ياللعار قتلوا الجار: لوممبا بقلم عبد الله علي إبراهيم

ياللعار قتلوا الجار: لوممبا بقلم عبد الله علي إبراهيم


03-12-2015, 05:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1426178614&rn=0


Post: #1
Title: ياللعار قتلوا الجار: لوممبا بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 03-12-2015, 05:43 PM

04:43 PM Mar, 12 2015
سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



عبد الله علي إبراهيم

كما تطرد العملة الزائفة العملة الجيدة فكذلك يطرد التاريخ الكاذب التاريخ الصادق. و مصداق ذلك التاريخ المغشوش لعلاقات السودان بأفريقيا في أدب الحركة الشعبية الذي يتهم الشماليين بتوثيق العلاقات بالدول العربية والاسلامية واهمال افريقيا. وهذه الثنائية غشاشة لأن الفيصل في تلك العلاقات لم يكن خياراً "عرقياً" للحركة الجماهيرية السودانية بل التزاماً جانب حركة التحرر من الاستعمار. وقاريء تاريخ هذه العلاقات بغير تهريج سيجد أن حركة القوميين الجنوبيين في الأنانيا وغيرها هي التي ربما سقطت في هذا الإلتزام. فقد أحتشدت كما هو معروف حول خطة الأنفصال التي أبتها الحركة الوطنية الأفريقية ولم تجد نصيراً لها سوي عند المستعمرين والعنصريين من كل شاكلة. ولا أدري كيف تشفع للمرء إفريقيته مهما تشدق بها لو وجد نفسه في الجانب الخاطيء من التاريخ الأفريقي.
وأسوق علي مفارقة القوميين الجنوبيين للجادة الأفريقية مثلاً. فقد نشرت جريدة (الفجلنت) المستقلة التي كان يحررها بونا ملوال في 29 يونيو 1965 ما يلي:
قال تشومبي رئيس وزراء الكنغو للصحافة الأمريكية أنه يعرف جيداً أن السودان ومصر يسعيان بجد للإطاحة به. وضرب لذلك مثلاً بقيامهما بتنظيم لقاء مائدة مستديرة لزعيمين من الخوارج (من أنصار الشهيد لوممبا) عليه بغرض توحيدهما للقضاء علي حكومته. غير ان تشومبي قطع الشك أنه إذا انعقد هذا اللقاء فإنه لن يكون الملوم حين يزود المتمردين في جنوب السودان بالسلاح وغيره. وقال ميرغني النصري أمين منظمة التضامن الآسيوي الأفريقي بأن المنظمة ستواصل مساعيها لعقد اللقاء غير آبهة بما يقوله تشومبي الذي ما فتيء يردد كالببغاء حيل المستعمرين في التهديد والوعيد التي أطعموها له كعميل استعماري.
وعلقت الجريد أنه سواء كان تشومبي عميلاً أو غير عميل فهو في وضع يسمح له بإثارة المتاعب".
ربما لم يعد أسماً كتشومبي يعني شيئاً للجيل الحدث. ولكنه كان عندنا يهوذا قاتل مسيح افريقيا: الشهيد لومببا رئيس وزراء الكنغو (1960-1961). فقد فصل تشومبي مقاطعة كاتنقا عن جسد الكنغو بتحريش من الغرب وامريكا خاصة التي لم يعجبها منطق لوممبا وعدته شيوعياً محسوباً علي السوفييت. وكانت وكالة المخابرات امريكية قد قررت قتله بعد شهرين من إنتخابه. واستخدم تشومبي المرتزقة البيض في حماية دولته المنفصلة. واضطر لوممبا لاستدعاء الأمم المتحدة لرد كاتنقا للكنغو بعد ان تمرد عليه جنده الذين كان بينهم موبوتو. وكان الغرب بدأ يحتضن موبوتو ليخلف لوممبا. وقد التقي به كنيدي لاحقاً وأنعم عليه بطائرة خاصة. ونجحت الأمم المتحدة في رد كاتنقا للكونغو في 1962 ولكنها فشلت في حماية لوممبا. فقد إختطفه جند موبوتو وقتلوه وهو في طريقه للأعتصام بقندهاره في استانلي فيل. واصبح تشومبي رئيساً للوزراء في 1964 و 1965 وهي الفترة التي هدد السودان فيها بدعم المتمردين إن لم يكف عن التضامن والتنسيق مع أنصار لوممبا. وساء صيت حكم تشومبي لإستخدامه المرتزقة في قمع ثورة عظمي من شيعة لوممبا في إقليم شابا. وأطاح به موبوتو بأنقلابه في آخر 1965.
لم نكن ندري هل نحن عرب او أفارقة حين خرجنا من جامعة الخرطوم في مظاهرة في شتاء 1961 نستنكر مقتل لوممبا هاتفين ضد حكومتنا والمستعمرين: "يا للعار قتلوا الجار". ولم نكترث لثنائية العرب والأفارقة ونحن نستنكر في وقت لاحق دعم المستعمرين لموبوتو بقوات مغربية عربية. وقد برد حرنا يوم في 1967 جري فيه اختطاف طائرة كان يقلها تشومبي واستضافتها الجزائر. وأمسكت بتشومبي وبقي فيها مهاناً حتي موته في 1969: ياجزائر . . .ههنا يختلط القوس الموشي
صدقت الفيجلنت فقد أثار تشومبي متاعب جمة في صفوف الجبهة المعادية للإستعمار ومات كالفطيس.


مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
  • وا حلاتي دا مي عبد الله! بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-08-15, 09:03 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • عبد الخالق محجوب واقع علي ود الترابي (2-2) بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-07-15, 06:32 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • عبد الخالق محجوب والترابي الجد بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-06-15, 04:29 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • البرجوازية الصغيرة: ونهج عبد الخالق محجوب (3-3) بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-01-15, 05:47 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • البرجوازية الصغيرة: نهج عبد الخالق محجوب (2-3) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-26-15, 04:41 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • البرجوازية الصغيرة-الصفوة: نهج عبد الخالق محجوب بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-24-15, 09:53 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • 4-العقل الرعوي: لولا براعة الشبل بندر (4-4) بقلم عبدالله علي إبراهيم 02-22-15, 06:31 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • العقل الرعوي: أو إنت ساكت مالك آ (يا) طاها (3-4) بقلم عبدالله علي إبراهيم 02-21-15, 00:07 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • العقل الرعوي: أو إنت ساكت مالك آ (يا) طاها (2-4) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-18-15, 07:41 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • العقل الرعوي: أو إنت ساكت مالك آ (يا) طاها (1-4) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-17-15, 00:40 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • المسلمون كأسنان المشط: قالها ماركس (2-2) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-14-15, 04:21 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • زيارة كارل ماركس المغربي العثماني للجزائر (1-2) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-12-15, 02:13 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • محمود محمد طه: طوبى للغرباء (الحلقة الخاتمة) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-08-15, 05:53 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • محمود محمد طه: طوبى للغرباء 3-4 بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-06-15, 04:11 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • محمود محمد طه: طوبى للغرباء (2-4) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-03-15, 09:25 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • محمود محمد طه: طوبى للغرباء 1-4 بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-01-15, 08:55 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • سعودي دراج: الذكرى الجميلة لو تعرف معناها بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-31-15, 00:48 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • في تذكر 18 يناير محكمة طه في 1985 : أخذت القانون بيدها للثأر بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-22-15, 04:58 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • في تذكر 18 يناير ما هوية قضاة محنة الأستاذ طه (1985): قضاة شرعيون أم كيزان؟ بقلم عبد الله علي إبراه 01-21-15, 00:04 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • محمود عبد العزيز الحوت: ما قبل الربيع السوداني بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-19-15, 07:20 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (الأخيرة) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-17-15, 05:43 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (7) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-15-15, 06:48 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (6) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-14-15, 06:18 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (5-6) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-13-15, 01:05 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • في تذكر 18 يناير الجمهوريون: حقول الاستتابة 1985 بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-11-15, 10:30 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (4-6) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-10-15, 05:53 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • في تذكر 18 يناير: طه في وحشة طريق الآلام (1974-1982) بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-08-15, 05:56 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (3-6) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-07-15, 05:00 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • أخطأت الميدان، وصَحّ عثمان ميرغني: السودنة الدامية بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-06-15, 05:06 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • بين رزق وبابو: يوم انحلت أمريكا من فرط الشقاق بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-05-15, 06:58 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-05-15, 04:59 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • في تذكر 18 يناير : دراما محاكم الجمهوريين وقضاة الشرع بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-04-15, 06:53 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • إسلام السودان وعربه: في مناسبة مرور 57 عاماً على صدور العرب والسودان(1967)للدكتور يوسف فضل حسن 1-6 01-03-15, 08:19 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • اليوم نلعن أبو خاش راية استقلالنا بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-30-14, 03:46 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • تثقيف الغيرة على الحبيب المصطفى بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-28-14, 01:58 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • جيل الفراشات الشيوعي: قريب الله الأنصاري بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-26-14, 05:49 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • صه يا كنار: سيوبر وطنية بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-23-14, 11:18 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • عثمان ميرغني: استقلال بتاع الساعة كم! بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-21-14, 03:32 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • الاستقلال: موت الأمل، موت الحلم بقلم عبد الله على إبراهيم 12-18-14, 04:08 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • وادي الشايقية ووطن الجعليين: هبوط إضطراري عبد الله علي إبراهيم 05-11-14, 06:23 AM, عبدالله علي إبراهيم