مدرسة الريان من نسل الفساد و غياب المؤسسية بقلم حسين الزبير

مدرسة الريان من نسل الفساد و غياب المؤسسية بقلم حسين الزبير


03-18-2015, 11:12 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1426716749&rn=1


Post: #1
Title: مدرسة الريان من نسل الفساد و غياب المؤسسية بقلم حسين الزبير
Author: حسين الزبير
Date: 03-18-2015, 11:12 PM
Parent: #0

10:12 PM Mar, 19 2015
سودانيز اون لاين
حسين الزبير-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



حسين الزبير

اول مدرسة اهلية في تاريخ السودان كانت ثمرة جهود نفر كريم من ابناء هذا الوطن، علي رأسهم الشيخ اسماعيل الازهري الكبير مفتي الديار السودانية في ذاك الزمن. في عام 1927 انشئت مدرسة امدرمان الاهلية الوسطي بمبادرة من مفتي الديار و بدعم من الشيخ احمد حسن عبد المنعم الذي تبرع بداره، و لم يكتف بذلك بل حرر شيكا علي بياض للجنة القائمة بتاسيس المدرسة. بالطبع لم يكن الهدف الربح، بل كان الهدف دحض حجة الانجليز بان المال المرصود للتعليم لا يسمح بفتح مدارس تسع كل اطفال البلد. ثم جاءت جهود مؤتمر الخريجين في عام 1942 حين تكللت مساعيهم بالنجاح و كانت مدارس القولد، ومدني، وامدرمان. و علي هذا المنوال ظلت الجهود الشعبية في فتح المدارس الاهلية، و لكن وفق قوانين التعليم الاهلي التي كانت راسخة حتي قدوم النظام الشمولي الثاني في عام 1969.

انتهت فترة تدريبي في معهد التربية ببخت الرضا في عام 1968، و رغم انني خريج جديد في الخامسة و العشرين من عمري، وافقت الوزارة علي تعييني ناظرا لمدرسة الحفير الاهلية الوسطي، و كانت تجربتي الاولي في رئاسة لجنة القبول التي تكونت من لجنة المدرسة و بحضور ناظر المعهد الديني ممثلا للوزارة. تم قبول 40 طالب، و في اليوم التالي ارسلت تقريرا لمكتب التعليم بالدامر وصورة من التقرير لمكتب التعليم الاهلي في الوزارة، و بالطبع شمل التقرير اسماء الطلاب ، اعمارهم و الدرجات التي احرزوها في امتحان الشهادة الابتدائية. و من روتينيات ادارة المدارس و اولي واجبات ناظر المدرسة ان يرسل اول كل شهر تقرير الموقف (Status Report) و الذي يشمل عدد الطلاب في كل فصل، عدد المعلمين و اسمائهم، وموقف المقرر في كل مادة. بعد ثلاثة اشهر جاءني مواطن يريد ان يلحق ابنه بالمدرسة، لكن لم يكن من سلطتي قبول الطالب (من الباب للطاق)فكتبت لاستاذي احمد علي في مكتب التعليم و ارسل برقية بالموافقة ثم خطابا رسميا بقبول هذا الطالب. في ذاك الزمن لو وجدوا عدد الطلاب في فصل من الفصول نقص او زاد ياتيك ما كان يسمي ب (Discrepancy explanation) و المطلوب ان يوضح الناظر ما الذي ادي لزيادة او نقصان العدد في الفصل، و الزيادة يجب ان تكون بموافقة المكتب ، و النقصان اي فصل طالب يكون لاسباب وجيهة وافقت عليها ادارة مكتب التعليم!! بمثل هذه الاجراءات كانت الوزارة علي علم بما يحدث في مدرسة في قرية نائية، دعك من مدارس الدخينات. و مثل ما يفعل ناظر المدرسة، فان ادارات التعليم في المديريات كانت تزود الوزارة باحصائيات عن المدارس و المدرسين و الطلبة !!

لكن ان لا تكون لولاية الخرطوم ، التي بها وزارة تعليم موازية لوزارة التعليم الاتحادية اي علم بما يحدث في ضواحي الخرطوم، و لا تقوم هذه الوزارة بزيارات تفتيشية لمدارسها، و التي كانت تتم سرا في عهد الاستاذ دهب عبد الجابر- هذه كارثة تستدعي ولولة الامهات و لطم الخدود للاباء. نعم هي كارثة بهذا الحجم عندما تكون المادة الاولية التي تعبث بها اغلي ثروات البلاد، انسان الغد الذي نؤمل ان يعمر البلد الذي تحطم بزلزال المشروع الحضاري.
خيرا فعل سماسمرة التعليم حين سموا مؤسساتهم بالمدارس الخاصة و لم يسموها المدارس الاهلية، فالمدارس الاهلية كانت جزءا من نضال اهل المعرفة و الوطنية لزيادة فرص التعليم المتاحة، و كان عطاؤهم تضحية بالمال و الجهد و الوقت، بينما اصحاب المدارس الخاصة مؤسساتهم تماما كالبقالات هدفها الربح، لذلك لن تجد في مدارسهم المكتبات و ادوات الرياضة و الانشطة المساندة للتعليم الاكاديمي من موسيقي و مسرح و جمعيات – باختصار هذه المدارس تماما كادارة الكهرباء تتحصل رسومها مقدما و تقدم لك خدمة ناقصة ، و النقصان في حالة المدارس الخاصة تكون نقصا في الكتب و في عدد هيئة التدريس و نقصا في الاثاث المناسب لمدرسة.

كيف وصل الحال لهذه الدرجة المشينة المخيفة؟؟ نتاج طبيعي لمجتمع اباح الفساد المالي و الاداري حتي اصبح من العسير محاسبة موظف صغير، دعك من "الهوامير" التي تطمن الصغار و تشجعهم علي الانفلات و التسيب. رغم هذا الفساد كان من شروط من يفتح مدرسة خاصة ان يكون ذو خبرة في التعليم، لكن احدهم من المؤلفة قلوبهم لغي هذا الشرط و اصبح الشرط القدرة المادية لفتح مؤسسة تعليمية!!!

لغياب المؤسسية و القوانين التي كانت فاعلة في زمن التعليم الاهلي، اصبحت المدارس الخاصة كالبقالات يؤجر احدهم شقتين بكل منها حمام واحد و يفتح مدرستين اساس و ثانوي!!! و يتكدس الطلاب في مثل هذه الشقق و لا ياتي من يتفقد مثل هذه المدارس!!

وكان احتيال مدرسي و ناظر الريان ، وقد ظنوا انهم يستطيعون خداع 50 طالب ، اي 50 من اطباء و مهندسي و معلمي البلاد بعد عقدين ، يعوقونهم لانهم يتشبهون بكبار المفسدين!!!

رب لا نسالك رد القضاء و لكنا نسألك اللطف فيه.
و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي اشرف الخلق و المرسلين.








مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب

  • جاليتنا وملاذنا في تورنتو مرحبا بكوكبة الكنديين السودانيين بقلم أبوبكر يوسف إبراهيم 02-28-15, 00:20 AM, حسين الزبير
  • في الذكري الثالثة لرحيل الفنان وردي ننساك؟!! ....الزيك بيتنسي!! بقلم حسين الزبير 02-18-15, 11:23 PM, حسين الزبير
  • بلادي .... و الحب و عيده في عام 2015 بقلم حسين الزبير 02-15-15, 03:13 PM, حسين الزبير
  • حاجة تغيظ .... بقلم حسين الزبير 01-17-15, 07:19 PM, حسين الزبير
  • واحدة من ملاحيظ 2014 بقلم حسين الزبير 01-09-15, 07:17 PM, حسين الزبير
  • ما الفرق بين هي لله لا لدنيا قد عملنا و الهجرة الي الله بقلم حسين الزبير 12-23-14, 09:39 PM, حسين الزبير
  • محجوب شريف كاسح الالغام من طريق الثورة والثوار بقلم حسين الزبير 11-12-14, 03:23 AM, حسين الزبير
  • Re: محجوب شريف كاسح الالغام من طريق الثورة والثوار بقلم حسين الزبير 11-13-14, 05:19 AM, حسين الزبير
  • Re: محجوب شريف كاسح الالغام من طريق الثورة والثوار بقلم حسين الزبير 11-16-14, 04:55 AM, حسين الزبير
  • صحفيو الانقاذ و فقع المرارة (الاستاذ عثمان ميرغني نموذجا) 10-30-14, 04:07 AM, حسين الزبير
  • الدكتور عابدين خيري ابوشنب شهيد ايبولا سودان في عام 1976 10-20-14, 05:53 AM, حسين الزبير
  • أهل الاسلام السياسي في السودان يعترفون حسين الزبير 10-17-14, 04:51 AM, حسين الزبير
  • حيرتونا ... يا اهل الاسلام السياسي في السودان حسين الزبير 09-15-14, 05:27 AM, حسين الزبير
  • اهلي في السكوت و المحس فيما يخص حرائق النخيل ما حك جلدك مثل ظفرك حسين الزبير 08-06-14, 12:04 PM, حسين الزبير
  • نظام الانقاذ آيل للسقوط لكن من يدلنا علي منسأته؟! حسين الزبير 08-03-14, 09:45 AM, حسين الزبير
  • الي جنات الخلد باذن الله المناضل عبد الفتاح فرح حسين الزبير 06-26-14, 05:08 AM, حسين الزبير
  • الاستاذ عثمان ميرغني يتساءل من ضيع السودان؟ و اليه الاجابة حسين الزبير 05-28-14, 04:19 AM, حسين الزبير
  • حقت كلمة ربي " مَنْ يُضْلِلْ اللَّه فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرهُمْ فِي طُغْيَانهمْ يَعْمَهُونَ."بقل 05-26-14, 04:45 AM, حسين الزبير
  • الامور بمقاصدها عند اهل الاسلام السياسي في السودان فيا تري ما مقصدهم هذه المرة بتكفير انسانة مسيحية 05-16-14, 01:12 PM, حسين الزبير
  • صحيح المعايش جبارة حسين الزبير 05-10-14, 06:50 PM, حسين الزبير
  • وصية محجوب شريف السابعة وطن بالفيه نتساوي حسين الزبير 05-02-14, 04:06 AM, حسين الزبير
  • وصية محجوب شريف السادسة الثقة في قدرة الشعب و عظمته و الايمان باحلام الغد 04-27-14, 06:32 AM, حسين الزبير
  • وصية محجوب شريف الخامسة الاعتراف بالآخر 04-24-14, 04:06 AM, حسين الزبير
  • وصية محجوب شريف الرابعة حب الوطن متمثلا في الشعب 04-21-14, 01:21 AM, حسين الزبير
  • وصية محجوب شريف الثالثة: تفكروا في دور المرأة 04-17-14, 02:01 AM, حسين الزبير
  • وصية محجوب شريف الثانية العمل الطوعي 04-14-14, 02:45 AM, حسين الزبير
  • الوصايا العشرة التي تركها محجوب شريف للشعب السوداني الوصية الاولي ضروري النضال 04-11-14, 03:30 AM, حسين الزبير
  • الوصايا العشرة التي تركها محجوب شريف للشعب السوداني 04-09-14, 04:37 AM, حسين الزبير
  • ما كنت الوليد العاق ..., لا خنت لا سراق/حسين الزبير 04-03-14, 07:05 AM, حسين الزبير
  • نبـع الحنـان المتدفـق …. بل الحنـان يتجسد في صورة إنسان امرأة اسمها عديلة ايوب عبد الحميد 04-02-14, 02:01 AM, حسين الزبير
  • امي ... في عيدك ، اجمل الاعياد ... تعظيم سلام حسين الزبير 03-22-14, 08:34 PM, حسين الزبير
  • أهل الاسلام السياسي في السودان فيم اختلفوا و لم اتفقوا !! حسين الزبير 03-17-14, 03:44 AM, حسين الزبير
  • بمناسبة يوم المرأة العالمي أين وصلت المرأة السودانية بعد عقدين من حكم الاسلام السياسي حسين الزبير 03-12-14, 07:03 AM, حسين الزبير
  • مقالات تمنيت لو كتبتها (3 – 3) مقال الاستاذة اماني ابو سليم بعنوان (نفير. . حوادث . . بدون حدود . 03-01-14, 10:42 PM, حسين الزبير
  • مقالات تمنيت لو كتبتها (2 – 3) مقال الاستاذة ايمان ابو سليم بعنوان (السوداني ما معروووف) حسين الزبي 02-26-14, 05:31 AM, حسين الزبير
  • مقالات تمنيت لو كتبتها (1 – 3) مقال الاستاذ حسن اسماعيل بعنوان (وردي... كل الارض منفي) حسين الزبير 02-22-14, 10:37 PM, حسين الزبير
  • الامور بمقاصدها حسين الزبير 02-01-14, 06:23 AM, حسين الزبير
  • دور المرأة في جاليتنا في تورنتو .. يستحق الاشادة و التقدير دور السيدات كوثر ادريس و سهام العريبي نم 01-22-14, 05:16 AM, حسين الزبير
  • الاصلاح بالقطعة .... كعلاج اعراض السرطان تفاديا للجراحة حسين الزبير 01-17-14, 04:37 AM, حسين الزبير
  • الدكتورة سعاد ابراهيم احمد كانت نخلة وارفة الظلال حسين الزبير 01-03-14, 00:32 AM, حسين الزبير
  • عينهم في الفيل يطعنوا في ضله حسين الزبير 12-22-13, 07:10 AM, حسين الزبير
  • وجهة نظر شخصيه حسين الزبير 12-16-13, 05:48 AM, حسين الزبير
  • الدروس و العبر في سيرة ايقونة النضال نلسون مانديلا حسين الزبير 12-13-13, 03:25 PM, حسين الزبير
  • الدروس و العبر في سيرة ايقونة النضال نلسون مانديلا حسين الزبير 12-09-13, 06:00 AM, حسين الزبير
  • جنا تعرفه!! حسين الزبير 12-04-13, 05:56 AM, حسين الزبير
  • مولانا الفلوتر مصطفي البطل حسين الزبير 11-25-13, 04:18 PM, حسين الزبير
  • عتاب المخلصين في الوقت الغير مناسب فيه قسوة حسين الزبير 11-21-13, 01:46 AM, حسين الزبير
  • اتانا حديث الثقافة و ادهشنا و احزننا حسين الزبير 11-15-13, 09:28 PM, حسين الزبير
  • لماذا يستهين اهل الاسلام السياسي بالذاكرة الجمعية للشعب السوداني؟؟ حسين الزبير 11-03-13, 04:41 AM, حسين الزبير
  • و اما بنعمة ربك فحدث حسين الزبير 10-26-13, 07:15 AM, حسين الزبير
  • المدهش في تورنتو حسين الزبير 10-23-13, 04:56 AM, حسين الزبير
  • حقا انه وطن يشتهي البنفسح و سيزرعه الشباب حقولا تزهر في كل المواسم حسين الزبير 10-11-13, 04:06 AM, حسين الزبير
  • رخيص .... و طلبك رخيص!! حسين الزبير 10-04-13, 04:15 AM, حسين الزبير
  • الي الدكتور غازي صلاح الدين و صحبه تأخرتم عقدين من الزمن في ممارسة شريعة الأمر بالمعروف و النهي عن 09-29-13, 06:48 PM, حسين الزبير
  • يا شعبا لهبت ثوريتك.... تلقي مرادك و اللي في نيتك حسين الزبير 09-28-13, 06:29 AM, حسين الزبير
  • الانسان الانسان .... و الانسان الحيوان (2) حسين الزبير 09-23-13, 06:03 AM, حسين الزبير
  • الانسان الانسان .... و الانسان الحيوان حسين الزبير 09-19-13, 05:07 AM, حسين الزبير
  • نسبة الفساد في السودان 1% حسين الزبير 09-11-13, 03:15 AM, حسين الزبير
  • نهضة الامم لا تتحقق بالتمني و الهتاف حسين الزبير 09-02-13, 06:42 AM, حسين الزبير