثل الانجليزي يقول:- “ Do not corner a cat” أي لا تضيق على القطة و تدفعهاً إلى حيث تُضطر للدفاع عن وجودها.. و إذا فعلت ذلك، فلا تلومن إلا نفسك..! و على النظام ألا يعوِّل أبداً على شرعية انتخابية مكتسبة ( افتراضياً).. لأن الواقع بيِّن بينونة الحلال من الحرام.. و عليه ألا يغرَّنه انفتاح الدول العربية عليه- خاصة في الخليج و مصر- و هو انفتاح حميد لو أتبع النظام ذلك الانفتاح بإنفتاح ( صادق) على المعارضة لتأسيس ثوابت سودانية يُتفق عليها في ميثاق يكون مرجعًية تتكئ عليها الأجيال القادمة.. أتمنى للنظام أن " يستبين النصح قبل ضحى الغدِّ!".. و إني له لمن الناصحين.. المشفقين على سودان ظل يُدار على مدى ربع قرن بقبضة أمنية باطشة، سودان تُحبس فيه الحرية في قمقم رهيب.. و قد آن أوان كسر كل القماقم و السلاسل و القيود، فالشعب السوداني يريد الحياة في عزة و في حرية و في كرامة إنسانية.. و لسوف يحياها عما قريب!
وجهة نظر
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
فيثاغورس) يا فقري (ماثك) فاكِّي من بدري! بقلم عثمان محمد حسن 04-18-15, 03:50 PM, عثمان محمد حسنبس أدونا باقي حقوقنا الدستورية بقلم عثمان محمد حسن 04-12-15, 04:24 PM, عثمان محمد حسناقلب صفحة (الخليج) يا كرتي أو آت لنا بملياراتهم نشتري سلاحاً بقلم عثمان محمد حسن 04-10-15, 04:32 AM, عثمان محمد حسنالمؤتمر الوطني زئبقيٌ.. نعم.. و لكن.. ( 2 -2) بقلم عثمان محمد حسن 04-06-15, 04:40 PM, عثمان محمد حسنالمؤتمر الوطني زئبقيٌ.. نعم.. و لكن.. ( 1 -2) بقلم عثمان محمد حسن 04-04-15, 09:15 PM, عثمان محمد حسنهل دعوة البشير إلى مصر استهتار بالعدالة؟ بقلم عثمان محمد حسن 03-29-15, 00:55 AM, عثمان محمد حسنرايةٌ في الشاشة و السينما الغشاشة.. و بس! بقلم عثمان محمد حسن 03-24-15, 08:28 PM, عثمان محمد حسنبنقول لناس ارحل هاؤمو اقرأوا كتابيا! بقلم عثمان محمد حسن 03-22-15, 06:04 AM, عثمان محمد حسنفي قبضة ( التوجه الحضاري) المتوحش! بقلم عثمان محمد حسن 03-22-15, 01:08 AM, عثمان محمد حسنكان لقيتي جلابه في غابه بقول ليك يابا!.. بقلم عثمان محمد حسن 03-16-15, 00:39 AM, عثمان محمد حسنهذه الشجرةُ خبيثةٌ.. إقتلعوها.. و احرقوا ما تبقى من جذورها.. بقلم عثمان محمد حسن 03-05-15, 01:50 AM, عثمان محمد حسنإضحك ياخي ! فالضحك بقى ما ممنوع في الطابور!! بقلم عثمان محمد حسن 02-19-15, 01:21 AM, عثمان محمد حسنالانقاذ المأزومة تجر الصحافة المكلومة إلى بيت الطاعة بقلم عثمان محمد حسن 02-17-15, 04:02 PM, عثمان محمد حسنالكلاب تنبح.. و البشير ماشي! عثمان محمد حسن 02-15-15, 11:44 PM, عثمان محمد حسنالبشير لا يملك من مواصفات الرئيس سوى البندقية و لا شيئ غير البندقية..! بقلم عثمان محمد حسن 02-12-15, 11:05 PM, عثمان محمد حسنإقبضهم.. ضعهم في الحبس.. ثم ابحث عن جريمة ضدهم! بقلم عثمان محمد حسن 02-11-15, 02:02 AM, عثمان محمد حسناللصوص بقلم عثمان محمد حسن 02-09-15, 11:15 PM, عثمان محمد حسنالمترددون و المترددات.. و المحبِطون.. و المحبِطات.. و الغواصات.. بقلم عثمان محمد حسن 02-09-15, 00:46 AM, عثمان محمد حسنجقور المتعافي لا تأكل الفول.. بل تقرض الحديد! بقلم عثمان محمد حسن 02-04-15, 01:45 PM, عثمان محمد حسنميزان حسنات نواب نعمل اجتماع.. و نقرر بالاجماع! بقلم عثمان محمد حسن 02-01-15, 04:19 PM, عثمان محمد حسنصلاح دولار.. و الفساد المستور.. و التلج المكسور.. و الدكتاتور..! بقلم عثمان محمد حسن 01-29-15, 08:32 PM, عثمان محمد حسنتكبيرات تجبرك على ممارسة سلطاتك على الريموت كونترول! بقلم عثمان محمد حسن 01-28-15, 00:03 AM, عثمان محمد حسنالرافضون يعلمون أنهم لن يأتوا إلى السلطة بالانتخابات.. بل بالتعيين! بقلم عثمان محمد حسن 01-25-15, 06:48 PM, عثمان محمد حسنناس دارفور أدنى مرتبة من الحيوان .. ! بقلم عثمان محمد حسن 01-22-15, 06:15 PM, عثمان محمد حسنالعدالة العاجزة.. أو الحكومة خصم غير نزيه ( 3- 3) بقلم عثمان محمد حسن 01-21-15, 10:15 PM, عثمان محمد حسنالعبيد ديل كملوا زاتو ياخ بقلم عثمان محمد حسن 01-20-15, 08:39 PM, عثمان محمد حسنالعدالة العاجزة نزيه - أو الحكومة خصم غير ( 2-3) بقلم عثمان محمد حسن 01-17-15, 07:16 PM, عثمان محمد حسنالعدالة العاجزة- أو الحكومة خصم غير نزيه ( 1-3) بقلم عثمان محمد حسن 01-15-15, 11:36 PM, عثمان محمد حسنفلنعمل على مقاطعة الانتخابات بمرافقة العصيان المدني..! بقلم عثمان محمد حسن 01-12-15, 10:59 PM, عثمان محمد حسنالصين تصطاد النمور و ( الثعالب) في المكاتب.. يا ( هؤلاء)! Fox Hunt! بقلم عثمان محمد حسن 01-11-15, 03:28 PM, عثمان محمد حسنلقد زرع الغرب الهبوب و لن يحصد إلا العاصفة.... بقلم عثمان محمد حسن 01-11-15, 04:58 AM, عثمان محمد حسنمواجهة غير متكافئة في أوروبا ..المسلمون في خطر! بقلم عثمان محمد حسن 01-11-15, 02:34 AM, عثمان محمد حسنحاج أحمد مات.. و هو ينقذ الناس من جور السيل..! بقلم عثمان محمد حسن 01-08-15, 12:30 PM, عثمان محمد حسنيوم جرت الدموع بقلم عثمان محمد حسن 01-06-15, 08:48 PM, عثمان محمد حسنالوالي يتفقد سلسلة فنادقه في ماليزيا بقلم عثمان محمد حسن 01-06-15, 05:04 PM, عثمان محمد حسنالتهميش و التكويش.. و الخوف (2-2) بقلم عثمان محمد حسن 01-06-15, 01:59 PM, عثمان محمد حسنالتهميش و التكويش.. و الخوف بقلم عثمان محمد حسن 01-05-15, 04:19 PM, عثمان محمد حسنالتهميش و التكويش.. و الخوف (1 - 2 ) بقلم عثمان محمد حسن 01-05-15, 01:49 AM, عثمان محمد حسن( إنقاذهم)... و توريطنا..بقلم عثمان محمد حسن 01-03-15, 10:41 PM, عثمان محمد حسنوطن يذبح الجياد بقلم عثمان محمد حسن 01-02-15, 10:12 PM, عثمان محمد حسنما جات؟!Schemeالجزيرة بقلم عثمان محمد حسن 01-02-15, 04:53 PM, عثمان محمد حسنعازة حبيبتي على الخط! بقلم عثمان محمد حسن 01-02-15, 03:12 PM, عثمان محمد حسنكلاب...! بقلم عثمان محمد حسن 01-01-15, 05:21 PM, عثمان محمد حسنالثعلب فات بقلم عثمان محمد حسن 01-01-15, 02:37 PM, عثمان محمد حسنجواز سفر مضروب بقلم عثمان محمد حسن 01-01-15, 07:00 AM, عثمان محمد حسنفش الغبينة في المدينة بقلم عثمان محمد حسن 01-01-15, 00:25 AM, عثمان محمد حسنتبت يدا أبي لهب بقلم عثمان محمد حسن 12-31-14, 10:43 PM, عثمان محمد حسنيوم تتحرك الأشجار و البيوت بقلم عثمان محمد حسن 12-31-14, 06:07 PM, عثمان محمد حسنإنتخاباتهم سروال بلا تِكة.. بقلم عثمان محمد حسن 12-31-14, 04:13 PM, عثمان محمد حسنعضلات الانقاذ بقلم عثمان محمد حسن 12-31-14, 02:02 PM, عثمان محمد حسنأين الوطن بقلم عثمان محمد حسن 12-31-14, 00:04 AM, عثمان محمد حسنإشاعة تستهدف البلد بقلم عثمان محمد حسن 12-30-14, 10:44 PM, عثمان محمد حسننحن ضمن غرائب الإبل بقلم عثمان محمد حسن 12-30-14, 06:01 PM, عثمان محمد حسنما عادت هاتيك الأشياء هي الأشياء بقلم عثمان محمد حسن 12-30-14, 04:55 PM, عثمان محمد حسنهل اللوم فقط على بناتنا الداعرات بدبي؟ بقلم عثمان محمد حسن 12-30-14, 03:44 PM, عثمان محمد حسنالاتفاقيات الوهم بقلم عثمان محمد حسن 12-30-14, 03:38 PM, عثمان محمد حسن
|
Post: #2
Title: Re: لماذا ( هذا أو الانتفاضة)؟- أين السيناريو ا
Author: الفاضل شريف نور الدين
Date: 04-22-2015, 10:39 AM
Parent: #1
الأخ الفاضل / عثمان محمد فضل تحية طيبة لكم وللقراء الكرام . تحليلاتك فيها الكثير والكثير من تلك الحقائق وهي قاسية للغاية ، وخاصة حين تشير بأن ( الجماهير السودانية لا تثق في الحكومة ، وفي نفس الوقت تشك في المعارضة ) ، وهنا مربط الفرس ، ونزيدك إيضاحاَ بأن بالجماهير السودانية لا تشك فقط في المعارضة بل تعتبر المعارضة جزءَ مكملاَ في أسباب ويلات السودان ، وكما أشرت أنت تعودت المعارضة السودانية أن تختبئ عند المحك بمكر وخبث ، وحين تضيق الأحوال وتتأزم ظروف الحياة يثور هذا الشعب الكريم المغلوب على أمره وينتفض ، ويستشهد في سبيل الوطن ثم فجأة تبرز تلك المعارضة الهزيلة لتنقض على القصعة الجاهزة ، ثم تضيع البلاد بالولوغ في التناحر السياسي العقيم ، وتموت أحلام الانتفاضات والثورات في مهدها ، ليدخل الشعب السوداني في دوامة أخرى من الويلات مع الأحزاب ورموز الأحزاب ، ومن واقع التجارب السابقة مع الأحزاب السودانية منذ الاستقلال يستطيع الفرد السوداني العادي أن يضع اليد فوق المصحف الشريف ويقسم بالله صادقاَ بأن الأحزاب السودانية فاشلة وفاشلة في إدارة البلاد ، ولا توجد مثقال ذرة من الآمال في تلك الأحزاب ، ونفس الكلام يقال عندما تأتي سيرة تلك النظم الديكتاتورية ، والمحلل العميق لمجريات الأحداث يجد أن الخلفية في منتهى الخطورة في حال التفكير باللحاق بركب بلدان الربيع العربي ، وفي ذلك الجانب نجد تحليلاتك موفقة للغاية :
( حيث يلد النضالُ من أجل الحرية فوضى يصعب السيطرة عليها .. و كلنا نعلم أن الجيش المصري ( المتماسك) انحاز لمصلحة البلد، فاستسلم مبارك.. و نعلم أن بن علي أحس، قبل مبارك، بتحركات الجيش التونسي للإنحياز للشعب، فاستسلم .. أما في ليبياً فلم يكن ثمة جيش يعتد به.. كانت اليد العليا لكتائب القذافي.. و قد شهد العالم ما فعلت تلك الكتائب بالثوار الليبيين.. و ذلك أشبه بما هو كائن في سوريا حيث ولاء الجيش ظل في غالبيته مع النظام.. لذلك ما تزال براميل الموت تفجر المباني و لا يزال ملايين السوريون يتمنون أن يعود بهم الزمن إلى ما قبل تفجير الأوضاع في سوريا ..
( إن حال نظام سودان البشير من حال نظام ليبيا القذافي أقرب .. و ربما نافس حال نظام يمن علي عبدالله صالح في البطش و الخداع.. لا أحد يقبل الضيم و الظلم .. و القهر هما ما نعانيه في السودان .. و في ( الكمائن) ميليشيات جاهلة و جهولة مسلحة بأحدث الأسلحة و أكثرها فتكاً و تقتيلاً للمدنيين ,, سوف تقف و أصابعها على الزناد للفتك بكل خروج للمطالبة بالحرية و العدالة.. فاليد العليا لها .. و نصيب الجيش من التسليح لا يعدو أن يكون أسلحة تقليدية .. فميليشيات النظام ذات مهام أقرب إلى مهام كتائب القذافي : )
فأنت موفق كثيراَ في تحليلاتك تلك غاية التوفيق ، والحكمة العالية تقتضي بأن لا ندخل في تلك الزوبعة القاتلة الفتاكة الخطيرة ونحن نعلم العواقب سلفاَ ، ولا يفعل ذلك إلا أحمق يعشق الانتحار ، إنما الأمر يحتاج لنوع من الحكمة العميقة والبصارة ، وعلمتنا تجارب السودان السابقة مع أهل السودان بأن التحدي في أي وقت من الأوقات يدخل البلاد في الويلات والقتال ، والسودانيون بالفطرة يحبون المعاملات المشوبة بالسماحة وطيب القول المقرون بالمزح والهزار ، وأية اتفاقيات تمت في السودان بين الفئات المتناحرة كانت أساسها من منطلقات الطيبة حيث أجواء المزح والابتسامة وذلك الهزار السوداني !! ، وهنالك نعوت وصفات تؤكد طبائع القبائل والجهات المتفرقة ، تلك الطبائع التي تمثل الحكمة العجيبة في تفادي الكثير من العواصف الهوجاء ، والشعب السوداني حين يجتمع مع البعض في الأفراح والأتراح يحب ذلك النوع من المزح البريء ، وبالأمس والناس تخوض في زوبعة الانتخابات قال أحدهم مازحاَ : ( إذا أردت أن تأخذ ما في حوزة الجعلي إياك أن تتحداه ، ولكن يكفي أن تثير حماسته بالبطولة والرجولة والمكرمات مع شوية زغاريد وعندها يمكن تجريد الجعلي من كل ممتكلاته !!! ) . فإذن نحن نحتاج أن نعود لساحة الطيبة السودانية تلك الطيبة المقرونة بالكلمة الطيبة ، أما ذلك التحدي حتى آخر الرمق فيعني الدوامة في الويلات إلى قيام الساعة .
|
|