أقول لآباء من استقطبتهم داعش: ((لا تُحمِّلوا أنفسكم فوق طاقتها ..)) بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف

أقول لآباء من استقطبتهم داعش: ((لا تُحمِّلوا أنفسكم فوق طاقتها ..)) بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف


04-21-2015, 06:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1429638448&rn=1


Post: #1
Title: أقول لآباء من استقطبتهم داعش: ((لا تُحمِّلوا أنفسكم فوق طاقتها ..)) بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف
Author: بدور عبدالمنعم عبداللطيف
Date: 04-21-2015, 06:47 PM
Parent: #0

05:47 PM Apr, 21 2015
سودانيز اون لاين
بدور عبدالمنعم عبداللطيف-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



mailto:[email protected]@gmail.com

إنّ فراق الأبناء قطعةٌ من نار، فعندما يحلِّق ذلك "الطاغوت" فوق رؤوس أولئك الأعزاء فينتزع أحدهم من بين إخوته، مصطحباً إياه في رحلته الأبدية، تموت الأشياء بين يديك، ويغرس الحزن نصله الحاد في أحشائك، فيمزِّق روحك، ويقذف بك لترتمي في صحراء اليأس مثل خرقةٍ باليةٍ تعبث بها رياح العدم، ثم لا تلبث سماؤك أن تصفو من جديد وتُسلِّم بأن الموت هو مصير كل حيٍ، وأن عجلة الحياة لن تتوقف عند فقدِ عزيز.
وإذا كنتُ قد ابتدرتُ هذا المقال بتصوير حال من امتحنهم الله بفقدان فلذات الأكباد وفراقهم ذلك الفراق الأبدي، ذلك لأننا نقف الآن أمام فراقٍ من نوعٍ آخر.. فراقٌ في ظني يفوق الموت قساوةً، فهو فراقٌ مجهول الأمد .. مجهول المكان .. مجهول المصير.
ذلك الفراق هو ما يعيشه الآن ويصطلي بنيرانه آباء من حكمت عليهم الاقدار بالوقوع في مصيدة تنظيم "داعش" من طلاب جامعة "مأمون حميدة".
فترى أولئك المساكين مثل الغريق يتعلقون بقشةٍ من أمل .. ورجاء .. وترقب، علَّها تبعد عنهم شبح اليأس الذي ما يفتأ يطاردهم كلما دارت عجلة الأيام. ومما يفاقم من عذابات أولئك المنتظرين تلك الزيارات المتكررة من مشاعر الندم التي ما تفتأ ترش الملح فوق جراحاتهم فتصدِّر اليهم تلك المشاعر السلبية، من تقريعٍ للنفس، وجلدٍ للذات، إلى تعذيب الضمير الذي يُحمِّلهم وزر الرمي بفلذات أكبادهم في محرقة الإرهاب.
على أنني أقول لأولئك المنتظرين في "جمراً تهِبُّه الريح" أن لا لومَ عليكم ولا تثريب إن رغبتم لأبنائكم تعليماً في وطنهم أياً كانت مراميكم.
وفي النهاية أقول لأولئك الآباء: هوِّنوا عليكم فليست "جامعة مأمون حميدة" المقصورة على أبناء الاغنياء والميسورين هي وحدها التي تفرِّخ الإرهاب، فقد أنشأت لنا الحكومة بدورها، جامعةً بطول البلاد وعرضها .. تلك الجامعة التي أطلقت عليها الحكومة اسم "جامعة الفقر"، أبوابها مشرعةٌ لأرتال الفقراء والمُعدمين، وتمتلئ قاعاتها بالعطالى، والهائمين على وجوههم في الارصفة والازقة والطرقات.. أولئك الشباب بما تحمله نفوسهم من غبنٍ وحقدٍ نحو مجتمعٍ مخمليٍ قد ألقى بهم في صندوق النفايات، سيكونون في مقدمة من يمتطون سفينة الارهاب ..
داعش
مأمون حميدة


مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
  • قف .... والدك في خطر! بقلم: بدور عبدالمنعم عبداللطيف 05-06-14, 07:23 PM, بدور عبدالمنعم عبداللطيف
  • قصتي مع مرض نادر وقاتل بقلم/ بدور عبدالمنعم عبداللطيف 04-23-14, 05:50 PM, بدور عبدالمنعم عبداللطيف
  • قناة الشروق مطالبة باعتذار آخر! بقلم: بدور عبدالمنعم عبداللطيف 02-22-14, 01:18 AM, بدور عبدالمنعم عبداللطيف
  • كمال عبد اللطيف و..اختلال المعايير بقلم: بدور عبدالمنعم عبداللطيف 12-23-13, 10:29 PM, بدور عبدالمنعم عبداللطيف
  • كمال عبد اللطيف و..اختلال المعايير بقلم: بدور عبدالمنعم عبداللطيف 12-11-13, 08:18 PM, بدور عبدالمنعم عبداللطيف
  • موقف الرجل السوداني من اضطهاد المرأة قد أصبح أمراً مثيراً للحزن بقلم: بدور عبدالمنعم عبداللطيف 11-14-13, 07:58 PM, بدور عبدالمنعم عبداللطيف
  • نور حسين .. أول امرأة سودانية تتحدى "الوصمة" ! بقلم: بدور عبدالمنعم عبداللطيف 10-21-13, 08:30 PM, بدور عبدالمنعم عبداللطيف
  • العرضحالجي ....والرئيس..وصياغة الوعود والأحلام بقلم: بدور عبدالمنعم عبداللطيف 09-28-13, 06:49 PM, بدور عبدالمنعم عبداللطيف
  • نور حسين .. أول امرأة سودانية تتحدى "الوصمة" ! بقلم: بدور عبدالمنعم ع 09-16-13, 08:08 PM, بدور عبدالمنعم عبداللطيف