تـــلك الطبـــول الجوفــــاء !!

تـــلك الطبـــول الجوفــــاء !!


02-22-2015, 01:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1424606872&rn=0


Post: #1
Title: تـــلك الطبـــول الجوفــــاء !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 02-22-2015, 01:07 PM

12:07 PM Feb, 22 2015
سودانيز أون لاين
عمر عيسى محمد أحمد - أم درمان / السودان
مكتبتي في سودانيزاونلاين



بسم الله الرحمن الرحيم

تـــلك الطبـــول الجوفــــاء !!

هي تلك الطبول كعادتها .. كلما كبرت حجماَ وفراغاَ وقلت قيمة ووزناَ وأصبحت مزيفة بدهان الزيف والأباطيل كلما كانت أصواتها عالية .. وكلما تعالت أصوات الطبول فأعلم أنها عاجزة تغطي عجزها بالنباح .. فتلك الأصوات العالية تؤكد أن المضامين خالية من أدنى مقومات الثبات في الخلفيات والأعماق .. وأنها تفتقر إلى مساندة الأوزان والرجال .. وفي هذه الأيام كثرت أصوات تلك الطبول الجوفاء الخالية من المقادير والأوزان .. والخالية من معاني الجدية التي تفيد فائدة يحسن السكوت عليها عند المحك .. ومعظم الصيحات عبارة عن ثرثرة المستضعفين من الرجال .. وفي كل ألف كلمة متداولة في الساحات نجد كلمة واحدة فقط قد يوافق الصدق والصواب .. والمراقب الحصيف يجد صنفين من المواقف .. عقول تعرف كيف تفكر وكيف تعمل في صمت وذكاء ودهاء .. تاركة ساحات الأهواء لأهل الأهواء .. وعقول تجيد فقط الحرث في الهواء .. وشتان بين عقول تخطط من منطلقات البصارة والحكمة وبين عقول تتخبط بنمط من الغوغاء .. تلك الفئات من الناس التي تعشش الأوهام في أذهانها ثم تظن أن تلك الأوهام تعشش كذلك في خيال الآخرين !! .. وكالعادة المتبعة نجدها دائماَ تخسر المعارك في نهاية المحصلات .. فهي تلك الفئات الفاشلة التي تحصد السراب عند الحصاد .. ذلك السراب الذي يعني ثمار الأغبياء .

نجد عناوين كبيرة وبارزة بالخط الكبير ( الولاية الفلانية تنتفض وتعلن وقفتها مع الجهة الفلانية !! ) .. مجرد شعار يستهين بعقول الناس .. لأن الحقائق على أرض الواقع تؤكد عكس ذلك .. وتؤكد أن الولايات جميعها تقبل الغربلة وتقبل الأخذ و\لرد .. كما أن تلك الولايات ما زالت تحتفظ بتلك الثوابت كما تحتفظ بتلك المتغيرات .. والثوابت تتمثل في أصحاب الإيديولوجية العقائدية المنتظمة غاية التنظيم والذين لا يتغيرون ولا يتبدلون عن المواقف قيد أنملة .. والمتغيرات تتمثل في ذلك الجانب المحايد والذي يعني المحك ويعني الفاصل في حقيقة المشوار القادم .. ويعني مكمن الاجتهاد في تغيير دفة الأمور .. وهو ذلك المضمار الهام الذي يستحق الاجتهاد .. والذي يشكل مربط الفرس .. ومع ذلك نجد المتناقضات في الساحات .. مجتهد ذكي ماهر يعرف جيداَ كيف يجتاز المنحيات .. ومجتهد يتخبط بعشوائية بريئة غاية البراءة .. والزمن قد تبدل كثيراَ حيث لا تفيد ولا تنفع فيه تلك النبرة البالية القديمة من الشعارات التي أصبحت من أثريات الركام .. وما زال البعض يتعامل بأساليب الماضي .. تلك الأساليب القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب .. وهي ما زالت تتبع نفس الخطوات المعروفة والمعهودة من قبل في عشرات التجارب السابقة .. وقد كلت الأنفس من حروب الأغبياء ضد الأذكياء .. وأي إنسان يجيد الحسابات ويجيد تحليل المواقف يقف ضاحكاَ ساخراَ من تلك المواقف المتناقضة .. فئتان من الناس .. فئة ذكية هي مشغولة في هذه الأيام تحصر كشوفاتها القديمة من الأسماء .. تعدل فيها بالحذف وبالإضافة .. فلديها هؤلاء الذين يمثلون الثوابت التي لا تتغير .. كما أن لديها هؤلاء الذين يمثلون المتغيرات والذين يقبلون الأخذ والرد .. ثم لديها الاجتهادات بالمغريات الشرعية وغير الشرعية التي تجلب المزيد لساحاتها .. وفئة غبية تعمل بنفس المنوال القديم حيث التحرك من منطلقات الشعارات الجوفاء .. والتركيز على فكرة أصوات الطبول العالية الخاوية .. تلك الأصوات التي لا تفيد القضية عند المحك .. ولا تتماشى مع روح وأساليب العصر الحديث .. وأسلوب الشعارات الجوفاء قد تجلب الاستهجان والاستنكار أكثر من جلبها للمكاسب .. نتعجب كثيراَ من أقوام يعتمدون فقط على الشعارات .. ولا يوجدون معسكرات عمل جادة فعالة !! .. كما لا يوجدون غرف عمليات طارئة إطلاقاَ .. والزمن هو زمن الحركة والعمل الميداني الدءوب .. زمن تلك العقول الواعية التي تطرح وتجمع وتجد لتكسب ولا تخسر .. والمعروف أن العمل الميداني الدءوب الجاد أفضل مليون مرة من أسلوب الشعارات والأصوات التي تجيد النباحة في الساحات .. وأفضل مليون مرة من تلك الطبول الجوفاء التي تؤكد حقيقة الخواء في أهلها وأصحابها .. كما تؤكد ضعف وهشاشة قواعد انطلاقها .

.