قضايا ليست كذلك ما بين النظم الملكية والجمهورية (2) بقلم بروف محمد زين العابدين عثمان

قضايا ليست كذلك ما بين النظم الملكية والجمهورية (2) بقلم بروف محمد زين العابدين عثمان


02-12-2015, 00:39 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1423697983&rn=0


Post: #1
Title: قضايا ليست كذلك ما بين النظم الملكية والجمهورية (2) بقلم بروف محمد زين العابدين عثمان
Author: محمد زين العابدين عثمان
Date: 02-12-2015, 00:39 AM

11:39 PM Feb, 11 2015
سودانيز أون لاين
محمد زين العابدين عثمان -
مكتبتي في سودانيزاونلاين



تعرضنا فى الحلقة الماضية أن النظم الملكية هى أرحم بشعوبها من النظم الجمهورية وأن الحريات فيها متاحة نسبياً أكثر من النظم الجمهورية وأن الأرهاب فيها أقل أيضاً أقل من النظم الجمهورية. وسنحاول فى هذه الحلقة أن نعدد مساوئ النظم الجمهورية مدنية أو عسكرية ومقارنتها مع النظم الملكية فى مجالات الكبت والأرهاب والعنف والحروب والفساد. ونتعرض هنا لكلا النظم الجمهورية المدنية والعسكرية فى دول العالم الثالث وخاصة عالمينا الأفريقى والعربى.
لو نظرنا فى عالمنا العربى للعراق فى عهد الملك فيصل وفى العهود التى بعده منذ انقلاب عبد الكريم قاسم ومرورأ بعهد الأخوين عبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف وأنتهاءً بحكم البعثيين فى عهد صدام حسين وهى عهود كانت أكبر مصداقية لعهود الكبت والأرهاب والقتل وأنعدام العدالة كدولة بوليسية بحتة أسامت شعب العراق سوء العذاب قتلت أبناءه واستحيت نساءه وأنتشر الفساد فى كل النخبة الحاكمة وبلغ قمته فى أبناء صدام حسين عدى وقصى هذا غير استشراء الفساد الأخلاقى الذى كان يمارسه منسوبى الحزب الأيدولوجى الحاكم. هذا غير أنه أدخل وطنه فى الحرب الأيرانية ليلهى شعبه عن كل مساوئه وسواءاته ليضمن أستمراره فى الحكم بمثلما يفعل نظام البشير حالياً فى السودان. هذا غير تدخله فى شئون الدول الأخرى وهذا هو شأن كل الجمهوريات العسكرية الأيدولوجية وفى هذا المنحى مات خيرة الشباب العراقى بالملايين ودمر وطنه وفتح باب الذرائع للتدخل الأجنبى عسكرياً بمثلما تدخل هو فى الكويت عسكرياً.
والمثال الآخر للنظم العسكرية الأيدولوجية فى عالمنا العربى هو النظام الناصرى فى مصر. وهذا النظام غير أنه كان حكماً ديكتاتورياً شاملاً كبت الحريات وقتل وأعدم اصحاب الرأى والمفكرين وسام الشعب كل صنوف الكبت وتدخل فى الحرب فى اليمن مما أدى لفقدان خيرة شباب القوات المسلحة المصرية وأدعى تحرير فلسطين المحتلة والقاء اسرائيل فى البحر وكانت النهاية أن ألقت به اسائيل فى البحر فى حرب 1967 وكانت هزيمة شنعاء وسماها هو نكسة ليغطى على سؤاته. تدخل عسكرياً فى كل الدول العربية ببذر تنظيمات الضباط الحرار فى جيوش كل الدول العربية ليتامر على النظم الديمقراطية فى كثير من الدول العربيةلأن أندباح الديمقراطية فى الدول العربية سيكون مهدداً أستمراريته فى الحكم . وأقرب مثال والذى كان مضرباً للخيانة وعدم الوفاء ونكران الجميل من عبد الناصر للنظام الديمقراطى عندما جاء للسودانبعد هزيمته النكراء من اسرائيل فرفع رأسه النظام الديمقراطى القائم فى السودان بمؤتمر اللاءات الثلاث ، جاء مطاطئ الراس ومع ذلك بمخابراته وتنظيمه للضباط الأحرار المغروز فى الجيش السودانى تأمر على السودان بأنقلاب مايو 1969م لوأد الديمقراطية فى جنوب الوادى التى لا يحتمل أن يراها سائدة وهو يحكم شمال الوادى بالحديد والنار وتامر على الملك السنوسى بأنقلاب القذافى فى ليبيا وأنى لأكثر أستغراباً للأحزاب السودانية التى تتسمى بالناصرية بئس للسودانيين بدلاً. وفى كل المسارات كانت هذه النظم الجمهورية كارثة على شعوبها ما زالت آثارها باقية وممتدة فى العراق ومصر ولن تزال آثارهما بسهولة.
واذا تركنا ذلك وأخذنا أمثلة النظم الجمهورية المدنية الغير عسكرية نجد تونس الحبيب بورقيبة وخليفته أبن على كانا أسوأ على الشعب التونسى رغم نضال بورقيبة من أجل تحقيق الأستقلال من فرنسا لشعبه ولكن جاء ليكون كابتاً لهم مثلما كان كبت المستعمرين الى أن ثار على نظامهم الشعب التونسى ليفك أسر نفسه من الأغلال التى كبلهم بها بورقيبة وأبن على والذى فساده فاح حتى أزكم أنوف الأقطار المجاورة له. ولم تكن الجزائر بعد حكم الثوار بأفضل حالاً فحكمت جبهة التحرير حكماً شمولياً أسام الشعب الجزائرى سوء العذاب.ً
واذا نظرنا لعالمنا الأفريقى نجد أن السودان اسوأ النظم الجمهورية العسكرية الأيدولوجى منها والغير أيدولوجى. فنظام عبود قد صعد من الحرب الأهلية فى الجنوب وأراد أن يغير هويتهم بقوة السلاح بل ذهب به الأمر لحرقهم بقتابل النابالم مثل ما فعل صدام حسين فى حلبجة. أما فى العهدين العسكريين الأيدولوجيين فى مايو والأنقاذ فحدث ولا حرج والحال يغنى عن السؤال هذا من غير الكبت والأرهاب والتعذيب فالحرب تدور فى كل اطراف الوطن بسبب توجهات النظام الأبادية. وأذا تحركنا قليلاً جنوباً نجد خير الأمثلة دولة جنوب السودان وملاوى برغم أن رؤسائها كانوا يقودون شعبوبهم أدعاء تحريرهم من الأستعمار سواءاً كان ذلك الأستعمار داخلياً كما يقولون فى حال حكام جنوب السودان أو خارجياً من الأستعمار الأجنبى كما فى حالة ملاوى. والأمثلة فى أفريقيا كثيرُة وأكثرما يميز هذه النظم الجمهورية فى أفريقيا وكقاسم مشترك هو استشراء الفساد بين النخبة الحاكمة فى هذه البلدان الأفريقية لدرجة ندرة أن تجد دولة جمهورية افريقية واحدة تتميز بالشفافية والنزاهة. وامثلة المقارنة تتبدى بصورة جلية بين نظامى الأمبراطور هيلاسلاسى فى أثيوبيا ونظام منقستو فى أثيوبيا. اللهم أجعلنا ملكيين وليس جمهوريين ودبمقراطيين وليس ديكتاتوريين.


مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب

  • قضايا ليست كذلك ما بين النظم الملكية والجمهورية بقلم بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان 09-02-15, 02:56 PM, محمد زين العابدين عثمان
  • قضايا ليست كذلك عدم تسجيل الحزب الجمهورى مكايدة سياسية بقلم بروفيسور / محمد زين العابدين عثمان – جا 28-01-15, 09:50 PM, محمد زين العابدين عثمان
  • أئمة المساجد ..... وطاعة أولى الأمر بقلم بروفيسور محمد زين العابدين عثمان 28-01-15, 09:46 PM, محمد زين العابدين عثمان
  • قضايا ليست كذلك حروب السودان ليست أثنية بقلم محمد زين العابدين عثمان 28-01-15, 05:51 PM, محمد زين العابدين عثمان
  • قضايا ليست كذلك مات الحوار بعدة رصاصات بقلم بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان – جامعة الزعيم الأزهر 28-01-15, 04:36 PM, محمد زين العابدين عثمان
  • قضايا ليست كذلك الهوية وأدارة التنوع بقلم بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان – جامعة الزعيم الأزهرى 28-01-15, 04:29 PM, محمد زين العابدين عثمان
  • ما وراء الخبر مفهوم الردة والأرتداد/محمد زين العابدين عثمان 24-05-14, 08:21 PM, محمد زين العابدين عثمان
  • ما وراء الخبر المعارضة ....وأمبيكى 22-05-14, 04:28 PM, محمد زين العابدين عثمان
  • قضايا ليست كذلك عدم تسجيل الحزب الجمهورى مكايدة سياسية 19-05-14, 09:47 PM, محمد زين العابدين عثمان
  • قضايا ليست كذلك حروب السودان ليست أثنية 11-05-14, 06:22 AM, محمد زين العابدين عثمان
  • ما وراء الخبر قوش ومحاربة الفساد بقلم بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان – جامعة الزعيم الأزهرى 08-05-14, 04:59 PM, محمد زين العابدين عثمان
  • قضايا ليست كذلك الهوية وأدارة التنوع بقلم بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان – جامعة الزعيم الأزهرى 08-05-14, 02:27 PM, محمد زين العابدين عثمان
  • جبل البركل ورمزية الأنتماء الوطنى بقلم بروفيسور، محمد زين العابدين عثمان – جامعة الزعيم الأزهرى 05-05-14, 08:53 PM, محمد زين العابدين عثمان
  • ما وراء الخبر هل حقاً حاربت القوانين الفساد بقلم بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان – جامعة الزعيم ا 05-05-14, 08:52 PM, محمد زين العابدين عثمان
  • أساتذة الجامعات والمسئولية الوطنية بقلم بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان – جامعة الزعيم الأزهرى 05-11-13, 11:25 PM, محمد زين العابدين عثمان