من الأسكلا وحلّا: مصرع المراكبية على اعتاب الشرعية بقلم مصطفى عبد العزيز البطل

من الأسكلا وحلّا: مصرع المراكبية على اعتاب الشرعية بقلم مصطفى عبد العزيز البطل


03-15-2015, 06:17 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1426396654&rn=1


Post: #1
Title: من الأسكلا وحلّا: مصرع المراكبية على اعتاب الشرعية بقلم مصطفى عبد العزيز البطل
Author: مصطفى عبد العزيز البطل
Date: 03-15-2015, 06:17 AM
Parent: #0

05:17 AM Mar, 15 2015
سودانيز اون لاين
مصطفى عبد العزيز البطل-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



غرباً باتجاه الشرق

مصطفى عبد العزيز البطل
mailto:[email protected]@msn.com

لم اتعرف على مقصد السيد الحسن الميرغني، الرئيس المكلف للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل من وصفه لبعض قيادات الحزب الذين صدر قرار بفصلهم من عضويته بأنهم (دواعش). كما لم أفهم مقصد حبيبنا المفصول، الدكتور البخاري عبد الله الجعلي، من وصفه للرئيس المكلف ومعاونيه بأنهم (مراهقون سياسياً ومعسرون مالياً).
ولكنني ملم بأسباب الفصل، كما جاءت على لسان أمين التنظيم بذلك الحزب، الاستاذ اسامة حسون، وهي أن المفصولين المنتظمين في مجموعة تُسمى (الأسكلا) مارسوا نشاطاً مضاداً للخط الرسمي للحزب.
ما معنى (الأسكلا) في هذا السياق؟ اعلم ان هناك حدائق في الخرطوم اسمها حدائق الأسكلا. أيجوز ان القوم اعتادوا على التجمع والتآمر ضد القيادة الشرعية في مكان ما من تلك الحدائق؟ أم أن للأمر صلة باغنية (من الاسكلا وحلا) التي صاغ كلماتها الشاعر ود الرضي وغناها الحاج سرور. لا يهم. المهم ان جماعة الأسكلا هذه مارست نشاطاً أجبر قيادة الحزب على فصلها. طيب، ما هي المشكلة؟
يحيرني هذا الضجيج الذي يثيره البعض، وهم يتصنعون الدهشة، ويفتعلون الغضب، ويزعمون أن خطوة السيد الميرغني لا سابق لها، وانها خروج على أعراف الديمقراطية وأسسها المرعية.
أى أعراف ديمقراطية، وأى أسس مرعية؟ الفصل الفردي والجماعي سنة فاشية في تاريخ السودان السياسي. كل الاحزاب تفصل منسوبيها إذا استدعى الأمر. راجعوا التاريخ. المرحوم الرئيس اسماعيل الازهري، اول رئيس للحزب الاتحادي، ولم يكن طائفياً، بل كان مناهضاً للطائفية، مارس القيادة في ظل بيئة سياسية علمانية صرفة، كان يفصل اعضاء حزبه بجرة قلم، وبأمر شخصي منه. فلا قرارات جماعية، ولا مؤسسية، ولا بطيخ. فقط قلم وورقة صغيرة يكتب عليها الزعيم بياناً قصيراً تحت عنوان ذاع وشاع في تاريخ السياسة السودانية (الى من يهمه الأمر سلام)، ثم تنتهي عضويتك في الحزب، ويكون اتكالك بعدها على الله!
وفي كتاب (الحركة السياسية السودانية) للدكتور فيصل عبد الرحمن على طه وردت عبارة لافتة للنظر في توصيف عقيدة الأزهري في هذا الصدد وهي: (حق رئيس الحزب في التخلص من الناشزين من معاونيه). هكذا! وقد كان الازهري يؤمن بهذا الحق ويعمل بمقتضاه، وكان اول من فصلهم من حزبه بقرار منه في 11 يوليو 1951 باعتبارهم (ناشزين) سكرتير الحزب خضر عمر، وعدد من قياداته منهم أمين المرضي ومحمد عبد الجواد وآخرين. وخلال حقبة الستينات كانت بيانات الفصل بعنوان (الى من يهمه الامر سلام) تترى، فشملت - ضمن عشرات المفصولين - قريبي الوزير والصحافي، واحد قادة ثورة اكتوبر، الاستاذ صالح محمود اسماعيل.
فهل هناك (نشوز) او (نشوذ) اكثر من ان تتمرد مجموعة وتتخذ لنفسها اسم (جماعة الاسكلا) وتعارض قرارات قيادة الحزب وتسعي لاضعافها؟
عندما وقع انقلاب مايو 1969 أيدت الانقلاب نصف عضوية المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وشارك بعضهم في مجلس وزراء الانقلاب خلافاً لمشيئة الزعيم الحديدي عبد الخالق محجوب. فماذا فعل؟ جمع الرجل النصف الأول في اجتماع قصير، ثم اصدر قراراً بفصل النصف الثاني، وفي رهطهم زمرة من القيادات التاريخية الكاريزمية التي تأسس الحزب على أيديها. هذا مع التسليم بالفارق الكبير بين شخصية الزعيم الازهري والزعيم عبد الخالق، وبين حالات الفصل في تاريخ الحزب الاتحادي، والظرف التاريخي الذي احاط بانقسام الحزب الشيوعي عام 1996.
والذي يراجع تاريخ الحركة الاسلامية يجد ان الدكتور حسن الترابي كان يتخذ القرارات بفصل الاعضاء، دون ان يطرف له جفن، ثم يأتي بمن يبصمون عليها من معاونيه، فإذا المغضوب عليهم خارج الأسوار. وبعض هؤلاء كانوا من مؤسسي الحركة، ممن سبقوا الترابي وفاقوه عطاءً وبلاء!
ضحكت عندما قرأت تعليق المفصول الدكتور البخاري الجعلي، يتهم الحسن الميرغني بممالأة الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني. عدت بذاكرتي الى الوراء، عهد كانت الحركة الاسلامية تتخيّر وكلاء الوزارات الذين يعملون تحت إمرة وزرائها في حكومات مايو بعد المصالحة الوطنية. في ذلك العهد تم اختيار البخاري وكيلاً لوزارة الشئون الداخلية، تحت قيادة وزيرها الشيخ احمد عبد الرحمن محمد.
وقتها رأينا البخاري، رأي العين، وهو يقف في حذاء الشيخ الاسلاموي العتيد، يرفعان يمناهما في الهواء، ويبايعان إمام المسلمين جعفر النميري بصوت عال: "نبايعك على السمع والطاعة في المنشط والمكره ..". كان البخاري يومها، بحكم منصبه، مشرفاً على سجون النميري التي كانت تعج بمعارضي النظام. ومن بينها سجن كوبر الذي جرت في ساحته مراسم اعدام الاستاذ محمود محمد طه!
ضحكت أيضا عندما قرأت تعليق القيادية المفصولة، الاستاذة سميرة حسن مهدي. قالت متسائلة: "من يفصل من؟ من هو الحسن الميرغني؟ ما هو نضاله؟ هل دخل السجن؟". سبحان الله! من قال ان السياسي يجب ان يدخل السجن حتى يتاح له ان يمارس القيادة؟ هل دخلت الاستاذة سميرة نفسها السجن؟ وهل دخله البخاري وأصحابه؟ فإذا لم يكونوا قد دخلوه، فعلى اي أساس إذن وصلوا هم الى القيادة، ثم استكثروها على ابن الميرغني؟!
في الحكمة الشعبية (الكضب حرام والقبر قدام). والصدق يقتضي الاقرار بأن الحزب الاتحادي الديمقراطي، مهما يكن من أمر، هو حزب السادة المراغنة، من نسبهم الشريف يستمد شرعيته التاريخية. وأحبابنا المفصولين يعرفون ذلك، كما يعرفون ظهور ايديهم. تمرد على تلك الشرعية ذات يوم السياسي العنيد على محمود حسنين، فانشق وأنشأ الحزب الوطني الاتحادي. وخاض الانتخابات النيابية عام 1986 فانتهي الى ما يشبه الانتحار السياسي، ولم يحصل على مقعد واحد في البرلمان. صحيح انه عاد بعد ذلك، كسيراً حسيراً، ليقبّل يد السيد الميرغني ويعتذر منه، ولكنه على الأقل سعى، فله أجر المسعى.
لا يصدعن أحد رؤوسنا بعد اليوم ان السيد الحسن الميرغني ليس منتخباً. المفصولون بربطة معلمهم هم ايضاً غير منتخبين. من الذي انتخبهم؟ وانما عينهم راعي الحزب تعييناً.
وليقلع هؤلاء عن زعمهم السخيف انهم هم، وليس غيرهم، من يمثلون جماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي. والله يعلم أنهم لا يمثلون أحداً، بخلاف ذواتهم الفانية.
وإلا فهذا هو الجمل وذلك هو الجمّال. فلينهضوا إذن، ولينشئوا حزباً اتحادياً جديداً، ودونهم الشارع، ودونهم الجماهير التي يزعمون تمثيلها. ثم لننظر، بعد، لمن تكون عاقبة الدار!

نقلاً عن صحيفة (السوداني)

مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب

  • يا معارضون: الدين النصيحة بقلم مصطفى عبد العزيز البطل 03-12-15, 04:39 PM, مصطفى عبد العزيز البطل
  • الجزئين الأول والثاني من (حملة التفتيش على شوق الدرويش) 03-10-15, 02:53 PM, مصطفى عبد العزيز البطل
  • الفيتوري بين يدي طلحة جبريل بقلم مصطفى عبد العزيز البطل 03-08-15, 08:52 PM, مصطفى عبد العزيز البطل
  • غربا باتجاه الشرق في سيرة البشير والنميري وتشيرشل مصطفى عبد العزيز البطل 10-06-13, 06:52 PM, مصطفى عبد العزيز البطل
  • غربا باتجاه الشرق الإضراب والكباب! مصطفى عبد العزيز البطل 10-04-13, 03:58 PM, مصطفى عبد العزيز البطل
  • توقيعات في دفتر هبة سبتمبر/مصطفى عبد العزيز البطل 10-01-13, 03:13 AM, مصطفى عبد العزيز البطل
  • غربا باتجاه الشرق في سيرة البصاصين السودانيين الأمريكيين مصطفى عبد العزيز البطل 09-23-13, 05:39 AM, مصطفى عبد العزيز البطل
  • مرشد الحبايب الى فهم أشعار النائب مصطفى عبد العزيز البطل 09-19-13, 06:37 PM, مصطفى عبد العزيز البطل
  • وأين نور الشقائق من مي زيادة؟ حسن الجزولي وشخصية فوز مصطفى عبد العزيز 09-15-13, 07:04 AM, مصطفى عبد العزيز البطل
  • غربا باتجاه الشرق الملايين والملاليم في نضال هالة عبدالحليم 09-09-13, 05:33 AM, مصطفى عبد العزيز البطل
  • عندما يرفع ضابط الأمن شارة النصر مصطفى عبد العزيز البطل 09-02-13, 06:41 AM, مصطفى عبد العزيز البطل