الحــروب الأهليــة ويلاتهـا قاسيــة !!

الحــروب الأهليــة ويلاتهـا قاسيــة !!


02-16-2015, 06:52 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1424065940&rn=0


Post: #1
Title: الحــروب الأهليــة ويلاتهـا قاسيــة !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 02-16-2015, 06:52 AM

05:52 AM Feb, 15 2015
سودانيز أون لاين
عمر عيسى محمد أحمد - أم درمان / السودان
مكتبتي في سودانيزاونلاين



بسم الله الرحمن الرحيم

الحــــروب الأهليــــة ويلاتـــهـا قاسيــــة !!

الخيارات حين تكون الحرب فإنها تعني الكثير من الويلات .. ومن العبث الحديث بعد ذلك عن الأخلاقيات والشرف والسلوكيات والفضيلة ومخاطر الخطوط الحمراء .. فالحروب هي الحروب بالمعنى القاسي الفالت .. والحروب الأهلية تعني المرحلة الفاصلة والأخيرة في مشاوير عدم الوفاق والاتفاق .. كما تعني ذلك المدلول الذي يفرض استخدام القوة لتحقيق هدف من الأهداف .. ومتى ما يلجأ طرف من الأطراف لخيار الحرب فإن المعني يدور حول القتل وسلب حياة الآخرين .. وعندها يسقط كل شروط الحسابات والأعراف والأخلاقيات .. وخاصة في ساحات الحروب الأهلية التي توجد بيئة فوضوية قاسية للغاية .. حيث تكون تلك الساحات مرتعاَ خصباَ للكثير من الفئات والأطراف الطامعة والمنتفعة والمرتزقة .. ولا تتوقف ويلات الحروب الأهلية عند حد القتل والإقصاء في ميادين القتال والمعارك .. بل تمتد تبعات الويلات والظلمات في كل الاتجاهات والمسارات .. تلك التبعات القاسية والظالمة التي تطال الكثير من الأطراف البريئة وغير البريئة .. وساحات الحروب الأهلية معروفة تاريخياً بأنها تلك الفوضوية الفالتة التي تفقد شروط الضبط والربط .. كما تفقد علامات الوقف عند الخطوط الحمراء .. فهي تلك الحروب القاسية التي يكتوي بنيرانها من يخوضها ومن لا يخوضها .. وساحاتها متاحة ومفتوحة بذلك القدر المبكي الموجع للكثير من الجهات .. ويسرح ويمرح فيها الكثير من صنوف البشر الطامعة ذات الغايات والأهداف المتباينة .. فهنالك أثرياء الحروب والمرتزقة الذين يتاجرون في أسواق الدماء .. وهنالك عصابات السلب والنهب الذين يتوفرون في البيئة الفالتة .. كما أن هنالك أصحاب النفوس المريضة المتعطشة لأعمال الفحش والموبقات وهتك الأعراض .. ومن أوجع الأمور التي تدمي القلوب تلك الأعراض الطاهرة التي تهتك وتدنس في ظلال الحروب الأهلية .. فساحات الحروب الأهلية هي معروفة بأنها ساحات مفتوحة لكل من هب ودب .. والحروب الأهلية تبعاتها قاسية ومؤلمة للغاية .. وعلى ذلك فإن الذي يلجأ لتلك الحروب عليه أن يتوقع كل تلك الاحتمالات والإرهاصات الموجعة القاسية وبالزيادة .. ولا تفيد في ساحات الحروب الأهلية تلك النداءات والشكاوي والاحتجاجات لأنها تخاطب مجهولين من أطراف عديدة مشتركة في مختلف أنواع الإجرام .. تلك الأطراف التي لا تبالي كثيراَ بتلك النداءات والشكاوي .. ومن العبث جداَ أن يجتهد البعض في تنظيم صفوف الفوضى والهرجلة بكثرة النداءات والشكاوي .. كما أنه من العبث جداَ رفع شعارات الالتزام بمحاسن السلوكيات واحترام المبادئ في بيئة فوضوية فالتة .. والحل الوحيد للخروج من تلك المحنة الإنسانية القاسية هو اللجوء لحكمة العقل وسعي أطراف الحرب لطاولات الحوار للوصول لحالة من حالات الوفاق والاتفاق .. ذلك الاتفاق الذي ينهي تلك السيول من الآلام والأوجاع والمآسي .. وتحقن تلك الدماء الطاهرة التي تراق في جدل قد يطول لسنوات وسنوات .. والاتفاق لا يعني التنازل عن تلك الحقوق التي من أجلها تلك الحروب .. ولكن العاقل الفطن الذكي اللبيب هو ذلك الإنسان الذي يوجد القضية هدفاَ أسياسياَ ولا يوجد الوسيلة هي الهدف .. فلو كان بالإمكان تحقيق أهداف القضية الأساسية بالحوار والأخذ والرد فمن العبث والغباء مواصلة تلك الحروب المدمرة التي تأكل الأخضر واليابس .. ويكتوي بنيرانها الكثيرون من الأبرياء .
.