بين أردوغان وأعداء الإسلام السياسي بقلم الطيب مصطفى

بين أردوغان وأعداء الإسلام السياسي بقلم الطيب مصطفى


02-22-2015, 02:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1424611201&rn=0


Post: #1
Title: بين أردوغان وأعداء الإسلام السياسي بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 02-22-2015, 02:20 PM

01:20 PM Feb, 22 2015
سودانيز أون لاين
الطيب مصطفى - الخرطوم-السودان
مكتبتي في سودانيزاونلاين



لطالما انتظرنا نحن المسلمين انبعاث صلاح الدين الأيوبي من جديد، ليقف بين كبار زعماء العالم، ويزأر باسم الإسلام الذي خنس صوته وخفت، بعد أن (مرمطنا) أعداؤه من بني صهيون وحلفاؤهم في أميركا وأوروبا وغزوا ديارنا واحتلوا مقدساتنا ونهبوا ثرواتنا ودخلوا عاصمة الرشيد الذي كان يتباهى بين العالمين بعظمة ملكه ويخاطب السحابة حين تغادر عاصمته بغداد (أمطري حيث شئت فسيأتينا خراجُك).. انتظرنا طويلاً حتى أطل علينا رجب طيب أردوغان ليقود تركيا بمشروع (الإسلام السياسي) ويعيدها سيرتها الأولى إلى حظيرة الإسلام، بعد أن تنكبت الطريق على يدي الذئب الأغبر مصطفى كمال أتاتورك، الذي تنكر لتاريخ أمته وأخضع بلاده إلى أعدائها الذين كانوا قبل ذلك جزءاً من امبراطوريتها المترامية الأطراف وبعضا من رعاياها.
أقول هذا بين يدي خطاب أردوغان قبل أيام قليلة للرئيس الأميركي احتجاجاً على مقتل أسرة سورية مسلمة دهمها بعض (المتطرفين) الأميركان في شقتها وأردوا أفرادها الثلاثة قتلى.. قال أردوغان مخاطباً أوباما إن عليه أن يعثر على القتلة ويهتم بالأمر كما يفعل حين يقتل أي من المواطنين الأميركان، وإلا (فإننا سنعاملكم بالمثل ولن تجدي احتجاجاتكم إن حدث أي مكروه لأي من رعاياكم في أي مكان في العالم).
قبل نحو عام حين طالبت أميركا وأوروبا أردوغان أن يتدخل ضد تنظيم داعش الذي كان يحاول احتلال منطقة كوباني شمال سوريا، ذكرهم أردوغان بأنهم أرادوا أن يقحموه ويورطوه في أجندتهم ويوظفوه لخدمتهم، ولكن هيهات فما يتعرض له الشعب السوري على يد طاغية الشام بشار الأسد أكبر بكثير مما تتعرض له كوباني فأسقط في أيديهم وصمتوا.
قبل أيام قليلة حين خرجت مسيرة (دولية) في باريس منددة بالاعتداء على مجلة شارلي ايبدو التي نشرت رسوماً مسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وارتدى بعض المتظاهرين أزياء قدامى المحاربين الصليبيين التي تظهر الصليب لتذكير المسلمين بأن الحرب الصليبية ضد الإسلام لم تنته، أمر أردوغان حرسه الخاص خلال استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن.. أمره بارتداء أزياء المحاربين العثمانيين ليذكر أوروبا بالإمبراطورية العثمانية التي حكمت معظم أوروبا.
لن أنسى غضبة أردوغان في منتدى دافوس الاقتصادي قبل بضع سنوات حين ظن الرئيس الصهيوني شمعون بيريز أن المنتدى في ذلك اليوم مهيأ له لينفث سمومه كالعادة، فقام بمهاجمة المقاومة الفلسطينية وسمى حركة حماس التي كانت تتعرض لهجمة صهيونية في تلك الأيام في مدينة غزة.. ما كان لأردوغان أن يسكت، فقام بالرد المفحم على ذلك المحتل الغاصب، وعندما أوقفت المنصة أردوغان من الحديث، انسحب من المؤتمر وترك عمرو موسى الأمين العام يومها للجامعة العربية جالساً إلى جانب بيريز كفأر مذعور، حيث صمت ولم ينبس ببنت شفة!.
أردوغان يا من تخلطون بين الإسلام كمشروع سياسي وإقتصادي واجتماعي وأخلاقي، وبين من فشلوا في التعبير عن ذلك المثال، وتدمغون المثال الرباني بالتقصير والفشل.. أردوغان يا هؤلاء جزء من مشروع الإسلام السياسي الذي صرتم تكيلون له الاتهامات.. يسير وفق هديه بتدرج يقتضيه واقع تركيا التي ارتد بها أتاتورك وأرجعها إلى جاهلية جهلاء.. أردوغان مثالٌ ناجحٌ للمشروع الإسلامي، ويكفي أنه استطاع أن ينقل تركيا من الترتيب 111 إلى الدولة رقم 16 من حيث قوة الاقتصاد، ودخل بها خلال عشر سنوات إلى نادي الكبار.
نعم إنه لم يبلغ المثال حتى الآن؛ لأنه كما قلت يسير بتدرج يأمر به الدين، لكنه بدأ بأمرين أولهما أنه كبح جماح العسكر الذين كانوا يحرسون الأتاتوركية العلمانية، وينقبلون كل حين على أي محاولة لعودة تركيا إلى روحها وذاتها وتراثها، ثم إنه نهض بتركيا وفي الوقت نفسه قلم أظفار علمانية أتاتورك التي كانت تمنع نساء تركيا المسلمات من ارتداء الزي الإسلامي وأتاح الفرصة لتغيير المجتمع حتى يتدين بعد أن كان التدين ممنوعاً بالقانون.
أقول لمن يتخذون اخفاقات الإنقاذ سبباً لمهاجمة الإسلام كمشروع سياسي وتوحيدي كامل، عبر الهجوم على ما يُسمى بالإسلام السياسي، إنها حجة داحضة ابحثوا عن غيرها ففشل المنتسبين للفكرة لا يقدح فيها، إنما في المنتسبين إليها، أما الفكرة فإنها ترضع من ضرع السماء يا هؤلاء، وشتان شتان بين صنع الله وصنع عبيده الضعفاء.
ولنا عودة إن شاء الله

مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب

  • خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم ‎الطيب مصطفى 21-02-15, 02:01 PM, الطيب مصطفى
  • خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 20-02-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
  • بين سجن دبك وغابة السنط والمأساة المنسية بقلم الطيب مصطفى 19-02-15, 01:14 PM, الطيب مصطفى
  • حزب الميرغني وتصحيح المسار بقلم الطيب مصطفى 17-02-15, 02:53 PM, الطيب مصطفى
  • هل يفعلها عصام البشير؟ بقلم الطيب مصطفى 15-02-15, 02:05 PM, الطيب مصطفى
  • حزب الميرغني والمسار الديمقراطي بقلم الطيب مصطفى 14-02-15, 03:27 PM, الطيب مصطفى
  • حسّنوا صورة المرأة المسلمة بقلم الطيب مصطفى 13-02-15, 01:28 PM, الطيب مصطفى
  • هلا أوقفنا إهدار المال العام؟ بقلم الطيب مصطفى 11-02-15, 01:47 PM, الطيب مصطفى
  • حدود الحلال والحرام الوطني بقلم الطيب مصطفى 10-02-15, 01:38 PM, الطيب مصطفى
  • الترابى واقتراب الاجل بقلم الطيب مصطفى 09-02-15, 05:31 PM, الطيب مصطفى
  • عندما عضَّ الرجلُ كلباً! بقلم الطيب مصطفى 09-02-15, 01:29 PM, الطيب مصطفى
  • رهينة المحبسين: الجهل والفقر بقلم الطيب مصطفى 08-02-15, 02:36 PM, الطيب مصطفى
  • وعادت الإنتباهة بقلم الطيب مصطفى 07-02-15, 06:48 PM, الطيب مصطفى
  • رفع الدعم والمعالجات المجنونة!!..الطيب مصطفى 18-09-13, 06:29 PM, الطيب مصطفى