الوعي الفني والوعي السياسي بقلم د. أحمد الخميسي

الوعي الفني والوعي السياسي بقلم د. أحمد الخميسي


02-03-2015, 02:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1422971894&rn=0


Post: #1
Title: الوعي الفني والوعي السياسي بقلم د. أحمد الخميسي
Author: أحمد الخميسي
Date: 02-03-2015, 02:58 PM

07:58 م Feb 3,2015
سودانيز أون لاين
أحمد الخميسي



رحل الشاعر اللبناني سعيد عقل عن عالمنا في 28 نوفمبر 2014 وترك خلفه الجدل الذي أثارته حياته وقصائده. من ناحية كانت مواقف سعيد عقل السياسية تضعه في صف أعداء بلادهم بعد ترحيبه بالغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، واعتباره الغزو إنقاذا للوطن! كما أنه دعا اللبنانيين صراحة لقتل الفلسطينيين، ونادى بعزل لبنان عن محيطه العربي. من ناحية أخرى فإن سعيد عقل هذا هو نفسه الذي كتب بعد نكسة 1967 قصيدة " زهرة المدائن" التي دق فيها طبول تحرير فلسطين:" الآن .. الآن .. وليس غدا"! علاوة على تجديده دماء الشعر بموهبة واقتدار. هل كان سعيد عقل منجذبا إلي الاستبداد في أبشع صوره أي استبداد الاحتلال والغزو، أم كان من صناع الاستبداد؟ وكيف يمكن فهم ذلك التناقض الصارخ في مواقف الأدباء أحيانا؟. بهذا الصدد لفت نظرى مقال مهم لشاعرنا الكبير أحمد عبد المعطي حجازي في الأهرام 17 ديسمبر 2014 بعنوان " الشاعر ليس واحدا.. إنه اثنان". أهمية المقال تعود إلي محاولة إدراك الظاهرة في حالتها المركبة، خاصة أن سعيد عقل نموذج لحالة تمتد أبعد من سعيد عقل وتضرب بجذورها في تاريخ الأدب والأدباء الطويل. وقد ضرب الأستاذ أحمد حجازي عدة أمثلة أخرى توضح أن القضية أعم وأكبر مما يثيره الشاعر اللبناني، من ذلك موقف الكاتب الفرنسي فردينان سيلين الذي رحب بالغزو الألماني النازي لفرنسا، والشاعر إزرا باوند الذي سخر نفسه للدفاع عن الفاشية الإيطالية. وأضيف إلي ماقاله الأستاذ حجازي حالة الكاتب العظيم جون ستاينبك الحائز على نوبل والذي رافق أحد الطياريين الأمريكيين خلال غارة على فيتنام وكتب بعدها مقالا جاء فيه : " كانت أصابع المقاتل الجوي تضغط على مفاتيح إسقاط القنابل مثل أصابع عازف البيانو الماهر الذي يعزف أعظم كونشرتو في العصر الحديث"! ستاينبك هذا هو ذاته مؤلف مجموعة من أجمل الروايات في العالم: " تورتيلا فلات"، و" عناقيد الغضب" وغيرها. هل كان الكاتب العظيم منجذبا إلي الطغيان؟ أم صانعا له؟ أم مجاريا لانتصار العنف؟. وما السر في ذلك التناقض الشديد في مواقف كاتب طالما كان نصيرا للحرية فإذا به يؤازر العدوان على بلد مسالم؟. وإذا أخذنا روائيا سوفيتيا كبيرا مثل جنكيز أيتماتوف نشأ في أحضان التجربة الاشتراكية سنجد أنه كان أول من سارع بعد انهيار الدولة السوفيتية بالسفر إلي تل أبيب وتقديم رواياته هدية إلي حكامها أملا في أن يساعدوه في الفوز بنوبل! رغم أنه مؤلف العديد من الأعمال الرائعة مثل رواية" جميلة "، و" وداعا جولساري" وغيرها. وسنجد في تاريخ الشعر العربي أن حافظ إبراهيم الذي نعتز بقصائدة عن مصطفى كامل وبقصيدته التي أنشدتها أم كلثوم" وقف الخلق ينظرون جميعا" هو ذاته حافظ إبراهيم الذي كتب في يناير 1915 قصيدة يرحب فيها بتعيين اللورد ماكماهون معتمدا بريطانيا مخاطبا إياه بقوله:" أي مكمهون قدمت بال .. قصد الحميد وبالرعاية.. أنتم أطباء الشعوب .. وأنبل الأقوام غاية"! أما أحمد شوقي أمير الشعراء الذي وقف إلي جانب كفاح الشعب السوري ضد الاحتلال عام 1926 بقصيدة " نكبة سوريا" وضمت بيته الأشهر" وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق"، هو ذاته شوقي الذي حقر ثورة أحمد عرابي على الاحتلال بقصيدة في 15 يونيو 1901 يقول فيها:" صغار في الذهاب وفي الإياب.. أهذا كل شأنك ياعرابي .. عفا عنك الأباعد والأداني .. فمن يعفو عن الوطن المصاب"؟!

كيف لنا أن نفهم هذه التحولات؟ هل هي تعبير عن إنجذاب الكاتب إلي الطغيان ؟ أم أن ثمت ظروفا تاريخية واجتماعية تسوق الكاتب لتلك التحولات؟ وهل تسقط مواقف الكاتب السياسية أعماله الأدبية ؟ أم أن للتعبير الأدبي حقيقته الخاصة التي تنتصر على ماعداها؟. عندنا بهذا الصدد كاتب عظيم هو نجيب محفوظ كان يردد كلما لامه البعض على مواقفه أو كتاباته الصحفية السياسية " ارجعوا إلي رواياتي"، يقصد أن مواقفه الحق في أعماله الأدبية فقط. لمزيد من تفهم هذه الحالة أشير إلي وضع آخر مناقض، أي حين تكون مواقف الشاعر وتصريحاته سجلا للتصدى للظلم، لكن شعره أو أدبه رديء! هناك حالات غير قليلة كهذه حين يكون كل ما يقوله الكاتب أو الشاعر" ثوري"، وكل مايكتبه شعارات رنانة تعجز عن القبض على ما يختمر في أحشاء المجتمع من حالة ثورية وتعجز عن تجسيد ذلك في نماذج أدبية ورؤى فكرية. في واقع الأمر نحن نواجه في كل تلك الحالات مسافة بين الوعي الفني الوعي السياسي لدي الكاتب. وهي مسافة تكون ضئيلة أحيانا، وتمتد شاسعة أحيانا أخرى. في حالات ليست كثيرة مثل حالة الكاتب الألماني بريخت يتطابق الوعي الفني مع الوعي الفكري وتختفى تلك المسافة.

عام 1836 انتهى الكاتب الروسي العملاق نيقولاي جوجول ( الذي خرج الأدب الروسي من معطفه) من مسرحيته الشهيرة" المفتش العام" التي تحولت عندنا لأكثر من فيلم ومسرحية، وفيها هاجم جوجول البيروقراطية والفساد الروسيين وعرى بلادة النظام القيصري. وما إن عرضت المسرحية حتى جن جنون الأوساط الحكومية ورجال الكنيسة والبلاط والإعلام وتقرر منع العرض المسرحي. عاصفة الغضب الرسمي أصابت الكاتب الكبير بالذعر، فقرر السفر إلي إيطاليا وهناك عكف على عمل يصالح به القيصر والدولة والمجتمع. الوعى السياسي لدي جوجول يوحي له بأنه لايستطيع أن يواجه المجتمع، وأنه من غير المستحسن الخوض في المواجهة، بل ولابد من مصالحة أعمدة المجتمع وهيئاته الرسمية. بهذا الوعي السياسي بدأ جوجول كتابة عمله الثاني" نفوس ميتة"، وبينما هو يكتب قاده الوعى الفني إلي رؤية الحقيقة فحسب! الحقيقة التي لا يمكن من دونها أن ينبعث أدب عظيم، ومن ثم كتب " نفوس ميتة " التي صدرت في 1842واشتملت على حملة أشد على الدولة ونظام الحكم! فيما بعد قال الروائي الروسي العظيم ليف تولستوى تعليقا على ذلك : " إن عقل جوجول لا يرقى إلي مستوى موهبته العبقرية"! المعنى الذي أشار إليه تولستوي يشير إلي أن هناك وعيا سياسيا لدي الكتاب، تتحكم فيه مصلحة الكاتب الشخصية، وظروف حياته، وعزلته، والظروف التاريخية التي يمر بها وطنه، واضطراب الآراء وتنوعها ، وهذا الوعي السياسي قد يتقلب ويتغير ويتبدل، كما أن له أدواته الفكرية ووسائله الخاصة به في اكتشاف الواقع. أما " الوعي الفني" فإن له وسائل أخرى، وله " عين أخرى" يرى بها الواقع، والحقيقة، لأنه من دون الحقيقة لا ينهض إبداع كبير ذو أثر. وفي كثير من الحالات لا يتطابق الوعي السياسي والوعي الفني. تبقى مسافة بينهما، بالرغم من الوشائج والصلات التي تربط المجالين. سبب آخر مهم لتحولات الكتاب والشعراء نحو الاستبداد أوفي مواجهته، أعنى الظروف الاجتماعية والتاريخية المحيطة بهم والتي تسوقهم أحيانا من الأمل إلي اليأس، ومن التصدى للطغيان إلي التغني به. بالنسبة لي شخصيا فإنني قد أفهم تلك التحولات، لكني لا أعتبر أن تفهمي لها مبررا أو عذرا لأصحابها، خاصة حينما يخرج الكاتب أو الشاعر من دائرة الأسئلة المحيرة إلي دائرة خيانة الوطن، والشوفينية، ويصبح من صناع الطغيان أو المنجذبين إليه. قديما قال الكاتب الألماني كافكا " الكتابة هي أن نهجر معسكر القتلة". وعندما يصبح السؤال هو : فن عظيم يقف على أرضية العداء للحياة، أم حياة إنسانية بلا فن؟ فإنني أقف في صف الحياة التي تتجاوز دائما المهارة إلي الهدف من المهارة، وتتجاوز القدرة على التعبير إلي وجود البشر. إنني أتفهم التردد والحيرة والنفاق وإحناء الرأس لكي تمر العاصفة، لكنني لا أستطيع أن أتفهم أبدا خيانة الوطن بدعوى العبقرية الفنية وصناعة الطغيان بذريعة القدرة على التعبير.



***

أحمد الخميسي. كاتب مصري
  • شيماء الصباغ شهيدة مصر بقلم د. أحمد الخميسي 28-01-15, 01:43 PM, أحمد الخميسي
  • شارلي إبدو.. ضمير أوروبي بقلم د. أحمد الخميسي 14-01-15, 02:59 PM, أحمد الخميسي
  • المسرح القومي بيحلم لمصر بقلم د. أحمد الخميسي 07-01-15, 06:47 PM, أحمد الخميسي
  • وراء الزجاج قصة قصيرة : بقلم د. أحمد الخميسي 01-01-15, 07:18 AM, أحمد الخميسي
  • قهوة الملحدين ! بقلم د. أحمد الخميسي 17-12-14, 03:29 PM, أحمد الخميسي
  • هـنا القاهرة .. هـنا دمشق! بقلم د. أحمد الخميسي 10-12-14, 02:25 PM, أحمد الخميسي
  • نحلم بالأمس وليس الغد ! بقلم د. أحمد الخميسي 03-12-14, 02:50 PM, أحمد الخميسي
  • محمد ناجي.. موت لا يشبه سواك بقلم د. أحمد الخميسي 25-11-14, 04:11 PM, أحمد الخميسي
  • غاية المراد من قصة المنطاد بقلم د. أحمد الخميسي 19-11-14, 01:34 PM, أحمد الخميسي
  • تاكسي إلي الشعب ! بقلم د. أحمد الخميسي 12-11-14, 11:21 PM, أحمد الخميسي
  • لماذا ندوس الآمال وهي صغيرة؟ بقلم د. أحمد الخميسي 12-11-14, 04:49 PM, أحمد الخميسي
  • باتريك موديانو- خدعة نوبل د. أحمد الخميسي 05-11-14, 07:56 PM, أحمد الخميسي
  • جنود بلادنا .. أرواح السماء بقلم د. أحمد الخميسي 29-10-14, 12:03 PM, أحمد الخميسي
  • النجم السينمائي بين الجهل والوعي د. أحمد الخميسي 15-10-14, 07:56 PM, أحمد الخميسي
  • أشياء لا تشترى د. أحمد الخميسي 09-10-14, 02:48 AM, أحمد الخميسي
  • الشعب جاهز .. الحكومة جاهزة ؟ د. أحمد الخميسي 24-09-14, 09:23 PM, أحمد الخميسي
  • أوباما يسطو على شابلن د. أحمد الخميسي 17-09-14, 04:44 PM, أحمد الخميسي
  • هذا القومي لحقوق الإنسان المصري د. أحمد الخميسي 17-09-14, 01:40 AM, أحمد الخميسي
  • حظر الأحاديث السياسية في المدارس المصرية أحمد الخميسي 10-09-14, 05:24 PM, أحمد الخميسي
  • نجيب محفوظ داخل الأدب وخارجه د. أحمد الخميسي 03-09-14, 03:36 PM, أحمد الخميسي
  • محمد ناجي .. الإبداع والألم د. أحمد الخميسي 27-08-14, 02:35 PM, أحمد الخميسي
  • العالم يسمعنا الآن د. أحمد الخميسي 30-07-14, 08:07 PM, أحمد الخميسي
  • أدباء من معسكر القتــلـــة د. أحمد الخميسي 26-06-14, 07:18 PM, أحمد الخميسي
  • قرب البحر قصة قصيرة أحمد الخميسي 26-06-14, 07:13 PM, أحمد الخميسي
  • التحرش بالنساء في مصر ! د. أحمد الخميسي 18-06-14, 06:45 AM, أحمد الخميسي
  • الثقافة والرئاسة في مصر د. أحمد الخميسي 21-05-14, 07:43 PM, أحمد الخميسي
  • حلاوة روح .. الأخلاقي وغير الأخلاقي في الفن د. أحمد الخميسي 07-05-14, 04:30 PM, أحمد الخميسي
  • تحليل المشاعر بالطريقة الأمريكية ! د. أحمد الخميسي 01-05-14, 04:19 PM, أحمد الخميسي
  • سماء مفقودة قصة قصيرة أحمد الخميسي 21-04-14, 01:20 AM, أحمد الخميسي
  • النوبة موقفان في السياسة والأدب د. أحمد الخميسي 16-04-14, 03:09 PM, أحمد الخميسي
  • اللعب بالورقة النوبية 09-04-14, 02:13 PM, أحمد الخميسي
  • المركز الـنـومي للترجمة بالقاهرة! د. أحمد الخميسي 02-04-14, 02:13 PM, أحمد الخميسي
  • تكذيب من أحمد الخميسي لما نشرته بوابة نيوز على لسانه 30-03-14, 03:30 PM, أحمد الخميسي
  • نادين شمس والموت الجوال ! د. أحمد الخميسي 25-03-14, 11:01 PM, أحمد الخميسي
  • أما زلنا نسجن الأدباء ؟ د.أحمد الخميسي . كاتب مصري 18-03-14, 11:05 PM, أحمد الخميسي
  • حرب باردة على القرم الدافيء د. أحمد الخميسي 12-03-14, 02:32 PM, أحمد الخميسي
  • خلطة حكومة " محلب " الجديدة ! د. أحمد الخميسي 04-03-14, 10:53 PM, أحمد الخميسي
  • سنة أولى إخوان لسعد القرش د. أحمد الخميسي 27-02-14, 02:00 AM, أحمد الخميسي
  • مصر وروسيا .. البحث عن الذهب ! بقلم أحمد الخميسي. كاتب مصري 19-02-14, 06:53 PM, أحمد الخميسي
  • جورج أورويل لماذا أكتب؟ د. أحمد الخميسي 13-02-14, 03:45 PM, أحمد الخميسي
  • الشتات لحظة الخطر د. أحمد الخميسي . كاتب مصري 07-02-14, 03:16 PM, أحمد الخميسي
  • أعلام الاحتفالات وألغام التفجيرات د. أحمد الخميسي 29-01-14, 05:45 PM, أحمد الخميسي
  • مصر التي في خاطرك د. أحمد الخميسي 22-01-14, 04:13 PM, أحمد الخميسي
  • التمويل الأجنبي رصاصة في الضمير د. أحمد الخميسي 08-01-14, 08:08 PM, أحمد الخميسي
  • خبز أحلام لزمن قادم د. أحمد الخميسي 02-01-14, 09:05 PM, أحمد الخميسي
  • منى مينا انتصار الحقيقة د. أحمد الخميسي 28-12-13, 00:46 AM, أحمد الخميسي
  • لغتنا احتفاء عالمي واختفاء قومي د. أحمد الخميسي 19-12-13, 06:04 AM, أحمد الخميسي
  • صحوة ضمير لكن ليس في اتجاه الإخوان! د. أحمد الخميسي 12-12-13, 05:37 AM, أحمد الخميسي
  • أحمد فؤاد نجم .. عند الرحيل .. بقلم: د. أحمد الخميسي/ كاتب مصري 04-12-13, 07:34 PM, أحمد الخميسي














    A Reflection on Darfur’s Disaster and that of other Marginalized Regions of Suda...

    Undoing the Mahdiyya:British Colonialism as Religious Reform in the Anglo-Egypti...

    SUDAN AND POLITICAL TERRORISM by Abdul-Aziz Ali Omer

    A Comment on El-Affendi’s Article, Mahmoud Taha:Heresy and Martyrdom by Dr. Omer...

    A gloomy future for war-torn, lawless, racist and stateless Sudan by Adaroub Sed...

    On the cusp of reaching a crisis situation: Human Trafficking in Eastern Sudan (...

    Abubakar Waziri….a noble human and respected journalist by Abdul-Aziz Ali Omer

    When Sudanese cast their votes By Abdulaziz Ali Omer

    America and Sudan By Abdulaziz Ali Omer

    Constitution Amendments in Sudan Nothing but Distortions By Mahmoud A. Suleiman

    Un-employment-a time-bomb by Abdul-Aziz Ali Omer

    New stoves help improve quality of life in Darfur

    THE CHINA FACTOR AND ITS IMPACT ON INSTABILITY IN SUDAN by ADAROUB SEDNA ONOUR ...

    ANALYSIS ON: WHAT MAKE A TRUE AND COMPETENT LEADER? Part One

    ANALYSIS ON: WHAT MAKE A TRUE AND COMPETENT LEADER? [Part Two] By: Cde. Sirir G...

    THE POLITICAL LANDSCAPE OF SUDAN: NEW REALITIES AND THE WAY FORWARD

    THE GOVERNMENT OF SOUTH SUDAN DID NOT KILL THE NUER IN DECEMBER, 2013 By Amb. Go...

    Vis-à-vis …Sudan’s tyranny at loggerhead with the United Nations by Adaroub Sed...

    It's our priority to educate the children By: Cde. Sirir Gabriel Yiei Rut

    South Sudanese fight for a real peace, equality and freedom is a collective resp...

    The Nuer and Dec.15: A Community Look Back...and to the Future By Dhuor Reath Ba...

    SUDAN PEOPLE LIBERATION MOVEMENT IS TRULY NUBA MOUNTAINS CRISIS By Salim Abdelr...

    Rachel Nyadak Paul's statement to take tea in Uror County next week is mere drea...

    A soft heart for kids by Abdul-Aziz Ali Omer

    Celebration on the third Anniversary of the Sudanese Martyrs By Mahmoud A. Sule...

    South Sudan Government offers a blind eye to streets children. By Cde. Sirir Gab...

    Sudan and Japan: the dream and reality by Abdul-Aziz Ali Omer

    Don’t deprive us from happiness, Gentlemen by Abdul-Aziz Ali Omer

    Moving scenes -2014 by Abdul-Aziz Ali Omer

    Dec 24,marked the darkest days in malakal (1-2) by Gatdiet Peter

    Trade in people: On the cusp of reaching a crisis situation (2) by Tarig Misbah...

    The Beja congress party...Standing alone on the wrong side of history by Adaroub...

    President Salva failed event to raise the level of education in his home town (W...

    BAN OF AFRICAN CLOTHES IN SUDAN UNIVERSITIES BY IZZADINE ABDUL RASOUL NOUL ARBA...

    A comment on Abdelwahab El-Affendi's article: MAHMOUD TAHA: HERESY AND MARTYRDO...

    Sudan….a whole country put up for sale to the willing by Adaroub sedna onour

    WHAT IS THE INETRESTS OF THE BIG FIVES IN AFRICA By Izzadine Abdul Rasoul Noul A...

    Blame Somebody Else (BSE) Fatou Bensouda of the ICC By Mahmoud A. Suleiman

    (1) On the cusp of becoming a global humanitarian crisis: Human Trafficking Ta...

    Lets us at least respect the minds of people in Sudan by Izzadine Abdul Rasoul N...

    Contribution of Art to Humanitarian work BY Abdul-Aziz Ali Omer

    Nothing Saves Sudan from NCP Woes, but Protected Popular Uprising or Deluge By M...

    Brigades for calls and development for votes by Abdul-Aziz Ali Omer

    Professor. Ahmed Ayoub Al-Ghadal by Abdul-Aziz Ali Omer

    From dictatorship to Federalism and democracy by Cde. Sirir Gabriel Yiei Rut

    Moments from a teacher's journey by Abdul-Aziz Ali Omer

    If I were Dr. Riek Machar Teny By Cde. Sirir Gabriel Yiei Rut

    Uror County Youths Congratulate their Recent Graduates By Cde. Sirir Gabriel Yie...

    Better the Presence of the UNAMID for the Darfuris despite Shortcomings By Mahmo...

    Advancing the Anti-Bombing Campaign by Khalid Kodi

    Putin's Dilemma by Abdul-Haq A-Ani

    No hate but looking for justice By Izzadine Noul Arbab "Izzadine Abdul Rasoul "