كمت .. فعدلت .. فامنت .. فنمت يا عمر .. ؟؟ بقلم حمد مدنى

كمت .. فعدلت .. فامنت .. فنمت يا عمر .. ؟؟ بقلم حمد مدنى


04-02-2015, 07:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1428000611&rn=0


Post: #1
Title: كمت .. فعدلت .. فامنت .. فنمت يا عمر .. ؟؟ بقلم حمد مدنى
Author: حمد مدنى
Date: 04-02-2015, 07:50 PM

06:50 PM Apr, 02 2015
سودانيز اون لاين
حمد مدنى-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



كانت دولته كبيرة .. و امته عظيمة .. و كان الخير وفيرا فى بلاده .. كانت شمس اسلامه تسطع و ترتفع و تنشر الضياء و تنسج خيوط النور و الرحمة .. كان يدعو للتعايش السلمى و ينشد الحرية للجميع او ليس هو اول من نادى بحقوق الانسان و هو القائل : كيف استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم احرارا .. كان ينادى بالالفة و التسامح بين الناس .. كان رسله يطوفون على الملوك و الرؤساء يحملون الرسائل و الوعود و هو امن مطمئن فى مدينة الرسول ( ص ) يحكم بين الناس بالعدل و ينصب الوية الحق و يفتح بوابات القضاء المستقل فلا يخاف من عدله الا ظالم و لا يخشى من حقه الا كل فاسد و سارق و معتد .. ؟؟
لم يكن عنده جند يحرسونه و لا مرافقين مدججين بالسلاح يحمونه .. و لا مواكب طوافة تسبق جولاته التى يروج لها قبل اسابيع .. و لا جموع من الهتيفة ترافقه .. و لا صحافة متملقة تخطب وده .. و لا قنوات فضائية تتحدث عن انجازاته .. و لا زبانية تذود عنه المعتدين و و ترعب الجموع و ترهب الخصوم و تؤدب بالكرباج كل ثائر و تربك بذكر اسمه كل سامع و تذل بسجونه كل عزيز و تسجل على المعارضين اقوالهم و تحصى انفاس الغاضبين .. بل كان بسيطا اذا عبر و سمحا اذا مر .. كان بشوشا و ودودا عظيم الهيئة مهاب الطلعة شامخ الراس منتصب القامة حثيث الخطى كان كالجبل راسخا كان كل ذلك و هو الامير الحاكم و الخليفة القائد العزيز فى جاهليته و العظيم فى اسلامه .. او ليس هو من دخل بيت المقدس راكبا حماره و بدون حرس يرافقونه ..؟؟
لم يكن صاحبنا يحمل بيده سيفا يخيف الناس به بل كانت درته هى كل سلاحه و اقصى ما يملكه يهدد بها المسئ و يضرب بها المتجاوز و يسوى بها الصفوف و يقوم بها الاعوجاج و هى لا تقوى على ايذاء هرة او طرد ماعز فلا يخاف منه عابر سبيل و لا يخشى مساءلته فقير و لا يتردد عب ايقافه بسيط و ترتعد منه فرائض الصغير و لا يهابه الكبير .. فقد اوقفته امراة و اعترضت على كلامه سيدة و ردت اوامره فلم يتصدى لها رجال الامن الخاص و لم يتهمها احد بانها من الخونة و العملاء بل تقول الرواية بانه سكت و خرج و قال قولته المشهورة : اخطا عمر و اصابت امراة .. كان يطوف فى الليل بين بيوت الناس كالعسعس يعرف اخبار رعيته بنفسه و لم يكن يعتمد على التقارير اليومية ( جماعة كل شئ تمام موجودون فى كل زمان و مكان ) .. بل كان يتعرف على حاجاتهم و يسمع الى عجوزهم الشاكية و الام الثكلى و الى الاطفال الباكين و يتالم لحال الجائعين و يحمل كيس الطحين على ظهره و هو يقول هلك عمر و الله عمر .. ؟؟
كان جهاز المخابرات عنده هو العدل .. و كان الحرس الخاص عنده هى العدالة الاجتماعية .. و كان جنجويده هى المساواة بين الناس ..ذلكم هو عمر .. و من هو عمر هذا .. ؟؟ ذلك العمر هو عمر بن الخطاب الذى كان يترك له الشيطان الطريق هربا منه كما حدثنا بذلك المعصوم محمد ( ص ).. ؟؟ عمر الذى كان يبكى دوما حتى ظهر خطان اسودان على وجهه من كثرة البكاء لعظم المصيبة التى القيت على كاهله و هى مسؤلية ولاية امر المسلمين .. ؟؟ عمر القائل : و الله لو عثرت بغلة بارض العراق لسالنى الله عنها : لم لم تسوى لها الارض يا ابن الخطاب .. ؟؟
عمر بن الخطاب رضى الله عنه خريج مدرسة محمد رسول الله ( ص ) الذى اراد ان يعلم الطغم الحاكمة و القيادات الملهمة التى تجسم على صدور شعوبها زمنا طويلا .. و اتخذت من دونهم حجابا .. و على ابوابهم حراسا مددجين بالسلاح .. و فرضوا عليهم رقابة و تجسسا و متابعة و اعتقلوا مواطنيهم بالاشتباه و الظن فاخافوا من اخافوا و قتلوا من قتلوا و اتهموا مخالفيهم فى الرائ بانهم خونة و عملاء و ما الى ذلك من الاوصاف .. ؟؟ و برغم ذلك فما امنوا و لا اطمانوا و لا توطد نظام حكمهم و لا دام سلطانهم و ما نعموا فى حياتهم حكاما و لا بعد انتهاء حكمهم .. ؟؟
انه الفاروق عمر بن الخطاب الذى يعلمنا ان الامن لا يكون الا مع العدل .. و ان السلامة تكون فى الاستقامة .. و ان طمانينة النفس تكون فى الزهد .. و ان نجاح الحاكم تكون فى الصلاح .. و النصر يكون فى التواضع للخلق .. و القوة فى اتباع الحق .. و النجاة فى الصدق .. و الحب فى الاخلاص .. و العزة تكون فى الانتصار للضعفاء .. و ان الغنى يكون فى مساعدة الفقراء .. و الرفعة تكون فى السعى فى شئون الخلق و ان العظمة تكون فى الطيبة .. و ان كبرياء النفس يكون فى البساطة و السعى فى شئون الخلق رفعة لهم .. و الخوف من محاسبتهم نجاة .. و ان الناس فى الحقوق متساوون .. و امام القضاء سواسية و ان حق غير المسلم فى ديار الاسلام محفوظ و مصان فالامن له و الحق معه و لا اعتداء عليه و لا تغول و لا بغى و الويل لمن اعتدى عليه و افترى .. ؟؟
الا ترون ان عمر بن الخطاب و هو خليفة المسلمين و القائد العام لجيش المسلمين و امين بيت المال و قائد الجيوش و الحملات العسكري و سيد الفتوحات الاسلامية عندما يقصده سفير دولة عظمى فيسال عن عمر و عن قصور عمر و عن فلل عمر و عن شاليهات غمر و عن ديوان عمر فيجده نائما تحت ظل شجرة و قد وضع نعليه تحت راسه امنا مطمئنا غير خائف و لا وجل و بدون حراسة و لا جنود و قد خلد ذلك المشهد الشاعر المصرى حافظ ابراهيم واصفا
ذ لك المشهد قائلا فى قصيدته العمري :
و راع صاحب كسرى أن رأى عمرا**** بين الرعية عطلا و هو راعيها
و عهده بملوك الفرس أن لها ****** سورا من الجند و الأحراس يحميها
رآه مستغرقا في نومه فرأى ********** فيه الجلالة في أسمى معانيها
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا ******* ببردة كاد طول العهد يبليها
فهان في عينه ما كان يكبره ************ من الأكاسر والدنيا بأيديها
و قال قولة حق أصبحت مثلا ******* و أصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهم *********** فنمت نوم قرير العين هانيها
انه يعلم القادة من بعده انه من حكم فعدل امن و سلم .. و من انشغل بهموم رعيته و قلق على احوالهم .. و عمل على تحسين ظروفهم المعيشية و تكبد المشاق على راحتهم و خاف على سلامتهم و وضع نصب عينيه انه مسؤل امام الله سبحانه و تعالى عنهم و لو ان دابة فى العراق تعثرت لسال الله عنها عمر لم لم تسوى لها الطريق .. فمن كانت هذه سياسته و هذا نهجه فى الحكم فحرى به ان ينام قرير العين هادئ البال مطمئن النفس لا يخاف على نفسه و لا على عياله .. ؟؟
اما من سلك طريقا اخرا و تنكب على شعبه و استكبر على مواطنيه و استعبدهم و استبد و بطش بمخالفيه و طغى و ظلم و استخدم سلطاته فى الاساءة اليهم و التنكيل بهم فسجن من سجن و عذب من عذب و اضطهد من اضطهد و اعدم من اعدم فحرى بهم الا يناموا امنين .. و الا يعيشوا مطمئنين و ان تبقى حياتهم قلقة مليئة بالخوف و الرعب يحسبون كل صيحة عليهم .. فيموتون فى حياتهم و قبل موتهم الف مرة .. ؟؟
مدرسة عمر بن الخطاب تقول : كونوا على يقين انه لا الطائرات و لا الدبابات و لا جحافل الجنود المدججين بالسلاح تحمى من ظلم .. و ان القوة و البطش و القبضة الحديدية لن تحقق لظالم امن و لا امان و لا اطمئنان .. و ان الاستعانة بالشرق او بالغرب لا يؤمن وجودكم و لا يحقق الاستقرار لانظمتكم و عروشكم و الدوام لها .. انما الذى يحميكم هو حب الشعوب لكم لعدلكم و مساواتكم بين الجميع .. و صدقكم معهم .. و ولاؤكم لهم و تضحياتكم من اجلهم .. عندها تنامون قريرى العين و تمشون فى الطرقات دون حرس و لا امن .. لكن سيحدث ذلك عندما تكون قلوب شعوبكم هى طائراتكم و صواريخكم و دباباتكم و قلاعكم و حصونكم .. و لن تستولوا على تلك القلوب الا بنشر قيم الحرية و العدل و المساواة بين الناس جميع و بعيدا عن الحزبية الضيقة و المقيته و المنتنه.. و قبل كل ذلك ان تكونوا كما تقولون .. هدانا الله جميعا .. و حفظ الله ما تبقى لنا من وطن كان و صفه يوما و كان اسمه وطن المليون ميل مربع .. ؟؟
حمد مدنى
mailto:[email protected]@hotmail.com
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
  • ليت رئيس الجمهورية .. ياخذ الحكمة من خوسيه ..؟؟ بقلم حمد مدنى 03-05-15, 05:58 PM, حمد مدنى
  • انقلاب الشيخ عصام احمد البشير .. ؟؟ بقلم حمد مدنى 01-16-15, 06:14 PM, حمد مدنى
  • من يحاسب الرئيس البشير ان اخطا ..؟؟ بقلم حمد مدنى 12-26-14, 06:03 PM, حمد مدنى
  • على عثمان طه : بين تحنيط نظام الانقاذ ..و اكرام الميت .. ؟؟ بقلم حمد مدنى 12-04-14, 07:36 PM, حمد مدنى