عقدة الدونية وسودانية أوباما وزوجة نوح..! بقلم الطيب مصطفى

عقدة الدونية وسودانية أوباما وزوجة نوح..! بقلم الطيب مصطفى


03-22-2015, 03:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1427033611&rn=0


Post: #1
Title: عقدة الدونية وسودانية أوباما وزوجة نوح..! بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 03-22-2015, 03:13 PM

02:13 PM Mar, 22 2015
سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



استمتعت بمقال جميل وعميق ومفيد سطره د. حسن عابدين في صحيفة "التغيير" التي تشهد جهداً مقدراً هذه الأيام من خلال استكتاب بعض النجوم اللامعة في مجال البحث والتحليل والكتابة الصحفية، فقد غضب دكتور حسن عابدين، وحق له، من احتقار أحد أساتذة التاريخ لمناهج البحث العلمي وهو يزعم بدون دليل أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ينحدر من أصول سودانية، وأن امرأة نبي الله نوح حلفاوية من السودان!
أخطر ما في الأمر أن صاحب هذه المزاعم يحمل درجة البروفيسور في التاريخ، وبالرغم من ذلك أتى بكلام فطير يشبه الدهماء والسوقة لا العلماء والباحثين والأخطر من ذلك أن ما أتى به الرجل يسير في ذات اتجاه ترسيخ عقدة النقص التي أصبحت تسوق كثيراً من النخب إلى البحث عن مصادر قوة يعظِّمون بها من السودان والشخصية السودانية حتى ولو كانت بحوثهم لا تقوم على ساقين.
المهم أن المؤرخ "دياب" لم يكتف بأن ينسب أوباما إلى السودان إنما سماه كذلك "البراق أبو آمنة" تخيلوا! بما يعني أن والده الذي لا يختلف اثنان في الدنيا أنه من كينيا وأنه هاجر إلى أمريكا والتقى خلال دراسته الجامعية بوالدة اوباما وتزوجها، ولكن "مؤرخنا" الهمام رفض كل الوثائق التاريخية وتغوّل على منهج البحث العلمي ليهرف بهذه المزاعم الغريبة!
لم أجد بأساً في أن يحاول د. الترابي تأصيل اسم باراك أوباما من خلال اجتهاد لغوي جعله يشتق اسم "باراك" من كلمة "مبارك" باعتبار أن ذلك التحوير أفضت إليه العجمة لدى مسلمي كينيا كالتي حوّرت اسم "أحمد" في غرب افريقيا إلى "أمادو"، كما لم أجد بأساً من الرواية التي زعمت أن والد أوباما ينتمي إلى قبيلة كينية هاجرت من جنوب السودان، ولكن أن يأتي مؤرخنا دياب بحكاية أن أوباما اسمه "البراق أبو آمنة" حتى بعد أن انفصل جنوب السودان وأصبح دولة بدلاً من التشبث بفرية أن أوباما من أصول جنوبية فإنه مما يبعث على الدهشة!
لعل أكثر ما يعجبني في كثير من مقالات د. حسن أنه يقوم بدور المصحح لأخطاء من يتغولون على الحقائق التاريخية بدون علم ولا هدى ولا كتاب منير، فقد قرّع صاحب تلك المزاعم الذي زعم أنه استقى ما يسند حجته من (مراجع) بدون أن يذكرها أو يذكر مؤلفها وطلب د. حسن من الرجل أن يخضع الروايات الشفهية والأقوال والأحاديث المنقولة والمجموعة من (أفواه الأجداد والآباء والأحفاد من أسرة أوباما وآل محمد أحمد المهدي وآل علي دينار.. أن يخضعها للغربلة والتحقيق بعد تنقيتها من أغراض ورغائب الرواة ومن الشوائب التي تعلق بمثل هذه الروايات من حذف وإضافة وتحوير).
عقدة التعلق بأهداب الكبار من أمثال أوباما أو ببعض الرسل والأنبياء أصبحت موضة يرددها الكثيرون بما في ذلك الحديث عن أن مجمع البحرين الذي ذُكر في سورة الكهف هو مقرن النيلين الأزرق والأبيض في الخرطوم وأن سيدنا موسى سوداني هاجر من السودان إلى سيناء، وكذلك ما رواه مؤرخنا الذي لم يأخذ بأسباب البحث العلمي حين أتى بما لم تستطعه أو تسبقه به الأوائل عن زوجة سيدنا نوح ولست أدري لماذا اختار زوجة نوح تحديداً وهي التي أُدينت في القرآن الكريم، ولماذا لم يضم إلى الجنسية السودانية زوجة سيدنا لوط التي أتت جرماً فادحاً ذُكر كذلك في القرآن الكريم(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا)؟! هل تراه تجنب ذلك حتى لا يلصق تلك الفعلة السيئة المستقبحة "الشذوذ" بأهل السودان من خلال إنكار أو استبعاد أن تكون زوجة لوط من السودان؟!
على أن ما يدعو إلى التساؤل هو.. ماذا يفيد السودان من أن يكون أوباما سودانياً وما هو العز والشرف الذي يملأ جوانحنا من أن يكون اوباما سودانياً أو سيئة الذكر إمرأة نوح سودانية؟ وهل يعمد المصريون مثلاً إلى ذلك البحث المضني "بالحلال والحرام والحق والباطل" عما ينسبهم إلى العظماء أو أصحاب المكانة التاريخية أم أن تاريخهم المزدحم بأمجاد الزعماء والعظماء عبر التاريخ يجعلهم في غنى عن الركض وراء تلك العقدة التي تجعل بعض المنهزمين نفسياً يلهثون خلف أمجاد متوهمة تضطرهم إلى تزوير التاريخ والتنكر إلى مناهج البحث العلمي؟
نحتاج إلى أن نصوغ تربية وطنية تجعلنا نفخر بأنفسنا وأن نكون كما نحن بعيداً عن البحث عن أمجاد تضطرنا إلى أن نلوي عنق التاريخ حتى نشبع عقدة النقص التي ربما فاقمها ضعفنا بين الأمم جراء مشاكلنا السياسية والاقتصادية كما نحتاج إلى أن نوقف حملة جلد الذات التي نجيد تداولها هذه الأيام عبر وسائط التواصل الاجتماعي فذلك يعتبر من أولويات بناء الشخصية السودانية السوية التي يمكن أن تنشئ حضارة حقيقية تتباهى بها أجيالنا القادمة.

http://www.assayha.net/play.php?catsmktba=3757http://www.assayha.net/play.php?catsmktba=3757

مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب


  • نبتة التمباك هل هي شجرة الزقوم؟! بقلم الطيب مصطفى 03-21-15, 12:58 PM, الطيب مصطفى
  • بين نداء السودان والهجوم على كلوقي بقلم الطيب مصطفى 03-18-15, 02:13 PM, الطيب مصطفى
  • أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (3-3) بقلم الطيب مصطفى 03-17-15, 01:24 PM, الطيب مصطفى
  • أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (2-3) بقلم الطيب مصطفى 03-16-15, 02:08 PM, الطيب مصطفى
  • (الصيحة) في عامها الثاني بقلم الطيب مصطفى 03-15-15, 01:10 PM, الطيب مصطفى
  • بين حسن عبد الوهاب وإهدار المال العام بقلم الطيب مصطفى 03-14-15, 02:07 PM, الطيب مصطفى
  • يتامى المسلمين؟ بقلم الطيب مصطفى 03-13-15, 01:55 PM, الطيب مصطفى
  • لماذا يا لطيف؟! بقلم الطيب مصطفى 03-12-15, 12:58 PM, الطيب مصطفى
  • بين مصطفى عثمان وياسر يوسف بقلم الطيب مصطفى 03-11-15, 01:25 PM, الطيب مصطفى
  • المؤتمر الشعبي ولعبة السياسة القذرة! بقلم الطيب مصطفى 03-10-15, 02:44 PM, الطيب مصطفى
  • اللهم لا شماتة! بقلم الطيب مصطفى 03-09-15, 01:32 PM, الطيب مصطفى
  • مجزرة الاتحادي الأصل! بقلم الطيب مصطفى 03-08-15, 02:14 PM, الطيب مصطفى
  • أخطار الصعوط أو التمباك.. اقرأ لتتقيأ! بقلم الطيب مصطفى 03-07-15, 02:05 PM, الطيب مصطفى
  • مصدر الاعتقاد الحق بقلم الطيب مصطفى 03-06-15, 02:00 PM, الطيب مصطفى
  • الضربة الاستباقية .. اقراوا جيدا وسوف تفهمون بقلم الطيب مصطفى 03-05-15, 12:32 PM, الطيب مصطفى
  • بين القضاء والصحافة بقلم الطيب مصطفى 03-04-15, 01:59 PM, الطيب مصطفى
  • من يقنع الباز؟! بقلم عثمان الطيب مصطفى 03-03-15, 01:42 PM, الطيب مصطفى
  • المساواة ثابتة في القرآن بقلم الطيب مصطفى 02-27-15, 01:45 PM, الطيب مصطفى
  • المطلوب من الوطني والصادق المهدي بقلم الطيب مصطفى 02-26-15, 01:25 PM, الطيب مصطفى
  • دمعات على قبر الزهاوي إبراهيم مالك بقلم الطيب مصطفى 02-24-15, 01:58 PM, الطيب مصطفى
  • حركات دارفور ودورها في الحروب الأفريقية! بقلم الطيب مصطفى 02-23-15, 01:39 PM, الطيب مصطفى
  • بين أردوغان وأعداء الإسلام السياسي بقلم الطيب مصطفى 02-22-15, 01:20 PM, الطيب مصطفى
  • خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم ‎الطيب مصطفى 02-21-15, 02:01 PM, الطيب مصطفى
  • خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 02-20-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
  • بين سجن دبك وغابة السنط والمأساة المنسية بقلم الطيب مصطفى 02-19-15, 01:14 PM, الطيب مصطفى
  • حزب الميرغني وتصحيح المسار بقلم الطيب مصطفى 02-17-15, 02:53 PM, الطيب مصطفى
  • هل يفعلها عصام البشير؟ بقلم الطيب مصطفى 02-15-15, 02:05 PM, الطيب مصطفى
  • حزب الميرغني والمسار الديمقراطي بقلم الطيب مصطفى 02-14-15, 03:27 PM, الطيب مصطفى
  • حسّنوا صورة المرأة المسلمة بقلم الطيب مصطفى 02-13-15, 01:28 PM, الطيب مصطفى
  • هلا أوقفنا إهدار المال العام؟ بقلم الطيب مصطفى 02-11-15, 01:47 PM, الطيب مصطفى
  • حدود الحلال والحرام الوطني بقلم الطيب مصطفى 02-10-15, 01:38 PM, الطيب مصطفى
  • الترابى واقتراب الاجل بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 05:31 PM, الطيب مصطفى
  • عندما عضَّ الرجلُ كلباً! بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 01:29 PM, الطيب مصطفى
  • رهينة المحبسين: الجهل والفقر بقلم الطيب مصطفى 02-08-15, 02:36 PM, الطيب مصطفى
  • وعادت الإنتباهة بقلم الطيب مصطفى 02-07-15, 06:48 PM, الطيب مصطفى
  • رفع الدعم والمعالجات المجنونة!!..الطيب مصطفى 09-18-13, 06:29 PM, الطيب مصطفى